تقرير عن تداعيات الحرب بولايات الوسط "النيل الأبيض، الجزيرة وسنار"
إنتهاكات واسعة من أطراف الحرب ومقتل أكثر من ٢٠٠ مواطن خلال شهر أكتوبر
تقرير عن تداعيات الحرب بولايات الوسط "النيل الأبيض، الجزيرة وسنار"
سودان وور مونيتور
تأثرت ولايات وسط السودان كغيرها من ولايات وأجزاء السودان بالحرب التي إندلعت في منتصف 15 ابريل 2023م بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بولاية الخرطوم، وتمددت إلي ولايات دارفور وكردفان، ومن ثم إلي ولايات الوسط "النيل الأبيض، الجزيرة وسنار" التي دخلتها الحرب لأول مرة منذ إستقلال السودان. وهي ولايات ذات موقع جغرافي مميز بوسط البلاد، وأهمية إقتصادية بوجود مجموعة من المشاريع الزراعية المروية ومشاريع الزراعة الآلية والري بالطلمبات، كمشروع الجزيرة الذي تأسس في منتصف عشرينات القرن الماضي وامتداد المناقل بنهاية الخمسينات، ومشروع الرهد الزراعي الذي أسس في السبعينات والذي يتوزع بين ولايتي الجزيرة والقضارف، ومشروع السوكي الزراعي بولاية سنار الذي أسس في السبعينات، ومشاريع الإعاشة بولاية النيل الأبيض التي أسست بعد إقامة خزان جبل أولياء، وكذلك مشاريع ومصانع قصب السكر في كل من الجنيد بالجزيرة و سكر سنار بولاية سنار، وكنانة وعسلاية بولاية النيل الأبيض، حيث جذبت هذه المشاريع التنموية العديد من سكان البلاد إلي هذه المناطق، فأصبحت تمثل تنوعا إجتماعيا وإثنيا كبيرا، فضلا عن التنوع في التركيبة الإجتماعية الذي أحدثته الفترات التاريخية القديمة في عهد السلطنة السنارية والتركية والمهدية.
و بعد أن أستولت قوات الدعم السريع علي منطقة جبل أولياء في نوفمبر 2023م، تمددت تلك القوات وإنتشرت بجزء من ولاية النيل الأبيض، بمحليتي القطينة وأم رمته. بينما يسيطر الجيش علي عاصمة الولاية مدينة ربك، وعلي كامل محليات كوستي، السلام ، ربك، الدويم، الجبلين وتندلتي. ويوجد بالولاية محور قتال بتندلتي بإتجاه ولاية شمال كردفان، ومحور قتال بإتجاه القطينة، ومحور قتال بإتجاه جبل موية، لكنه إنتهي بعد سيطرة الجيش علي منطقة جبل موية في أكتوبر 2024م.
في أواخر ديسمبر 2023 إستولي الدعم السريع علي عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ودمدني، وإنتشر بمحليات ودمدني الكبري، شرق الجزيرة، أم القري، الحصاحيصا، الكاملين وجنوب الجزيرة. بينما إستجمع الجيش قواته بمدينة المناقل، وأصبح يسيطر علي محليتي المناقل والقرشي ويتواجد أيضا في جزء من محلية جنوب الجزيرة. وتوجد عدة محاور قتال عسكرية بالولاية، وهي محور ود الحداد بجنوب الجزيرة باتجاه سنار، ومحور المدينة عرب بجنوب الجزيرة باتجاه المناقل، ومحور المناقل باتجاه الحصاحيصا ومحور الخياري باتجاه الفاو ومحور تمبول باتجاه البطانة الذي بدأ بعد إنضمام قائد الدعم السريع بالولاية أبوعاقلة كيكل إلي الجيش في شهر كتوبر 2024م.
وفي 29 يونيو 2024م إستولي الدعم السريع علي مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار وتمدد بمحليات أبوحجار، سنجة، الدالي والمزموم، الدندر والسوكي، بينما يسيطر الجيش علي محلية سنار وجزء من محلية شرق سنار، وحدثت بعض التحولات مؤخرا في شهر أكتوبر، حيث سيطر الجيش علي جبل موية وإستعاد مدن الدندر والسوكي، وأصبح وجود الدعم السريع بثلاث محليات وهي سنجة والدالي والمزموم وابو حجار.
