إمتحانات الشهادة السودانية 2024 وقضية التعليم خطوة نحو تحقيق السلام والوحدة أم مهدد لتقسيم السودان
إمتحانات الشهادة السودانية بمدينة أبشي التشادية
إمتحانات الشهادة السودانية 2024 وقضية التعليم خطوة نحو تحقيق السلام والوحدة أم مهدد لتقسيم السودان
مرصد حرب السودان : متابعات
مقدمة
إندلعت الحرب الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 ابريل 2023 قبل شهر واحد من موعد إجراء إمتحانات الشهادة السودانية المقرر لها شهر مايو من نفس العام.
وأحدثت هذه الحرب كارثة إنسانية من قتل، وتهجير ونزوح وتشرد، وانهيار كبير في مؤسسات الدولة، ومنها البني التحتية للتعليم حيث تعرضت المدارس للقصف والتدمير، وتوقفت العملية التعليمية، وتشرد الطلاب والمعلمين.
وإنقسمت البلاد لمناطق سيطرة لطرفي الحرب، وإستعاد الجيش وحلفاءه نظام الدولة وإنتقل إلي مدينة بورتسودان، وجعلها عاصمة إدارية جديدة بديلة للخرطوم.
وتمت إستعادة جزئية للعملية التعليمية ببعض الولايات مثل ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر وكسلا والقضارف، وبطريقة متعثرة بولاية النيل الأزرق التي تعاني من أوضاع معقدة ومناطق سيطرة لطرف ثالث وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة عبد العزيز الحلو، وتشاركها ولاية جنوب كردفان نفس الواقع، إضافة إلي ولاية سنار التي إستعاد الجيش سيطرته علي أغلب محلياتها من الدعم السريع مؤخر.
وفي بعض المدن التي تقع في ولايات يسيطر علي أغلب مساحاتها الدعم السريع مثل بعض المناطق بأمدرمان ومدن الابيض والنهود.
وفي مطلع العام 2024 بدأت عملية تشكيل بعض الإدارات المدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع بولايات الجزيرة، وجنوب دارفور، ووسط دارفور، وشرق دارفور، وغرب دارفور، وغرب كردفان وولاية الخرطوم.
كما توجد ولايات يسيطر علي أغلب محلياتها الدعم السريع، ولكنها بلا إدارات مدنية؛ مثل ولاية شمال كردفان، وشمال دارفور، وجزء من محليات جنوب كردفان.
ونجد أن مناطق سيطرة قوات الدعم السريع لم يتم إستعادة النظام التعليمي فيها بشكل مؤسسي، علي الرقم من وجود جهود لتنظيم التعليم بولايات جنوب دارفور، وغرب كردفان، وغرب دارفور، وتجارب مجتمعية لمبادرات تعليم الطوارئ بعدد من المحليات بدارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.
إمتحانات الشهادة السودانية القادمة
أعلنت وزارة التربية والتعليم من مقرها بمدينة بورتسودان، قيام إمتحانات الشهادة السودانية بالولايات والمناطق التي تحت سيطرة الجيش، وبدول الخارج في الفترة من 28 ديسمبر 2024 الي 11 يناير 2025.
وأنه ستكون سيكون أيضا هنالك إمتحانين للشهادة السودانية الأول في مارس، والثاني في يونيو من العام 2025 لمعالجة تراكم الدفعات التي حدث بسبب الحرب.
وفي سياق آخر حذرت لجنة المعلمين السودانين من إنعقاد الامتحانات بهذا الشكل، وطالبت بتأجيلها مع وقف لإطلاق النار خلال امتحانات الشهادة السودانية.
