الدعمُ السريع يقصِفُ مدينة الأبيض و قرية أم سعدة بشمال كردفان
مقتل ١٨ مدنياً وإصابة ٥٤ آخرون
الدعمُ السريع يقصِفُ مدينة الأبيض و قرية أم سعدة بشمال كردفان
مقتل ١٨ مدنياً وإصابة ٥٤ آخرون
تقرير / سودان وور مونيتور
بعد توقُفٍ للعمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع دام طويلاً للسيطرة على الفرقة الخامسة الشهيرة بالهجّانة، شنّت قوات الدعم السريع بقطاع شمال كردفان صبيحة الأربعاء الموافق ١٤ أغسطس ٢٠٢٤م هجوماً عنيفاً على مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان من ثلاث محاور ( شرق وغرب وشمال ) المدينة مستخدمةً مدافع الكاتيوشا فى القصف والتدوين المدفعي بعيد المدى. واستهدف القصف الذى استمرّ لأكثر من أربع ساعات وسط المدينة تحديداً، حيث تسبّبت القذائق والدّانات التى سقطت بسوق المدينة و وزارة البُنى التحتية ومدرسة الخنساء الثانوية بنات ومدرسة شلتوت الأساسية بنين فى وفاة خمسة موظفين وعمال يعملون بوزارة البنى التحتية و احدى عشرة طالبة وهم:
١/ رابح محمد ضيف الله ( موظف بوزارة البنى التحتية).
٢/ حسن سلامة( موظف بوزارة البنى التحتية).
٣/ أحمد آدم كوكو ( عامل بذات الوزارة).
٤/ سعيد عبدالرحمن ( عامل بذات الوزارة).
٥/ يوسف الضو إسماعيل ( عامل بذات الوزارة).
٦/ مزن أحمد محمد ( طالبة ثانوى).
٧/ وعد عوض بشير ( طالبة ثانوى).
٨/ آمنة أحمد حامد ( طالبة ثانوى).
٩/ أُمنيات حميدة ( طالبة ثانوى).
١٠/ عُلا جون عوض ( طالبة أساس).
١١/ امتثال عوض ( طالبة أساس).
١٢/ عدن محمد ( طالبة أساس).
١٣/ كفاح خليفة ( طالبة أساس).
١٤/ مريم جمال صديق ( طالبة أساس).
١٥/ سماح حامد كباشى ( طالبة أساس).
١٦/ حبيبة سليم كوكو ( طالبة أساس).
وأدّى القصف إلى إصابة أكثر من ٥٠ مواطناً ومواطنة من المدنيين باصاباتٍ متباينة معظهما خطيرة كانوا بسوق المدينة ، تمّ اسعافهم إلى المستشفى البريطانى ومستشفى الأبيض التعليمى ومستشفى الضمان لتلقى العلاج ،فى وقتٍ تُعانى فيه جميع المرافق الصحية والمستشفيات العامة والخاصة من الاظلام التّام بسبب انقطاع الكهرباء القومية عن ولايات كردفان الثلاث ( شمال وجنوب وغرب) منذ الحريق الذي شبّ بمحطة كهرباء أم روابة فى ١٣ مايو ٢٠٢٤م مُحدثاً أعطالاً كبيرة بالمحطة لم يتم اصلاحها حتى الآن بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على محلية أم روابة التابعة لولاية شمال كردفان منذ أواخر شهر يوليو2024م.
ولم يتسن ل (سودان وور مونيتور) الحصول تصريحاتٍ صحفية حول أحداث الأبيض صبيحة أمس الأربعاء وذلك بسبب انقطاع شبكات الاتصالات عبر الهاتف وعبر الأنترنيت فضلاً عن قيام الاستخبارات العسكرية بايقاف خدمة الأنترنيت الفضائى (الاستارلنك).
ويجئ هجوم الدعم السريع عشية بدء الجلسات الحوارية لمفاوضات جنيف بسويسرا التى بدأت الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠٢٤م بحضور الولايات الأمريكية المتحدة الداعية للمفاوضات وبرعاية دولتى سويسرا والسعودية وبمشاركة الاتحاد الافريقى ودولتى مصر والإمارات العربية المتحدة كمراقبين و بحضور وفد الدعم السريع وامتناع الجيش عن المشاركة فى المفاوضات بسببِ تحفظاتٍ ومطالب أشار إليها الفريق الركن عبدالفتاح البرهان القائد الأعلى للجيش السودانى ورئيس مجلس الوزراء ( كما خاطبه المجتمع الدولى مؤخراً تشجيعاً له للذهاب إلى جنيف) فى خطابه بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال٧٠ لتأسيس الجيش السودانى الذى صادف يوم أمس الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠٢٤م، حيثُ قال البرهان فى خطابه للأمة السعودية بأن ( لاسلام والمليشيا تحتل بيوتنا ومُدنِنا وقُرانا وتُحاصرها وتقطع الطرق بأجزاء مقدرة من بلادنا) كما قال ( لاوقف للعمليات العسكرية بدون انسحاب وخروج آخر مليشى من المدن والقرى التى استباحوها) وأضاف ( أن طريق السلام ووقف الحرب واضحٌ وهو تطبيق ما اتفقنا عليه بمنبر جدة فى مايو ٢٠٢٣ الماضى.