التداعيات السياسية
ولاية الجزيرة : تنقسم الجزيرة الي سلطتين سياسيتين؛ الأولي هي الإدارة المدنية بود مدني والتي أنشاءها الدعم السريع كسلطة بديلة للدولة، وساهم أبوعاقلة كيكل قائد الدعم السريع بالولاية حينها في عملية تشكيل هذه السلطة، حيث تولي د.صديق أحمد رئاسة الإدارة المدنية وجهازها التنفيذي التي يتشكل من مجموعة من الإدارات، وقد عملوا علي تشكيل إدارات مدنية ببعض المحليات التي يسيطر عليها الدعم السريع، كما لديهم مجلس للرقابة يسمي مجلس التأسيس المدني، وايضا قاموا بتشكيل قوات شرطة بمناطق سيطرتهم. وبعد إنضمام أبوعاقلة كيكل للجيش في 20 اكتوبر 2024م خرج رئيس الإدارة المدنية بتصريح مصور يؤكد إستمراره في عمله رئيسا للإدارة المدنية بالولاية.
أما السلطة الثانية في ولاية الجزيرة هي سلطة الدولة والتي تتبع لمناطق سيطرة الجيش، وعلي رأسها الأستاذ الطاهر ابراهيم الخير والي ولاية الجزيرة الذي يتواجد بمدينة المناقل، وتشرف هذه السلطة علي المناطق التي يسيطر عليها الجيش بمحيلتي المناقل والقرشي. توجد بهذه المناطق قوات المقاومة الشعبية التي تقاتل مع الجيش. وهنالك تطور مختلف بالمنطقة حيث تم تشكيل مجلس حربي لقبيلة الكواهلة برئاسة ناظر الحسنات الناجي بابكر، وعبدالباقي علي منسقا عاما للمجلس الحربي، وأن مهمة هذا المجلس تجميع مقاتلي قبيلة الكواهلة في جسم عسكري واحد، ليحاربوا به قوات الدعم السريع.
ولاية سنار: لم يشكل الدعم السريع سلطة بمناطق سيطرته بولاية سنار، والسلطة الموجودة بالولاية هي سلطة الدولة التي تتبع لمناطق سيطرة الجيش، بقيادة الوالي المكلف توفيق محمد علي.
ولاية النيل الأبيض: السلطة الموجودة هي سلطة الدولة التابعة للجيش بقيادة الوالي عمر الخليفة.
أوضاع حقوق الإنسان وحماية المدنيين
في ولاية الجزيرة؛ ساءت أوضاع حقوق الإنسان وحماية المدنيين، بشكل أكبر، بتأريخ 20 اكتوبر2024م عندما إنسلخ قائد الدعم السريع بالجزيرة أبوعاقلة كيكل وإنضم إلي الجيش، ومنذ ذلك التاريخ تعيش مدن وقري شرق الجزيرة، وبعض قري شمال الجزيرة أوضاعا مأساوية؛ بدأ الدعم السريع حصار وإجتياح المدن الرئيسة بشرق الجزيرة؛ رفاعة وتمبول والهلالية وأبوحراز والشرفة بركات، ومن ثم طوق وهاجم كل القري المحيطة بهذه المدن، بحجة أن هنالك سلاح ومسلحين يتبعون لكيكل قائدهم المنشق. ونتيجة لهذا الهجوم وقعت سلسلة من الانتهاكات، خاصة بعد فشل الهجوم الذي شنته مجموعات من الجيش وقوات لكيكل وفزع من قبيلة الشكرية علي مدينة تمبول بتاريخ 20 أكتوبر، فبعد وصول تلك القوة وبقاءها بالمدينة ساعات قبل أن يهاجمها الدعم السريع ويستولي علي المدينة. لقد تم التوثيق لانتهاكات حقوق الانسان من مصادر محلية، ولناجين نازحين من المنطقة، وفيديوهات صورها جنود من الدعم السريع، وآخري وثقها مواطنون عاديون، ورسائل صوتية لمجموعات أهل تلك القري والمدن، وتراوحت الانتهاكات بين القتل والنزوح والإغتصاب والسرقة والتشريد والتهجير.