وقالت اللجنة أنه سيتم حرمان أكثر من 60 ٪ من جملة الطلاب الذين إستوفوا شروط الجلوس لهذه الامتحانات قبل الحرب، والذي يقدر عددهم ب 750 ألف طالب وطالبة، وان الولايات التي لا تشملها هذه الامتحانات هي " 5 ولايات دار فور و3 ولايات كردفان، والخرطوم عدا محلية كرري، وولاية الجزيرة عدا محليتي القرشي والمناقل، وأجزاء من ولايات نهر النيل، سنار، النيل الأبيض والنيل الأزرق " وحذر مراقبون للعملية التعليمية أن السياسات التعليمية إن لم تغيير ستساهم مساهمة كبيرة في عملية تقسيم المجتمعات والبلاد.
إمتحانات الشهادة السودانية بمدينة أبشي التشادية
بتاريخ 23 من ديسمبر الجاري، ذكرت قنصلية السودان العامة بمدينة أبشي أنها لم تتلق الموافقة من السلطات التشادية علي إقامة إمتحانات الشهادة السودانية بمدينة أبشي؛ وقالت القنصلية أنه سيتم تعويض الطلاب اللاجئين وتمكينهم من الجلوس في الامتحانات في شهر مارس من العام القادم.
تعليم الطوارئ
أشارت الأستاذة خالدة صابر في ندوة عقدتها الشبكة الشبابية لإنهاء الحرب عن أهمية تفعيل التعليم في حالات الطوارئ، وهو تعليم يركز على المهارات والقيم والمجتمعات في مناطق النزاع بالتركيز علي تطوير المهارات الحياتية والقيم والسلوكيات لدى الأطفال، وتقييم تأثير هذه البرامج على جاهزيتهم لسوق العمل، والدخول إلى الجامعات.
تُعدّ مناطق النزاع والحروب بيئات صعبة تؤثر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى التعليم وجودته. تلعب برامج التعليم في حالات الطوارئ دورًا حيويًا في توفير الفرص التعليمية للأطفال المتأثرين بالأزمات.
تهدف هذه الورقة إلى تحليل فعالية هذه البرامج في تحسين جودة التعليم من خلال التركيز على المهارات الحياتية والقيم والسلوكيات، بالإضافة إلى دراسة تأثيرها على جاهزية الطلاب لسوق العمل والدخول إلى الجامعات.
وذكرت أن هنالك تجارب لتعليم الطوارئ في بلدان مثل جنوب السودان واليمن وسوريا، يمكن للسودانيين دراستها والاستفادة من إيجابياتها، وذكرت أن السودان الآن به أربعة مناطق سيطرة، الأولي للجيش والتي بها مؤسسات الدولة والثانية للدعم السريع والثالثة للحركة الشعبية لتحرير السودان بجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق والتي أخذت شكل مغايير لتطوير التعليم، من حيث المناهج ولغة التعليم.
والمنطقة الرابعة هي مناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد، والتي أعلنت مؤخرا فتح المدارس بمناطق بجبل مرة.
وذكرت الأستاذة خالدة أن هذا الواقع يتطلب الذهاب في إتجاه تاسيس وتطوير تعليم الطوارئ المناسب لوضعية الحروب السودانية ونتائجها الكارثية، ويتطلب مستقبلا إدراج قضايا التعليم في مفاوضات السلام.
وأن هنالك دور للمنظمات الدولية والمجتمع المدني، والأحزاب السياسية في عملية ضمان استمرارية التعليم وتحسين جودة النظام التعليمي في بيئات النزاع.
قضية التعليم كمدخل للسلام والوحدة
صرحت الأستاذ خالدة صابر لمرصد حرب السودان بأن هنالك فرصة كبيرة لتوحيد السودانيين حول قضية التعليم، وجعل إمتحانات الشهادة السودانية والتي هي حق لجميع السودانيين، مدخلا للسلام والوحدة، بالضغط لوقف إطلاق النار، والبحث عن طرق أخري عبر الشراكة الوطنية والدولية مع مؤسسات الأمم المتحدة، في إمكانية عقد إمتحانات شهادة سودانية شاملة، إحقاقا للحقوق الدستورية المتساوية، وتعزيزا لفرص الوحدة.