مؤتمر باريس يرفع تمويل المساعدات الإنسانية للسودان إلي %50
منظمة أطباء بلا حدود تقول إن التعهدات لا تزال "غير كافية إلى حد كبير"
مؤتمر باريس يرفع تمويل المساعدات الإنسانية للسودان إلي %50
منظمة أطباء بلا حدود تقول إن التعهدات لا تزال "غير كافية إلى حد كبير"
سودان وور مونيتور
استضافت فرنسا في هذا الأسبوع مؤتمرا بالعاصمة الفرنسية باريس حيث تعهد المانحون بزيادات كبيرة لتمويل المساعدات الإنسانية في السودان الذي يشهد حربا استمرّ لعام.
وشارك في المؤتمر الذي يتزامن مع الزكرى الأولى لاندلاع الحرب في السودان, ممثلين من الدول المانحة ومنظمات إنسانية دولية وسودانية ودول مجاورة واقليمية .
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفن سوجيرن إن مؤتمر باريس الذي أقيم من اجل السودان والدول المجاورة حققت أهدافها. والتزمت الدول الخمسين المشاركة في المؤتمر بدفع اكثر من 2 مليار يورو لتمويل عمليات الإغاثة في البلاد . وقال الوزير الفرنسي " في هذا الصباح ، كانت خطة الأمم المتحدة ممولة بنسبة 5% فقط، لكن الآن تمويلها وصل إلى نسبة أكثر من 50%”.
وكان الوزير الفرنسي يشير إلى النداء الذي أطلقته الأمم المتحدة والمكون من جزئين لجمع ما يقارب 3.9 مليار دولار لوكالاتها الإنسانية والمنظمات الغير ربحية بمعدل 2.5 مليار يورو لمساعدات داخل السودان و1.2 مليار أخرى لإحتياجات اللاجئين في خمس دول مجاورة.
ويقوم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)بتنسيق خطة الاستجابة داخل السودان بينما تقوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتنظيم الاستجابة الإقليمية في وقت تلعب فيهما برنامج الغذاء العالمي والهجرة الدولية دورا مهما .
ولم تكشف فرنسا عن تفاصيل مصادر التمويل البالغة 2 مليار يورو غير أن عددا من الدول اعلنت عن التزاماتها من ضمنهم ألمانيا التي تعهدت بمبلغ (244) مليون يورو ، فرنسا (110) مليون يورو، المملكة المتحدة (89) مليون إسترليني بما يعادل مبلغ( 104) مليون يورو بالإضافة إلى كندا التي تعهدت بمبلغ (90) مليون يورو.
و تعهدت الولايات المتحدة الأمريكي والتي تعتبر تاريخيا اكبر المساهمين في تمويل الإغاثة للسودان ,بالتبرع بمبلغ (147) مليون دولار ما يعادل( 138) مليون يورو وذلك في أعقاب تخفيض امريكا للمساعدات والميزانية الخارجية، في الوقت ذاته بلغت تعهدات الإتحاد الأوروبي مبلغ (350) مليون يورو. ويتوقع ان تشكل التزامات غير معلنة من الدول العربية الكبرى في بقية مبلغ ال 2 مليار يورو.
فجوات التمويل يعني نقص الغذاء والرعاية الطبية للسودانيين في العديد من الاماكن.
ووجدت نداء الأمم المتحدة من اجل السودان العام الماضي تمويلا بنسبة 43% فيما تم تمويل خطة الإستجابة الإقليمية بنسبة 38%. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ان "هذه الفجوات يعني معاناه السودانيين من نقص الغذاء والرعاية الطبية والمأوى وغيرها من الخدمات في العديد من الأماكن".
حتى في حالة تمويل خطة الإستجابة بالكامل من المرجح ان يواجه السودان مجاعة في وقت لاحق من هذا العام والعام المقبل وفقاً للتنبؤات ،ويعتمد حجم وشدة المجاعة على استمرار القتال والطقس ووصول المساعدات الإنسانية فضلا عن قدرة المزارعين والمستوردين او عدمه على نقل المنتجات الغذائية بأمان إلى الأسواق .
ودعت فرنسا منظمات مجتمع مدني سودانية وقادة سياسين غير منتمين إلى الأطراف المتحاربة إلي المؤتمر حيث حضروا ندوة مخصصة قبل الجلسة الأخيرة اتفق فيها المشاركون جميعا على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في السودان.
حتى في حالة تمويل خطة الإستجابة بالكامل من المرجح ان يواجه السودان مجاعة في وقت لاحق
إنتقادات أطباء بلا حدود
واعتبرت منظمة اطباء بلا حدود في بيان صحفي بعنوان "نداء الأمم المتحدة لا يفى بالمتطلبات" ,الأموال التي تم التعهد بها في مؤتمر باريس غير كافية على الإطلاق لتلبية إحتياجات السودان ".
