توقعات بإندلاع موجة جديدة من المعارك بولايات الوسط، مع إستمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية
الجيش وكتائب العمل الخاص تقتل المئات من قبيلة الهوسا
توقعات بإندلاع موجة جديدة من المعارك بولايات الوسط، مع إستمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية
تقرير : مرصد حرب السودان
الإستعدادات العسكرية
تقول المصادر الميدانية، في ولاية الجزيرة، بتاريخ 30 اكتوبر، إستقبل اللواء عوض الكريم علي سعيد قائد الفرقة الأولي للجيش بمدينة المناقل، متحرك من قوات شرطة الإحتياطي المركزي، وبتاريخ 1 نوفمبر، شهدت المناقل تخرج 2500 مستنفر من المقاومة الشعبية، قالت قيادتهم أنهم جاهزون للدفع بهم الي الخطوط الامامية، بالإضافة الي القوة الموجودة مسبقا بالمناقل.
وان هذه القوات منتشرة باتجاه المدينة عرب، وبعض المناطق الأخري بجنوب الجزيرة، وأيضا تلك التي بإتجاه مناطق العزازي وود النورة، وتقول المصادر ان الجيش وحلفاؤه في منطقة المناقل، يخططون لشن هجوم جديد بإكثر من إتجاه، الأول نحو ود مدني، والثاني باتجاه الحصاحيصا والكاملين، والثالث للجيش بمحور سنار بإتجاه ود الحداد جنوب الجزيرة.
وأما بالجهة الشرقية لولاية الجزيرة فإن القائد أبوعاقلة كيكل المنشق من الدعم السريع، والذي ظهر في فيديو بتاريخ 3 نوفمبر، ويقول انه نفذ عملية نوعية قبض علي بعض أفراد من الدعم السريع، بينما يجهز كيكل في قوة كبيرة لمتحرك يستهدف شرق الجزيرة بمنطقة البطانة، بالإضافة لمحور الفاو الذي تتأهب فيه قوات الجيش والحركات المسلحة، والمستنفرين والتي تتحرك في إتجاهين، الأول باتجاه الخياري والثاني باتجاه أم القري.
قوات الدعم السريع تتقدم باتجاه قري محلية ام رمته
بينما تضيف المصادر من علي الارض، أما في ولاية النيل الأبيض، فإن قوة من الدعم السريع تقدر بعدد 40 عربة تتقدم ببعض القري بمحلية أم رمته، باتجاه بمدينة شبشة بالنيل الابيض، مع توقعات بتحركات من الدعم السريع بإتجاه مدينة تندلتي، باتجاه شمال كردفان .
اما محور مدينتي ربك وكوستي يستعد الجيش وحلفاؤه لساعة الهجوم المتزامن بمحاور ولايات الوسط، في سنار، يقول الدعم السريع، أنه صد هجوم للجيش علي كوبري ودالعيس بمدينة سنجة، وأنه طارد قوات الجيش الي مناطق بعيدة.
وبتاريخ 3 نوفمبر، نشرت بعض الفيديوهات لقادة من قوات الجيش، ترسل رسالة الي مجموعات من الدعم السريع بقري جنوب سنار، وتطالبها بالتسليم للجيش مقابل العفو، كما في حالة ابو عاقلة كيكل، وقائد ميداني آخر من قبيلة الفولاني سلم بعض قواته بولاية النيل الأزرق.
لذلك يراهن الجيش علي تقسيم قوات الدعم السريع بولايات الوسط، مستغلا التباينات الأثنية فيها وفي المنطقة، وتذكر مصادر عن فرض الجيش، الأحد 3 نوفمبر 2024، حصارًا محكمًا على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار جنوب شرق السودان، بعد أن سيطر على المناطق، والقرى التي تجاور المدينة بكل من قرى النورانية والمرفع، وطيبة اللحوين وخليل المحطة والعمارة.
وفي نفس الوقت، تؤكد مصادر من قوات الدعم السريع أن قواتها بمحليات سنجة وأبوحجار والدالي والمزموم هي من القوات الصلبة، وأن إمدادها من الذخيرة والوقود قد وصل إليها، وأنها قادرة علي دحر عدوها، لذا، فمن هذه الوقائع، في ولايات الوسط الثلاث، يرجح مراقبون عسكريون أن يكون شهر نوفمبر حاسم في هذه الولايات.
النهب والقتل والاعتقال والتصفيات الجسدية
في ولاية الجزيرة، تؤكد مصادر ان عمليات نهب قامت بها عناصر من قوات الدعم السريع لقرية مصطفي قرشي بمحلية الحصاحيصا، وكشفت عن حالات نزوح من القري المجاورة، ومن جانب آخر فإن إفادات الضحايا من النازحين من القري حول مصنع سكر الجنيد الذين وصلوا الي حلفا الجديدة، مؤكدة، إعتداءات قوات الدعم السريع علي أرواح وممتلكات المواطنين، وضرب، واغتصاب بعض من النساء، وفقا لتصريحاتهم لقناة الحدث العربية.
وتم نشر فيديو لمواطنيين بقرية الفعج البشير التي قتل منها (8) مواطنين، عند مهاجمة قوة من الدعم السريع للقرية بغرض نهبها، وفي 2 نوفمبر هاجمت قوات الدعم السريع قرية عمارة البنا بمحلية ام القري ولاية الجزيرة وقتلت (7) من المواطنين.
