الدعم السريع يستولى على حاميتى القرنتى والحلوف ويُهدد بدخول الميرم بغرب كردفان
فشل جهود الوساطة ونزوحٌ جماعى لسكان الميرم
سودان وور مونيتور
استولت قوات الدعم السريع يومى الأربعاء والخميس المُوافقين 26 يونيو 2024م و27 يونيو 2024م على التوالى على حاميتى القرنتى والحَلُّوف التابعتين للواء 92 مُشاة / الميرم والتابع للفرقة 22 مشاة ببابنوسة دون مقاومةٍ وذلك بعد انسحاب قوات الجيش من الحاميتين وانضمامها لحامية الميرم التى تستعد لصدِّ هجومٍ محتمل لقوات الدعم السريع بقيادة العقيد التاج التجانى قائد القوات بقطاع ولاية غرب كردفان فى غُضون الأيام القادمة.
وفشلت جهودٌ قادها بعض أبناء المنطقة فى إثناء قادة الدعم السريع عن دخول مدينة الميرم آخر مدن غرب كردفان المُحاددة لدولة جنوب السودان.
وقال الأستاذ آدم نورين ل( سودان وور مونيتور) بأن وفداً من الحادبين على سلامة وأمن واستقرار محلية الميرم عقد اجتماعين مع قيادة الدعم السريع بمدينة المجلد يومى الثلاثاء الموافق 25 يونيو 2024م والخميس 27 يونيو 2024م بحضور العقيد التاج التجانى قائد قوات الدعم السريع بقطاع غرب كردفان والعقيد صلاح الفوتى قائد منطقة المجلد وأن الاجتماعين فشلا فى اقناع قيادة الدعم السريع بعدم الهجوم على المدينة بل تمسّكت بقرار دخول المدينة واحتلال حاميتها العسكرية وذلك تنفيذاً لتعليمات القيادة العليا للدعم السريع من ناحية ومن ناحيةٍ أخرى إرسال رسالة شديدة اللهجة لوفد أبناء المنطقة ببورتسودان برئاسة الأستاذ أحمد الصالح صلوحة ابن مدينة الميرم حتى لايفكروا فى العودة إلى ولاية غرب كردفان وإلا فإن مصيرهم سيكون معلوماً لهم.
وفى ديسمبر 2023م اتفق سكان مدينة الميرم مع العقيد أحمد الناجى سالم أحد أبناء المنطقة بقوات الدعم السريع على انضمام أهل المحلية للدعم السريع حفاظاً على أمن وسلامة المحلية،بل وطالبوا العميد معاوية أحمد قائد اللواء 92 بحامية الميرم العسكرية بالخروج من المنطقة حتى لا يتسبب فى وقوع صدام بين أبناء المنطقة فى الجيش و الدعم السريع. وأعلنوا عن تكفُلِّهم بتأمين خروجٍ آمن له وجنوده إلى دولة جنوب السودان أو الشمالية أو أية جهة يختارها بطوع إرادته.
وصرّح مصدرٌ عسكرى بقوات الدعم السريع ل( سودان وور مونيتور) أن الدعم السريع وبعد اسقاط حامية الفولة والاستيلاء على حاضرة الولاية بتأريخ الخميس 20 يونيو 2024م وضع خطة استراتيجية للاستيلاء على كل حاميات الفرقة 22 مشاة ببابنوسة ومن ثم تضييق الخناق على رئاسة الفرقة حتى تستسلم طائعةً مختارة أو اجتياحها والسيطرة عليها عُنوةً ومن ثمّ الزحف باتجاه الفرقة الخامسة مُشاة/ الهجانة بحامية الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان .وقال أن قيادة الدعم السريع بقطاع غرب كردفان وضعت خطةً محكمة للاستيلاء على حامية الميرم بأقل الخسائر على غِرار ماتمّ باللواء 91 مُشاة بحامية الفولة العسكرية.
وفى سياقٍ منفصل شهِدتْ مدينة الميرم ومنذ يوم الأحد الماضى الموافق 23 يونيو 2024م حركة نزوحٍ دائمة من سكان المدينة تجاه قرى شمال وشرق وغرب المدينة وإلى دولة جنوب السودان.
وقالت الأستاذة نادية سُلُم احدى ناشطات المجتمع المدنى بمدينة الميرم ل( سودان وور مونيتور) أنها نزحت للمرة الثانية من مدينة الميرم التى قدِمت إليها فى المرة الأولى كنازحة من مدينة بابنوسة أواخر شهر يناير 2024م الماضى عقِب اندلاع المعارك بين
الجيش والدعم السريع حول محيط الفرقة 22 مشاة ببابنوسة .وقالت أنها اضطرت للنزوح إلى مدينة الأضية رِفقة أولادها الأربع وأنّها تحس وكأنما كُتِبَ عليها العيش فى دوامة النزوح وأنها تفعل ذلك من أجل أبنائها فقط ، وقالت لو أنّ الأمر متروكٌ لها لفضّلت كتابة الخلاص لنفسها من دوّامة الحرب اللعينة ومعاناتها.
وأضافت الناشطة أن بعض الأسر نزحت من الميرم سيراً على الأقدام فى ظلِّ هطولٍ غزيرٍ للأمطار جعل من السير بالأرجل على أرض الميرم ذات الطبيعة الطينية صعباً على النساء والأطفال والعجزة والمسنين. وقالت أن سكان المدينة نزحوا تاركين خلفهم ممتلكاتهم وأنهم لم يأخذوا معهم إلا ماخفّ وزنه من الأمتعة،كما تركوا مزارعهم مخضرةً بفضل الخريف الغزير.وقالت أن معظم سكان المدينة آثروا النزوح لأول مرة فى حياتهم خوفاً من قصف طيران الجيش الذى لا يستهدف سوى المدنيين.
وكثّفت قوات الدعم السريع بقطاع غرب كردفان عمليّاتها العسكرية باحتلال الحاميات العسكرية التابعة للفرقة 22 مشاة ببابنوسة بدءاً بحامية الفولة حاضرة الولاية فى أعقاب قيام وفد من أبناء الولاية محسوبون على الحركة الاسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول بزيارة مدينة بورتسودان برئاسة الأستاذ أحمد الصالح صلوحة وعقدهم سلسلة من اللقاءات مع قادة المجلس السيادى برئاسة الفريق البرهان أكدوا من خلالها دعمهم ووقوفهم مع القوات المسلحة واستعدادهم للقتال فى صفوفها ضد الدعم السريع ،وطالبوا بتسليحهم وتزويدهم بعربات قتالية للعودة بها للولاية وقِتال الدعم السريع، وقد عدّت قوات الدعم السريع ذلك نشازاً عن توجه سكان الولاية الذين يُدينون بالولاء التام لها حسب زعمها ابتداءً من قيادات الصف الأول من الإدارة الأهلية ، فقررت قيادة الدعم السريع بالقطاع احتلال كل غرب كردفان حتى لايعود إليها وفد بورتسودان مرّةً أخرى.