وقالت في البيان " من الإيجابي ان العديد من الدول أبدت دعمها للسودان من خلال جمع ملياري يورو ومع ذلك فأن المؤتمر فشل لأن الإحتياجات الإنسانية هائلة للغاية ونداء الأمم المتحدة الكامل يبلغ 4 مليار يورو".
وسلطت المنظمة الإنسانية الضوء على مشكلة وصول المساعدات الإنسانية قائلة ان الحصار العسكري السوداني على حركة الإمدادات والأفراد إلي مناطق سيطرة الدعم السريع يعني ان ملايين الأشخاص يذهبون من دون مساعدات طبية .
واضافت المنظمة الإنسانية في البيان " لم نتمكن من جلب الإمدادات إلى مرافقنا الصحية في الخرطوم منذ اكتوبر وحاليا لم يتبقى لنا سوى 20% من إمداداتها الطبية في المستشفى التركي جنوب الخرطوم".
ودعت منظمة أطباء بلا حدود الأمم المتحدة إلى استخدام نفوذها مع الأطراف المتحاربة للتفاوض بشأن الوصول عبر الخطوط الأمامية وعبر الحدود لإيصال المساعدات الإنسانية.
اجتماع على هامش المؤتمر ناقشت مبادرات السلام بالسودان
وعقدت فرنسا على هامش الموتمر اجتماعا لوزراء الخارجية ركز علي الجوانب الإنسانية للازمة ولاسيما مبادرات السلام المنفصلة منها مبادرة الإيجاد وأخرى من المملكة العربية السعودية بالإضافة الى الولايات المتحدة الامريكية.
وأصدرت وزارة الخارجية خلال خلال المؤتمر بيانا مشتركا مع ألمانيا والاتحاد الأوربي اعرب فيه عن تضامنها ودعمها للسكان المدنيين السودانين الذي يمثلون الضحايا الرئيسون لهذه الحرب.
وقال البيان المشترك "ندين بشدة اعمال العنف ضد المدنيين بما ذلك الهجمات على اسس عرقية والقصف العشوائي للمناطق السكنية والعنف الجنسي الذي شمل حتى الاطفال ".
ودعت الاطراف المتصارعة الي القيام" بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني ومكافحة الافلات من العقاب من خلال بذل كل ما هو ممكن للتاكد من محاكمة المسؤولين عن الفظائع ومحاسبتهم".
واشادت وزارتي الخارجية الفرنسية وألمانيا والاتحاد الأوروبي في بيانهم المشترك بجهود المبعوث الشخصي للأمين العام رمطان العمامرة لايجاد حل للازمة السودانية , كما اشادات ايضا بعمل المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لدعم المتضررين من الحرب وكذلك دول الجوار لإستقبالها اعداد كبيرة من اللاجئين السودان.
وقال الأطراف أن "جهودنا الجماعية لضمان ألا يتحول السودان إلى أزمة منسية لن تتزعزع ونحث جميع شركائنا على تكثيف جهودهم لإنهاء هذه الأزمة".
يمكن الاطلاع علي البيان بالكامل هنا باللغة العربية وكذلك هنا بالانجليزية
لم تنشط فرنسا تاريخيًا في السودان سياسيًا كما هو الحال في غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، لكن المنظمات الإنسانية الفرنسية، وخاصة منظمة أطباء بلا حدود، لعبت دورًا رائدًا في السودان لعقود من الزمن.
في عام 2021، في أعقاب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالديكتاتور السوداني عمر البشير، استضافت فرنسا مؤتمرًا حول السودان "يهدف إلى الاحتفال بإعادة الدمج الكامل للبلاد في المجتمع الدولي، وإطلاق عملية تخفيف ديون البلاد وتشجيع الاستثمارات الخاصة."
وفي الوقت نفسه، أدت التطورات الأخيرة في منطقة الساحل إلى قلب منطقة النفوذ الفرنسي التاريخي رأساً على عقب. ومؤخراً، قامت النيجر وبوركينا فاسو ومالي بطرد القوات العسكرية الفرنسية وقوات الأمم المتحدة وأجبرت المواقع الدبلوماسية على الإغلاق أو تقليص حجمها، حتى مع زيادة روسيا لوجودها في هذه البلدان.
إن احتمال أن تؤدي الحرب في السودان إلى زعزعة استقرار تشاد، وهي إحدى الدول الوحيدة في وسط إفريقيا التي لا تزال تتعاون مع فرنسا، يخلق حافزًا استراتيجيًا لفرنسا للعب دور بناء في السودان.