الأمم المتحدة تخصص في النصف الأول من 2025 ثمانية ملايين دولار للتأهب والاستجابة المبكرة لوباء الكوليرا
وباء الكوليرا ما زال ينتشر بسرعة في اقليم دارفور
الأمم المتحدة تخصص في النصف الأول من 2025 ثمانية ملايين دولار للتأهب والاستجابة المبكرة لوباء الكوليرا
وباء الكوليرا ما زال ينتشر بسرعة في اقليم دارفور
مرصد حرب السودان : متابعات
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ’’ اوتشا ‘‘ في ذروة الوباء، امتلأ كل ركن من أركان المستشفى، حتى الطوابق، و تتذكر إيمان السيد، الممرضة في مستشفى أم درمان للأطفال ’’ كنا نعالج الناس في الشوارع لعدم وجود مساحة كافية داخلها، كان الخوف الذي شعرت به في تلك الأيام أعظم من أي شيء عشته خلال الحرب ‘‘.
قالت الأمم المتحدة يُكافح السودان أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ سنوات، مُلحقًا أضرارًا بمجتمعات تُعاني أصلًا من الصراع والفقد والنزوح.
اضافت ان تُفاقم الهجمات على البنية التحتية، وتلوث المياه، وسوء الصرف الصحي، واكتظاظ المستشفيات، ادي الي انتشار المرض، منذ يوليو 2024، تم تأكيد أكثر من 100,000 حالة إصابة وأكثر من 2,500 حالة وفاة، حيث أبلغت ولاية الخرطوم عن ما يقرب من ربع الحالات.
بينت أوتشا بفضل التمويل السريع والمرن من صندوق السودان الإنساني (Sudan Humanitarian Fund) الذي يديره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (Office for the Coordination of Humanitarian Affairs) وجهات مانحة أخرى، تمكنت منظمة إنقاذ الطفولة والسلطات الصحية من التحرك بسرعة في أم درمان، وهي مدينة رئيسية في ولاية الخرطوم.
التحول السريع
قالت، في غضون 72 ساعة فقط، حُوِّل مستشفى أم درمان للأطفال إلى مركز علاج كوليرا يعمل بكامل طاقته، أنشأت منظمة “أنقذوا الأطفال” والسلطات الصحية مراكز فرز، ووفرت الأدوية الأساسية، ووفرت خدمات نقل المياه بالشاحنات، ومحطات غسل اليدين، وخدمات ازالة الرواسب لاحتواء انتشار المر، واستُؤنفت خدمات المختبرات، وارتفع عدد الكادر الطبي بنسبة 90%، مما ضمن تقديم الرعاية على مدار الساعة.
بينما يتذكر أحمد ’’ بدأ أطفالي يعانون من إسهال شديد وقيء وحمى، أخذتهم إلى مستشفى “بالك” ثم أحضرتهم إلى هنا، لكن أحدهم توفي في الطريق ‘‘.
بعد نزوحه من الخرطوم مع عائلته، عاد أحمد إلى منزله، الذي أصبح الآن مكانًا ضيقًا يتشاركه مع عائلة أخرى، ويفتقر إلى النظافة والصرف الصحي المناسبين، اجتاحت الكوليرا كلا المنزلين.
وبحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى مركز علاج الكوليرا، كان الوقت قد فات بالنسبة لثلاثة من أبناء أحمد، مع ذلك، تعافت ابنته الصغرى وزوجته، قال أحمد ’’ رسالتي للعائلات الأخرى هي التحرك بسرعة. هذا المرض ينتشر بسرعة ويقتل ‘‘.
تغيير مسار الكوليرا
اكدت اوتشا بدأت حالات دخول المرضى والوفيات بسبب الكوليرا أسبوعيًا في الانخفاض بشكل مطرد، مما يُثبت فعالية التمويل السريع والمرن والعمل المنسق، ومع تحسن السيطرة على تفشي المرض، تحول مركز مكافحة الكوليرا الآن إلى نقطة إماهة فموية.
اوضحت في ذات الوقت، تُسهم أنشطة المياه الوقائية والنظافة والصرف الصحي التي تقودها منظمة إنقاذ الطفولة بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان - في بناء قدرة المجتمع على الصمود في مواجهة أي تفشي مستقبلي للوباء.
في ذات الوقت، خصص صندوق الأمم المتحدة للسكان والصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ التابع للأمم المتحدة أكثر من 40 مليون دولار أمريكي لمعالجة أزمة الكوليرا في السودان.
