الوضعُ الراهن بولايات كردفان الكبرى
٢٤ قتيل وجريح بالمسيرات واستمرار النزوح ووصول مساعدات إنسانية
الوضعُ الراهن بولايات كردفان الكبرى
٢٤ قتيل وجريح بالمسيرات واستمرار النزوح ووصول مساعدات إنسانية
مرصد حرب السودان : ولايات كردفان الكبرى
استمرّت حدة المواجهات العسكرية بين الجيش والدعم السريع بولايات كردفان الكبرى وذلك باستخدام المُسيَّرات بكثافة سيِّما من طرف الجيش، بينما شهدت بعض مدن ولاية شمال كردفان موجاتُ نزوحٍ واسعة، فيما شهدت مدينتا الدلنج وكادقلى، وصول قافلة مساعدات إنسانية بعد طول معاناةٍ وانتظار.
أولاً ولاية شمال كردفان
قصفْ زريبةُ الشيخ البرعى بمسيرة وطرفا الحرب يتبادلان الاتهام
قصفت مُسيَّرة إستراتيجية صبيحة يوم الخميس الموافق ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥م، زريبة الشيخ عبدالرحيم البرعى الواقعة بمحلية أم دم حاج أحمد وعلى بُعدِ ١٠٠ كيلومتراتٍ شمالى شرقى مدينة الأبيض عاصمةُ ولاية شمال كردفان، والزريبةُ عبارة عن مسيدٍ كبير لحفظ القرآن الكريم وتعليم العلوم الإسلامية، وأدّى القصفُ لوفاة إثنين و إصابة خمسة من حفظة القرآن الكريم، وتبادل طرفا الحرب الإتهام وحمّل كلُّ طرفٍ الآخر مسؤوليةَ قصف المسيد.
العميد عاصم عوض الناطق الرسمى بإسم الجيش قال فى تعميمٍ صحفى، إنّ ما يُروّجُ له حول استهداف زريبة الشيخ البرعى، ليس سوى محاولةً مكشوفة من قِبل قوات الدعم السريع لصرفِ النظر عمّا وصفها بالجرائم التى ترتكبها ضد المدنيين فى مناطق عِدة فى السودان، وأكدّ أنّ القوات المسلحة لم ولن تستهدف دُور العبادة أو التجمعات المدنية تحتَ أىِّ ظرف.
من جانبه ، قال المقدم الفاتح قرشى الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع فى تعميمٍ صحفى بتأريخ الخميس الموافق ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥م ( فى جريمة جديدة تُضاف إلى السجل الأسود لجيش الحركة الإسلامية الإرهابية، استهدفت طائراتٌ مسيرة صباح يوم الخميس خلاوى الشيخ البرعى بشمال كردفان فى اعتداءٍ سافر على مؤسسةٍ دينية مدنيةٍ خالصة لا وجود فيها لأىِّ هدفٍ عسكرى).
وقال أنّ الهجوم الإرهابى للجيش المُختطف أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من تلاميذ القرآن ودارسيه فى مجزرةٍ مروِّعة تُمثِّل انتهاكاً فاضحاً لكافة المواثيق الدولية والإنسانية.
واضاف أنّ الفرق الطبية لقواتهم إلى جانب الجهات المُختصة تُواصل أعمالها فى إسعاف المُصابين وحصر الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن هذا العمل الإجرامى.
موجاتُ نزوحٍ واسعة من بعض مدن ولاية شمال كردفان
بعد أنْ استعادت قوات الدعم السريع السيطرةَ على مدينة بارا بتأريخ السبت الموافق ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥م، وعلى محلية أم دم حاج أحمد بتأريخ الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥م، وتصدِّى الجيش لهجوم الدعم السريع على منطقة جبل الهشابة وقريتى أم شجيرة وأم عردة بتأريخ الثلاثاء الموافق ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥م، وفى أعقاب التهديدات التى أرسلتها قوات الدعم السريع وأنّها ستشِنُّ هجوماً مُباغتاً على مدينة الأبيض مقر الفرقة الخامسة مشاة الشهيرة بالهجانة، شهِدتُ مدن ( الأبيض وبارا و الرهد) موجاتُ نزوحٍ عالية باستخدام عربات اللوارى والبصات السفرية والعربات الخاصة نحو ولايات ( النيل الأبيض والجزيرة والخرطوم).
ووفقاً لمصفوفةِ تتبُّع حركة النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فإنّ نحو ٧٦٠٠ شخص نزحوا من المدن الثلاث خلال يومى الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥م والأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥م، وذلك بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية بولاية شمال كردفان.
