تجدد الاشتباكات غرب الفاشر وتدخل الحركات المسلحة والدعم السريع
إنشقاق قوى سلام جوبا ومناوي وآخرين يدعمون الجيش ضد الدعم السريع
سودان وور مونيتور
تجددت اعمال العنف في ريفي غرب الفاشر منذ الامس، حيث هجمت مجموعات محلية مدعومة بقوات الدعم السريع عدد من القرى وحرقها صباح اليوم كما أصيب عدد من المواطنين من الأحداث تم نقلهم إلى مستشفى الفاشر الجنوبي لتلقي العلاج. فيما تفيد انباء آنية من الفاشر عن وقوع إشتباكات في حي الرحمة بأبي شوك داخل مدينة الفاشر وإحتراق عربة واحدة على الأقل.
وقد جرّت أحداث اليوم قوات سلام جوبا لمواجهة الجماعات المسلحة وقوات الدعم السريع في أول إشتباكات مباشرة بين الجانبين منذ إعلان قوى سلام جوبا إنحيازها للجيش لقتال قوات الدعم السريع قبل ثلاثة أيام بمدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور، فيما لم تتوفر تفاصيل دقيقة عن سير ونتائج العمليات بين الجانبين حتى كتابة هذا التقرير.
وأفادت مصادر متعددة من الفاشر بجانب تقارير أخرى أن الاحداث تسببت في مقتل ما لا يقل عن ١٠ أشخاص وحرق عدد القرى بينها سرفاية، أمشوشو، جقي، مقرن، مجذوب (أ، ب، ج)، وحلة خميس إضافة إلى قرى تركين وقرقف. كما تسبب في نزوح معظم الأهالي إلى منطقة شقرة غرب الفاشر. وتفيد الإحصاءات الأولية عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل حتى الآن وإصابة أكثر من ٢٨ آخرين في الأحداث تم نقلهم إلى مشفى الفاشر الجنوبي لتلقي العلاج.
وحسب غرفة طوارئ أبوشوك فالقتلى وهم:
١/ محمود أبكر عبدالله / ٢٨ سنة – حلة خميس
٢/ حامد محمد عبدالله حران / ٤٠ سنة – قرية مجدوب
٣/ محمد أبكر آدم حسين / ٤٠ سنة – حلة خميس
٤/ محمد آدم التجاني / ٤٠ سنة – قرية أم عشوش
٥/ أحمد دشة
٦/ محمود عبدالله آدم سياسة.
وهناك أربعة قتلى آخرين لم يتم التحصل على أسماءهم بعد.
بعض مصابي أحداث اليوم الموافق ١٣ أبريل ٢٠٢٤م
١/ الطيب عبدالمؤمن / ٣٥ سنة – قرية سرفاي
٢/ محمد حامد / ٢٤ سنة – قرية سرفاي
٣/ يحيى محمد آدم / ٢٦ سنة – قرية سرفاي
٤/ عبدالله علي أبكر / ٢٨ سنة – قرية سرفاي
٥/ أبوبكر نصرالدين محمد / ٣٠ سنة – سرفاي
٦/ آدم يحيى أبكر / ٥٥ سنة – سرفاي
٧/ محمد خليل علي أبكر / ٢١ سنة – شقرة
٨/ الصادق محمد عبدالله / ٤٥ سنة – سرفاي
٩/ عبدالله عيسى / ٢٨ سنة – سرفاي
١٠/ عبده محمد آدم / ٣١ سنة – سرفاي
١١/ التوم علي إبراهيم / ٣٨ سنة – سرفاي
١٢/ معتز موسى حسن / ٢٣ سنة / سرفاي
١٣/ قرشي مهاجر محمد آدم / ٣٨ سنة – سرفاي
مصابي أحداث أمس (١٢ أبريل ٢٠٢٤م)
١/ مدثر أحمد محمد / ١٤ سنة
٢/ نجم الدين إبراهيم / سنتين
٣/ أحمد محمد / ١٤ سنة
وقد تسببت هذه الاحداث في الفترة ما بين ٣ – ٥ أبريل ٢٠٢٤م في مقتل ٢٣ شخص على الأقل من أهالي قرى الريف الغربي للفاشر وإصابة آخرين كما تسبب في حرق قرى بركة و دمارو و كارو وحلة عبدالله وغيرها قبل أن تتوقف مطلع الأسبوع الماضي، حيث أتهمت قوات الدعم السريع بالمشاركة المباشرة في أعمال العنف حينها بعدد عشرة سيارات على الأقل، لتتجدد مرة أخرى منذ الامس واليوم بحصيلة أولية للخسائر كما هو موضح أعلاه.
