استنكارٌ واسع لمجزرة الجيش بمنطقة عَلوبة بجنوب كردفان
هيئة محامى كردفان تستنكر الجريمة ومقتل أحد قادة الدعم السريع بمدينة بارا
استنكارٌ واسع لمجزرة الجيش بمنطقة عَلوبة بجنوب كردفان
هيئة محامى كردفان تستنكر الجريمة ومقتل أحد قادة الدعم السريع بمدينة بارا
مرصد حرب السودان : ولايتى شمال وجنوب كردفان
أولاً : ولاية شمال كردفان
قُتِلَ المقدم حسب الكريم سليمان الشهير ب ( حسبو) أحد قادة الدعم السريع بمحور بارا بولاية شمال كردفان إثر الطلعات الجوية التى شنّتها مُسيّرات الجيش على مدينة بارا يوم الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥م والتى استهدفت ارتكازات قوات الدعم السريع بالمدينة ومقر قيادتها العسكرية بمدرسة عبدالله معروف الثانوية الخاصة بنين، ورجحّت مصادر موثوقة بأن المقدم حسبو لقِىَ حتفه تحت احدى أنقاض المدرسة التى قصفتها المُسيّرات بكثافة.
فيما أكدّت مصادر عسكرية هروب أحد قادة الدعم السريع يُدعَى ( غرب النوير) من مدينة بارا باتجاه مدينة الدبيبات بعد أن طلب النجدةَ من العقيد حسين برشم الذى تحاججَ بضعف العامل اللوجستى العسكرى والذى حالَ دون نجدتهم لأشاوسهم بجبهات القتال بولاية شمال كردفان التى تشهد تقدماً عسكرياً مضطرداً لمتحرك الصّيّاد الذى أصبح على بُعدِ بِضعَ كيلومتراتٍ من السيطرة على مدينة الدبيبات كُبرى المناطق التى تُسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ثانياً : ولاية جنوب كردفان
استنكرت قطاعاتٌ واسعة المجزرة البشعة التى ارتكبتها قوات الجيش بمتحرك الصّيّاد بعد سيطرته على منطقة عَلوبة الواقعة جنوب مدينة الأبيض داخل حدود ولاية جنوب كردفان، حيثُ استهدفت قوات متحرك الصّيّاد فُرقان قبيلة الحوازمة وقامت بقتل ٧ أفراد من أسرةٍ واحدة من أولاد تركاوى دون جريرةٍ ارتكبوها سوى اتهامهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع. والقتلى السبعة هم :-
١/ الزاكى عيسى تركاوى.
٢/ الفاتح على عيسى تركاوى.
٣/ الرقيبة على عيسى تركاوى.
٤/ عبدالله آدم عيسى تركاوى.
٥/ أحمد آدم عيسى تركاوى.
٦/ موسى محمد آدم بشيتين.
٧/ التومة محمد تركاوى عيسى ( وهى إمرأة مُسنة تبلغ من العمر سبعون عاماً).
وقال شهود عيان للمجزرة من منطقة عَلوبة ل ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ أن قتل أفراد الأسرة السبعة تمّ بوحشيةٍ لم يشاهدوا مثلها من قبل ، وأكدوا أن الجريمة البشعة تمّ ارتكباها فى منطقة مدنية آمنة ووسط مجتمع معروف بسِلمه الأهلى وتماسُك نسيجه الاجتماعى.وأبدوا استنكارهم التام للجريمة لأنها تمّت لأسبابٍ مرتبطة فقط بالانتماء الجغرافى والقبلى.
وفى السياق ذاته استنكرت هيئة محامى كردفان عبر بيان أصدرته بتأريخ الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥م وتلقى ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ نسخةً منه الجريمة البشعة التى أُرتُكِبت بحق أسرة تركاوى ، ووصفتها بأنها جريمة قتل جماعى عمداً مع سبق الإصرار وأنها تُصنّف كجريمة ضد الإنسانية وِفقاً للقانون الدولى وتُشكِّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولى الإنسانى بما فى ذلك اتفاقية جنيف ومواثيق حقوق الإنسان التى تتضّمن الحماية الكاملة للمدنيين فى النزاعات المسلحة وخصوصاً خارج مناطق الاشتباك.
وقالت الهيئة فى بيانها ، أنّ استهداف المدنيين على أساس الهوية القبلية او الجغرافيّة يُعَدُّ أحد أشكال التطهير العِرقى وتُعَدُّ انتهاكاً مباشراً للمادة ٧ من نظام رومى الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية.
مسؤولية الدولة عن الجريمة
قالت هيئة محامى كردفان فى بيانها أن الدولة تتحمّل المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عن الجريمة ، مُوجهِّةً المسؤولية للجهات التالية :-
القيادة العامة للجيش السودانى بصفتها السُّلطة الآمِرة المُنفِّذة.
القوات المُشتركة بصفتها جهةً تنفيذية مشاركة على الأرض.
كتائب البرّاء بن مالك كجناحٍ متورِّطٍ فى تنفيذ الجريمة.
السلطات السياسية والعسكرية فى بورتسودان بصفتها الجهة المُشرِفة على إدارة الشأن الأمنى والعسكرى لجهة عدم اتخاذها لأىِّ إجراء لوقف الجريمة أو محاسبة مرتكبيها حتى اللحظة.
مطالبٌ عاجلة للهيئة
طالبت هيئة محامى كردفان فى بيانها بِعدة مطالب أجملتها فى الآتى :-
١/ فتح تحقيق دولى عاجل ومُستقِل تحت إشراف الأمم المتحدة.
٢/ تشكيل لجنة قانونية مُستقِلة من نقابات المحامين وهيئات حقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات.
٣/ تقديم كافة المسؤولين عن المجزرة للمُساءلة الجنائية محلياً ودولياً.
٤/ توفير حماية دولية عاجلة للمدنيين فى مناطق النزاع بولاية جنوب كردفان.
٥/ تمكين آليات العدالة الإنتقالية والمحاسبة الجنائية كضمانة لعدم تِكرار مثل هذه الجرائم.
تحذيراتٌ قانونية للهيئة:-
اعتبرت هيئة محامى كردفان أن بيانها بمثَابةِ إشعارٍ قانونى أولى، وستَتبَعه بملفٍ قانونى متكامل يتضمن الأدلة والشهادات والوثائق اللازمة لإحالته إلى الجهات القضائية الدولية بما فى ذلك المحكمة الجنائية الدولية.كما حذّرت الهيئة عبر بيانها من أية محاولة للتستُّر على الجريمة أو عرقلة سير العدالة.
مُؤكدةً التزامها الكامل باتخاذ جميع الإجراءات القانونية والحُقوقية لملاحقةِ جميع المتورطين دون إستثناء سواء اكانوا أفراداً او جهات.كما أكدّت أن دماء الأبرياء بمنطقة عَلوبة لن تذهب سُدىً وأنها ستبقى حاضرةً للدفاع عن الحق ومُلاحقة الجُنَاة حتى تتحقّق العدالة.
تجدُر الإشارة إلى أن طرفا الحرب ظلّا يرتكبان الكثير من الانتهاكات الجسيمة والمُروِّعة بحق المدنيين منذ اندلاع حربهما اللعينة فى الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م ضاربين تعهداتهم بحماية المدنيين بعرض الحائط.