وقالت المصفوفة أنّ نحو ٢٢٥٠ شخصاً نزحوا من مدينة الأبيض، فيما نزح نحو ٥٠٠٠ شخصاً من مدينة بارا ونحو ٣٥٠ شخصاً من مدينة الرهد.
وقال المواطن أحمد البدين من مدينة الأبيض لمرصد حرب السودان، أنّ مواطنى المدينة بدأوا يهِمُون بمغادرةِ المدينة بالرغم من التطمينات التى ظلّ يُرسلها الأستاذ عبدالخالق عبداللطيف والى الولاية بأنّ المدينة آمنة ولا تُواجه أيةَ تهديداتٍ فى الوقت الراهن.
ثانياً : ولاية جنوب كردفان
قوات تأسيس تقصفُ مدينة كادقلى بالمُسيّرات الإستراتيجية
واصلت قوات تأسيس قصفُها لمدينة كادقلى حاضرة ولاية جنوب كردفان، وقامت صبيحة يوم الجمعة الموافق ٣١ أكتوبر ٢٠٢٥م بقصف المدينة بالمُسيّرات الإستراتيجية، واستهدف القصف قيادة اللواء ٥٥ مشاة ومقراتٍ للجيش بقيادة الفرقة ١٤ مشاة.
وقال شهودُ عيان بالمدينة، أنّ القصف استهدف مركزاً لإيواء النازحين بحى كُلبا مما أدّى لاستشهاد ٥ أطفال من أسرة واحدة وإمرأتين وإصابة ٦ آخرون.
والأطفال القتلى من أسرة واحدة هم :-
١/ حنان حسن عبدالله جبارة : وتبلغ من العمر ٧ سنوات.
٢/ أسيل حسن عبدالله جبارة : وتبلغ من العمر ٦ سنوات.
٣/ إيلاف حسن عبدالله جبارة : وتبلغ من العمر ٤ سنوات.
٤/ فارس حسن عبدالله جبارة : ويبلغ من العمر ٣ سنوات.
٥/ سعيد حسن عبدالله جبارة : ويبلغ من العمر سنتان.
أما المُصابون فهم :
١/ عبدالله حسن جبارة : والد الأطفال الخمسة المتوفون.
٢/ حنان عمر كودى.
٣/ عباس كباشى آدم.
٤/ مشاعر هارون آدم.
٥/ وهاد محمدصالح.
٦/ مواهب حسن الشفيع، وتم نقلهم إلى مستشفى كادقلى المرجعى لتلقى العلاج.
وأكدّ شهودُ العيان، أنّ القصف تسبّب فى سِريان حالةٍ من الخوف والهلع وسط مواطنى المدينة، مما أجبر الكثيرين منهم للنزوح إلى شمال المدينة.
فيما وصف ناشطون حقوقيون القصف بأنّه انتهاكٌ مُروِّعٌ للقانون الدولى الإنسانى، وأنّ استمرار استهداف النازحين والأطفال، يرقى إلى جرائم إبادة جماعية تستدعى تدخلاً دولياً عاجلاً لحماية المدنيين فى مناطق النزاع.
وصول مساعدات إنسانية لمدينتى الدلنج وكادقلى
قالت الوكالات الأممية ( المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمى واليونيسيف ) فى بيانٍ مشترك بتأريخ الخميس ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥م، أنّها تمكّنت من إيصال قافلة مساعدات إنسانية إلى المجتمعات المحاصرة في مدينتى الدلنج وكادقلى بولاية جنوب كردفان.
وقالت أنّها أوصلت المساعدات الإنسانية بعد أشهرٍ من التفاوض مع قوات الدعم السريع التى تُسيطر على الطرق الرابطة بين المدينتين ومدينة الأبيض.
وقالت أنّ بعض المساعدات تعرّض للنهب، وقالت الوكالات الثلاث أنّها أوصلت المساعدات الإنسانية التى تحتوى على ( أغذية ومواد إغاثة تشمل، حصائر للنوم وجراكانات مياه وأغطية وناموسيات، و حقائب الكرامة، وجرعات التغذية للأطفال).
واكدت الوكالات أنّ المساعدات تستهدف عشرات الآلاف من المواطنين فى المدينتين الذين عانوا شهوراً من الحصار وتناقص مخزون الغذاء.
وأضافت أنّ القافلة تُعد أول قافلة مشتركة تصل إلى جنوب كردفان منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع.