وقال البرهان بأن الجيش يتحفظ على مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة فى المفاوضات ولو بصفة مُراقب لاتهامه لها بأنها داعمة ومُموِّلة للدعم السريع.
وتجئُ مفاوضات جنيف بدعوةٍ من الإدارة الأمريكية التى أولت مؤخراً ((موضوع الحرب فى السودان بين الجيش والدعم السريع التى انطلقت شرارتها الأولى فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣م بالخرطوم وتوسّع نطاقُها حتى وصلت جميع ولايات السودان عدا ولايات ( البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل) وأدت التى تشريد أكثر من ٢٥ مليون سودانى مابين نازحٍ داخل السودان ولاجئٍ بدول الجوار تتهدّدهم المجاعة والتى أكدّتها وكالة الأمم المتحدة ( برنامج الأغذية العالمى) فى أكثر من تقريرٍ شهرى لها وفقاً لمؤشرِّات لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى)) اهتماماً كبيراً ، لذلك دعت طرفى الحرب إلى طاولة مفاوضاتٍ بجنيف لمناقشة ثلاث أجندة رئيسة ( وقف اطلاق نار بمراقبة دولية لحماية المدنيين وايصال المساعدات الانسانية لمستحقيها بجميع السودان وتطوير آلية مُحْكَمة لضمان تنفيذ أى اتفاق يتم التوصُّل اليه).ولمّا امتنع وفد الجيش عن الحضور ،انطلقت المفاوضات الأربعاء بمشاركة وفد الدعم السريع فقط.
واقعٌ أليم بمستشفى الأبيض التعليمى
يُعانى المرضى وجرحى الاشتباكات بمستشفى الأبيض التعليمى مُعاناةً يزيدهم مرضاً على مرضٍ ، فقد تداول ناشطون مقطع فيديو يُوضِّح تحوُّل غرفة العناية المُكثَّفة بالمستشفى إلى ظلال أشجار النيم ،حيث ينامُ المرضى على أسرِّة جلبوها من منازلهم بينما يستخدمون وابور كهربائى خاص ( جنريتور) لتوليد الكهرباء لتشغيل المراوح المتحرِّكة من شدة سخانة الجو بمدينة الأبيض هذه الأيام ، وقال المرضى وهم يتوسدون أسرةً حافية من المفارش بأنهم يناشدون الخيريين من أبناء كردفان لمساعدتهم وانقاذهم من الموت البطئ ، مُشيرين الى انقطاع التيار الكهربائى عن المستشفى لمدة ثلاث أيام.
وقال طبيبٌ بمستشفى الأبيض التعليمى فضّل حجب اسمه لدواعٍ أمنية ل ( سودان وور مونيتور) أن معظم وأفضل كوادر مستشفى الأبيض التعليمى من أخصائيين وأطباء وكوادر وسيطة هجروا المستشفى وذلك لبُؤس الحال ، وقال بأنهم ناشدوا والى الولاية لايلاء استدامة كهرباء المستشفى بسبب حالات التردُّد الكثيرة والضغط عليه ، لكنه يكتفى بالوعود فقط دون تنفيذ حتى وصل الأمر بالمرضى إلى افتراش أشجار النيم كغُرف وعنابر طبية.
الدعم السريع يُهاجم قرية أم سعدة بالدبيبات
بتأريخ الإثنين الموافق ١٢ أغسطس ٢٠٢٤م هجمت قوات محسوبة على الدعم السريع بقطاع شمال كردفان لأنها تتزيَّا بزيِّها على أهالى من قرية أم سعدة التابعة لمحلية القوز ( الدبيبات) وهم فى طريق عودتهم من سوق الحاجز ، وقاموا باطلاق الرصاص عليهم لسلبهم ونهبهم مما أدى إلى مقتل اثنين وجرح أربعة آخرون من أهل القرية وهم :
١/ الزاكى محمد ابراهيم ( توفى فى الحال بعد اصابته فى الرأس).
٢/ محمد خير أمين ( توفى بعد اسعافه إلى مستشفى الدبيبات).
٣/أحمد الطيب الجقيدى ( اصابة فى الرأس وتم اسعافة الى مستشفى الدبيبات).
٤/ عبدالفتاح عبدالهادئ آدم ( تعرّص لإصابة بليغة على كتفه وتم اسعافه لمستشفى الدبيبات).
٥/ بشير محمد جودة ( تعرّض لإصابة فى القدم وتم اسعافه إلى مستشفى الدبيبات ).
٧/ بهاء الدين آدم ترتير ( تعرض لإصابة فى قدمه وتم اسعافه إلى مستشفى الدبيبات).
واستنكر ناشطون مدنيُّون من مدينة الدبيبات الحادثة التى ظلّت تتكرّرُ باستمرار ورفضوا سلوك عناصر الدعم السريع بشمال كردفان الذين تحول معظمهم الى قُطّاع طرق يستهدفون التجار فى حول عودتهم من الأسواق الأسبوعية ويقومون بسلبهم ونهبهم والتَّبضُّعِ منهم، وكشف شهود عيان من قرية أم سعداً أن فزعاً تمكّن من تعقُّب اللصوص وقاطعى الطريق وتمكنوا من قتلهم جميعاً بعد أن تبرّأت منهم قوات الدعم السريع.