زيارة نائبة الامين العام للامم المتحدة للسودان بهدف تسهيل وصول المساعدات الانسانية
8 مليون سوداني يحتاجون إلى المساعدات الغذائية في البلاد
زيارة نائبة الامين العام للامم المتحدة للسودان بهدف تسهيل وصول المساعدات الانسانية
مرصد حرب السودان : متابعات
لقد تسببت خمسمائة يوم من الصراع في حدوث أكبر أزمة جوع، ونزوح في السودان، ادت الحرب إلى ازهاف الأرواح، وتدمير الممتلكات، وسبل العيش، وفي الفترة ما بين 20 و30 أغسطس 2024، عبرت 59 شاحنة مساعدات محملة بإمدادات الإغاثة من تشاد إلى دارفور عبر نقطة عبور أدري الحدودية.
وأدت الأمطار والفيضانات المستمرة إلى تدمير ثلاثة جسور رئيسية في المنطقة، مما حد من التحركات داخل دارفور، بينما قامت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة امينة محمد بزيارة ليوم واحد إلى بورتسودان في 29 أغسطس المنصرم لمناقشة سبل تعزيز الجهود الإنسانية، مع السلطات السودانية في بورتسودان حاضرة ولاية البحر الاحمر، وتوجهت امينة بعدها إلى منطقة أدري الحدودية في تشاد في 30 أغسطس 2024.
نائبة الامين للامم المتحدة اثناء لقاءها مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي والجيش السوداني
حدوث أكبر ازمة جوع في السودان
حسب تقارير الأمم المتحدة تسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حدوث كوارث إنسانية، تتمثل في الجوع، والنزوح واللجوء، وتدمير سبل العيش، لذا يواجه السودان في هذه الفترة، اسوأ ازمة في مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في تاريخه، حيث يعاني 26 مليون شخص من الجوع الحاد.
تشير بعض المصادر الموثوقة حدوث مجاعة في معسكر زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، ويعد الوضع حرجًا بشكل خاص بالنسبة للأشخاص المحاصرين في المناطق المتضررة من النزاع، ولا سيما الجزيرة ودارفور، والخرطوم، وكردفان.
ويؤدي القتال في شمال دارفور، وسنار، والولايات الأخرى في جميع أنحاء البلاد، فضلاً عن الأمراض، والفيضانات في أجزاء كثيرة من السودان، إلى تفاقم المعاناة وتفاقم الاحتياجات الإنسانية، وخاصة للنساء والفتيات.
وفي 15 أغسطس الماضي، أعلن مجلس السيادة الانتقالي عن إعادة فتح معبر أدري الحدودي، وتعتبر هذه النقطة الحدودية من أكثر الطرق فعالية، وأقصرها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق في اقليم دارفور غربي السودان.
يضيف التقرير أن السماح لوصول المساعدات من ولاية البحر الاحمر وحاضرتها بورتسودان، سيمكن أيضًا من وصول الإمدادات الإنسانية إلى مناطق أخرى في جميع أنحاء البلاد، ويواصل المجتمع الإنساني في السودان الدعوة إلى توفير التمويل العاجل، والوصول غير المقيد لتمكينهم من الوصول إلى المزيد من الأشخاص في الحالات الحرجة.
الاستجابة الإنسانية
ويعمل ما يقرب من 150 شريكاً في المجال الإنساني على الأرض في سباق مع الزمن لمنع حدوث مجاعة في السودان، ولكن نافذة العمل بدأت تنغلق، اضافة لذلك أكثر من 8 ملايين من أصل 14.7 مليون شخص مستهدفين بالمساعدة هذا العام شكلاً من أشكال المساعدات الإنسانية بين يناير ويوليو ، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به.
اضافة الى وجود حاجة إلى تمويل عاجل لشراء المزيد من الإمدادات لتمكين العاملين في المجال الإنساني من القيام بعملية واسعة النطاق ومتعددة القطاعات للوقاية من المجاعة، والاستجابة لها في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في المناطق ذات الحاجة الماسة، وتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024، التي تسعى للحصول على 2.7 مليار دولار، بنسبة 41 في المائة، بعد ثمانية أشهر من العام.
تكثيف الدعوة
قامت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، بزيارة ليوم واحد إلى بورتسودان في 29 أغسطس المنصرم، قبل أن تتوجه إلى نقطة أدري الحدودية في تشاد في اليوم التالي، وفي بورتسودان، التقت برئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وكبار المسؤولين، وفريق الأمم المتحدة القطري، مع التركيز على تعزيز الجهود الإنسانية في السودان.
وقالت للصحفيين إن الزيارة جاءت لبحث معبر أدري الحدودي، ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة في السودان، وشددت أيضًا على ضرورة الحفاظ على حركة الإمدادات عبر نقطة أدري الحدودية، مع معالجة مخاوف مفوضية العون الإنساني بشأن الإجراءات.
ورافقها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، بالإضافة إلى المنسق المقيم، ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، وكبار المسؤولين من برنامج الأغذية العالمي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسيف.
59 شاحنة مساعدات تعبر حدود أدري إلى السودان
وعلى الرغم من بعض التحديات المتعلقة بإجراءات عبور الحدود بعد الإعلان عن إعادة فتح معبر أدري الحدودي في 15 أغسطس المنصرم، واصلت شاحنات المساعدات نقل الإمدادات من تشاد إلى دارفور بالسودان.
وفي الفترة ما بين 20 و30 أغسطس 2024، عبرت 59 شاحنة مساعدات محملة بالمساعدات الطبية، والغذائية، والمأوى في حالات الطوارئ، والمستلزمات المنزلية الأساسية من تشاد إلى دارفور عبر نقطة عبور أدري الحدودية.
ومن المتوقع أن تصل الإمدادات إلى ما يقرب من 195,000 شخص في حاجة ماسة إليها في أجزاء مختلفة من البلاد، في ذات الوقت، يجري إعداد حوالي 128 شاحنة مساعدات تحمل إمدادات لنحو 355,000 شخص للعبور إلى السودان في الأيام والأسابيع المقبلة لضمان التدفق المستمر للإمدادات.
وعلى الرغم من زيادة الإمدادات عبر أدري، فقد حذر الشركاء في المجال الإنساني من أن الأمطار، والفيضانات المستمرة قد دمرت ثلاثة جسور رئيسية في المنطقة، مما حد من التحركات داخل اقليم دارفور المضطرب.
وبينما تم إحراز تقدم في معبر أدري الحدودي، فإن موارد التمويل تستنزف، وهناك حاجة عاجلة إلى التمويل الإنساني للحفاظ على سلسلة الإمدادات.