الجيش السوداني يحرق القرى حول حامية القوارير بكردفان بعد إنسحاب الدعم السريع
ومقتل ٨ مواطنين في هجوم الجيش على القرى والفرقان مع تحليق الطيران في سماء لقاوة وأم عدارة
الجيش السوداني يحرق القرى حول حامية القوارير بكردفان بعد إنسحاب الدعم السريع منها
ومقتل ٨ مواطنين في الهجوم على القرى والفرقان مع تحليق الطيران في سماء لقاوة وأم عدارة
سودان وور مونيتور
تمكّنت القوات المسلحة السودانية من استرداد حامية القوارير العسكرية الواقعة جنوب شرق مدينة لقاوة يوم الأربعاء الموافق الخامس من يونيو ٢٠٢٤م وذلك بعد انسحاب قوات الدعم السريع التي استولت عليها يوم الاثنين الماضي الموافق الثالث من يونيو ٢٠٢٤م، فيما ذكر نازحون من المنطقة أن الجيش السوداني قام بحرق القرى القريبة من الحامية بعد
وكانت قوة من الدعم السريع تتألف من عشر سيارات دفع رباعي بقيادة العقيد حسين برشم تمكّنت يوم الاثنين الماضي من الاستيلاء والسيطرة التامة على الحامية بعد هجومٍ مُباغت شنه علي القوات الجيش في حامية القوارير التابعة للفرقة ٢٢ ببانوسة، وقد أسفر الهجوم حينها عن مقتل خمسة من أفراد الجيش وأسر عدد ٢٥ آخرين كما إستولت القوات المهاجمة علي عدد ١٠ عربات دفع رباعي ماركة لاندكروزر بحالةٍ جيدة، بينما فقد الدعم السريع ثلاثة من أفراده.
وبحسب شهود عيان من مواطني منطقة القوارير، أنّ قوة تتبع للواء (٩٠) التابع لقيادة الفرقة (٢٢) القادمة من حامية هجليج العسكرية تمكّنت من استرداد حامية القوارير دون مقاومة وذلك بعد انسحاب قوات الدعم السريع بقيادة حسين برشم تجاه مدينة أبوزبد التي يتمركز بها الدعم السريع. وكشف الشهود بأن قوات الجيش قامت بتمشيطٍ واسع النطاق لكل القري الواقعة حول حامية القوارير وقامت بحرقها ما ما تسبب في مقتل عدد من المواطنين ودفع سكان هذه القري للنزوح الي منطقة أم عدارة و مدينة لقاوة.
وفي تسجيلٍ عبر الفيديو كشفت مواطنة حافية القدمين وتحمل طفلها من قرية الإغيبش الواقعة حول حامية القوارير عن أنّ الجيش القادم من هجليج قام بحرق القرية وإطلاق النار علي مواطنيها بذريعة التواطؤ مع الدعم السريع مما أدى الي قتل ثمانية من مواطني القرية بينهم إمرأة، والقتلي هم :
١/ الطالب مقدم
٢/ خليل حميدان
٣/ حسين عبدالحميد
٤/ علي أبكر
٥/ فضل الله محمد البشر
٦/ علي عبدالله
٧/ الشيخ كوكو – شيخ قرية منيقو.
كما أوضحت المتحدثة أن جثث القتلى لاتزال ملقيةٌ علي الأرض، وأضافت أنّ مواطني القرية لا علاقة لهم بطرفي القتال وأنّهم نزحوا سيراً علي الأقدام ويعيشون حالياً في ظروفٍ صعبة تنعدم معها المشرب والمأكل والمأوي.
وفي سياقٍ متصل قال مواطنون لـ (سودان وور مونيتور) أنّ الطيران الحربى حلّق ظهيرة الأربعاء في سماء منطقة أم عدارة و مدينة لقاوة وواصل صبيحة الخميس الموافق ٦ يونيو ٢٠٢٤م طلعاته الجوية دون قصفٍ او إلقاء للبراميل المتفجرة.
وكشفوا عن ذُعرهِم وتخوفهم من أن يقوم الطيران الحربى بقصفهم وتدمير ما تبقي من مساكنهم التي شيدت في الأساس من المواد المحلية.
وحمّل أحد مواطنى منطقة أم عدارة مسئولية القتلى ودمار القرى الواقعة حول حامية القوارير لقائد الدعم السريع حسين برشم ووصفه بالجُبن وعدم الشجاعة، مُستنكراً عليه دخول حامية القوارير والاستيلاء على العربات والعتاد العسكري والهروب بها علي حدِّ قوله، مُطالباً إيّاه بالكّف عن الهجوم علي الحاميات الصغيرة.
الدعم السريع يجدد تهديده بإجتياح مدينة الفولة
وفي سياق ذي صلة، جددت قوات الدعم السريع بغرب كردفان تهديدها بإجتياح مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان. ويأتي التهديد الحالي عقب زيارة التصريحات التي أدلت بها القيادات القبلية التي تزور بورتسودان هذه الأيام، يتزعمهم السيد أحمد صالح صلوحة القيادي المعروف بالمؤتمر الوطني المحلول، بتبرؤهم من الدعم السريع وذلك بعد عقد لقاءات متعددة مع حكومة بورتسودان. وقد ضم الوفد بجانب السيد صالح صلوحة، رئيس الهيئة الشعبية لنصرة القوات المسلحة السودانية، ضم أكثر من ٧٠ عضوا من قبائل المسيرية والحمر (المسيرية الحمر منهم الفلايتة والعجايرة، والمسيرية الزرق وقبائل دار حمر) معظمهم من المجاهدين وقيادة الدفاع الشعبي السابقين.