واوضحت الوكالات استغراقهم شهوراً من المثابرة و المفاوضات مع قوات الدعم السريع وأنّ الرحلة كانت طويلة ومحفوفةٌ بالتحديات شملت نهب أجزاء صغيرة من الإمدادات قبل وصولها إلى مدينة الدلنج.
وقال الأستاذ مجذوب أبكورة رئيس الإدارة المدنية بمحلية القوز التى تُسيطر عليها قوات الدعم السريع، أنّهم سمحوا للقوافل بالمرور بالمحلية تضامناً مع مواطنى المدينتين والأحوال الإنسانية الصعبة التى يُواجهونها.
ثالثاً : ولاية غرب كردفان
مُسيَّراتُ الجيش تقصفُ مدن ودبندا و الخوى و أبوزبد والنهود والفولة
نفذّت مُسيَّراتُ الجيش ضرباتٌ جوية واسعة يوم الخميس الموافق ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥م، استهدفت مدن ( ودبندا والخوى وأبوزبد والنهود والفولة ) الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ومحيط الفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة التى يُسيطر عليها الجيش.
من مدينة ودبندة، قال الناشط المدنى التقى مصلح لمرصد حرب السودان، أنّ مُسيّرات الجيش استهدفت تجمعات للمواطنين باحدى شبكات الوايفاى ومحل الجراح للاتصالات بسوق المدينة بالإضافة للبوستة والمستوصف البريطانى وشرق الإدارة المالية، وقال أنّ القصف أدى لقتل المواطن :-
أمجد خالد أبوشيخة.
وإصابة ٨ مواطنين آخرين وهم :
١/ الدبيج.
٢/ الجراح.
٣/ دفع الله الجراح.
٤/ شقيق الدبيج.
٥/ صبحى.
٦/ ودالهادى أبودهب.
٧/ زوجة ود الكاشيك وطفلتها.
٨/ محمد حمدان بدوى.
وفى السياق، قصفت مُسيّرات الجيش تجمعات وعربات دفعٍ رباعى وتعزيزاتٍ عسكرية بمدن الخوى والنهود والفولة وأبوزبد، أوقعت خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد العسكرى.
كما قصفت مُسيّرات الجيش حشوداً عسكرية لقوات الدعم السريع شمال مدينة بابنوسة بقيادة العقيد التاج التجانى كانت تُخطِّط للهجوم على الفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة.
وأكدّت مصادر عسكرية، أنّ الطيران المُسيَّر أربك خطط المليشيا وأبعد خطرها عن الفرقة ٢٢ مُشاة، وأكدّت المصادر جاهزية الفرقة لصد أىِّ هجومٍ للدعم السريع.
طرفا الحرب يتنازعان حول خليفة الأمير عبدالقادر منعم منصور بأمارة دار حَمر:-
بدأ طرفا الحرب فى التنازع حول مَن يخلفُ الأمير عبدالقادر منعم منصور أمير أمارة عموم قبائل دار حَمر الذى توفى يوم السبت الموافق ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥م، بمدينة النهود بعد إصابته بجلطة دماغية لم تُمهله طويلاً.
فبعد قيام قوات الدعم السريع بقيادة اللواء حامد عبدالغنى قائد قوات الدعم السريع بقطاع محليات شمال ولاية غرب كردفان بتعيين الشرتاى إسماعيل محمد الشيخ أميراً لأمارة عموم قبائل دار حَمر يوم الأربعاء الموافق ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥م، قام اللواء ركن حقوقى ( م ) محمد أحمد جايد والى ولاية غرب كردفان باصدار قرار يوم الخميس الموافق ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥م، حملَ الرقم ( ٣٣ )، قضى بتعيين السيد / منعم عبدالقادر منعم منصور ناظراً لنظارة عموم قبائل دار حَمر خلفاً لوالده المرحوم.
وقال الوالى أنّ القرار جاء بُناءً على مخرجات اجتماع الكلية الشورية لشراتى دار حَمر بتأريخ الثلاثاء الموافق ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥م، وإعتماد توقيعات ٣٠ شرتاى من جملة ٣٦ شرتاى من شراتى دار حَمر.
وأعرب عددٌ من مثقفى قبائل دار حَمر عن تخوفهم من أنْ يؤدى وجود قيادتين للأمارة إلى حدوث شروخات إجتماعية قد تقود إلى تفكيك وحدة قبائل الدار التى وحدّها المرحوم عبدالقادر بحنكته وخبرته وإجماع قبائل الدار عليه.









