سودان وور مونيتور
قتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وأصيب آخرون بمعسكر أبوشوك للنازحين إثر تجدد الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور مساء أمس، حيث تم تشييع القتلى عبر حشود كبيرة من النازحين ومواطني الفاشر صباح اليوم.
وأفادت مصادر ميدانية من معسكر أبوشوك أن قذيفة سقطت بالقرب من سوق المخيم بجانب توغل بعض عناصر الدعم السريع الذين كانوا يطلقون الرصاص بصورة كثيفة وعشوائية من داخل المخيم إضافة إلى تبادل القصف المدفعي بين الجانبين، في الجانب الشمالي للمدينة، ما تسبب في مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين تم نقل ستة منهم إلى مستشفى الفاشر جنوب جميعهم من قاطني معسكر أبوشوك للنازحين، أربعة منهم في حالة إغماء.
هذا وقد ظلت مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور تشهد منذ وقت لآخر إشتباكات ومناوشات متكررة بين الجيش وقوات الدعم السريع في ظل إنقطاع شبكات الاتصال والإنترنت مع عودة جزئية لشبكة سوداني للاتصالات والتي تعمل بصورة متقطعة. وفي صباح اليوم الجمعة الموافق ٨/مارس/٢٠٢٤م تم تشيع ضحايا معكسر ابشوك الأربعة جراء الاشتباكات التي وقعت في ليلة أمس الخميس داخل الولاية أمس بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم بسبب القذائف.
وتأتي الاشتباكات الأخيرة وسط انقسام حاد بين قوات سلام جوبا التي ظلت تلعب دورا كبيرا في منع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، تارة من خلال التوسط بين الجانبين وتارات أخرى من خلال إعلان مواقف محايدة وتبني دور حراسات المؤسسات العامة في المدينة. فبينما يطالب هذه الأيام كل من السيد الطاهر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان والسيد الهادي إدريس رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بضرورة إخراج القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من المدينة وتسليم أمرها لقوات سلام جوبا، أعلن كل من السيد جبريل إبرهيم رئيس حركة العدل والمساواة السوداني، والسيد منى مناوي رئيس حركة تحرير السودان وقوفهما التام مع الجيش السوداني لمحاربة الدعم السريع.
وقد تعرضت بعض حركات سلام جوبا لموجة من الانقسامات الجزئية أو الكلية جراء الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، حيث إنشق الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية السيد سليمان صندل وأعلن عن فصيل جديد معارض تماما في موقفه لحركة العدل والمساواة الأصل بقيادة جبريل الداعم للجيش، كما إنشقت حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس إلى فصيل داعم للجيش بقيادة صلاح الدين آدم تور "المعروف بصلاح رصاص"، فيما بقيت مجموعة الهادي إدريس في موقفها المحايد رغم إتهامها من قبل البعض بموالاتها للدعم السريع، وكذلك أعلن السيد عبدالله يحيى نائب رئيس تجمع قوى تحرير السودان و وزير الأبنية التحتية في حكومة بورتسودان موقفه الداعم للجيش مقابل السيد الطاهر حجر الذي يقول إنه يلتزم الحياد.
وتنشط في الآونة الأخيرة فصائل حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي، وحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة جبريل إبراهيم وزير مالية حكومة بورتسودان، بجانب فصيل حركة تحرير السودان بقيادة السيد مصطفى تمبور في عمليات تجنيد واسعة بشرق السودان إيذانا بانخراطها في القتال مع الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، حيث أعلن أمس السيد مصطفى تمبور أن قواتهم تحركت إلى منطقة الفاو، حوالي ٦٢ كيلومترا غربي القضارف، للإنضمام إلى القوات المسلحة المتجهة نحو مدينة ودمدني التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وكانت قوات حركة تحرير السودان بقيادة تمبور قد إشتبكت أواخر يناير الماضي مع قوات حركة مني مناوي في معسكر الربوة بمدينة القضارف ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد بين الجانبين قبل أن تتدخل سلطات مدينة القضارف للفصل بين القوتين وترحيل قوات مناوي إلى مكان آخر، فيما أبقت على قوات تمبور في ذات المعسكر.