وبحسب الأستاذ صلوحة رئيس الوفد فإن الهدف من زيارة هذا الوفد الضخم لبورتسودان هو تأكيد وقفة أبرز المكونات الاجتماعية بغرب كردفان مع القوات المسلحة وتحسين الصورة القاتمة التي رسمها منسوبو هذه القبائل الذين يُقاتلون في صفوف الدعم السريع.
ويُعد الأستاذ صلوحة من أكبر الداعمين لقوات الشعب المسلحة في حربها مع الدعم السريع وظلّ يُناشد أبناء المسيرية فى لقاءاته في المناسبات الاجتماعية بمدينة المجلد و عبر رسائل التسجيلات الصوتية للانسحاب من صفوف الدعم السريع والكف عن سلب ونهب ممتلكات المواطنين، ونتيجة لمواقفه المناهضة للدعم السريع تعرّض منزله بمدينة الميرم لهجومٍ من مجهولين في أواخر شهر يناير ٢٠٢٤م مما ادّى لمقتل ابنه مُصعب وجرح آخر من أبنائه وإصابة زوجته.
وردّاً واستنكاراً لمواقف الأستاذ صلوحة وفي تسجيلٍ عبر تقنية الفيديو، قال العمدة عبدالرحمن موسى القرين والذى عرّف نفسه بأنه كان قائداً لجيش المسيرية عامةً ومن أمراء المجاهدين إبّان حقبة الرئيس عمر البشير، قال بأنه ترك العمل السياسى وحَمْل السلاح منذ العام ٢٠١٦م واتجه للسكن في البادية يهتم برعاية الأبقار والظعينة، وقال ناصحاً للأستاذ صلوحة بأن الواقع بمنطقة المسيرية تغيّر عمّا كان عليه الحال في فترة حكم الإنقاذ والتى امتازت بشراء ذِمم أبناء المسيرية وأضاف بأن الوفد الذي ذهب إلي بورتسودان هم عناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول والمؤيدين لنظام الإنقاذ، كما دافع العمدة قرين عن انضمام أبناء المسيرية للدعم السريع لأجل قضية محاربة الظلم، وقال أن منطقة المسيرية وبرغم الموارد البترولية والزراعية الضخمة التي تزخر بها إلا أن انسانها لايزال يشرب الماء مع الحمير والكلاب معاً.
أمارة عموم عُموم قبائل دار حمر تتبرأ من وفد بورتسودان
في بيانٍ صادر بتأريخ الثلاثاء الموافق الرابع من يونيو ٢٠٢٤م عن مكتب أمير أمارة عموم قبائل دار حَمر لمحليات (النهود وأبوزبد وودبندا والخُوي والأُضية وغبيش) تلقى (سودان وور مونيتور) نسخة منه، أعلنت قبائل دار حمر عدم مشاركة مُمثلين عن الأمارة في وفد حكومة ولاية غرب كردفان إلي بورتسودان وأنّ الأمارة لن تكون لها أية علاقة بنتائج الزيارة وأنّ أىّ شخص شارك ضمن الوفد من دار حمر يُمثِّل نفسه فقط وليس مؤسسات دار حمر، واكدّ البيان احترام الأمارة التام لأيّ مواطن من دار حمر يسكن في احدي محليات جنوب الولاية، مؤكدةً أنّ حكومة الولاية التي صرفت مليارات الجنيهات لإرسال الوفد إلي بورتسودان لم تتشاور مع الأمارة حول كيفية اختيار أعضاء الوفد وزمن التحرُّك وجدول اللقاءات وتحديد الهدف من الزيارة واللقاءات التي سيجريها الوفد ببورتسودان.
وعَابَ البيان علي حكومة الولاية صمتها المريب تجاه الهجوم الذي شنّه الدعم السريع الأسبوع الماضى علي قرىً بريفي محلية أبوزبد وحرقها ونهبها وقتل وتنزيح مواطنيها قسراً، واستنكر البيان عدم خطُو حكومة الولاية أية خُطوات أمنية أو إنسانية أو صحية لمناصرة ضحايا الهجوم. وأكدّ البيان أنّ دار حمر أعلنت موقفاً واضحاً لا لبسَ فيه عن تأييدها التام للقوات المسلحة ودعمها في معركة الكرامة الفاصلة بين الحق والباطل وأن هذا الموقف جاء علي لسان قائد الأمارة الأمير عبدالقادر منعم منصور وباجماع الشراتى والمكتب التنفيذى للأمارة ومجلس شوري شيوخ الأمارة.
وكشف البيان عن أنّ الأمارة مستمرةٌ في الترتيب والتنسيق مع الجهات الحكومية لابتعاث وفد إلي بورتسودان للقاء القيادات العليا بالبلاد وأنّ الوفد سيحمل هموم أهل الدار والسودان عامةً.