تقرير حول حجم الأضرار الناتجة عن الهجوم على معسكر زمزم من قبل قوات الدعم السريع
الوضع الانساني في المعسكر علي حافة الانهيار
تقرير حول حجم الأضرار الناتجة عن الهجوم على معسكر زمزم من قبل قوات الدعم السريع
الوضع الانساني في المعسكر علي حافة الانهيار
مرصد حرب السودان : الفاشر
في الأسبوع الثاني من شهر فبراير 2025، تعرض معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، لهجمات وحشية متتالية نفذتها مليشيا الدعم السريع باستخدام المدفعية الثقيلة، مما أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل حصار خانق مفروض على المعسكر منذ أكتوبر 2023، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية إلى مستوى كارثي، في ظل انعدام الغذاء والدواء، واستمرار الاستهداف الممنهج للمدنيين العُزّل.
الوضع الإنساني على حافة الانهيار
تقول المصادر المحلية بولاية شمال دارفور، لأكثر من 14 شهرًا، ظل حوالي مليون ونصف شخص داخل معسكر زمزم تحت وطأة الحصار، يعانون من انعدام أبسط مقومات الحياة، حيث نفدت الإمدادات الغذائية، وتوقفت الخدمات الصحية، فيما أصبحت المياه الصالحة للشرب نادرة جدًا.
في ظل هذه المأساة، أصبح التدخل الدولي العاجل ضرورة لا تحتمل التأخير، فالوضع الإنساني ينذر بكارثة إنسانية قد تكون الأسوأ في تاريخ النزوح بالسودان، وهو ما يستوجب تحركًا سريعًا من المجتمع الدولي لرفع الحصار فورًا، وإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.
معسكر زمزم .. الملاذ الأخير للناجين من مجازر دارفور والفاشر
و مع تزايد الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع، اضطر مئات الآلاف من النازحين إلى الفرار من منازلهم بحثًا عن ملاذ آمن.
ووفقًا للتقديرات الأخيرة، فإن أكثر من 500,000 أسرة فرت إلى معسكر زمزم قادمة من مناطق شقرة، قولو، سلومات، أمجمينات، أمقديبو، عرب بشير، حلة كنين، وغيرها من قرى ومحليات غرب الفاشر، بعد أن تعرضت منازلهم للتدمير، وأُجبروا على الهروب تحت وابل من القصف العشوائي والاستهداف المباشر للأحياء السكنية.
ثالوث العنف والجوع والمرض يهدد حياة النساء والأطفال
تقول المصادر المحلية ان النساء والأطفال يدفعون الثمن الأكبر لهذه الكارثة، في ظل استمرار الحصار، باتت حياة 423,000 طفل و600,000 امرأة في خطر محدق، مع غياب الرعاية الصحية، وتفشي الأمراض، وارتفاع معدلات سوء التغذية.
ووفقًا لتقارير صادرة عن منظمات إنسانية دولية مثل “Save the Children”، “MSF”، و”Relief International”، فإن الوضع في معسكر زمزم وصل إلى مستوى كارثي، حيث باتت معدلات الوفيات بين الأطفال في ارتفاع مستمر، بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد، فضلًا عن غياب الرعاية الطبية للنساء الحوامل، مما يهدد حياة آلاف الأمهات والأجنة.
و إن العالم مطالب بالتحرك الفوري لإنقاذ هؤلاء الأبرياء قبل فوات الأوان.
تداعيات انهيار النظام الصحي وصعوبة الحصول على العلاج
تعرض النظام الصحي في معسكر زمزم لانهيار شبه كامل نتيجة القصف العشوائي، وعمليات التخريب التي طالت المنشآت الطبية، ما أدى إلى تعليق أنشطة المنظمات الصحية بالكامل.
ووفقًا لتقرير “أطباء بلا حدود”، فإن المعسكر يشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم، مع ازدياد أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية، وتفاقم معاناة النساء الحوامل اللاتي يواجهن خطورة الولادة دون أي رعاية طبية.
كما أشار مساعد طبي عثمان عبدالرحمن، رئيس لجنة الصحة بالمعسكر، إلى أن هناك 47 حالة جراحية حرجة، من بينها إصابات بالغة نتيجة الهجوم، بالإضافة إلى حالات ولادة معقدة تتطلب عمليات جراحية عاجلة. إلا أن انعدام الخدمات الصحية، وإغلاق الطريق الرابط بين زمزم والفاشر، يجعل من المستحيل توفير الرعاية اللازمة، ما يزيد من معدلات الوفيات.
تزايد عدد الضحايا وصعوبة توثيق الأعداد الحقيقية
في ظل استمرار الهجمات وانقطاع الإنترنت والاتصالات، أصبح من الصعب تحديد الأعداد الحقيقية للضحايا، حيث أشار العمدة عبدالرحيم تابت إلى أن الوصول إلى المستشفيات والمقابر بات شبه مستحيل، وأن العدد المتوفر حاليًا هو 34 حالة وفاة و47 جريحًا، إلا أن العدد الحقيقي قد يكون أضعاف ذلك.
وأكد الباشمهندس محمد خميس دودة، المتحدث الرسمي باسم معسكر زمزم، أن القصف استهدف جميع القرى الواقعة غرب، جنوب، وجنوب شرق المعسكر، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين، مع صعوبة بالغة في الوصول إلى الجثث وإحصائها.
عزلة المناطق المتضررة والمناشدات الدولية
أوضح حسن صابر جمعة، مفوض شؤون النازحين بولاية شمال دارفور، أن معظم القرى والمعسكرات المتضررة مثل شقرة، أبو زريقات، معسكر زمزم، أبو شوك، وحتى شرق الفاشر في مناطق بروش وأمكدادة، باتت معزولة تمامًا بفعل استمرار القصف والحصار.
وناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لفتح ممرات إنسانية، وإيصال الغذاء والدواء للنازحين، حتى لو كان ذلك عبر وسائل بديلة أو إلكترونية.
الخسائر الاقتصادية: دمار شامل في سوق معسكر زمزم
لم يقتصر الدمار على البشر، بل امتد ليشمل الاقتصاد، حيث تعرض 90% من رأس المال الاقتصادي في السوق للتدمير، وفقًا لتقديرات الغرفة التجارية بمعسكر زمزم، حيث قُدرت الخسائر المالية بحوالي 25 مليون دولار، فيما تم إحراق ونهب 80324 محلًا تجاريًا بالكامل.
كما أشار الجزار حاتم أبوبكر إلى أن المليشيا قامت بسرقة وإحراق أكثر من 1600 رأس من المواشي، مما أدى إلى انهيار تجارة اللحوم في المعسكر بشكل كامل، وزيادة معاناة النازحين الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد.