فليتشر : قوات الدعم السريع منذ يوليو تمنع القوافل الانسانية من الوصول إلى المحتاجين
القتال في شمال كردفان يؤدي إلى موجات نزوح جديدة ويهدد الاستجابة الانسانية
فليتشر : قوات الدعم السريع منذ يوليو تمنع القوافل الانسانية من الوصول إلى المحتاجين
القتال في شمال كردفان يؤدي إلى موجات نزوح جديدة ويهدد الاستجابة الانسانية
مرصد حرب السودان : نيويورك
أكد توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، ان المنظمة تلقت تقارير ان مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، شهدت مستويات كارثية من المعاناة الانسانية.
قال فليتشر في جلسة مفتوحة لمجلس حول الوضع الإنساني في السودان يوم الخميس 30 أكتوبر ’’ قد انحدرت إلى جحيم أشد ظلمة، مع ورود تقارير موثوقة عن عمليات إعدام واسعة النطاق بعد دخول مقاتلي قوات الدعم السريع إلى المدينة ‘‘.
وقال ’’ فليتشر تتعرض النساء والفتيات للاغتصاب، ويُشوه الناس ويُقتلون، في ظل إفلات تام من العقاب، ولنكن واضحين، بعد 16 شهرًا كاملة من اعتماد القرار 2736، لن يعلم الضحايا بالالتزامات النبيلة المذكورة في تلك الصفحة، ولن يسمعوا تصريحاتنا اليوم عن مدى اهتمامنا ‘‘.
واكدت الامم المتحدة، الأربعاء 29 أكتوبر ، وردت أنباء عن مقتل ما يقرب من 500 مريض ومرافقيهم في مستشفى الولادة السعودي، وهذه آخر سلسلة هجمات لا حصر لها على قطاع الرعاية الصحية، ومثال آخر على الفساد الذي تُخاض به هذه الحرب.
في ذات الوقت، فرّ عشرات الآلاف من المدنيين المذعورين والجوعى، أو يتنقلون، معظمهم سيرًا على الأقدام نحو بلدة طويلة، الواقعة في الجنوب الغربي، وتستضيف طويلة بالفعل مئات الآلاف من النازحين جراء هجمات سابقة.
و يواجه القادرون على الفرار، وهم في الغالبية العظمى من النساء والأطفال وكبار السن، الابتزاز والاغتصاب والعنف في رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، وقد اختُطف شباب أو قُتلوا على الطريق، ومُنعت أعداد كبيرة من الناس من مغادرة المنطقة.
قال فليتشر ’’ يعلم المجلس، فإننا نضغط منذ يوليو من أجل هدنة إنسانية في الفاشر، لتمكين الحركة الآمنة لقوافلنا المنقذة للحياة من الأغذية والأدوية إلى المحتاجين، وقد منعتنا قوات الدعم السريع، مع اشتداد الحصار والهجمات على المدنيين ‘‘.
وأشاد بالمنظمات الإنسانية والمجتمعات المضيفة في طويلة التي تدعم المنهكين و المصابين بصدمات نفسية وسوء التغذية والجرحى، بينما تستعد لوصول المزيد.
وأوضح في جميع أنحاء السودان، وعلى الرغم من التهديدات الهائلة والتخفيضات والقيود المفروضة عليهم، فقد وصل المجتمع الإنساني إلى 13.5 مليون شخص بين يناير وأغسطس في جميع أنحاء البلاد.
وكشف عن وجود موظفون من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية على الأرض في دارفور، يعملون جنبًا إلى جنب مع الشركاء المحليين، ويقدمون الدعم الصحي في حالات الطوارئ، ويعالجون الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ويوزعون الغذاء، ويحاربون الكوليرا والأمراض الأخرى.
قال هذا الأسبوع، خصصتُ 20 مليون دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ لزيادة الدعم في طويلة، وفي جميع أنحاء دارفور وكردفان.