إنشقاقات قوى سلام جوبا (أسباب عامة وخاصة)
في خطوة تعتبر الثانية من نوعها، أعلن تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر إنسحابة من القوة المشتركة لسلام جوبا يوم أمس (١٢ أبريل ٢٠٢٤م) وذلك بعد إنسحاب حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس يحيى فرج الله في السادس والعشرين من مارس ٢٠٢٤م، كما دعت المجموعتين إلى ضرورة تشكيل قوة مشتركة جديدة مع القوى المسلحة المحايدة تجاه الحرب. وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان القوات المشتركة بقيادة حركة تحرير السودان – مني مناوي وحركة العدل والمساواة السودانية الانخراط في صف الجيش السوداني لمحاربة قوات الدعم السريع في العاشر من أبريل ٢٠٢٤م.
وبينما يظهر أن العامل الرئيس في انسحاب مجموعتي تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس وتجمع تحرير السودان على أنه إنشقاق ذات صلة بالحرب الحالية، حيث يعتقد أن القائدين على مقربة من قيادة الدعم السريع من جهة، وأن مجموعتي تحرير السودان – بقيادة مني مناوي والعدل والمساواة بقيادة جبريل التي أعلنتا إنخراطهم الصريح في الحرب ضد الدعم السريع، إلا أن الانشقاق الكلي (للقوات المشتركة) الحالي ذات صلة بصراعات داخلية لكل مجموعة على حد كبير.
وكانت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس قد عزت سبب إنسحابها من القوة المشتركة بأن قيادة القوات المشتركة قد رفضت إرجاع عدد من الآليات العسكرية التي قادها أحد المنشقين من صفوف الحركة يدعى عابدين موسى لينضم إلى الفضيل المنشق منها سابقا بقيادة الجنرال عثمان عبدالجبار (مسؤول الاستخبارات السابقة بالحركة) والجنرال صلاح آدم تور (صلاح رصاص) النائب السابق لرئيس الحركة، الا أن قيادة القوات المشتركة بقيادة جمعة حقار القائد العام لحركة مني مناوي تقول أن إنسحاب المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس جاء لأسباب تتعلق بصراعات الحركة الداخلية وليس له علاقة بإعلان القوات المشتركة محاربة الدعم السريع.
كما أن تجمع تحرير السودان قد إنقسم فعليا إلى فصيلين منذ العام الماضي حيث أعلن النائب رئيس تجمع قوى تحرير السودان السيد عبدالله يحيى وزير البنى التحتية إنحيازه التام للجيش لمحاربة الدعم السريع في نوفمبر ٢٠٢٤م في مؤتمر بورتسودان الذي شمل كل من مني مناوي وجبريل إبراهيم ومصطفى تمبور وآخرين، بينما بقي السيد الطاهر حجر في موقف الحياد المعلن من قبل قوى سلام جوبا مجتمعة منذ نشوب الحرب في الخرطوم منتصف أبريل من العام الماضي.
أما حركة العدل والمساواة السودانية فقد إنشقت بقيادة الأمين السياسي للحركة السيد سليمان صندل حقار في مؤتمر عقده ضمن قيادات أخرى نافذة بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا في أواخر أغسطس ٢٠٢٣م حيث أعلن حقار في ختام المؤتمر إلتزام فصيله بالحياد تجاه حرب الجيش والدعم السريع، رغم أن الخلاف الواضح كان بإتهام الفصيل الجديد لرئيس الحركة الأصل د. جبريل إبراهيم بمخالفة الدستور الذي يمنع تجديد رئاسة الحركة لأكثر من دورتين. كما إعترف حقار حينها بالخطأ في المشاركة في انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م الذي أنهى عملية الانتقال المدني الديمقراطي الذي تأسس عقب سقوط البشير في العام ٢٠١٩م.
