حصار الفاشر يتسبب في ندرة السلع وارتفاع أسعارها بصورة جنونية
الدعم السريع يفرض قيود لحركة التجارة والمواطنين بمنطقة مليط
حصار الفاشر يتسبب في ندرة السلع وارتفاع أسعارها بصورة جنونية
الدعم السريع يفرض قيود لحركة التجارة والمواطنين بمنطقة مليط
سودان وور مونيتور
تشهد ولاية شمال دارفور موجة ارتفاع عالية في أسعار السلع الضرورية والمواد التموينية بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة، حيث خرجت معظم الأسواق عن الخدمة وفرار غالبية التجار صوب الأماكن الآمنة بعد تعرض غالبية المتاجر والمخازن لعمليات نهب واتلاف معظم المحال التجارية منذ إندلاع أحداث ١٥ ابريل ٢٠٢٣م. وتعاني الولاية من إنعدام بعض السلع الضرورية وشح كبير في عدد من المواد الاستهلاكية نسبة لإغلاق الأسواق والطرق واضمحلال الوضع الأمني بالولاية، بينما تفرض قوات الدعم السريع قيودا جديدة على المواطنين وحركة التجارة بمنطقة مليط شمالي الولاية.
وأفادت مصادر من مدينة الفاشر لـ (سودان وور مونيتور) ان المدينة تمر بمرحلة أقرب للمجاعة مع انعدام شبه تام للسلع والضروريات الأساسية، كما أفادت ذات المصادر ان الأسواق التي تعمل حاليا هو سوق المواشي جنوب غرب الفاشر وسوق معسكر ابوشوك (نيفاشا) شمال المدين، بينما شكا بعض المواطنين المتواجدون بالفاشر عن انعدام السيولة النقدية وصعوبة التعامل مع تطبيق بنكك نسبة لغياب شبكات الاتصال واستغلال التجار للتطبيق حيث ارتفعت عمولة تبديل رصيد بنكك مقابل الكاش الى ١٥٪ عند كل عملية استبدال. وأوضح مواطنون تحدثوا لـ (سودان وور مونيتور) ان كل مداخل المدينة التي تأتي عبرها البضاعة مغلقة تماما عدا طريق "زمزم – طويلة - جبل مرة" حيث يتم تأمين القوافل من والي الفاشر عبر طوف يسيره حركة جيش وتحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد احمد النور كل يوم اثنين وجمعة مع فرض رسوم تأمين لكل قافلة تجارية.
وفي الأثناء، يشتكي أصحاب أماكن الاتصالات (الواي فاي) من تعرضهم لتهديدات وابتزازات من قبل القوات المشتركة لسلام جوبا واجبارهم على دفع مبالغ مالية للإفراج عن اجهزتهم وأنفسهم بعد مصادرتها واحتجازها.
وفي ذات السياق أفادت مصادر أخرى لـ (سودان وور مونيتور) ان السلع الاستهلاكية تشهد ارتفاعا عاليا في الأسعار حيث ارتفع سعر جوال السكر من ١٢٠الف جنيها الى ١٦٥الف جنيه، بينما ارتفع سعر جركانة الزيت من ٥٠ ألف جنيه الى ٧٠ ألف جنيه سوداني، مشيرين إلى أن السيولة والعملات النقدية فقط متوفرة بمناطق جبل مرة ومحلية طويلة بشكل دائم.
ومن جانب اخر أفادت مصادر من محلية مليط عن تردي الأوضاع الاقتصادية بالمدينة. ويشهد سوق المدينة ارتفاع حاد في السلع الاستهلاكية وانعدام تام للعملات المحلية، حيث أورد في حديثه ان البضائع يتم استيرادها من الجماهيرية الليبية عبر معبر المالحة والكفرة الليبية ومنها تتم عمليات تصدير الماشية (الابل) والحبوب الى ليبيا، وبينت المصادر أن الوضع الأمني غير المستقر يصعب عملية توزيع أو نقل السلع والمواد التموينية الى خارج المدينة.
وأصدرت قوات الدعم السريع أمرا يمنع بموجبه نقل البضائع إلى خارج المدينة أو بيعها بالإجمالي دون إذن مصادق عليه من قبل الاستخبارات العسكرية التابعة لها. وفي المنشور الذي حوى ستة بنود ضمن مسألة نقل البضائع وتحديد المكيات المنقولة إلى المناطق الغربية من المدينة، فقد حوى المنشور أيضا عدم سفر أهالي المنطقة دون إذن الاستخبارات، كما تم منع شريحة الشباب من السفر إلى مناطق المالحة، الشمالية، المثلث وكذلك منطقة الطينة.
من جهة اخرى، افاد تجار من سوق مدينة كتم لـ (سودان وور مونيتور) ان السوق يشهد استقرارا نسبيا في الأسعار، حيث تتوافد السلع من تشاد وليبيا عبر معبر الطينة الحدودية بولاية شمال دارفور٫ بيمنا يعاني المزارعين من غلاء سعر وقود الوابورات وتدني في أسعار المنتجات والتي كانت في السابق تصدر الى مدينة الفاشر والمدن الأخرى والتي أصبحت مغلقة حاليا بسبب الوضع الأمني وكثرة النهب مما أدى الى ركودها في السوق المحلي دون تصريف.
جدير بالذكر أن قوات الدعم السريع تفرض حصارا صارما على مدينة الفاشر تمنع معه دخول المواد الغذائية والتموينية بجانب منع وصول السلع الأخرى إلى المدينة. حيث منعت قوات الدعم السريع الشهر الماضي عدد ثمانية من الشاحنات كانت في طريقها من منطقة شنقل طوباي إلى الفاشر، حيث تم توقيف الشاحنات بمنطقة شنقل طوباي ومنعهم من الشفر وتهديدهم بمصادرة الشاحنات ومحتوياتها في حال قرر أصحابها الذهاب إلى مدينة الفاشر. وكذلك، قتلت قوات الدعم السريع عدد من تجار الوقود بالقرب من منطقة شنقل طوباي حيث كانوا ينوون نقل بضاعتهم إلى الفاشر، وذلك عبر إطلاق النار عليهم وقتلهم في الحال في يونيو الماضي.