وأضاف فليتشر يُكمل هذا المبلغ المخصصات الجارية من صندوق الدعم الإنساني في السودان، والتي تُركز على شركاء متعددين من المنظمات غير الحكومية، والأهم من ذلك، على المستجيبين المحليين الذين لا يزالون في طليعة جهود الأمم المتحدة.
وقال ’’ لم يقتصر القتل على دارفور، فقد شهدنا غارات جوية مميتة بطائرات بدون طيار على أسواق في كبكابية وسرف عمرة، وهما منطقتان يُعتقد أنهما تحت سيطرة قوات الدعم السريع ‘‘.
استمرار القتال في ولاية شمال كردفان
وأوضح فليتشر أدى القتال العنيف في ولاية شمال كردفان إلى موجات نزوح جديدة ويُهدد الاستجابة الإنسانية، بما في ذلك حول عاصمة الولاية، الأُبيّض.
قال ’’ يوم الثلاثاء 28 أكتوبر شارك زملائنا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر النبأ المروع بمقتل خمسة من متطوعي الهلال الأحمر السوداني أثناء دعمهم لتوزيع المواد الغذائية في بارا، شمال كردفان، في اليوم السابق، ولا يزال ثلاثة في عداد المفقودين ‘‘.
وأدت غارة جوية بطائرة بدون طيار في مزروب، في ولاية شمال كردفان أيضًا، في 17 أكتوبر، إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، بما في ذلك زعيم قبلي بارز وأعضاء آخرين في مجموعته، وفي ولاية جنوب كردفان، ظلت كادوقلي والدلنج معزولتين إلى حد كبير عن الدعم، على الرغم من التأكيدات المتكررة التي تلقيتها بشأن الرحلات الجوية الإنسانية ومراكزها.
وكشف فليتشر عن تلقي الأمم المتحدة الأربعاء 29 اكتوبر نبأً ساراً للغاية بوصول قافلة مشتركة للأمم المتحدة إلى المدينتين محملة بالغذاء والمستلزمات الصحية والتغذية والنظافة، بالإضافة إلى مستلزمات منزلية أساسية، و يأتي هذا في أعقاب قافلة رئيسية لليونيسف في أغسطس، وعليها الآن البناء على هذا من خلال توفير وصول منتظم.
وأضاف إن أزمة السودان، في جوهرها، هي فشل في الحماية، ومسؤولية الأمم المتحدة في دعم القانون الدولي، والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات ممنهج، الهجمات المميتة ضد العاملين في المجال الإنساني أصبحت أمراً طبيعياً.
ترتكب الفظائع مع توقع الإفلات من العقاب
و تُرتكب الفظائع مع توقع واضح للإفلات من العقاب، مدفوعةً بتجاهل تام لأهم الالتزامات الأساسية للقانون الإنساني الدولي، يواجه أطفال السودان مخاطر خاصة، يتم تجنيد عدد لا يحصى من الأطفال قسراً لقتل بعضهم البعض، ما يقرب من واحد من كل خمسة مدنيين قُتلوا في الفاشر هذا الشهر كان من الأطفال.
و يفتقر حوالي 90% من الأطفال في جميع أنحاء السودان إلى التعليم الرسمي، لقد أفسدت الحرب ما يقرب من 40 عامًا من التقدم في مجال تحصين الأطفال، مما عرض ملايين الأطفال لخطر هائل من أمراض يمكن الوقاية منها، لقد خذل العالم جيلًا بأكمله.
مشيرا إلى وجود أزمة جوع، مع تأكيد وجود مجاعة وانعدام أمن غذائي حاد في جميع المناطق التي كان فيها القتال على أشده والوصول إلى المساعدات أكثر صعوبة.
قال ’’ ثلاثة أرباع الأسر التي تعيلها نساء تعاني من انعدام الأمن الغذائي. أكثر من 24 مليون شخص، أي أكثر من 40%، يفتقرون إلى ما يكفي من الغذاء، فرقنا في طويلة ترصد وصول أشخاص مصابين بصدمات نفسية، تظهر عليهم علامات صادمة لسوء التغذية ‘‘.
