إبعاد مسئول الاستخبارات العسكرية السودانية والإبقاء على المخابرات الأجنبية في مفاوضات المنامة
الجيش السوداني يكثف ضرباته الجوية رغم غياب التحركات البرية في دارفور
سودان وور مونيتور
أستبعد مسئول الاستخبارات السودانية من المحادثات السرية بين الجيش والدعم السريع التي تتخذ من العاصمة البحرينية مقرا لها، فيما تم الإبقاء على بعض أجهزة الاستخبارات الإقليمية والعالمية في المفاوضات المعنية بمسألة وقف الحرب في السودان.
وحسب الصحفي السوداني المعروف مزمل أبوالقاسم صاحب عمود "كبد الحقيقة" الذي كشف عن المباحثات الجارية بالمنامة بين الطرفين بقيادة الفريق شمس الدين إبرهيم كباشي عضو المجلس السيادي لحكومة بورتسودان ونائب القائد العام للجيش السوداني من طرف الجيش، والجنرال عبدالرحيم حمدان دقلو قائد ثاني قوات السريع، قد كشف أيضا عن أن المفاوضات بين الجانبين لا تزال مستمرة حيث عقدت ثلاثة لقاءات خلال الشهر الجاري بحضور وفدي الجانبين اللذين لا يزالا في المنامة حتى الآن.
وبين أبوالقاسم في لقاء تلفزيوني على قناة الجزيرة العربية أنه تم إبعاد مسئول الاستخبارات العسكرية السودانية اللواء عباس، فيما تم الابقآء على أجهزة المخابرات السعودية والاماراتية والمصرية وكذلك المخابرات الامريكية في العملية التفاوضية، مشيرا إلى أن لقاءات المنامة تعتبر لقاءآت تمهيدية لما قد يتم الاتفاق عليه في منبر جدة بين الطرفين. ورجح القاسم أن يتم تغيير مقر التفاوض بعد كشف أمرها لوسائل الاعلام.
جدير بالذكر أن طرفي النزاع ظلا يتفاوضان عبر منبر جدة بوساطة سعودية أمريكية، وقد تم توقيع اتفاق اولي لوقف اطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية بين الجانبين في ١١ مايو ٢٠٢٣م، أي بعد أقل من شهر من اندلاع الحرب منتصف أبريل من العام الماضي، تلته هدنات أخرى دون أدنى التزام من الجانبين طوال مدة الحرب.
توسيع العمليات البرية في العاصمة (بحري – أم درمان)
وتزامنت مع المفاوضات السرية عمليات عسكرية جوية وبرية من جانب الجيش السوداني لاستهداف قواعد الدعم السريع المجتمعية، خصوصا في دارفور وكردفان بجانب إستهداف المواقع المتقدمة للدعم السريع في كل من الخرطوم والجزيرة، كما شهدت العاصمة عمليات برية وإعلام مكثف من قبل الجيش السوداني في محاولة لاظهار تقدم الجيش السوداني في كل من الخرطوم بحري وأم درمان، فيما لا تزال تهاجم قوات الدعم السريع منطقة بابنوسة بغرب كردفان حيث الفرقة ٢٢.
وتشن القوات المسلحة عمليات برية واسعة النطاق في كل من أم درمان وبحري، حيث تدور معارك في مناطق شمال بحري في كل من الكدرو وحطاب منذ أمس السبت الموافق ٢٧ يناير ٢٠٢٤م. وفي بيان نشر بتاريخ ٢٧ يناير الجاري أعلن الدعم السريع إن قواته تمكنت من صد هجوم للقوات المسلحة على منطقة حطاب كما أظهرت فيديوهات مصورة سوق المنطقة وهو خاليا تماما من المواطنين والتجار عدا تاجر واحد فقط، يقول إعلام الجيش السوداني إن قواته لا تزال تتقدم في مناطق شمال بحري، بما ذلك منطقة حطاب الذي يقول الدعم السريع إنه سيطر عليها أمس، وأظهرت بعض الفيديوهات المصورة من قبل منسوبي الجيش أشلاء لبعض الناس يقولون إنها لمنسوبي الدعم السريع.
وتداولت حسابات مؤيدة للجيش على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) فيديوهات تظهر تقدم أعداد كبيرة من الجيش نحو مصفى الجيلي على حد قول المتحدث، وأوضحت فيديوهات أخرى تحركات لقوة مشاة تتبادل اطلاق النار بشكل كثيف في مناطق الكدرو، حيث تزعم إستيلاءها لعدد من آليات الدعم السريع العسكرية.
تكثيف العمليات العسكرية والجيش يعتمد على سلاح الجو لضرب الأماكن البعيدة
وفي سياق ذي صلة، أكدت مصادر متعددة من دارفور وكردفان عن إستمرار العمليات الجوية لسلاح الجو التابع للقوات المسلحة السودانية على إمتداد دارفور وكردفان، ما أدى إلى تدمير بعض الأبنية التحتية من جهة، و تدمير منازل وممتلكات المواطنين وقتل وإصابة عدد كبير منهم جراء القصف العشوائي على مدن الضعين و بابنوسة ونيالا ومنطقة أم القرى بجنوب دارفور بجانب منطقة الزرق بشمال دارفور حيث تضم الأخيرتين أهالي قادة الدعم السريع وبعض مناطق الرحل على طريق نيالا-الفاشر خلال الأيام القليلة الماضية.
