التدخُّلات والمساعدات الإنسانية لمساعدة نازحى الحرب فى ولاية غرب كردفان 2- 1
جُهود المنظمات الدولية ومجالس العمل القاعدى لمساعدة نازحى الحرب بمختلف محليات الولاية
التدخُّلات والمساعدات الإنسانية لمساعدة نازحى الحرب فى ولاية غرب كردفان 2- 1
مرصد حرب السودان : ولاية غرب كردفان
أوضاعٌ مُزرِية ومأساوية يعيشها نازحوا حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م بين الجيش والدعم السريع بولاية غرب كردفان بمحلياتها الأربعة عشر وهى محليات، الفولة وبابنوسة والمجلد والدِّبب والميرم ولقاوة وكيلك والسنوط، ويُطْلَق عليها محليات جنوب الولاية ومحليات، النهود وأبوزبد والأضية وودبندة والخوى وغبيش، وتُسمّى بمحليات شمال الولاية.
صور للكوادر الطبية بغرب كردفان
حيث يبلغ عدد نازحي الحرب بالولاية عدد ٢٥٧ أسرة بعدد أفراد ٧٥٥،٤٧٠ نازحاً ونازحة نزحوا إلى الولاية فى موجتين، تمثّلّت الموجةُ الأولى فى النازحين الذين نزحوا للولاية عقِب اندلاع الحرب بالخرطوم فى الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م وتوسُّع رقعتها إلى ولايات دارفور الخمس وولاية شمال كردفان وولاية جنوب كردفان التي دارت فيها معارك بين الجيش وقوات الحركة الشعبية شمال / جناح القائد عبدالعزيز الحلو، كما دارت معاركٌ عنيفة فى بعضِ تُخُومها بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما تمثلّت الموجة الثانية فى النازحين داخلياً من المحليات التى أحكمَ الدعم السريع سيطرته عليها فأُجْبِروا على النزوح داخل الولاية إلى المحليات التى تتمتّع بقدرٍ نسبى من الاستقرار.
وتسبّب غَلْق الوكالات الأممية لمكاتبها ومغادرتها الولاية بعد أعمال السلب، والنهب لمركباتها وتدمير أصول مكاتبها بعد الأحداث المؤسفة التى وقعت بالفولة حاضرة الولاية بتأريخ ١٦ أغسطس ٢٠٢٣م كردِّ فعلٍ على قيام الجيش بقتل اثنين من المدنيين قادمين من الخرطوم على متنِ عربةٍ تحملُ منهوباتٍ.
أدّى ذلكُ الخروج، إضافةً إلى تصريحات الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش بتأريخ فبراير ٢٠٢٤م بحرمان مناطق سيطرة الدعم السريع من دخول المساعدات الإنسانية، مالم تضع قوات الدعم السريع السلاح، وتوقِف حربها و تمردها على الدولة السودانية، أدّى إلى حرمان نازحى الحرب بالولاية من المساعدات الإنسانية والاغاثات ،فاعتمد النازحون فى تلقى المساعدات الإنسانية من، مأكل وملبس وايواء ودواء، على المجتمعات المستضيفة فى بداية فترات نزوحهم.
كما لعِبَ مجلس العمل القاعدى عبر مبادرة التُّكُل فى تخفيف معاناة النازحين عبر وجبة المطبخ التى يُقدمها للنازحين بمختلف محليات الولاية، كذلك استأنفت بعض المنظمات الدولية التى لم تُغادر الولاية رغم التدمير والخراب الذى طال مقارِها فى أحداث أغسطس ٢٠٢٣م أنشطتها ومشاريعها الانعاشية، والتنموية، وتقدم العون الإنساني لنازحى الحرب بالولاية.
تدخُلات مجالس العمل القاعدى لمساعدة نازحى الحرب بالولاية
نبذة عن مجلس العمل القاعدى وغرفة طوارئ بابنوسة
مجلس العمل القاعدى هو جسمٌ برز فى ظل احجام الوكالات الأممية والمجتمع الدولى عن تقديم المساعدات الإنسانية والاغاثات لمتضررى الحرب بين الجيش والدعم السريع من الشعب السودانى وقرنها ذلك بإيقاف الحرب، يعمل المجلس على استقطاب الدعم المالى من جهات مُموِّلة معينة، ويقوم بتوزيعه على غرف الطوارئ الولائية بكل ولايات السودان.
ولكل ولاية مُمثِّلٌ واحد فى مجلس العمل القاعدى يقوم بارسال الدعم المالى نقداً إلى غرف الطوارئ بمحليات ولايته والتى تقوم من جانبها بشراء المساعدات الإنسانية، والمواد الغذائية وتقديم وجبة واحدة لنازحى الحرب عبر المطبخ المركزى أو التُّكُل بكل محلية.
ونجح مجلس العمل القاعدى عبر الدعم المالى الذى قدّمه لغرف الطوارئ بمحليات ولاية غرب كردفان فى مساعدة نازحى الحرب المنتشرين بمراكز الايواء بالولاية، وانتشالهم من خطر الجوع والمجاعة.
ويقول معمر أن المجلس هو جسم تنسيقى يضم منظمات دولية ومحلية وغرف طوارئ ويعقد معظم اجتماعاته اسفيرياً، ومهمته الأساسية هى الاستجابة المباشرة لنداءات غرف الطوارئ القاعدية وله نظام أساسى يحكم عمله، وللمجلس آلية اسمها آلية الانضمام للمجلس تقوم بالتواصل مع المتطوعين الفاعلين من الجنسين بغرف الطوارئ فى كل ولايات السودان، وتقوم بتنظيم دورات تدريبية لرفع قدراتهم.