ومشيرة إلى أنه في النصف الأول من هذا العام، خصصا 8 ملايين دولار أمريكي للتأهب والاستجابة المبكرة، مما مكّن منظمة إنقاذ الطفولة وشركاء آخرين من الوصول إلى 2.8 مليون شخص بخدمات صحية منقذة للحياة ودعم أساسي في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة.
اضافت ان تفشي الكوليرا لم ينتهِ بعد، إذ يتم الإبلاغ عن حالات جديدة يوميًا، لا سيما في دارفور، ومع استمرار ارتفاع خطر انتقال العدوى، فإن اتخاذ إجراءات سريعة ومنسقة أمر ضروري لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.
مكافحة الكوليرا في القضارف
حسب التقارير التي رصدتها مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ظهرت أولى العلامات فجأة، بعد صلاة العشاء في مأوى مدرسة مكتظة في ولاية القضارف بالسودان، عانى عبد القادر من تقلصات وضعف وإسهال مستمر، قال ’’ حدث الأمر بسرعة كبيرة، لولا أملاح الفموية، لكنت قد مت ‘‘.
توجه عبد القادر إلى عيادة قريبة تديرها منظمة كير الدولية غير الحكومية، بدعم من صندوق السودان الإنساني (Sudan Humanitarian Fund) الذي يديره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في الداخل، كانت الممرضة أمينة تعمل بالفعل رغم كل الصعاب، وتتنقل بسرعة بين المرضى، وحسب اوتشا تُعد العيادة شريان حياة للعائلات النازحة بسبب النزاع، والتي تُكافح الآن تفشي وباء الكوليرا الفتاك.
تتذكر أمينة ’’ لقد كنا غارقين في الأعباء. كان الناس يصلون في حالة مرضية خطيرة، ولم تكن لدينا موارد كافية، كان الوضع حرجًا ‘‘.
أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ سنوات
منذ تفشي الكوليرا في السودان منتصف عام 2024، سُجِّلت أكثر من 100,000 حالة إصابة و2,500 حالة وفاة على مستوى البلاد،وهو أكبر عدد في السنوات الأخيرة، في ولاية القضارف وحدها، سُجِّلت ما يقرب من 12,000 حالة إصابة بالكوليرا و200 حالة وفاة، ومع تزاحم العائلات النازحة في الملاجئ المؤقتة، انتشر المرض بسرعة.
وقالت أمينة ’’ إن مكافحة الكوليرا أكثر من مجرد حالة طوارئ طبية - إنها التزام بحماية الأشخاص الأكثر ضعفًا كل يوم ‘‘.
تحركت أمينة وفريقها على الفور، حيث أعطوا عبد القادر أملاح الإماهة الفموية وراقبوه طوال الليل، وبحلول الصباح، استعاد عافيته، قالت له أمينة ’’ لقد أتيتَ في الوقت المناسب، الكوليرا لا تنتظر ‘‘.
رعاية قريبة من المجتمعات
تُعالج العيادة حالات الكوليرا الخفيفة والمتوسطة في موقعها، مما يُخفف الضغط على مراكز علاج الكوليرا، ويُقرّب الرعاية من المجتمعات. إنه نظام بسيط، ولكنه فعّال.
وأوضحت أمينة ’’ نحن نحتوي انتشار المرض قبل أن يتفاقم. مع وجود هذا العدد الكبير من النازحين الذين يعيشون في ظروف مكتظة، فقد أدى هذا النهج إلى تقليل الحالات الشديدة، إلى جانب العلاج، تُقدم العيادة معلومات صحية أساسية، وتثقيفًا صحيًا، وشعورًا مطمئنًا بالأمان والاستقرار في ظل خطر انتشار مرض سريع، لسنا وحدنا، وهذا يمنحنا القوة للاستمرار ‘‘.
في مواجهة أسوأ تفشٍّ للكوليرا في السودان منذ سنوات، مكّنت مساهمات مانحي مؤسسة السودان الإنسانية شركاء الصحة من التحرك بسرعة ودعم الأشخاص الذين هم على حافة الخطر، بوقوفهم إلى جانب شعب السودان، لم يُنقذ مانحو مؤسسة السودان الإنسانية الأرواح فحسب، بل منحوا الأسر الأمل وفرصة للتعافي.