وأفادت مصادر من مدينة بابنوسة أن الطيران الحربي للجيش السوداني قد قصف مدينة بابنوسة بحوالي ١٥ قنبلة برميلية أمس السبت السابع والعشرين من يناير في محاولة منه لاستهداف قوات الدعم السريع في المنطقة، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المواطنين وتدمير عدد من المنازل والمنشآت. كما تسبب القصف المستمر لليوم الثالث على التوالي في فرار الأهالي من المدينة فيما لا يتواصل الطرفين القصف المدفعي من والى المدينة. هذا وتداولت حسابات بوسائل التواصل الاجتماعي أن قائد ثاني الفرقة حسن درمودي قد أمر بحبس عدد قيادات الإدارة الاهلية الذين وصلوا الى مقر الفرقة سعيا منهم لوقف القتال الدائر بين الجانبين، فيما لم يتم التأكد بعد ما اذا كانوا معتقلين حتى الآن.
وكان الطيران الحربي قد قصف عدد من المنشات العامة بمدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور بينها مطار المدينة ومبنى أمانة الحكومة ووزارة المالية ومنظمة الشهيد صباح أول مس الجمعة الموافق ٢٦ يناير ٢٠٢٤م بجانب قصف أكثر من ستة مواقع أخرى بمدينة الضعين، فيما أظهرت فيديوهات تم تصويرها من قبل مواطنين لطائرة حربية تقوم باسقاط عدد من القنابل على المقر السابق لقيادة الفرقة ٢٠ للجيش بالمدينة.
فيما قتل عدد من المواطنين وأصيب آخرون جراء القصف الجوي على منطقة الزرق بشمال دارفور بتاريخ ١٨ ينائر ٢٠٢٤م، حيث تعتبر منطقة الزرق المنشأة حديثا (٢٠١٤م) مقرا لأسرة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ويتزعم عموديتها السيد جمعة دقلو. وبينما قتل ٦ أشخاص في الحال بمنطقة الزرق جراء القصف، لقيت سيدة أخرى حتفها متأثرة بجراحها بمدينة كتم وذلك بعد نقل المصابين إلى المشفى لتلقي العلاج بالمدينة.
إعتراض "كيان وحدة كل النوبة" على إعتقالات الشباب بواسطة الاستخبارات العسكرية
وفي سياق منفصل، إعترض "كيان وحدة كل النوبة" على ما أسماه إستهداف أبناء النوبة عبر اللجنة الأمنية لولاية جنوب كردفان برئاسة والي الولاية وقائد الفرقة ومسئول الاستخبارات العسكرية بالولاية.
وأفادت مصادر من كادوقلي ل (سودان وور مونيتور) أن "كيان وحدة كل النوبة" كان قد نظم مظاهرة الخميس الماضي إحتجاجا على إعتقال وتعذيب عدد من أبناء النوبة بمدينة كادوقلي حاضرة الولاية كما طالبت المظاهرة بضرورة إعادة شبكات الهاتف والانترنت التي ظلت مقطوعة بفعل اللجنة الأمنية لاكثر من شهر بجانب المطالبة بضرورة إطلاق سراح عدد سبعة من الشباب المعتقلين الذين تم تعذيبهم بواسطة الاستخبارات العسكرية وتغيير الوالي بآخر من أبناء جنوب كردفان.
وأوضحت المصادر أنه تم تكليف الأمير كافي طيارة البدين قائد قوات الدفاع الشعبي بجنوب كردفان بمتابعة مسألة المعتقلين وإطلاق سراحهم، والذي قام بدورة بالاتصال بالفريق شمس الدين كباشي لمعالجة الامر.
تخريج قوات جديدة بالدمازين وأوامر بتحرك الفرقة الرابعة نحو مدني
من جهة أخرى، شهدت مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق تخريج عدد من المستنفرين والمستنفرات الجدد صباح اليوم الاحد. وأفاد مصدر من الدمازين ل (سودان وور مونيتور)، أن الشباب المستنفرين أغلبهم من طلاب الثانوي بينما معظم المتدربات من منسوبات الدفاع الشعبي السابقات. وقد شمل التخريج أحياء الرديف، الهجرة، الصفا، دار السلام، القسم وحي الزهور وبعض أحياء مدينة الروصيرص في كل من قنيص وقوقش وغيرها.
وكان الفريق مالك عقار أيير رئيس الحركة الشعبية – سلام جوبا ونائب رئيس مجلس السيادة السوداني قد أمر قيادة الفرقة الرابعة بالدمازين بالتقدم نحو مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة وإتخاذها خط الدفاع الأول للإقليم وليس التمترس داخل إقليم النيل الأزرق في كل من الدمازين و الروصيري، وذلك بقوله "أنا رأيت تجهيزاتكم الدفاعية وهي جيدة جدا، ولكن لم أرى تجيهيزاتكم الهجومية، لان خط الدفاع الأول لكم يجب أن يكون في مدني وليس في الدمازين أو الروصيرص"، مضيفا "لازم تتقدموا قدام، و انا معاكم"، متعهدا بكل ما يلزم من متطلبات قوات الفرقة الرابعة بالدمازين وقوات حركته للتقدم نحو مدني.