مقتل وإصابة ١٨ مواطنا بينهم ثلاثة أشقاء بواسطة قوات الدعم السريع بمدينة غبيش
جهودٌ مشتركة بين الإدارة الأهلية والدعم السريع تفلحُ في نزع فتيل الأزمة وعودة الهدوء إلى المدينة
الهدوء يعود إلى مدينة غبيش بعد مقتل وإصابة ١٨ مواطنا بينهم ثلاثة أشقاء بواسطة قوات الدعم السريع
جهودٌ مشتركة بين الإدارة الأهلية والدعم السريع تفلحُ في نزع فتيل الأزمة
تقرير عن أحداث غبيش / سودان وور مونيتور
بعد أسبوعٍ دامٍ شَهِد مصرع ثمانية أفراد وجرح عشرة آخرون، عاد الهدوء والاستقرار إلي مدينة غبيش بولاية غرب كردفان السودانية بفضل الجهود المشتركة المضنية التي بذلتها الإدارة الأهلية بالمدينة ووفد من قوات الدعم السريع حضر من مدينة الضعين بتكليفٍ من اللواء حسن نهار قائد قوات الدعم السريع/ قطاع شرق دارفور، وقد أفلحت الجهود في نزع فتيل الأزمة لتعود الحياة إلي طبيعتها وتعود الحركة التجارية بعد قيام السلطات المحلية بإغلاق سوق المدينة، كما بدأت الأسر التي غادرت المدينة في العودة التدريجية إلي منازلها التي هجروها بعد أحداث الأسبوع الماضي الدامية.
بداية الأزمة وأحداث الثلاثاء الدامية
كشفت مصادر مطلعة لـ ( سودان وور مونيتور) أن الأزمة استفحلت بعد الخلاف الذي وقع بتأريخ الثلاثاء السابع من مايو ٢٠٢٤م بين قيادة الدعم السريع والنور حسن شيخ قرية أُم زميل والموظف بديوان الزكاة وعضو حزب المؤتمر الوطني المحلول حول أموال الزكاة المُحصّلة بالمحلية، حيث طالبت قيادة الدعم السريع بتسليمها أموال الزكاة بحجة تحصليها من المحلية، ورفض الموظف النور حسن تسليم الأموال وقام بتسليمها لرئاسة ديوان الزكاة بمدينة النهود.
وبعد عودته من مدينة النهود قامت قوة من الدعم السريع تستغِل عربة دفع رباعي علي متنها خمسة أفراد مدججون بالسلاح بالهجوم علي منزل النور حسن بمدينة غبيش بتأريخ أُمسية ذات الثلاثاء لأخذ عربة ديوان الزكاة بالقوة وقاموا بإطلاق أعيرة نارية في الهواء، ردّ عليهم النور حسن بإطلاق أعيرة نارية مُماثلة دون أن تسفر المواجهات بين الطرفين عن وقوع خسائر بشرية.
وأضافت المصادر أن قوات الدعم السريع قامت في ذات يوم الثلاثاء بالهجوم علي تجمعٍ للمقاومة الشعبية بمنزل محمد فرح أحد كوادر حزب المؤتمر الوطني المحلول وأطلقت عليهم النار مما أدي لوفاة ثلاثة أشقاء وهم:
١/ سليمان الهادي حسن
٢/ حامد الهادي حسن
٣/ حمد النيل الهادي حسن
بينما أُصيبَ خمسة عشر آخرون بجروحٍ خطيرة تم اسعافهم إلي مستشفي مدينة النهود توفّي منهم خمسة آخرون بسبب نزيف الدم الشديد.
خوفٌ وهلع وسط المواطنين ونزوح لخارج المدينة
تسببت عملية إطلاق الرصاص والأعيرة النارية داخل مدينة داخل مدينة غبيش، في بث الخوف والهلع وسط مواطني المدينة الذين نزحوا إلي القري المجاورة للمدينة تاركين منازلهم وممتلكاتهم.
وقالت المواطنة آمنة حامد لـ ( سودان وور مونيتور) إنها لأول مرة في حياتها تسمع أصوات الرصاص منذ ميلادها بمدينة غبيش في العام ١٩٩٨م، وقالت أنها كادت أن تموت من شدة الخوف والهلع وأضافت بأنها أخذت أطفالها الثلاث واتجهت بهم تجاه قرية أخوالها ( ستار) تاركةً أبواب منزلها مشرعةً. وقالت أنها وبعد عودتها إلي منزلها يوم الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٤م وجدت أن المنزل قد تم نهبه وفقدت مقتنياتها من الذهب الخالص ومبلغاً من المال كانت تدخره لاعاشة أولادها بعد سفر والدهم إلي ليبيا.
وطالبت آمنة قوات الدعم السريع بالخروج من مدينة غبيش حتى ينعم أهلها بالأمن والاستقرار كما كانت في السابق.