ففي المدن والقري المحازية للنيل الأزرق من الناحية الشرقية كانت الإنتهاكات بالمدن الرئيسة؛ في مدينة تمبول بعد أن إستعاد الدعم السريع السيطرة علي المدنية، وهزم فيها قوات الجيش والمستنفرين، حيث قتل قائد الجيش بمنطقة البطانة وهو العقيد أحمد شاع الدين. تم نهب الاسواق والتنكيل بالمواطنين من قبل الدعم السريع، وقصف طيران الجيش المدينة، ونزح الكثير من المواطنين الي داخل البطانة، والبعض نزح الي القري المجاورة، مثل قرية الطندب وغيرها، الا أن مجموعات من الدعم السريع لاحقت النازحين من المنطقة، واستهدفتهم ونكلت بهم ونهبتهم، كما تم محاصرة مدينة رفاعة وكذلك الأسواق في مدينة رفاعة، وتم سرقة ونهب لكثير من الممتلكات، والإعتداء علي المواطنين، وعلي بعض الكوادر الطبية، وتم إختطاف فتاتين تعملان بالحقل الصحي بالمستشفي، وتم إرجعاهما في اليوم التالي، وقتل عدد من المواطنين، وتمت مهاجمة القري التي حول مدينة رفاعة، بدءا من قرية صفيتة الغنوباب التي قتل منها (11) مواطن وقرية تيراب وقرية الصقيعة وبتاريخ 25 أكتوبر تمت مهاجمة العديد من القري، وفي قرية العزيبة قتل (14) مواطن، وشرد بقية أهل القرية، وتمت مهاجمة قري السعدوناب والشرفة التي قتل فيها (5) مواطنين وقرية مكنون التي قتل منها (11) مواطن. كما هاجمت قوات الدعم السريع مدينة الهلالية وتعرضت المدينة لعمليات نهب وسرقة للمتلكات. وواصلت قوات الدعم السريع مهاجمة مناطق قرى مصنع سكر الجنيد، وتمت مهاجمة قري ديم الياس والبويضاء و الهجيليج. وكذلك تمت مهاجمة قرى شرق رفاعة أم عكش، ود الأمين، ود ساقرته، الفولة، قرية أبوجلفة، قرية الحدبة عبدالقيوم، قرية الحدبة مصطفى.
ومن الناحية الغربية للنيل الأزرق وبمحلية الكاملين بقرية أزرق إقتحم الدعم السريع القرية ، وبتاريخ 25 أكتوبر قتل (9) من الواطنين بالقرية، وإرتكب مجزرة بشرية مروعة بقرية السريحة التي تقرب قرية أزرق، قتل فيها الدعم السريع أكثر من ( 124) مواطن بتاريخ 26 أكتوبر، ويوجد عدد كبير من الجرحى وتم تنزيح أهل القرية وتشريدهم. ومن ناحية أخري ونتيجة لحملة خطاب الكراهية ضد مجتمعات الكنابي، بتاريخ 27 أكتوبر تم حرق كمبو (26) من قبل مواطني قرية سليم وحدة المحيريبة بمحلية الحصاحيصا، ولم نتعرف علي حجم الخسائر او الضحايا. وإلي تاريخ 29 اكتوبر هنالك حصار وإعتداءات من قوات الدعم السريع علي قري شرق الجزيرة، وقامت قوات الدعم السريع بمصادرة أجهزة الإستار لنك بكثير من القري والمدن.
في ولاية سنار وبعد إستعادة قوات الجيش لمناطق الدندر والسوكي، قالت مصادر محلية أن قوات الجيش والمستنفرين إرتكتب مجزرة في مدينة الدندر، ضد بعض السكان المحليين وبعض النازحين الذين قدموا الي المنطقة، ولم يستطيعوا مغادرتها، حيث تم قتل العشرات في مباني الحياة البرية، وآخرون قالوا أن العدد بالمئات، ولغياب شبكات الاتصال لم يتم التحقق الكامل من عدد الضحايا.
