من هو المتورط في الحرب الأهلية الجديدة في السودان؟
سرد للأفراد والجماعات و إختصارات رئيسية لفهم الصراع
المتحاربون الرئيسيين
القوات المسلحة السودانية (SAF): القوات النظامية التابعة للحكومة السودانية التي قامت بانقلاب في عام 2021 أطاحوا فيه بالحكومة المدنية العسكرية المشتركة التي حكمت البلاد بعد وقت قصير من سقوط الدكتاتور عمر البشير عام 2019. القوات المسلحة السودانية هي أحد طرفين رئيسيين في الحرب، خاض الجيش السوداني سابقًا عدة حروب طويلة أخرى، بما في ذلك ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب السودان (1983-2005)، وضد الحركة الشعبية لتحرير السودان-الشمال في جبال النوبة (2011 إلى الوقت الحاضر)، وضد عدد من الجماعات المتمردة المختلفة في دارفور. (2003-2020). ومع ذلك فهذه هي الحرب الأولى التي خاضوها والتي تنطوي على صراع حضري طويل الأمد في قلب وادي النيل في البلاد، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
قوات الدعم السريع (RSF): منظمة شبه عسكرية تتكون من ميليشيات عرقية، دعمتها الحكومة السودانية في أوائل ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتُعرف شعبيًا باسم "الجنجويد". قوات الدعم السريع هي أحد طرفين رئيسيين في الحرب الحالية. قوات الدعم السريع تقاتل من أجل السيطرة على الحكومة والعاصمة، ينتمي معظم قادة وجنود قوات الدعم السريع إلى قبائل عربية من غرب السودان، مما يضفي على الصراع طابعا عرقيا. تعتبر سياساتهم المعلنة ديمقراطية ومعادية للإسلاميين، لكنهم في الواقع ذبحوا المتظاهرين في يونيو/حزيران 2019 ودعموا الانقلاب المناهض للديمقراطية في أكتوبر/تشرين الأول 2021. وقد ارتكبوا فظائع واسعة النطاق واعتقالات جماعية في الخرطوم ودارفور منذ اندلاع الصراع في أبريل/نيسان 2023.
أفراد رئيسيين
محمد حمدان دقلو – قائد قوات الدعم السريع، المعروف بلقب "حميدتي".قاد حميدتي ميليشيات "الجنجويد" خلال مكافحة التمرد في دارفور، قبل أن يصبح قائدًا لقوات الدعم السريع بعد أن قامت الحكومة السودانية بإضفاء الطابع الرسمي عليها كمؤسسة في عام 2013. وبعد مساعدة الجيش السوداني في اعتقال الرئيس البشير والإطاحة به في عام 2019، أصبح حميدتي نائبًا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي، ثم نائباً لرئيس مجلس السيادة الانتقالي.
ويحظى حميدتي باحترام جنوده باعتباره محاربًا بطلًا، ورجل دولة، و"ابن البادِيَة" (أي عرب دارفور الرحل)، ويزعم حميدتي أنه يسعى إلى استعادة الديمقراطية في السودان والإطاحة بزعماء النظام السابق. ومع ذلك فإن قواته تشيد به باعتباره "القائد الأعلى" وأحيانًا "الأمير" أو "الرئيس" في إشارة إلى طموحات حميدتي الشخصية.
مع بداية الحرب الحالية في أبريل 2023، سعت قوات حميدتي إلى قتل أو اعتقال البرهان، رئيس مجلس السيادة، واشتبكت مع الحرس الرئاسي وقتلت العشرات منهم.
عبد الفتاح البرهان – القائد العام للقوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي. قاد البرهان وهو جندي محترف مجلسًا عسكريًا تولى السلطة بعد الثورة الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير في أبريل 2019. ثم تنازل البرهان جزئيًا عن السيطرة لممثلين رشحهم المدنيون في أغسطس2019 من بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. لكن بعد عامين أطاح الجيش بحمدوك وغيره من القادة المدنيين في أكتوبر/تشرين الأول 2021، واستعاد الحكم العسكري.
