حيمدتي يدعو الى شمول التفاوض والجيش يقاطع ويسلح المدنيين
الجيش يقصف الزرق والدعم السريع يتقدم نحو النيل الأبيض ونهرالنيل
سودان وور مونيتور - السودان
دعا زعيم قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى ضرورة شمول العملية التفاوضية بدلا من حصرها بين طرفي الحرب في السودان ممثلين في قوات الشعب المسلحة وقوات الدعم السريع. وفي المقابل أعلنت الخارجية السودانية مقاطعتها للإيغاد وتجميد كل الاتصالات المتعلقة بملف الازمة الراهنة في السودان.
وفي بيان نشره عشية أمس، أكد دقلو على ضرورة أن تكون القمة الرئاسية للهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيغاد) المقررة إنعقادها غدا الخميس بمدينة عنتبي اليوغندية، أكد على أن القمة ستتناول قضية السودان عامة وليست قضية شخصية بين شخصين أو مجموعتين، في إشارة إلى الجيش والدعم السريع، مشيرا على أنها يجب أن تضمن مستقبل مستقر للسودان، بحيث تتم معالجة قضية الجيش المهني الواحد، والتوزيع العادل للثروة والسلطة، على أن تبدأ عملية السلام بفترة إنتقالية تنتهي بإنتخابات تقود إلى إستقرار دائم، داعيا إلى ضرورة أن تشمل القوى العملية التفاوضية جموع ممثلي السودان على راسهم القوى المدنية والسياسية ورجالات الدين وكل ممثلي الشعب السوداني.
الدعم السريع يهاجم الدويم والجيش يقصف الزرق
وفي الاثناء، تفيد انباء ميدانية عن تحركات واسعة لقوات الدعم السريع بولايتي نهر النيل والنيل الأبيض، حيث أكدت مصادر متعددة من دخول قوات الدعم السريع إلى منطقة الدويم صباح اليوم دون تفاصيل تذكر، بينما تشير تقارير أخرى إلى حشود عسكرية بالقرب من مدينة شندي بنهر النيل، فيما تقوم القوات المسلح باستخدام الطيران الحربي والمسيرات لمنع تقدم هذه القوات.
من جهة أخرى، أفاد مصدر ميداني من شمال دارفور عن هجوم شنه الحربي للجيش السوداني على منطقة التابعة لقوات الدعم السريع الزرق بشمال دارفور وقتل عدد خمسة من المواطنين بينهم الأستاذ مصطفى رابح وآدم أزرق في الساعة الواحدة من صباح اليوم. وتعتبر منطقة الزرق مقر أقامة أهالي محمد حمدان دقلو، وعمدتها جمعة دقلو، تم تأسيسها من قبل الدعم السريع في العام ٢٠١٤م في عمق دار زغاوة، وهي من أكثر المناطق نزاعا من حيث ملكية الأرض في شمال دارفور بين المجموعتين.
تجاوز تقارير انتهاكات الدعم السريع
وبالرغم من تأسف حميدتي على حال البلاد التي وصلته بسبب الحرب الدائرة بينه وبين القوات المسلحة بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان، إلا أن خطاب حميدتي المنشور بوسائل الاعلام بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر وكأنه موجه للمجتمع الإقليمي والدولي وليس للمجتمع السوداني الذي يتساءل حول علاقة الحديث عن الديمقراطية بعمليات النهب والنهب التي تطاله كل يوم، حيث يتجاهل تماما التقارير الخاصة بانتهاكات قوات الدعم السريع وعمليات القتل والنهب المستمرة والتعدي على حياة الناس على إمتداد السودان.
وأفادت تقارير متعددة من ولاية الجزيرة عن عمليات نهب وانتهاكات واسعة يقوم بها منسوبو الدعم السريع في ولاية الجزيرة بدءا من محافظة الكاملين شمال الجزيرة وحتى منطقة الحاج عبدالله جنوب الجزيرة حيث يتم إستهداف المركبات وممتلكات المواطنين ونهبها تحت تهديد السلاح من قبل قوات الدعم السريع، كما حدث في منطقة المعيلق، رفاعة، بركات وغيرها من مدن وقرى الجزيرة المختلفة، حيث صاحبت بعض حالات النهب عمليات قتل للاهالي الذين حالوا إعتراض المعتدين ومنعهم من أخذ ممتلكاتهم.
الجيش يواصل في توزيع السلاح للمواطنين
من جهة أخرى تواصل القوات المسلحة السودانية عمليات توزيع السلاح للمواطنين وتوجيههم للانخراط فيما يعرف بقوات المقاومة الشعبية لدعم الجيش. وأفادت مصادر من منطقة المناقل ل (سودان وور مونيتور) أن طائرة هليكوبتر تابعة للجيش تقوم بنقل السلاح بصورة مستمرة إلى المدينة لأكثر من أسبوع، آخرها قبل يومين، على أن يتولى توزيعه بعض ضباط الجيش ومنسوبي الامن على المواطنين.
كما أظهرت عدد من الفيديوهات أن في وقت سابق عن عمليات تسليح المواطنين بمنطقة نهر النيل التي تشهد تحركات عسكرية كبيرة هذه الأيام، مع دخول قوات الدعم السريع اليها، وتوجيههم لمقاومة قوات الدعم السريع حال وصولها إلى المنطقة، رغم عجز الجيش نفسه من مقاومة هذه القوات في عدد من المواجهات والمدن، الامر الذي إعتبره مراقبون بانه يعرض حياة المواطنين للخطر.
وكان الجنرال عبدالفتاح البرهان قد دعا في وقت سابق إلى ضرورة تسليح المواطنين ودفعهم للحاق بقوات المقاومة الشعبية لقاء تسجيل كل الأسلحة حتى لا تشكل عقبة في المستقبل، كما صرح بأنه سمح للمقاومة الشعبية بإدخال السلاح من أي جهة كانت و دون أي قيود.