تحديات مركبة يعمق معاناة الاشخاص ذوي الاعاقة بشمال دارفور خلال حرب 15 ابريل
استشهاد وجرح أكثر من خمسون فردا من ذوي الاعاقة
مرصد حرب السودان : ولاية شمال دارفور
في ظل الحرب التي تعصف بالسودان، تتضاعف معاناة الاشخاص ذوي الإعاقة، حيث يواجهون تحديات مركّبة تتمثل في العنف والإقصاء وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
الحرب لم تُدمّر البنية التحتية فحسب، بل جعلت الفرص القليلة المتاحة لهم في الصحة , التعليم والتوظيف شبه مستحيلة، مما يعمّق من معاناتهن اليومية في سيبل الحصول على الخدمات الاساسية.
استشهاد وجرح أكثر من خمسون فردا من ذوي الاعاقة
فقد عان فئة الاشخاص ذوي الاعاقة من اشد الانتهاكات، و يضم مجلس الاشخاص ذوي الاعاقة بشمال دارفور اكثر من ستمائة فردا من جميع انواع الاعاقات السعمية والبصرية والحركية، وبحسب امين عام مجلس الاشخاص ذوي الاعاقة بولاية شمال دار فور، محمد ادم ابراهيم سليمان ان عشرة فردا من ذوي الاعاقة لقو حتفهم جراء القذائف داخل مدينة الفاشر بجانب اصابة 40 فردا باصابات متفاوتة داخل مدينة الفاشر .
اكد محمد انهم يتلقون العلاج في ظروف صحية بالغة التعقيد ويقول امين عام مجلس الاشخاص ذوي الاعاقة ان اكثر من 80% من الاعضاء لجؤء الي دول الجوار في مراكز اللجؤء بجانب نزوح البعض الاخر الي مراكز الايواء بمناطق النزوح الداخلية.
ويكشف محمد حجم الخراب، والدمار الذي طال مرافق ودور الاتحادات داخل مدينة الفاشر معلنا ان دمار شامل لحق بمقار الإعاقة الحركية نسبة لوقوعها في محيط الاشتباكات في وسط المدينة الي جانب تعرض المقارات الاخرى للسلب والنهب مثلها مقار الاعاقة السمعية بالولاية ومخزن المعدات التى تعرض بصورة جزئية للخراب بسبب سقوط القذائف.
ويوصى امين مجلس الأشخاص ذوى الإعاقة ولاية شمال دارفور حكومة الولاية والمنظمات بتقديم الدعم ومراعاة فئات ذوات الاعاقة في تقديم خدمات الدعم الانساني بمراكز الايواء واللجؤء، ويضيف انهم يديرون اعمالهم من على العراء بسبب فقدانهم لجميع معينات العمل بجانب فقدهم لوسائل الحركة التي كانت تعينعهم في انجاز المهامات.
قصة لجؤء لناجي بمعسكر أردمي للاجئين بدولة تشاد
’’ خرجنا من السودان بسبب الأوضاع الأمنية قضيت ٤٥ يومًا بانتظار تسجيل أسمائنا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدولة تشاد، بعدها، نُقِلنا إلى معسكر أردمي برفقة حوالي ١٣٦ شخصًا من ذوي الإعاقة، منهم ١٢ شخصًا من شمال دارفور‘‘.
بهذه العبارات تحدث الينا شريف حامد قصب الذي خرج من الفاشر كرها بعد ان اصيب شقيقه بطلق ناري بمنزلهم بحي الثورة شمال بالفاشر في اغسطس لعام 2023 حيث مناطق الاشتباكات سالكا طريق البر برفقة اسرته الي ان وصل الي دولة تشاد في ظروف بالغة التعقيد حيث الامطار ووعورة الطريق.
ويضيف قصب ’’ كانت رحلتنا شاقة وخطيرة، حيث اضطررنا لسلك طريق طويل وغير آمن بين الفاشر والطينة مروراً بمنطقة مليك ثم الطينة، واستغرقت رحلتنا قرابة ثلاث ايام وصلنا الا ان المعسكر لن تكن كما نتوقعه حيث بداية المعاناة من جديد في ظل فقد جميع ما نملك‘‘.
ويشير شريف قصب عضو مجلس الاشاص ذوي الاعاقة بولاية شمال دارفور الي التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في معسكر أردمي بشكل مضاعف، وذلك لعدم توفر الوسائل والمعينات الحركية، السمعية، والبصرية مما يشكل عائقًا كبيرًا للحركة ليشكل حاجزا في اندماجهم نحو المجتمعات فضلا عن صعوبة الوصول الي مراكز الخدمات الاساسية.
ويقول ’’ اننا نعتمد على مساعدات شهرية تبلغ ١٤٠٠ فرنك تشادي او ما (يعادل حوالي ٢١ ألف جنيه سوداني)، وهي غير كافية لتلبية احتياجاتنا في ظل غياب وفق فرص العمل‘‘.
ويواجهة الاشخاص ذوي الاعاقة تحديا اخر قد يتربط بطبيعة انشاء المخيمات التي لا تلائم ظروف وحالة مثل هذه الفئات وخاصة المرافق العامة (الحمامات )، وبعد المراكز الصحية مع ندرة الادوية العلاجية مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية لهم.
في المقابل النساء ذوات الإعاقة في #السودان يُقدّمن نموذجًا حقيقيًا للصمود فبينما يزداد الوضع صعوبةً، تُثبت هؤلاء النساء قدرتهن على تجاوز العقبات،و في نفس، السياق قال محمد المؤيد مبارك عضو تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية قال تتزايد معاناة فئات الأشخاص ذوي الإعاقة مما جعلهم اكثر عرضة للانتهاكات الممنهجة.
وفي تطور خطير حسب البلاغات التي وصلت الي بعض الجهات والاسر عن اختطاف الأشخاص ذوي الإعاقة واستخدامهم كرهائن، بجانب استغلالهم نتيجة ضعف قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم أو الهرب من المناطق الخطرة، ومن تلك الانتهاكات التي تم توثيقها تشمل، العنف الجسدي، والجنسي الأشخاص ذوي الإعاقة، خصوصاً النساء والأطفال.
ويشير مبارك الي معاناة الحقيقة لهذه الشرائح في مراكز اللجؤء والنزوح وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة، فضلا عن ممارسة الاقصاء والتهميش في مراكز الخدمات مما يزيد من معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى دعم خاص.
وقطع عضو تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بان الحرمان من حقوق الإنسان الأساسية: في حالات النزاع، مثل الغذاء والماء والمأوى، هو ما يعمق أزمتهم الإنسانية.