نهبٌ واسعٌ لسوق المدينة والسلطات المحلية تغلقه
نتيجةً لوقوع المدينة في مستنقع الفوضى، انتهز الشفشافة (اللصوص) الفرصة وقاموا يومي الجمعة والسبت الموافق العاشر والحادي عشر ٢٠٢٤م على التوالي بالسطو على سوق المدينة ليلاً ونهب المحال التجارية بعد قيامهم بكسر الأطبال والأطواق، مستخدمين في ذلك عربات التكتك (تراي سايكل) كما استولوا على مبالغ طائلة تركها أصحابها التجار بداخل أدراج متاجرهم..
وقال أحد تجار المدينة لـ (سودان وور مونيتور) أن بعض كبار التجار قاموا بنقل بضائعهم باللواري إلى خارج المدينة، وأشاد بقرار السلطات المحلية بإغلاق السوق ونشر الارتكازات الشعبية مُثمناً دور الإدارة الأهلية التي قامت بتحفيز شباب القبائل علي حماية المدينة والحيلولة دون انزلاقها إلي مستنقع الفوضى
العارمة.
الموقع الجغرافي لمدينة غبيش وسيطرة الدعم السريع عليها
تقع مدينة غبيش بولاية غرب كردفان السودانية ضمن نطاق ما يُسمي بمحليات ولاية غرب كردفان الشمالية والتي تضم محليات (النهود وغبيش والخوي و ودبندة وأبوزبد) ويبلغ عدد سكانها حوالي 80000 نسمة، وتحدها شمالاً منطقة اللِّعيت جار النبي وغرباً مدينة الضعين وشرقاً مدينة النهود وجنوباً مدينة الفولة. وتُعتبر سوداناً مصغراً احتضنت شتّي قبائل السودان التي تعيشُ فيها في سلامٍ ووئام. كما تُعتبر من أكبر المدن التجارية بولاية غرب كردفان لوقوعها في ملتقي طرق تجارية تربط بين شمال السودان وولايات دارفور الكبرى.
بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها علي المدينة بقيادة العقيد/ حامد عبدالغني منذ شهر ديسمبر ٢٠٢٣م دون مقاومةً تُذكر لخلو المدينة من أية حامية عسكرية أو وجود للجيش سوي قوات شرطة المدينة.
وظلّ العقيد/ حامد عبدالغني يعمل في انسجامٍ تام مع سلطات محلية غبيش الحكومية بقيادة الأستاذ محمد جمعة أيبا المدير التنفيذى للمحلية مما أسهم في استتباب الأمن بالمحلية وجعلها واحدة من أكثر محليات ولاية غرب كردفان أمناً واستقراراً لتصبح ملاذاً وقبلة أنظار لنازحي الحرب من مختلف أنحاء السودان، حيث بلغ عدد النازحين بمحلية غبيش ٢٢٢٤ أسرة بعدد أفراد ١٣٢٢٣ فرد يتوزعون علي ٤٩ منطقة داخل حدود المحلية وفقاً للبيانات الاحصائية الصادرة من مفوضية العون الإنساني بالولاية.
جهودٌ مشتركة بين الإدارة الأهلية ووفد من الدعم السريع يفلحُ في نزع فتيل الأزمة
هذا، وقد أفلحت جهودٌ حثيثة بذلتها لجنة مشتركة من الإدارة الأهلية ممثلةً في شرتاى غبيش السيد إسماعيل محمد علي مُمثلاً للأمير عبدالقادر منعم منصور أمير أمارة عموم قبائل دار حَمر وعدداً من القيادات الأهلية والشبابية ووفدٌ من الدعم السريع قَدِم من الضعين بتكليفٍ من اللواء حسن نهار قائد قوات الدعم السريع/ قطاع شرق دارفور برئاسة مستشار قانوني بقوات الدعم السريع، في نزع فتيل الأزمة وعودة الهدوء والاستقرار للمدينة.
وأفاد الأستاذ منهل الحاج لـ ( سودان وور مونيتور) أن اللجنة المشتركة نجحت بعد سلسلةٍ من الاجتماعات عقدتها بمنزل الشرتاي إسماعيل محمد استمرت لمدة ست أيام نجحت في التوصل إلى حلولٍ التزم فيها مستشار الدعم السريع بضبط وحسم تفلتات أفراد الدعم السريع بالمدينة ودفع دِيّات القتلي الثمانية وسداد الفواتير العلاجية للمصابين وإبعاد قوات الدعم السريع إلي خارج المدينة والعمل مع حكومة المحلية علي استرداد منهوبات التجار والمواطنين ورفض كل مظاهر حمل السلاح داخل المدينة. وأضاف الأستاذ منهل الحاج أن الحياة عادت إلى طبيعتها بالمدينة ابتداءً من صبيحة الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠٢٤م.