نكويتا سلامي : إدخال المساعدات يحتاج إلى إسكات الأسلحة لتمكين الوصول إلى المحتاجين
ما يدور في شمال دارفور يعكس خطورة الوضع الانساني على الارض
نكويتا سلامي: إدخال المساعدات يحتاج إلى إسكات الأسلحة لتمكين الوصول إلى المحتاجين
سودان وور مونيتور: متابعات
يناشد المجتمع الإنساني التابع للأمم المتحدة في السودان توفير الموارد العاجلة ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق في تقرير جديد يؤكد ظروف المجاعة المحلية في شمال دارفور.
في الأول من أغسطس 2024، أكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات.
كشف عن أدلة معقولة، أن الصراع المستمر في السودان قد دفع المجتمعات في ولاية شمال دارفور، لا سيما في مخيم زمزم بالقرب من عاصمة الولاية، بالفاشر، إلى المجاعة، هي تصل إلى المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل.
خطورة الوضع الانساني علي الارض
وقالت المنسقة الإنسانية المقيمة للأمم المتحدة في السودان ليمنتين نكويتا سلامي ’’ إن الأمم المتحدة وشركاؤها في السودان أحاطوا علماً بهذه النتائج، التي تعكس خطورة الوضع الإنساني على الأرض، لقد عانى شعب السودان، منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من 15 شهراً‘‘.
تضيف كليمنتين إنها أزمة من صنع الإنسان، ويمكن حلها إذا التزمت جميع الأطراف، وأصحاب المصلحة بمسؤولياتهم، والتزاماتهم تجاه السكان الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات.
في ذات الوقت، دق المجتمع الإنساني في السودان ناقوس الخطر بشأن كارثة الجوع المتكشفة، وخطر المجاعة بينما احتدم النزاع، مما تسبب في النزوح، وتعطيل الخدمات الأساسية، وتدمير سبل العيش، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية بشدة.
بينما أوضح تقرير آخر، يختص بشؤون اللاجئين، أن ظروف المجاعة مستمرة في معسكر زمزم للنازحين في شمال دارفور اعتبارا من يونيو ويوليو 2024، ومن المرجح أن تستمر حتى أغسطس وأكتوبر 2024.
وأضاف مجلس بحوث اللاجئين أنه، من المعقول أن تؤثر ظروف مماثلة على مواقع النازحين الأخرى في منطقة الفاشر بشمال دارفور، وخاصة معسكري ابوشوك، والسلام، وإن هناك حاجة ملحة لتقييم هذه المواقع من قبل العاملين في الحقل الإنساني.
ومن المرجح أن يعاني الناس من ظروف مماثلة في المناطق الـ 13 الأخرى المعرضة لخطر المجاعة، والتي تم إدراجها في تحليل التصنيف المتكامل الصادر في يونيو 2024.
وأبرز التحليل أن السودان واجه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في تاريخه، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه من نقص حاد في الغذاء، و 25.6 مليون، يعانون من الجوع الحاد.
ويشمل ذلك أكثر من 8.5 مليون شخص يواجهون مستويات طارئة من الجوع (التصنيف المرحلي المتكامل 4)، فضلاً عن أكثر من 755,000 شخص يعيشون في ظروف كارثية (التصنيف المرحلي المتكامل 5) في اقليم دارفور، جنوب وشمال كردفان، النيل الأزرق، الجزيرة، والخرطوم.
العمل على نقل المواد الغذائية
وقالت كليمنتين ’’ لقد قمنا بتوسيع نطاق استجابتنا خلال الأشهر الأخيرة، ولكن الاحتياجات هائلة، وليس هناك وقت لنضيعه، إن المجتمع الإنساني يمضي قدماً على جبهات متعددة، بما في ذلك نقل المواد الغذائية، والتغذية، والإمدادات الصحية والمدخلات الزراعية بشكل عاجل إلى المناطق الأكثر عرضة للخطر، وزيادة المساعدات النقدية للمجتمعات المحتاجة، وزيادة التواجد في الأماكن التي يكون فيها الجوع أكثر حدة‘‘.
أضافت كليمنتين ’’ أن القيام بهذه الأعمال الإنسانية والمساعدات للمحتاجين يحتاج إلى إسكات الأسلحة لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين‘‘.
قائلة ’’ نحن بحاجة إلى ضخ تمويل عاجل لعملية المساعدات بالإضافة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وخطوط القتال‘‘.
وكشفت عن وجود أكثر من 125 منظمة إنسانية على الأرض، حيث تساعد ما يقارب من 8 ملايين شخص بشكل من أشكال المساعدات الإنسانية بين يناير ويونيو 2024.
توضح كليمنتين، يزال عمال الإغاثة يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الصراع النشط وانعدام الأمن والعوائق المنهجية مثل الحرمان المتعمد من الوصول إلى التسهيلات والي اخره.
وفي ذات الوقت، يزيد موسم الأمطار المستمر من تقييد الوصول، وأصبح معبر طينة بين الحدود التشادية والسودانية، هو الطريق الوحيد عبر الحدود المتاح للحركات الإنسانية من تشاد إلى دارفور منذ إغلاق معبر أدري في فبراير 2024، أنه غير صالح إلى حد كبير بسبب الفيضانات.
اضافة لذلك، تم تقييد الحركة عبر خطوط النزاع إلى أجزاء من الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان بشدة، وفي بعض الحالات توقفت لعدة أشهر.
وحتى الأول من أغسطس 2024، لم يحصل النداء الإنساني للسودان، الذي يسعى للحصول على 2.7 مليار دولار، إلا على 32% من التمويل، وهذا الأمر يترك فجوات تمويلية كبيرة، بما في ذلك للمنظمات المحلية التي تقف في طليعة جهود الاستجابة.
مضيفة’’لمنع حدوث مجاعة واسعة النطاق، يجب على الجهات المانحة زيادة دعمها المالي بشكل عاجل مع استخدام الوسائل الدبلوماسية للضغط من أجل فتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية، إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنرى وضعًا أكثر كارثية في مقبل الايام ‘‘.