أما عن غرفة طوارئ بابنوسة فيقول الناشط المدنى الشاب معمر القذافى ل ’’ مرصد حرب السودان‘‘ أن النقاش حول تكوين غرفة طوارئ بابنوسة بدأ في شهر يوليو ٢٠٢٣م أي بعد شهرين من اندلاع حرب الجنرالين وبداية تدفق النازحين إلى مدينة بابنوسة آنذاك، وبدأت المبادرة بمجموعة محدودة من الشباب وهم ’’ النور عبدالنبى، وفضل قجك أمبدى، ودكتور طارق فوت، وشيخ الدين حسن، ودكتورة صفاء خريف، ودكتورة فاطمة صباحى وشخصى معمر, ومجموعة من الشباب المهمومين بقضايا نازحى الحرب أو ضيوف القميرة كما أطلقنا عليهم‘‘.
ويضيف معمر أن القضية الأساسية التى دعت لتكوين الغرفة هو توقُّق مستشفى مدينة بابنوسة عن تقديم الخدمات العلاجية والدوائية لمواطنى المدينة ونازحى الحرب الذين كانوا فى حاجةٍ ماسة للخدمات العلاجية والأدوية المنقذة للحياة.
ويقول الناشط المدنى معمر أن تلك الحاجة الماسة تفاقمت بعد توقف المرتبات وزيادة أسعار الدواء فى المراكز الطبية الخاصة وانعدام مصادر الدخل الأخرى أحد أبرز افرازات حرب الجنرالين اللعينة، لذلك بدأنا فى حصر الكوادر الطبية من أبناء المدينة المُقيمين بها من النوعين وكذلك الذين قدِموا إليها نازحين أو كضيوفٍ عُزاز ولهم القدرة على التطوع بالغرفة.
ويضيف معمر ’’ الحمد لله كل من اتصلنا بهم من الكوادر الطبية من النوعين أبدوا استعدادهم غير المشروط للتطوع بالغرفة وتقديم الخدمات العلاجية لمن يستحق من المجتمع المُضيف والنازحين وكذلك لاجئ دولة جنوب السودان الشقيق‘‘.
وفى مُواصلةٍ لسرديّات تكوين الغرفة ،يقول الناشط المدنى معمر، عقد اجتماعين تأسيسيين يومى ٥ يوليو و١٥ يوليو ٢٠٢٣م، علي التوالي، كوّنا خلالهما المكتب التنفيذى للغرفة وقسمّنا المهام والمسئوليات، وأول جهة طرقنا بابها كانت مستشفى مدينة بابنوسة والتى ’’ وصلنا مع إدارتها لطريقٍ مسدودٍ، فنقلنا الفكرة للأستاذ عبدالرحمن طبيق صاحب مستوصف القميرة الطبى والذى وافق مشكوراً على استضافة الغرفة بمستوصفه‘‘.
قال ’’ ودشّنا أول يوم لعمل الغرفة بتأريخ الأول من أغسطس ٢٠٢٣م، استقبلنا فيه عدد ١٧٥ مريضاً ومريضة، تلقوا الخدمة العلاجية مجاناً شملت، مقابلة الطبيب والفحص المعملى وتلقى أدوية الطوارئ‘‘.
ويقول معمر عن طريق الاستدانة من الأستاذ عبدالرحمن طبيق مدير المستوصف تمكّنا من شراء محاليل المعمل ووقود تشغيل وابور المستوصف واستطعنا بعد ذلك سداد المديونية عن طريق استقطاب دعومات مالية من حكومة الولاية بمساعدة أبناء مدينة بابنوسة وهم(الأستاذ آدم كرشوم نائب الوالى ووالى الولاية المكلف والأستاذ عبدالرحيم بقادى وزير المالية والقوى العاملة المكلف، و الأستاذ على حارن كجام مدير الإيرادات بوزارة المالية والقوى العاملة والأستاذ وقيع الله أحمد ساغة مدير إدارة البترول الأستاذ محمد يوسف مفوض العون الإنساني بالولاية آنذاك.
ويقول معمر أن الغرفة واصلت عملها لمدة ثلاث شهور قدّمت خلالها الخدمة العلاجية المجانية لعدد ٢٦٠٠ مواطن ومواطنة وأنهم استطاعوا معالجة جزءٍ كبير من المشاكل التى ترتبت على توقف مستشفى مدينة بابنوسة.
أحداث بابنوسة وفكرة المطبخ المركزى/التُّكُل
يقول الناشط المدنى معمر القذافي، بعد اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع بتأريخ ٢٣ يناير ٢٠٢٤م للسيطرة على الفرقة ٢٢ مُشاة ببابنوسة ونزوح سكان المدينة كلها والبالغ عددهم مايُقارب المليون نسمة بما فيهم ضيوفها من نازحى الحرب.
اضاف معمر ’’ فكرنا فى المكتب التنفيذى للغرفة حول كيفية مساعدة نازحى المدينة، فاهتدينا إلى فكرة مبادرة المطبخ المركزى والذى أسميناه بالتُّكُل، مُسمى من الثقافة المحلية ويعنى المطبخ ،يُقدم وجبة فطور لنازحى مدينة بابنوسة فى مواقع نزوحهم المختلفة، وحملنا المبادرة وطرقنا أبواب عدّة جهات حتى وصلنا إلى مجلس العمل القاعدى واستطعنا عبر المجلس الحصول على تمويلٍ من المجلس النرويجى لشئون اللاجئين NRC ساعدنا فى تقديم الإغاثة، ووجبة فطور لنازحى المدينة بمركز الإيواء التى استضافت نازحى المدينة بمختلف مدن، وقرى محليات الولاية‘‘.