من عام 2022 حتى أوائل عام 2023 تقاسم البرهان السلطة مع زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي أصبح بارزًا وقويًا وطموحًا بشكل متزايد خلال هذه الفترة. أمضى البرهان الأشهر الأربعة الأولى من الحرب في الخطوط الأمامية بالخرطوم، حيث تم محاصرته في نهاية المطاف في مقر القوات المسلحة و تمكن من مغادرة الخرطوم في منتصف أغسطس/آب نتيجة عملية سرية، ثم زار القوات في أم درمان وعطبرة و بورتسودان، متعهداً بأن الجيش سوف يسحق التمرد ويقلل من إمكانية التوصل إلى حل عن طريق التفاوض. يوصف البرهان من قبل النقاد بأنه إسلامي مقرب من كبار المسؤولين في النظام السابق، لكنه قلل من أهمية علاقاته بأي حزب سياسي أو أيديولوجية معينة.
عمر البشير – على الرغم من أنه ليس شخصية عامة في الصراع الحالي، إلا أن الدكتاتور السابق يلقي بظلاله الطويلة بينما ساعدت قراراته السابقة في خلق الظروف الملائمة للحرب الحالية؛ و باعتباره الراعي السابق لقوات الدعم السريع، ساعد البشير تلك القوات في الوصول إلى السلطة على حساب الجيش الذي لم يكن يثق به. و يشاع أن البشير يعيش في المستشفى العسكري في أم درمان، التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية ولكن تحاصرها قوات الدعم السريع. البشير مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، كما أنه معرض لخطر القبض عليه من قبل قوات الدعم السريع. و على الرغم من ولائهم السابق للبشير، فإن قوات الدعم السريع تلومه هو وغيره من قادة النظام السابق بشكل متكرر على المشاكل الحالية التي تعاني منها البلاد.
شمس الدين كباشي - نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية، الفريق كباشي هو جزء رئيسي من الحكومة العسكرية حيث كان عضوًا في مجلس السيادة قبل و بعد انقلاب أكتوبر 2021. لقد كان الوجه العام للجيش بعد الإطاحة بالبشير في عام 2019 حيث مثلهم في المفاوضات مع الأحزاب السياسية و لجان المقاومة و الجهات المدنية الأخرى، مما أدى إلى تشكيل حكومة مدنية برئاسة عبد الله حمدوك. يعتبر الكباشي وهو من عرق النوبة الهدف المفضل لانتقادات قوات الدعم السريع اللاذعة. ظهر كباشي في مقاطع فيديو في القيادة العامة خلال الأشهر الأولى من الحرب. إذا بقي في ذلك الموقع، فهو معرض لخطر الأسر إذا سقطت القاعدة.
الفريق ياسر العطا - مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية وعضو مجلس السيادة، ظهر العطا بالفيديو في الأشهر الأخيرة من مجمع سلاح المهندسين والهيئة الطبية في أم درمان، حيث يقال أن البشير يعيش هناك أيضًا.
مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة، الذي اختاره البرهان في مايو/أيار ليحل محل حميدتي بعد تضاؤل فرص التوصل إلى حل تفاوضي مع قوات الدعم السريع. كان عقار زعيماً منذ فترة طويلة للحركة الشعبية لتحرير السودان العلمانية، التي حاربت الحكومة السودانية في جنوب السودان والنيل الأزرق وجبال النوبة. بصفته مواطنًا من ولاية النيل الأزرق، قاد مالك عقار متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان هناك قبل اتفاق السلام الشامل لعام 2005. لفترة وجيزة، شغل منصب حاكم ولاية النيل الأزرق بعد فوزه في انتخابات عام 2010، لكن البشير أطاح به بعد ذلك بوقت قصير.
قاد عقار فصيلا منشقا عن الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال بعد استئناف الحرب في ولاية النيل الأزرق عام 2011 بالتزامن مع استقلال جنوب السودان. و على عكس زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال في جبال النوبة، عبد العزيز الحلو وقع عقار اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة في عام 2020 بموجبه تم تعيين عقار عضوا في مجلس السيادة في نوفمبر 2021، بعد وقت قصير من الانقلاب العسكري، مما أثار غضب قادة الاحتجاجات الذين كانوا يعارضون الحكومة العسكرية في تلك المرحلة. قواته بصدد الاندماج بشكل كامل في القوات المسلحة السودانية بينما تقاتل إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع الآن.
