تتوالى حركة لجوء السودانيين الفارين إلى دولة تشاد من مناطق مدينتي الجنينة و مورني بسبب الحرب الدائرة في المنطقتين و ما جاورهما، فيما تقوم قوات الدعم السريع والمجموعات العربية التابعة لها باستهداف الجرحى وقتلهم او حجزهم بغرض اخذ فدية مالية لقاء إطلاق سراحهم.
و قد وصلت اعداد كبيرة من الفارين من جحيم الحرب بهذه المناطق إلى الحدود التشادية نهار امس الموافق ٨ يوليو ٢٠٢٣م معظمهم من معسكر سيسي للنازخين الواقع بين مدينتي الجنينة و مورني، حيث يبعد المعسكر حوالي ٤٠ كيلومتر شرقي مدينة الجنينة، وصل معظمهم عبر الدواب وبعض السيارات والتي عادة ما يتم اعتراضها وهبها بالقرب من الحدود، وكذلك المشي سيرا على الاقدام و هم يحملون جرحاهم. وقد فر النازحين بعد هروب مواطني المدينتين وقتل عدد كبير منهم اثر هجومات قوات الدعم السريع و المجموعات العربية التابعة لها. وفيما فر معظم مواطني مدينة مورني شرقا إلى وسط دارفور، لجأ الذين فروا جنوبا إلى دولة تشاد عبر منطقة بيضة الحدودية.
و في الاثناء تقوم قوات الدعم السريع والمجموعات التابعة باعتراض الفارين بالقرب من الحدود التشادية، بغرض نهبهم و اخذ ممتلكاتهم بما في ذلك السيارات والهواتف إضافة إلى استهداف الجرحى وقتلهم، أو احتجازهم.
ففي يوم الجمعة الموافق ٣٠ يونيو ٢٠٢٣م اعترضت مليشيات الدعم السريع طريف اللاجئين بالقرب من الأراضي وأطلقت عليهم النار عندما حاولوا الفرار إلى داخل الأراضي ما أدى إلى إصابة احد أفراد القوات التشادية و قتل مواطن تشادي داخل مدينة ادري، ما اضطر تدخل القوات التشادية لملاحقة المجموعة التي أطلقت النار والقبض على اثنين منهم و قتل آخر. و في ذات اليوم، تسلل احد المسلحين الذي كان يرتدي زي الدعم السريع وقام بقتل امراة لاجئة داخل منطقة كفرونق التشادية المتاخمة لمدينة تندلتي السودانية.
و ذكرت مصادر من منطقة ادري ان مجموعة من الدعم السريع قد احتجزت احد مصابي أحداث الجنينة بالقرب من الحدود التشادية الاسبوع الماضي واجبار ذويه بإحضار مبلغ ٣ مليون جنيه سوداني (٣ مليار جنيه) مقابل إطلاق سراحه أو قتله في حال لم تتمكن الأسرة على دفع المبلغ، ما اضطر اللاجئين بمنطقة أدري التشادية إلى تجميع مبالغ مالية وبالتالي إطلاق سراح المصاب.
وبين عدد من الناجين ان قوات الدعم السريع والمجموعات التابعة لها تستهدف المواطنين على اساس اثني حيث يتم قتل أبناء المساليت تحديدا دون غيرهم، كما يتم تعذيب الذين يشك في انتماءهم إلى قبيلة المساليت، وخصوصا أن استهداف أبناء القبيلة جعل جميع الفارين ينكرون انتماءهم للقبيلة.