الدعم السريع يُعلن تشكيل الإدارة المدنية بالفولة بولاية غرب كردفان
ونُشطاء مَحسوبُون على الدعم السريع يصفون الخطوة بالمُتعجِّلة
الدعم السريع يُعلن تشكيل الإدارة المدنية بالفولة بولاية غرب كردفان
مرصد حرب السودان : تقرير
أعلنت قوات الدعم السريع/قطاع غرب كردفان بقيادة العقيد التاج التجانى قائد القطاع يوم الثلاثاء الموافق ١٠ سبتمبر ٢٠٢٤م بالفولة عن تشكيل السلطة المدنية بولاية غرب كردفان وذلك لسد الفراغ الإدارى بعددٍ من محليات الولاية الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
وانتخب مجلسُ التأسيس المدنى بالاجماع الضابط الإداري يوسف عوض الله عليان رئيساً للإدارة المدنية بالولاية بعد تنافسٍ مع ثلاث آخرين تم ترشيحهم لشغل الموقع، كما تمّ انتخاب الأستاذ عزالدين أحمد دفع الله حسب سيدو رئيساً للمجلس التشريعى الولائى، بالإضافة إلى انتخاب الأستاذ والمحامى محمد إبراهيم الأحمر ليكون رئيساً للجهاز القضائى بالولاية.
جانب من حضور القيادات الاهلية بغرب كردفان
وستقوم قيادة السلطة المدنية المنتخبة بتشكيل حكومة مدنية فى غُضون الأيام القادمة لتسيير دولاب العمل بالولاية وتسخير الخدمات المتاحة لصالح تلبية احتياجات، وضروريات المواطنين فى الصحة والتعليم والأمن.
الأمير الشوين مُتحدِّثاً فى المؤتمر الصحفى
وفى المؤتمر الصحفى الذى عُقِد بقاعة أمانة حكومة ولاية غرب كردفان لإعلان تشكيل الإدارة المدنية والذى تم افتتاحه بالنشيد الوطنى القومى ( نحنُ جندُ الله ،جندُ الوطن)، تحدّث الأمير عبدالمنعم موسى الشوين أمير عام قبائل المسيرية الحُمُر/ الفلايتة والذى سبقَ وأن أعلن انضمامه رِفقة قياداتٍ عُليا من الإدارة الأهلية لقوات الدعم السريع فى مؤتمر كجيرة الشهير بتأريخ العاشر من يناير ٢٠٢٤م الماضى، وقال بأنه لم يكن يتوقع حضور يوم تمكين الحكم المحلى بالولاية مُتقدِّماً بالشكر لمجلس التأسيس المدنى، ولشباب الولاية بقوات الدعم السريع ولقيادة الدعم السريع على المستويين القومى والمحلى.
رئيس الإدارة المدنية يقول بأنه سيحكُم بالعدل
تحدّث الضابط الإداري يوسف عوض الله عليان رئيس الإدارة المدنية فى المؤتمر الصحفى وقال بأنه سيحكم بالعدل لأنه أساس الحكم الراشد، متناولاً افرازات الحرب وويلاتها بالولاية والتى أجملها فى نزوحٍ داخلى ولجوء إلى دول الجوار، مؤكداً بأنه سيعمل من أجل وطنٍ واحد يسع الجميع دون تمييزٍ او إقصاءٍ لأحد وأنّ معياره هو المواطنة كأساسٍ للحقوق والواجيات.
واستعرض رئيس الإدارة المدنية أبرز مِيزات ولاية غرب كردفان، وقال بأنها تمتازُ بموقعها الجغرافى المُميّز وكِبر مساحتها التى تبلغ ١١٤٠٠٠،٦ كلم مربع بالإضافة زَخْرِها بالموارد الاقتصادية المتنوعة من أراضٍ زراعية وغابات كثيفة وثروات حيوانية ومعادن وبترول، حيثُ تُوجد بها حُقول انتاج النفط في السودان مُمثّلة فى حُقول، هجليج وبليلة والبرصاية وأبوجابرة ودِفرة وكَنار، وقال أن هذه الموارد تُمثِّل عَماد الاقتصاد السودانى، ومصدر الدخل القومى الرئيس،وأضاف بأن الولاية تتميّز بالتعدُّد الاثنى والثقافى.
مناشدة الولاية بالتدخل الدولي
قال رئيس الإدارة المدنية بغرب كردفان أن الولاية تأثّرت بالحرب بين الجيش والدعم السريع من خلال موجات النزوح إليها من خارجها، ومن داخلها بعد اتساع رقعة الحرب، وامتدادها إليها، مشيراً إلى أن عدد النازحين بها بلغ أكثر من ٢٧٥ ألف أسرة نازحة نزحوا إلى الولاية فى موجتين، كاشفاً عن أن النازحين يعيشون فى سلامٍ وأمان مع المجتمعات المُستضيفة التى تقاسمت معهم المأكل والملبس والمشرب، مُوضحاً حجم معاناتهم التى أجملها فى شُحٍ فى الغذاء، والدواء، ومواد الإيواء، مُطالباً المجتمع الدولى، والوكالات الأممية، والمنظمات الدولية للتّدخُّل العاجل وتقديم العون، والغوَث الإنساني للنازحين، والمجتمعات المُستضيفة.
تحدِّى توفير الخدمات الأساسية للمواطنين
قال رئيس الإدارة المدنية بغرب كردفان أن فترة الحرب وغياب الحكومة تسبّب تفاقُم معاناة المواطنين من انعدام الخدمات الأساسية من، مياه وكهرباء وتعليم وصحة بشقيها الإنسانى والحيوانى وطرق ومواصلات، مؤكداً أن الإدارة المدنية ستسعى جاهدةً وعبر الشراكة مع المواطنين خلال الفترة القادمة فى تحقيق الأمن، والاستقرار، وتقديم الخدمات الأساسية، وإيصال المساعدات الإنسانية وبناء وترسيخ السلام المجتمعى.