أصبح عقار الوجه الرئيسي للحكومة السودانية بينما كان البرهان محاصراً في القيادة العامة (يوليو/تموز وأغسطس/آب)، حيث كان يرأس اجتماعات مجلس الوزراء، و يجتمع مع مسؤولي الأمم المتحدة و المنظمات الإنسانية و يقوم بزيارات خارجية.
عبد الرحيم دقلو - شقيق "حميدتي" و نائب قائد قوات الدعم السريع، يحظى بنفس مكانة حميدتي تقريبا داخل صفوف قوات الدعم السريع. يسيطر عبد الرحيم، إلى جانب حميدتي، على شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة، وهي إمبراطورية تجارية مترامية الأطراف تعمل في مجال تعدين الذهب وصناعات أخرى. يعتبر عبد الرحيم هو الخليفة المحتمل لحميدتي في حال مقتل الأخير. أمضى الأشهر الأولى من الحرب في الخرطوم، قبل أن يسافر إلى تشاد و الإمارات العربية المتحدة لإجراء محادثات مع جهات اتصال أجنبية و جماعات مسلحة أخرى في دارفور.
ميني أركو ميناوي – شارك ميناوي حاكم دارفور الكبرى في محادثات مع حميدتي و البرهان في الساعات التي سبقت اندلاع الحرب، في محاولة للتوسط لحل خلافاتهما. باعتباره قائداً لفترة طويلة لأحد أهم فصائل حركة/جيش تحرير السودان، فإن ميناوي لديه آلاف المقاتلين تحت قيادته، لكنهم لم يشاركوا بفعالية في الصراع على الجانب الآخر. و إذا انضموا إلى الحرب، فمن المرجح أن يتدهور الوضع في شمال دارفور بسرعة. لجيش تحرير السودان تاريخ طويل من الصراع مع كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لكنه ظل حتى الآن محايدًا حيث يتقاتل عدواه السابقان. يتولى ميناوي منصب حاكم الإقليم منذ أبريل 2021، عندما عينه رئيس الوزراء آنذاك عبد الله حمدوك وفقا لشروط اتفاق جوبا للسلام.
جماعات مسلحة أخرى
الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال (الحلو) – فصيل منشق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم في جنوب السودان، الذي عقد السلام مع الحكومة السودانية في عام 2005 قبل تأمين استقلال جنوب السودان في استفتاء عام 2011 بعد ذلك تفرق البعض وظلت الأراضي التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال الحدود، بما في ذلك جبال النوبة في جنوب كردفان. فيما واصل المقاتلون في هذه المنطقة التمرد بقيادة عبد العزيز الحلو. فصيل الحلو يسيطر على أجزاء كبيرة من ولاية جنوب كردفان لكن ليس المدن الكبرى. من جانبه رفض الحلو التوقيع على اتفاق جوبا للسلام 2020، على عكس زعيم فصيل الحركة الشعبية شمال بولاية النيل الأزرق مالك عقار. منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية و قوات الدعم السريع، حققت قوات الحلو مكاسب في عدة مناطق بجنوب كردفان، مستغلة ضعف الجيش. الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال ليست متحالفة رسميًا مع قوات الدعم السريع أو القوات المسلحة السودانية.
قوات حركات الكفاح المسلح المشتركة "JSAMF" – هي قوة مشتركة من الجماعات المتمردة السابقة في دارفور، و أهمها جيش تحرير السودان بقيادة ميني ميناوي. تضم القوة المشتركة التي تشكلت بعد اتفاق جوبا، حركة العدل والمساواة و تجمع قوات تحرير السودان. تقع قاعدة قوتها الرئيسية في الفاشر وبعض المناطق الريفية في شمال دارفور، و بموجب شروط اتفاق جوبا، كان من المفترض أن يبلغ عدد القوة المشتركة 12 ألف جندي بما في ذلك 6000 متمرد سابق و 6000 جندي حكومي، لكن الحكومة لم تخصص قوات للمشاركة فيها. منذ بداية الحرب الحالية بين القوات المسلحة السودانية و قوات الدعم السريع، سعت قوات حركات الكفاح المسلح إلى البقاء على الحياد، مستفيدة من موقفها المحايد لمرافقة القوافل التجارية من بورتسودان إلى المناطق الغربية من كردفان دارفور.
