رصد حرب السودان
يعمل اعلام المؤسسة العسكرية علي استخدام كل منصات التواصل الاجتماعي، والاعلام الرسمي، علي التقليل من وجود وقوة مليشيات الدعم السريع علي الارض، وبدأ الترويج مؤخرا ان مقاتلي الدعم السريع يستخدمون سيارات المواطنين للتحرك من منطقة الي اخري، داخل العاصمة السودانية الخرطوم، ما الغرض من وراء هذا الترويج؟
وفي العديد من صفحات المواقع، مرات عديدة تظهر صور لافراد من الدعم السريع، يقودون دراجات بخارية، ان الهدف من هذا الترويج له اهداف محددة واستراتيجية، وهذا يلعب دورا سالبا في نفسية القوات التي تقاتل الجيش سواء في الخرطوم، وبقية الولايات السودانية الملتهبة، ربما تدخل في صدام دموي كالذي يحدث الان في الخرطوم، في اي وقت.
كما هو معلوم، ان المليشيات الجنجويدية بدأت في استخدام هذه التكتيكات في محاولة للتقليل مع استخدام الوقود، وهي في ذات الوقت، تعمل في الحفاظ علي عرباتها المقاتلة في وقت الحاجة الضرورية، وايضا ان استخدام سيارات المواطنين بهدف التخفي من عيون الاستخبارات العسكرية واعوانها.
ان الغرض من استخدام ذلك لسهولة الحركة والتسلل من منطقة الي اخري، وليس كما يروج الاعلام الاخر، ان مليشيات الدعم السريع فقدت معظم قدراتها القتالية علي الارض، اضافة الي ذلك، واصبح الاعلام الذي يمثل الجيش يضخ هذه المعلومات علي حتي يعتقد المواطن البسيط ان الوضع تحت السيطرة.
اضافة الي ذلك، هذا النوع من الاعلام يقوم لغاية مهمة للغاية، كما يعتقد الداعمون للجيش، خاصة في عمليات التجنيد الطوعي، التي بدأت في الانتشار في التوسع من الولاية الشمالية، ونهر النيل والجزيرة، والقضارق وكسلا، ثم ولاية البحر الاحمر.
هذا الترويج يجعل حماس المتطوعين يتدفق بكل سهولة للوصول الي مراكز التجنيد الطوعي للقضاء علي اخر شراذم الدعم المتمردة التي يوصفها الاعلام الرسمي، والغالبية العظمي في ظل احتكار المعلومات علي الارض، باتوا لا يعرفون ما الذي يحدث بالضبط علي الارض؟، ربما هذا التوجه يقود الي موت اعداد كبيرة او الغالبية العظمي من المتطوعين للقتال ضد مليشيات الدعم السريع المتمردة.
كما هو معلوم في بداية القتال بين الطرفين في منتصف ابريل الماضي، استولت قوات الدعم السريع من الجيش السوداني علي عتاد عسكري من مطار مروي في الولاية الشمالية، وفي ولاية نهر النيل ايضا، كما روج اعلام الدعم السريع، اضافة الي اقتحامها لمدينة جياد الصناعية، وغيرها من المواقع العسكرية في سواء في اقليم دارفور او بعض من ولايات كردفان.
هذا في حد ذاته مؤشر ان هذه القوات استولت علي عدد لا يستهان به من الاسلحة الكبيرة والذخائر، ومضادات الطائرات التي سببت خسائر لا يستهان بها في الاسابيع الاولي من الحرب، لذا الحديث عن اي فقدان مليشيات الدعم السريع لهذه الاسلحة الكبيرة، والمهمة في القتال، يعتبر حديث غير عقلاني في المقال الاول، بسبب استمرار القتال بينهما حتي الان.
كما اشرت سابقا، ان الاعلام الحكومي الذي تمثله المؤسسة العسكرية، اضافة الي الاطراف التي تعمل مع الجيش، لها رسائل موجهة الي الداخل السوداني في المقال الاول، يأتي هذا في ظل دعوات الاستنفار الشعبي التي نادي بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان، والمؤسسة العسكرية، واعلامها تسعي الي عكس دور ايجابي لها، في وقت يعلو فيه اعلام الجنجويد.
اضافة الي البحث عن التعاطف الشعبي لدعم المؤسسة العسكرية للقضاء علي تمرد قوات الدعم السريع، و ما حالات الاستنفار والتجنيد، الا وهي رغبة من هذه المؤسسة للفت انتباه الشعب السوداني، ان هذه القوات فقدت كل شئ، اصبحت تستخدم سيارات المواطنين في القتال، ’’ لذا عليكم العمل معنا لاستئصال ما تبقي من تمرد المليشيات الاسرية والقبلية لال دقلو‘‘.