حول مبادرة جيناكى لمناصرة وصول المساعدات الإنسانية لإقليم كردفان
٦ مليون نسمة بالإقليم فى حاجةٍ ماسة للمساعدات الإنسانية
حول مبادرة جيناكى لمناصرة وصول المساعدات الإنسانية لإقليم كردفان
٦ مليون نسمة بالإقليم فى حاجةٍ ماسة للمساعدات الإنسانية
مرصد حرب السودان : إقليم كردفان
أطلق نُشطاء المجتمع المدنى بإقليم كردفان بولاياته الثلاث شمال كردفان وجنوب كردفان وغرب كردفان حملةً لمناصرة وصول المساعدات الإنسانية لحوالى ٦ مليون نسمة بالإقليم ، يعيشون فى ظروفٍ إنسانية بائسة، وأُطْلِقَ على الحملة إسم ( جيناكى ياكردفان ) وهو إسمٌ مأخوذٌ من أغنيةِ ( جيناكى ) الشهيرة التى كتب كلماتها الشاعر فضيلى جماع، وأدّاها بالغناء الفنان عبدالقادر سالم ، وتقولُ كلماتها :
جيناكى زى وِزين
هجر الرهيد يوم جفا
ضاع من بلادٍ لبلاد
ما أظنوا عاجبوا بُعاد
جيناكى زى وِزين
عاد فارى جناح
شالوا الحنين
يسبق رياح ورياح
والغربة ليل طويل
لمتين يجينا صباح.
ماهيةُ مبادرة جيناكى يا كردفان
قالت الأستاذة هويدا عبدالرحمن مديرة منظمة مزنة لمكافحة الأنيميا المنجلية بمدينة الفولة بولاية غرب كردفان وعضو المبادرة لمرصد حرب السودان، أنّ جيناكى ياكردفان، مبادرة غير سياسية وغير عرقية وعابرة لحدود كردفان ، وهى جهدٌ سودانى خالص، ويفوقُ عضويتها عدد ٦٠٠ عضو من النوعين، وتشمل عضويتها ( قادة المجتمع المحلى وقادة الإدارة الأهلية والأدباء والفنانين والصحفيين والرياضيين وغرف الطوارئ والفاعلين على الأرض من نشطاء التكايا ).
وأضافت بأنّ باب العضوية للانضمام للمبادرة مفتوحٌ لكل من يُناصر الحملة، وقالت بأنّ المبادرة غير مسجلة ولا علاقة لها بطرفى النزاع، هدفها محصورٌ فقط فى إيصال المساعدات الإنسانية، وسينتهى دورها بتحقيق هذا الهدف.
أما الأستاذة عطور البشير مديرة منظمة بسمة أمل الوطنية بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان وعضو المبادرة فقالت لمرصد حرب السودان، أنّ منظمتها تعمل على تقديم وجبة إفطار يومياً بثلاث مراكز لإيواء النازحين بالمدينة.
وقالت أنّ النازحين يواجهون صعوباتٍ جمة فى الحصول على الغذاء والدواء وحتى المأوى، وأنّ المعاناة تزدادُ يومياً مع إستمرار تدفقهم نحو مدينة الأبيض هرباً من جحيم المواجهات العسكرية بين الجيش والدعم السريع.
وأضافت عطور بأنّ المنظمة تلجأُ أحياناً لعمل بليلة الدخن وتقديمها كوجبة فطور رئيسية للنازحين، لذلك أعربت عن أملها فى أن تنجح مبادرة جيناكى ياكردفان فى لفت أنظار العالم والمانحين الدوليين لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين بشمال كردفان وجميع أنحاء الإقليم والسودان عامةً.
المبادرة تعقد عدداً من الاجتماعات مع الجهات ذات الصلة بتقديم المساعدات الإنسانية
حرصاً منها على نجاح المبادرة، عقد مكتب تنسيق المبادرة سلسلةً من الاجتماعات مع الجهات المعنية بتقديم العون الإنساني.
وقال الأستاذ بطرس الناشط المدنى بمناطق سيطرة الحركة الشعبية شمال جناح القائد الحلو ، أنّ مكتب التنسيق عقد اجتماعاً مع مكتب تنسيق الشؤؤون الإنسانية OCHA بتأريخ الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥م بتقنية الGoogle meet ، ووصف الاجتماع بالناجح.
وقال بأنّهم حدّدوا أربعة معابر لإيصال المساعدات الإنسانية لولايات إقليم كردفان وهى :
١/ معبر من دولة جنوب السودان الشقيق عبر منطقة أبيى ومنها إلى ولايات الإقليم الثلاث.
٢/ معبر من ولاية غرب دارفور عبر مدينة الجنينة ومنها إلى مدينة الضعين بولاية شرق دارفور ومنها إلى إقليم كردفان.
٣/ معبر عبر مُخيّم إيدا بولاية الوحدة بدولة جنوب السودان الشقيق ومنه إلى جنوب كردفان.
٤/ معبر الرنك والجبلين ومنه إلى ولاية شمال كردفان.
وأفاد بطرس باستبعادهم لمعبر أويل بدولة جنوب السودان بسبب وعورة الطرق خلال فصل الخريف ، مؤكداً بإبقائه ضمن المعابر المقترحة لإيصال المساعدات الإنسانية بعد انتهاء فصل الخريف.