رسائل الي جميع الاطراف
فى ختام كلمته فى المؤتمر الصحفى، توّجه رئيس الإدارة المدنية بغرب كردفان بثلاث رسائل
الرسالة الأولى: أرسلها لمجتمع الولاية قائلاً ’’ أن الله أرادَ له أن يكون رئيساً للإدارة المدنية بالولاية فى هذا الوقت العصيب والاستثنائى،لذلك فأنا خادمٌ لكم لا سيِّداً عليكم‘‘ مُطالباً مجتمع الولاية بنبذ الخلافات السياسية والاجتماعية والعمل بروح الجماعة.
الرسالة الثانية: فأرسلها إلى المجتمع السودانى وطالبهم بالضغط على الطرفين المتقاتلين لإيقاف الحرب فوراً ونبذ خطاب الكراهية، والعنصرية، والجهوية للمحافظة على وحدة وطنناً أرضاً وشعباً.
الرسالة الثالثة: أما الرسالة الثالثة فأرسلها للمجتمع الدولى وشكره على المبادرات التى قدّمها والجهود التى بذلها لإيقاف الحرب، مُطالباً بمضاعفة الجهود لإيقاف الحرب وحماية المدنيين من قصف الطيران الحربى، وإيصال المساعدات الإنسانية عبر الوكالة السودانية للاغاثة، والعمليات الانسانية بالولاية، واعتماد مطار بليلة كأحد المطارات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للولاية وولايات كردفان الكبرى.
الرسالة الأخيرة: أما الرسالة الأخيرة فكانت رسالةَ شكرٍ لقوات الدعم السريع بقطاع غرب كردفان على الجهود التى قامت بها لتأمين المواطنين، وحمايتهم، وحسم المتفلتين عبر قوات حماية المدنيين، وطالبهم ببذل مزيدٍ من الجهد لحفظ الأمن والاستقرار بالولاية.
وأخيراً أجزل رئيس الإدارة المدنية بغرب كردفان الشُّكر لكلِّ من ساهمَ فى اختيار الإدارة المدنية بالولاية من، الشباب والمرأة واللجان المدنية والإدارة الأهلية ورجال الدين، مُتمنياً أن تقف الحرب لينعم السودان بالأمن والاستقرار.
نُشطاء يصفُون تكوين الإدارة المدنية بغرب كردفان بالخطوة المستعجلة
على صعيدٍ آخر، انتقد نُشطاء مدنيون محسوبين ومتعاطفين مع الدعم السريع بالولاية تأسيس الإدارة المدنية ووصفوها بالخطوة المستعجلة، وقال الناشط المدنى محمود غليلة أن تكوين الإدارة المدنية فى هذه المرحلة قبل إكمال عملية تحرير جميع أنحاء الولاية بمحلياتها الأربعة عشر من سيطرة عناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول سيقود إلى ما لايُحْمَد عُقباه وسيفتح الباب واسعاً لتدخُّل قوى الرِّدة للعمل على بذر بِذور الفتنة وتأجيج الانقسامات بين مكونات مجتمع الولاية، وأن عناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول لها تأريخ طويل فى زرع الفتن وتعميق الخلافات، وظل طِوال فترات حكم الولاية فى عهده البائد يُكرِّس الاصطفاف القبلى والجهوى.
وقال أن الذين قاموا بالاستعجال، وتكوين الإدارة المدنية هم فقط يبحثون عن السلطة وليس لديهم اهتمامٌ بمشروع التغيير الشامل، ووصفهم بأنهم مخالِب النظام البائد، وقال غليلة بأن الأولوية يجب أن تكون لحماية المدنيين حسب توجيهات القيادة العليا لمؤسسة الدعم السريع، لأن الولاية لاتزال ترزحُ تحت وطاة التّفلُّت، وانعدام الأمن فى الطرقات التى تربط بين محلياتها المختلفة، وانتشار المجرمين الذين ينتحِلُون صفة الدعم السريع، لذلك رأى غليلة عدم معقولية تكوين سلطة مدنية فى ولاية غير مُسيطرٌ عليها تماماً.
وفى سياق النقد، قالت احدى ناشطات المجتمع المدنى بالولاية ل’’ مرصد حرب السودان ‘‘ أن تكوين الإدارة المدنية للمواقع الثلاث خلا من أى تمثيلٍ للمرأة صانعة ثورة ديسمبر، وأكثر الفئات تضرُّراً من حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، ورأت الناشطة المدنية التى تحفظّت على ذكر اسمها أن تكوين الإدارة المدنية يجب أن يكون بعد تحرير جميع أنحاء الولاية، وأن يكون وفقاً لشروطٍ ومعايير واضحة، وبشفافيةٍ عالية، وأن عملية الترشيح يجب أن تكون عبر مِنصات التواصل الاجتماعى المتاحة بالولاية مع اتاحة فترة زمنية كافية للإعلام والتنوير حتى لا يتم استدعاء وتِكرار أخطاء الماضى التى أقعدت الولاية كثيراً وحالَت دون تقدمها وتطورها.
وفى سياقٍ آخر قال المواطن ياسر محمد ل’’ مرصد حرب السودان‘‘ أن مدينة الفولة تشهدُ هشاشة، وانفلات أمنى حيث تعرّض منزلهم للسطو أكثر مرة بواسطة متفلتين يستغلون عربة أتوس حمراء اللون كما تشهد المدينة إطلاق للأعيرة النارية، وطالب الإدارة المدنية بتقوية الشرطة وتقوية القوات المعنية بحماية المدنيين.