في ولاية النيل الأبيض؛ يستمر التضييق علي عمل الفاعلين والناشطين السياسين في مناطق سيطرة الجيش، كما أن إستمرار إنقطاع شبكات الإتصالات يزيد من معاناة المواطنين، لقلة إستخدام أجهزة الإستار لنك، والإستخبارات العسكرية تفرض عليها رقابة كبيرة، وبتاريخ 28 أكتوبر أكدت بعض المصادر تحرك قوات الدعم السريع بمحلية ام رمتة بمناطق ترعة الخواجة والحسين وقوز البيض.
يتخوف بعض المراقبين من معاودة سلاح طيران الجيش وتكراره للمجازر في المناطق نفسها التي أرتكبت فيها قوات الدعم السريع المجازر والانتهاكات، فطيران الجيش خلال هذا الشهر في 7 أكتوبر قصف مدينة الحصاحيصا وأودي بحياة (50) شخص من المديين، وفي 13اكتوبر قصف طيران الجيش منطقة ابوحجار بولاية سنار وقتل (29) من المدنيين وأكثر من (80) جريح، وفي 16 اكتوبر قصف الطيران قرية الكامراب بمحلية الدندر بولاية سنار، وقتل (15) من المدنيين وعدد من الجرحي، وفي 21 اكتوبر قصف طيران الجيش مسجد للمصلين بحي امتداد الاندلس بمدينة ود مدني، وقتل (20) شخص من المدنيين وعدد من الجرحي. لذلك يتخوف بعض المراقبين، من أن تكون مدن وقري شرق الجزيرة ومحليات سنجة وابوحجار والدالي والمزموم، مسرحا لانتهاكات طيران الجيش.
الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية
في ولاية الجزيرة، وبعد إستيلاء الدعم السريع علي ود مدني وأجزاء كبيرة من الولاية، إنهارت الدولة بالكامل، ولم تعد هنالك خدمة مدنية ولا نيابة ولا قضاء، ولا مصارف أو بنوك. أصبح المواطنون يتعاملون بخدمة بنكك الإلكترونية، ويستخدمون اجهزة وخدمة الإستارلنك للتواصل، بعد إنقطاع شبكات الإتصال بكل أجزاء الولاية، بإستثناء مناطق المناقل التي كانت تعمل بها شبكات زين وسوداني للإتصالات، وهي بدورها إنقطعت بتاريخ 12 أكتوبر2024م وحتي الآن. كما ان هنالك غلاء وندرة في الدواء والمواد الغذائية خاصة بعد أحداث تمبول الأخيرة بشرق الجزيرة، ساءت حركة التجارة البينية بين مناطق الولاية، لأن المناطق بشرق الولاية التي تتحرك فيها العمليات التجارية، أصبحت غير ممكنة في هذه الفترة بسبب تحولها إلي منطقة عمليات عسكرية. ونستطيع أن نقول أن مناطق سيطرة الدعم السريع بولاية الجزيرة الآن محاصرة تماما، وان أوضاع المواطنين في تدهور مستمر عدا بعض مناطق شمال الجزيرة. أما ولاية النيل الأبيض؛ بعد سيطرة الجيش علي منطقة جبل موية، تدفت إليها بعض البضائع القادمة من سنار.
ومن جانب آخر فإن صدور قرار بتاريخ 8 أكتوبر2024 من قوات الدعم السريع يحظرالحركة التجارية للمواشي والمنتجات الزراعية والمعدنية من الذهاب الي مناطق سيطرة الجيش، اثر علي الحركة التجارية للولاية بطريق كوستي – الأبيض، وأيضا طريق الدويم. حيث كانت هنالك حركة تجارة وتهريب عبرهذين الطريقين بين الولاية ومنطقة الدبة بالولاية الشمالية. وفي لاية سنار؛ بعد أن نجح الجيش في الانتشار بشرق سنار، قام بفتح وتأمين طريق الفاو سنار الذي يمر بكوبري دوبا علي أسفل نهر الدندر الذي يصب في النيل الأزرق، مما سهل وصول بعض البضائع الي مناطق سيطرة الجيش. أما مناطق سيطرة الدعم السريع، ما زالت تعاني من الحصار بسنجة وابوحجار والدالي والمزموم.