ومع أن حركات العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي، و تجمع قوى تحرير السودان، وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي إضافة إلى التحالف السوداني بقيادة خميس عبدالله أبكر - الذي أغتيل بواسطة الدعم السريع في الجنينة في يوليو ٢٠٢٣م – جميعها تشكل القوى الأساسية في سلام جوبا، إلا أن هناك حركات ومجموعات مسلحة أخرى ملحقة بسلام جوبا هي الأخرى تلعب دورا محوريا في الصراع الحالي بين الجيش والدعم السريع، منها فصيل حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة صلاح رصاص والمجلس الانتقالي الإصلاح بجانب حركة التحرير والعدالة لشرق السودان بقيادة الأمين داؤود ومجموعات محلية أخرى في دارفور وغيرها تقف جميعها في صف الجيش من جهة، بينما حركة تمازج بقيادة الجنرال أحمد قجة الذي يقود المحور الغربي بولاية الجزيرة وحركة تمازج كردفان بقيادة عبدالرحمن باخت وآخرين إنشقوا من الحركات الرئيسية المذكورة آنفا في منطقة جبل موون يدعمون الدعم السريع مقابل آخرين يدعمون الجيش.
وكان القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قد أعلن في وقت سابق من بورتسودان عزل كل من السيد الطاهر حجر ودكتور الهادي إدريس من مجلس السيادة بجانب عزل السيد حافظ عبدالنبي وزير الثروة الحيوانية والسيد نمر عبدالرحمن والي شمال دارفور وآخرين من منسوبي سلام جوبا، إلا أنه أبقى على كل من دكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والسيد أحمد آدم بخيت وزري الرعاية الاجتماعية بجانب آخرين من حركة العدل والمساواة السودانية، كما أبقى على السيد مني مناوي حاكم إقليم دارفور و الوزراء والمسؤولين الحكوميين التابعين لحركته، وكذلك السيد عبدالله يحيى وزير البنية التحتية بحكومة بورتسودان.
وبدعوة القوى المنسحبة من القوات المشتركة لسلام جوبا من كل من حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر و حركة العدل والمساواة بقيادة سليمان صندل حقار والتحالف السوداني بقيادة حافظ عبدالنبي مقابل الأخرى المساندة للجيش، تكون قوى سلام جوبا قد إنقسمت فعليا بصورة كلية إلى تحالفين، يدعم فيه التحالف القائم الآن بقيادة مني وجبريل وتمبور ورصاص القوت المسلحة، فيما قد يبقى التحالف المرتقب في موقف الحياد المعلن تجاه صراع الجيش والدعم السريع رغم إتهام القوى التي تعتزم تشكيله بالتواصل والتقارب مع قيادة الدعم السريع.
المشاركة في الحرب
ورغم أن القيادة العسكرية للقوات المشتركة قد أعلنت مؤخرا في الفاشر (١٠ أبريل ٢٠٢٤م) إنهاء الحياد وقتال الدعم السريع في أي مكان، إلا أن القوات المشتركة قد إنخرطت بالفعل في العديد من العمليات العسكرية في كل من أم درمان والخرطوم والجزيرة بناء على إعلان بورتسودان لإنهاء الحياد في نوفمبر ٢٠٢٣م الذي عقدته قيادة المجموعات المساندة للجيش.
وتعتبر المشاركة المباشرة لقوى سلام جوبا في أحداث غرب الفاشر اليوم أول مشاركة فعلية لها منذ إندلاع صراع الجيش والدعم السريع العام الماضي. ومن المرجح أن تتسع دائرة العنف بين الجانبين مع تصاعد نبرة العنف بين الجانبين، حيث أعلن الجانبين أن كل طرف يعتبر هدفا مشروعا للطرف الآخر منذ اليوم الأول لعيد الفطر المبارك الذي وافق العاشر من أبريل ٢٠٢٤م.