مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ’’ اوتشا‘‘ : نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من ولاية الجزيرة 1- 2
الأثر الإنساني للعنف المسلح في الجزيرة علي المدنيين العزل
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ’’ اوتشا‘‘ : نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من ولاية الجزيرة 1- 2
مرصد حرب السودان : متابعات
كشف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ’’ أوتشا ‘‘ في بيان له صدر شهر نوفمبر الجاري، عن نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من أجزاء من ولاية الجزيرة منذ 20 أكتوبر الماضي، في أعقاب موجة من العنف المسلح والهجمات في المنطقة تشنها قوات الدعم السريع.
وأفادت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، في الاول من نوفمبر الجاري، أن حوالي 135,400 شخص نزحوا من الجزيرة ووصلوا إلى ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل، بينما أفادت السلطات المحلية والشركاء في المجال الإنساني أن عدد النازحين داخلياً الذين يصلون إلى هذه الولايات، مستمر في التزايد.
في ذات الوقت، أكدت نقاط الاتصال المجتمعية الصحية في منطقة البطانة بولاية القضارف، هناك اشتباه في تفشي مرض الكوليرا بين النازحين من شرق ولاية الجزيرة.
وتفيد التقارير أن مرض الكوليرا ينتشر بسرعة بين النازحين، حيث لا يحصل النازحون داخلياً على مياه الشرب النظيفة، ويضطرون إلى شرب المياه الملوثة من مصادر المياه المفتوحة.
بينما تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 150 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا في مستشفى الصباغ الريفي، وهو مرفق صغير ذو قدرة محدودة على استيعاب العديد من المرضى، ولا تزال قرية الصباغ تشهد تدفقاً كبيراً للنازحين يومياً، مما يزيد الضغط على الخدمات الصحية المحلية.
علاوة على ذلك، وردت تقارير عن وفاة 54 مدنياً وإصابة 90 آخرين بالمرض بسبب طعام مسموم في منطقة الهلالية شرق ولاية الجزيرة.
في ذات الوقت، يواصل الشركاء في المجال الإنساني توسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الفورية للنازحين، والمجتمعات المضيفة في المناطق التي يبحثون فيها عن الأمان، والحماية والمأوى، و غيرها من المساعدات.
وأدى تدفق النازحين داخلياً إلى إرهاق الخدمات المحلية المحدودة بالفعل، بما في ذلك الرعاية الصحية، والتعليم، والمياه والصرف الصحي، مما وضع ضغوطاً هائلة على قدرات وموارد السلطات المحلية، والشركاء في المجال الإنساني للاستجابة.
قبل تدفق النازحين من ولاية الجزيرة، استضافت ولايتي القضارف وكسلا الشرقيتين حوالي 1.3 مليون نازح من الخرطوم، والجزيرة وأجزاء أخرى من السودان.
التأثير والاحتياجات الإنسانية
أدى العنف في ولاية الجزيرة إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، بعد فرارهم على عجل خوفا على حياتهم، وفقدان جميع ممتلكاتهم، وسبل عيشهم، وينبغي علي المنظمات التعامل مع الصدمات، وخاصة النساء والأطفال.
هناك مخاوف كبيرة تتعلق بالحماية، مع وجود تقارير عن فصل النازحين عن أفراد الأسرة الآخرين، وتعرضوا للنهب، والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وكشفت بعض النازحات، أنهم مروا عبر نقاط التفتيش، حيث تم تفتيشهم، وفحصهم من قبل مسلحين رجال امن ذكور، وبالإضافة إلى ذلك، يعاني الأطفال من أعراض الضيق النفسي، حيث أبلغت الأسر عن علامات الصدمة النفسية.
وتتمثل الاحتياجات الرئيسية لمعظم النازحين في ولايتي القضارف وكسلا في الحصول على الغذاء، والمأوى، والمياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي، والصحة والحماية.
حسب تقارير مصفوفة تتبع النزوح التابعة للأمم المتحدة، يقيم معظم النازحين في المجتمعات المضيفة أو في مساكن مستأجرة، بينما يضطر آخرون للنوم في الأماكن العامة أو المركبات بسبب نقص المأوى وارتفاع الإيجارات.
ولاية القضارف
وأكد تقرير أوتشا استمرار وصول النازحين الي ولاية القضارف من تمبول ورفاعة، و مدينة الجنيد والقرى المحيطة بها في شرق ولاية الجزيرة، على الرغم من أن حجم التدفق قد انخفض مقارنة بالأسابيع السابقة.
أفادت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في 1 نوفمبر الجاري، أن حوالي 76,900 نازح قد لجأوا إلى محليات الفاو والمفازة، والبطانة، والرهد، والقلابات الشرقية، ومدينة القضارف، وسط القضارف في ولاية القضارف، بعد 20 أكتوبر 2024، وبينما ترى السلطات المحلية بالولاية أن العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
كشفت مصفوفة تتبع النزوح، في أعقاب تدفق النازحين، تم إجراء العديد من التقييمات في أجزاء من ولاية القضارف، لتحديد احتياجات النازحين القادمين من ولاية الجزيرة.
في الأول من نوفمبر الجاري، تم إجراء تقييم سريع لاحتياجات الصحة، والمياه، والصرف الصحي، والنظافة العامة، وهذا التقييم يستهدف النازحين من شرق ولاية الجزيرة، في ثماني قرى، وأحياء في محليتي مدينة القضارف، ووسط القضارف.
وأكدت المصفوفة انه، تم تزويد النازحين بإمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب من خلال نقل المياه بالشاحنات، وأوصى فريق التقييم بالتوفير الفوري للمواد الصحية، والتغذية، والمأوى والمواد غير الغذائية، ومساعدات المياه، والصرف الصحي، والنظافة الصحية للأشخاص المتضررين.
في يومي 2 و3 نوفمبر الجاري، غطت التقييمات المشتركة بين الوكالات بقيادة مفوضية العون الإنساني الحكومية، بمشاركة شركاء المجموعة، مواقع النازحين في محلية وسط القضارف، كشفت النتائج الرئيسية للتقييمات عن وجود فجوات كبيرة في المساعدات الإنسانية المقدمة للنازحين.
يشرب النازحون المياه من البئر المفتوحة التي حفرها المالك لأغراض الزراعة والاحتياجات ذات الأولوية هي المأوى والمواد غير الغذائية والغذاء والحصول على المياه، والصرف الصحي وخدمات الصحة والحماية، بما في ذلك الاستشارة الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية والأنشطة الترفيهية للأطفال، واشتكى النازحون من قلة الملابس، مؤكدين أن الطقس بارد خاصة في الليل.
و تم إجراء تقييم سريع للاحتياجات في 3 نوفمبر الجاري، من قبل إحدى وكالات الأمم المتحدة في مدينة الفاو، ومنطقة الحريرة مع التركيز على العنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة الإنجابية والمساعدة الصحية.
حدد فريق التقييم التابع للأمم المتحدة، الحاجة إلى خدمات الصحة الإنجابية، وصحة الأطفال حديثي الولادة، بما في ذلك رعاية ما بعد الولادة للأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى الحاجة إلى الدعم النفسي، والاجتماعي حيث تعرض بعض النازحين للصدمات.