في ظل هذا الوضع المتردي، يستمر انتشار الجوع في التزايد، حيث التمس أكثر من 4 ملايين شخص الأمان والمساعدة الإنسانية في الدول المجاورة، و في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، تستعد المنظمات الإنسانية لحركات نزوح جديدة واسعة النطاق إلى المخيمات والمجتمعات المضيفة المكتظة أصلًا.
واشاد فليتشر بعمل المجموعة الرباعية والمبعوث الأمريكي الخاص بولس لإنهاء هذا الصراع، وحث المجلس على البناء على هذا الجهد لتحقيق نتائج ملموسة، قائلا ’’ إن صنع السلام يتطلب جهدًا صبورًا ومتواصلًا ‘‘.
وناشد مجلس الأمن الدولي والدول الأعضاء علي تقديم الدعم في ثلاثة مجالات :-
أولاً، اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف الفظائع ضد المدنيين، التوقف عن تسليح هذا العنف، والإصرار على أن وقف هذا الصراع أهم من أي مصالح سياسية أو تجارية ضيقة، يجب أن يتمكن من يرغبون في مغادرة الفاشر من القيام بذلك بأمان، يجب حماية من يبقون، يجب محاسبة مرتكبي أعمال القتل والعنف الجنسي، ومن يصدرون الأوامر، ومن يزودون الأسلحة، على تحمل مسؤولياتهم.
قال فليتشر ’’ تحدثتُ مع ممثل كبير من تحالف تأسيس، وأبلغني أن قوات الدعم السريع قد فتحت تحقيقًا في الانتهاكات المستمرة، وأنه تم اعتقال بعض الأشخاص، وأكد لي التزامهم بحماية المدنيين، لا يزال من الصعب الآن تحديد هذا الالتزام في ظل الأخبار المروعة التي لا تزال ترد من شمال دارفور ‘‘.
ثانيًا، وصول إنساني كامل ودون عوائق، في الفاشر، وفي جميع أنحاء دارفور، والخرطوم، وكردفان، وفي كل مكان في السودان، قائلا ’’ نحن نبذل قصارى جهدنا لتوسيع نطاق المساعدات وتقديمها في جميع أنحاء الفاشر، ونحتاج إلى ضمانات أمنية للقيام بذلك بفعالية، بعد قرابة عام في هذه الوظيفة، بما في ذلك زيارة السودان في أسبوعي الأول، يجب أن أكون صريحًا معكم، فقد وجدتُ حدود قدرتي، وسلطة الأمم المتحدة، على ضمان وصول المساعدات الإنسانية ‘‘.
ثالثًا: التمويل، مع دخول الربع الأخير من العام، لا يزال 74% من خطة الاستجابة لعام 2025 غير مُمول، والدعم المُقدم لخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين أقل من ذلك بكثير، ويزداد التأثير وضوحًا، ويتم تخفيض الحصص الغذائية إلى النصف، ومطابخ المجتمع تُغلق دون سابق إنذار، نساء حوامل يلدن دون رعاية طبية، ناجيات من العنف الجنسي يُتركن بلا كرامة.
ما يحدث في الفاشر يُذكّر بالأهوال التي تعرّضت لها دارفور قبل عشرين عامًا، لكن بطريقة ما، ويشهد العالم اليوم رد فعل عالمي مختلف تمامًا، رد فعل استسلام، لذا، فهذه أيضًا أزمة لامبالاة.
قال ’’ ألا يمكننا العمل بمزيد من الحزم والشجاعة والصدق والإرادة الجماعية؟ هل هذا الأمر صعب علينا حقًا؟ أين دبلوماسيتنا؟ أين قيمنا؟ أين ميثاقنا؟ أين ضميرنا؟‘‘.
وأضاف فليتشر ’’ لقد تعهّدنا ذات مرة، بإنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب، وإعادة تأكيد إيماننا بحقوق الإنسان الأساسية، وبكرامة الإنسان وقيمته، وبالمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، وللأمم كبيرها وصغيرها، وإيجاد الظروف التي تُمكّن من صون العدالة والقانون الدولي ‘‘.