وفى ذات السياق، قال الأستاذ معاوية آدم مُمثِّل OCHA بالاجتماع، أنّهم كجهة تقوم بتنسيق عمل الوكالات الأممية يُواجهون تحدى التمويل وضخامة الحوجة للمساعدات الإنسانية فى جميع أنحاء السودان، وأكدّ عزمهم فى توفير التمويل معرباً عن أمله فى وفاء المانحين بالتزاماتهم.
وقال بأنهم وعبر مكتب التنسيق المدنى / العسكرى فى OCHA يتواصلون باستمرار مع طرفى الحرب من الجيش والدعم السريع لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
أما البروفيسور جادالله آدم الرضى فقال لمرصد حرب السودان، واصلنا اجتماعاتنا وعقدنا يوم الإثنين الموافق ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥م اجتماعاً مع Global Giving و Chattam house وحلّلنا لهم السياق الإنسانى بإقليم كردفان وأنّ هناك ٦ مليون نسمة يُواجهون خطر الجوع بسبب انعدام الأمن الغذائى والبعض يُعانون من انعدام مياه الشرب ويعتمدون على مياه التُّرع و الرُّقاب ويتشاركون مصادر المياه مع الحيوان دون فصلٍ بينهما. وقال البروف أنّ الجهات وعدت بالسعى الجاد للتدخل ومساعدة المحتاجين بإقليم كردفان.
المبادرة تطلِق مجموعة من الهاشتاغات.
قال الأستاذ محمد المختار عضو مكتب تنسيق المبادرة أنّهم أطلقوا مجموعة من الهاشتاغات للترويج للمبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وجدت تجاوباً منقطع النظير، وذكر منها :
١/ كردفان فى قلوبنا.
٢/ كردفان تستغيث.
٣/ أنقذ جائعاً فى كردفان.
٤/ إنقاذ كردفان يعنى إنقاذ التنوع فى السودان.
٥/ أنقذوا بؤساء حرب السودان المنسية.
٦/ أنقذوا أطفال كردفان الآن.
٧/ كردفان تموتُ من الجوع.
٨/ كردفان مطمورة الخير تستغيث.
٩/ أنقذوا أطفال كردفان من الحرب.
١٠/ أوقفوا نزيف الطفولة.
١١/ الغذاء حقٌ للأطفال.
١٢/ الأطفال ، النساء وكبار السن يستحقون الحياة.
١٣/ أسكتوا صرخةَ أطفال الحروب.
١٤/ أطفالُ كردفان ينادونكم.
١٥/ دواءٌ وغذاء للأطفال.
١٦/ الحربُ سرقت طفولتهم فلا تدعوا الجوع والمرض يسرق حياتهم.
١٧/ صوتُ بكاء طفلٌ جائع أقوى من ضجيجِ المدافع.
١٨/ قوافلُ السلاح تصل فأين قوافل الغذاء والدواء.
شخصياتٌ كردفانية مرموقة تتجاوبُ مع المبادرة:
تجاوبت شخصياتٌ كردفانية مرموقة مع مبادرة جيناكى ياكردفان، أبرزهم الشاعر القامة فضيلى جماع الذى قال ، أنّ حرب السودان خلّفت ١٥٠ ألف قتيل و ٩ مليون نازح و ٤ مليون لاجئ.
وقال أنّ السودان يعيشُ أسوأ كارثةٍ إنسانية فى العالم، واوضح أنّ كردفان غنيةٌ بمواردها، فهى مصدر الصمغ العربى والبترول ورغم ذلك فإنّ الأطفال والنساء والرجال يموتون فيها من الجوع ، لذلك دعى العالم لإنقاذ أهل كردفان.
كذلك أعلن الكابتن الأمين جلاب لاعب الهلال السودانى السابق والمقيم حالياً بالولايات المتحدة الأمريكية وبن كردفان ، عن تجاوبه وتضامنه مع المبادرة.
وطالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزارة الخارجية الأمريكية بإيلاء معاناة مواطنى إقليم كردفان المزيد من الاهتمام وممارسة الضغوط على طرفى الحرب لإيقافها ووضع حداً للكوارث الإنسانية الى تُواجه عامة الشعب السودانى.
أخيراً : رغم أنّ الحرب الدائرة حالياً بين الجيش والدعم السريع، تسبّبت فى حدوثِ استقطاباتٍ حادة وسط المكونات الاجتماعية لإقليم كردفان بولاياته الثلاث كنتيجةٍ طبيعية لانضمام عدداً كبيراً من أبناء ولايات الإقليم الثلاث لقوات الدعم السريع، فضلاً عن وجود أبناء الإقليم بأعدادٍ مهولة بالجيش، إلّا أنّ مبادرة جيناكى ياكردفان لمناصرة وصول المساعدات الإنسانية لإقليم كردفان ، وحدّت أبناء وبنات الإقليم فى بوتقةٍ واحدة ، فالكل يعمل الآن بكل همةٍ ونشاط لعكس الكارثة الإنسانية التى يعيشها سكان الإقليم تمهيداً لإرسال المساعدات الإنسانية للإقليم المنكوب.