و في ولاية سنار بمدينة الدندر، فيديو يظهر الضابط الإداري أحمد راقي، وقائد كتائب البراء يخاطبون جمعا من المواطنون، ويتوعدون ما سموهم بالمتعاونين مع الدعم السريع.
وأكدت مصادر راصدة لحالة حقوق الانسان، قيام هذه المجموعة بتصفية المواطنين علي أسس قبلية بمنطقة الدندر.
في بيان بصفحتها، ادانت لجنة المعلمين اعتقال قوات الدعم السريع للمعلم حاتم يوسف بقرية السريحة، بولاية الجزيرة الذي تم إعتقاله بتاريخ 25 اكتوبر.
الاعتداء علي سكان الكنابي
وأما بتاريخ 2 نوفمبر صرح إعلام مؤتمر الكنابي عن إستهداف لثلاثة كنابي بمناطق الحصاحيصا والكاملين، وهي كمبو 26، وكمبو الرحمة، وكمبو توريس، حيث هاجمها ثلاثون مسلح من أبناء القري التي قربها، وتم الأعتداء علي بعض النساء والشباب، وسرقة 120 رأس من الأبقار، و200 رأس من الماعز، وتهديم المباني باللودر، وحرق بعضها، وحذر مؤتمر الكنابي، من الفتنة التي يوقدها البعض بين مجتمعات الجزيرة.
الجيش وكتائب العمل الخاص تقتل المئات من قبيلة الهوسا
وفي ولاية سنار، صرح مالك الحسن أبوروف ناظر قبيلة رفاعة لصحيفة الشرق الأوسط أن الجيش وكتائب العمل الخاص، قامت بتصفية أكثر من 460 شخص من المواطنين من بينهم نساء، واعتقلت اكثر من 150 شخص بحجة انهم حواضن للدعم السريع.
كما أفاد مصدر من تجمع شباب الهوسا أنه تم إستهداف وقتل أكثر من 350 من ابناء القبيلة بمناطق السوكي والدندر من قبل قوات العمل الخاص والمستنفرين والجيش، بحجة ان هؤلاء الضحايا قتلوا لانهم حواضن ومتعاونين مع الدعم السريع.
النزوح والتشرد والتهجير
في ذات السياق، تشهد محليتي أم القري وشرق الجزيرة، عمليات نزوح كبيرة داخل الولاية وخارجها، حيث يتنقل المواطنون من قري إلي أخري وفقا لحدة الأحداث والانتهاكات، وهنالك الآلاف من المواطنون نزحوا الي الولايات المجاورة، حيث ذكرت السلطات بمحلية حلفا الجديدة بولاية كسلا، وصول 80 ألف من النازحين الي المحلية، وتقول السلطات المحلية بولاية نهر النيل أن 30 الف أسرة من النازحين وصلت إلي الي الولاية. كما أن هنالك نازحون آخرون بولاية القضارف بمناطق الفاو وغيرها من المدن والقري.
الأمراض والأوبئة
في منطقة الهلالية بولاية الجزيرة، أفاد مصدر محلي بتفشي الكوليرا، وتوفي 10 من مواطنين من المواطنين بتاريخ 1 نوفمبر، وأن هنالك نقص حاد في الادوية والمحاليل، بعد أن تمت سرقة ونهب كل الأدوية من قبل مجموعات تنتمي لقوات الدعم السريع.
وقال مصدر فضل حجب اسمه ل’’ مرصد حرب السودان‘‘ أن رئيس الادارة المدنية بمناطق سيطرة الدعم السريع وعدهم بوصول الإدوية والمحاليل من الخرطوم خلال يومين.
و في ولاية سنار استمرار تفشي "الكوليرا، والملاريا" في قرى وأحياء مدينة مايرنو، إثر انعدام الأدوية، والمحاليل الطبيةو توقف "التكايا ‘‘ وفق بيان غرف طوارئ مايرنو بتاريخ 31 اكتوبر.
اشار المصدر ان انقطاع شبكات الاتصال فاقم من الأوضاع الصحية، لارتباط عمليات تحويل الأموال بالشبكة، في ظل ندرة في النقد، وقال أن هنالك مشاكل نقص في تمويل المبادرات وغرف الطوارئ والمطابخ العامل في تقديم الغذاء والدواء، وصرحت السلطات في ولاية النيل الابيض باستلامها مساعدات طبية من اليونسيف، بعد ان تفشي مرض الكوليرا.
ازمة سيولة بعد توقف التحويلات البنكية
وفي لاية الجزيرة، بتاريخ 31 اكتوبر، اكد مصدر، وصول عدد من تناكر الوقود التجارية الي مدينة المناقل . و كما تفيد التقارير عن عمليات نهب كبيرة للثروة الحيوانية بمحليتي أم القري وشرق الجزيرة، وحتي تلك التي أخرجها أصحابها تعاني من العطش والجوع.
في ولاية سنار، أزمة سيولة بعد توقف التحويلات البنكية بسسب انقطاع شبكات الاتصالات، والإنترنت لليوم الثامن عشر على التوالي عن المدينة، وبتاريخ 3 نوفمبر هنالك إفادات، بعودة شبكتي زين وسوداني بكل من سنار والمناقل.