تعطيل الكهرباء بسبب معارك الجيش والدعم السريع تتسبب في أزمة مياه حادة بكردفان
وارتفاع سعر برميل المياه من ٢٠٠٠ إلى ١٥٠٠٠ جنيه في الفولة
تعطيل الكهرباء بسبب معارك الجيش والدعم السريع تتسبب في أزمة مياه حادة بكردفان
سودان وور مونيتور / غرب كردفان
تعيشُ مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان السودانية أزمةً حادة في مياه الشرب، منذُ حلول شهر مايو الحالي، أدّت لارتفاع سعر برميل الماء من ٢٠٠٠ جنيه سوداني إلي ١٥٠٠٠ جنيهاً سودانياً في الأحياء السكنية القريبة من مصادر المياه وإلي ١٨٠٠٠ جنيهاً سودانياً في الأحياء السكنية البعيدة عن المصادر.
وتسببت قطوعات الكهرباء القومية بمنطقة جبل كردفان بولاية شمال كردفان بعد المعارك الأخيرة التي دارت فيها بين الجيش والدعم السريع بتأريخ ٧ مايو ٢٠٢٤م، فضلاً عن الحريق الذي شبَّ في محطة كهرباء أم روابة بتأريخ ١٣ مايو ٢٠٢٤م وما ترتب عليها من انقطاع الكهرباء بجميع ولايات كردفان الكبري، تسببت في تفاقُم أزمة مياه مدينة الفولة لجهة أن جميع مصادر المياه بالمدينة تعتمد في تشغيلها على الكهرباء القومية.
وشَهِدت مصادر المياه التي تم تشغيلها بالوابورات الكهربائية ازدحاماً غير مسبوق بعربات الكارو - التي تجّرها الدواب والمواطنين - سيما نازحي الحرب من النساء اللائي يردن للماء وهُنّ يحملن الأواني علي رؤوسهنّ حيث يزدحمن في صفوفٍ طويلة بمصادر المياه لفترات تمتد ليوم كامل للظفر بجركانة مياه واحدة يروينَ بها ظمأ أطفالهنّ الصغار.
ويري المهندس معاش ابراهيم شايب مدير مياه الريف سابقاً بوزارة البني التحتية والتخطيط العمراني أنّ أزمة مياه الفولة تتمثل في ارتفاع تكاليف تشغيل الوابورات وارتفاع أسعار الوقود بعد انقطاع الكهرباء القومية، كما أن معظم مصادر المياه بالمدينة لا تعمل بالكفاءة المطلوبة من حيث قدرتها على انتاج المياه بالإضافة إلى أن الخطوط الناقلة للمياه أصبحت غير قادرة علي نقل الكميات المطلوبة وتحتاج لرفدها بخطوط اضافية. كما أن الشبكات الداخلية تعاني من مشاكل هندسية من حيث التوزيع وعدم قدرتها علي تلبية الطلب المتزايد للمياه بسبب الانفجار السكاني وزيادة عدد سكان المدينة الذي تجاوز الضعف من ٤٢ ألف نسمة إلى ٨٧ ألف نسمة بسبب إفرازات الحروب القبلية والحرب الدائرة حاليا بين الجيش والدعم السريع وما تسببت فيه هذه الحروب من نزوحٍ وهجرة إلي المدينة. بالإضافة إلى ضعف القوى العاملة والكوادر الفنية العاملة في مجال المياه ومعظمها عمالة مؤقتة او تعمل بالمشاهرة نتيجة لإيقاف التوظيف بالولاية.
فيما أرجع المواطن حامد سلّام في إفادة لموقع (سودان وور مونيتور) أزمة مياه الفولة لمشاكل إدارية تتعلّق بترشيد الصرف اليومي للايرادات، حيث تذهب معظم ايرادات مصادر المياه اليومية التي تتراوح مابين (٣٠٠ الف جنيه سوداني إلي ٥٠٠ الف جنيه سوداني) لصرف استحقاقات العمالة المؤقتة وحوافز الكوادر الفنية. وطالب حامد الشركات العاملة في التنقيب عن البترول في الولاية بتوفير الوقود لوابورات دوانكي المياه من بند المسئولية المجتمعية.
أما النازحة فطومة هَنّو فكشفت لموقع ( سودان وور مونيتور) عن معاناة النازحات اليومية في سبيل الحصول على جركانة ماء واحدة في ظل عدم امتلاكهن السيولة الكافية الذي يمكنهُنّ من شراء الماء من أصحاب عربات الكارو. وقالت أنها تذهب مبكراً للدونكي وتمضي وقتا طويلا في الصف حتى تتمكّن من الحصول علي جركانة او جركانتين مياه خلال اليوم. وقالت أنها لم تكُن تعاني في سبيل الحصول علي مياه الشرب قبل انقطاع الكهرباء، متمنية عودة التيار الكهربائي حتي تعمل مصادر المياه بكفاءتها المعتادة وحل ازمة المياه الحادة.
وبين المهندس إبراهيم شايب (مسؤول مياه الريف سابقا) ان حل مشكلة مياه الفولة يكمُن في ضرورة قيام وزارة المالية والقوى العاملة بالولاية بالتّكفُل بأعمال الصيانة الدورية للوابورات وتوفير قطع الغيار والتعاقد مع مهندسين وفنيين مهرة للعمل بقطاع المياه والاهتمام بالتدريب والتأهيل لرفع قدرات العاملين، والاعتماد علي الطاقة الشمسية بدلاً عن الاعتماد على الوقود في تشغيل مصادر المياه.