هنالك إزدياد في حركة النزوح، خصوصا بشرق ولاية الجزيرة، بعد إنفجار الأوضاع مؤخرا، حيث نزح المواطنون داخل الولاية الي المناطق المجاورة ذات الأمان النسبي، وإلي ولايتي القضارف وكسلا.
كما أن خطاب الكراهية في إزدياد، خاصة في ولاية الجزيرة، حيث إنتظمت حملات موجهة من مناصري الجيش، ضد مجتمع الكنابي بولاية الجزيرة، ومجتمع الكنابي هم الذين تعود أصولهم إلي غرب السودان ويسكنون في مساكن غير إنسانية تفتقر الي الخدمات ويعانون من إنتقاص من حق مواطنتهم، عبر سياسات وقوانين منذ إستقلال السودان، وقد يشمل ذلك عموم الذين تنحدر أصولهم من غرب السودان بما في ذلك القاطنين في القرى المستقرة الموازية لقرى المجتمعات الأخرى من غير غربي السودان. وهذه الحملة ضدهم ربما تقود إلي مجازر علي أساس أثني تطالهم في حالة إستولي الجيش والقوي المساندة له علي ولاية الجزيرة. وفي ولاية سنار؛ بعد أن سيطر الجيش وحلفاءه علي منطقتي الدندر والسوكي، نشرت فيديوهات تستهدف بعض المواطنين بتهمة معاونتهم للدعم السريع، وهنالك أنباء عن مجازر أرتكبت ضد هؤلاء المواطنين، وإستهداف علي أساس أثني، تحتاج إلي المزيد من التحقق والتفاصيل.
وعلي الصعيد الصحي؛ إستمرار إنتشار وباء الكوليرا بمناطق شرق سنار وجنوب الجزيرة. وبولاية النيل الأبيض بكوستي وربك تنكر السلطات الوباء، في الوقت الذي تؤكد فيه منظمات صحية عاملة بالمجال وجود الكوليرا وإنتشارها بالولاية.
الخاتمة
بعد خطاب قائد قوات الدعم السريع بتاريخ 9 اكتوبر 2024 الذي أعلن فيه التعبئة العامة، وما أسماه بالخطة "ب" والاستمرار في الحرب، وخطاب قائد الجيش السوداني في البطانة بتاريخ 23 اكتوبر 2024 الذي أعلن فيه التسليح القبلي لقبيلة الشكرية لمواجهة الدعم السريع، والتسليح المسبق بمنطقة المناقل لمجموعات من قبيلة الكواهلة التي أسست لها مجلس حربي بقيادة ناظر الحسنات داعم للجيش، وإستمرارجزء من مجتمعات رفاعة بسنجة والدالي والمزموم وابوحجار بولاية سنار، وبداية عملية التسليح القبلي في ريف ولاية النيل الأبيض. كل هذه المؤشرات تقول أن المنطقة مقبلة علي موجة جديدة وكبيرة من العنف بين أطراف الصراع ، يكون ضحاياها المواطنين المدنيين، وإيضا تصفية حسابات مجتمعية وإثنية من جانب آخر، كالحملات والوعيد وخطاب الكراهية الذي تطلقه بعض القوي المجتمعية والعسكرية التي تساند الجيش، ضد مجتمعات الكنابي بوجه عام، حيث بدأت بكمبو 26 بمناطق المحيريبة بالحصاحيصا. وفي الجانب الانساني؛ بسبب موجات النزوح والتهجير والتشرد، وانتشار الأمراض، وغياب تقديم خدمات الاغاثة في المنطقة، يزداد الواقع الانساني سوءا، وما هو ماثل الآن لحالات النزوح حيث هنالك آلالاف النازحين بمناطق الفاو والبطانة وحلفا الجديدة.