حركة العدل والمساواة (JEM) – جماعة متمردة سابقة، قاتلت الحكومة السودانية في دارفور و كردفان من عام 2002 حتى عام 2022. شنت ذات مرة هجومًا على العاصمة في عام 2008، فيما أدى الصراع الحالي إلى انقسام الحركة، انقسمت حركة العدل و المساواة إلى فصيلين، أحدهما بقيادة جبريل إبراهيم والآخر بقيادة سليمان صندل حقار ، السكرتير السياسي لحركة العدل و المساواة. يشغل جبريل إبراهيم شقيق مؤسس حركة العدل و المساواة الراحل، منصب وزير المالية السوداني منذ فبراير 2021، وفقًا لأحكام تقاسم السلطة الواردة في اتفاق جوبا للسلام لعام 2020. من الناحية السياسية، فهو متحالف بشكل وثيق مع حكومة البرهان؛ و مع ذلك، فإن العناصر المسلحة للحركة لم تندمج مع القوات المسلحة السودانية، و لم تقاتل ضد القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل، باستثناء بعض الحوادث فردية. و بدلاً من ذلك، يخدم العديد من قوات حركة العدل والمساواة في القوة المشتركة بقيادة مني ميناوي.
حركة تحرير السودان (مناوي) – تعود "مني مناوي" و قوات حركات الكفاح المسلح المشتركة "JSAMF".
جيش تحرير السودان - عبد الواحد النور (SLA-AW) - رفض جيش تحرير السودان - عبد الواحد النور، المتمركز في منطقة جبلية بوسط دارفور تُعرف باسم جبل مرة، التوقيع على اتفاق جوبا للسلام لعام 2020. يسيطرون على عدد قليل من المراكز السكانية في دارفور ليست ذات أهمية سياسية في السياسة الوطنية. لكن جيش تحرير السودان-فصيل عبد الواحد هو أحد أقدم وأشهر الجماعات المتمردة في دارفور. لقد عارضوا بشدة اتفاق جوبا لعام 2020 مع الحكومة السودانية، على عكس حركة تحرير السودان - ميناوي و حركة العدل والمساواة، التي وقعت على اتفاق جوبا و بالتالي فازت بتعيينات في المناصب الحكومية.
الميليشيات العرقية المحلية: العديد من المدنيين في المناطق الريفية في السودان مسلحون، و غالباً ما ينظم هؤلاء المسلحون أنفسهم على أسس عرقية. لذلك يمكن لزعماء القبائل، الذين يطلق عليهم أيضًا قادة الإدارة الأهلية، أن يكونوا لاعبين مهمين في التحريض على الصراع أو حله، في بعض الأحيان ينحازون إلى طرف أو آخر. و من الأمثلة على ذلك زعماء القبائل العربية في دارفور، الذين أعلن بعضهم (وليس كلهم) ولاءهم لقوات الدعم السريع، و ناظر البجا في شرق السودان، سيد ترك (في الصورة في الصف السفلي في المنتصف) "الصورة الرئيسية لهذا المقال" الذي تحالف مع القوات المسلحة السودانية. و قد حاول بعض القادة المحليين اتباع طريق وسط، وعدم الانحياز بشكل علني إلى جانب أو آخر، مثل زعماء عرب المسيرية في غرب كردفان.
المبادرات الدولية
إيغاد الرباعية: مجموعة من أربع دول في شرق أفريقيا – كينيا و إثيوبيا و جيبوتي وجنوب السودان – دعت الجانبين إلى وقف القتال، و عقدت قمة رئاسية في يوليو/تموز أصدرت فيها بياناً. ومع ذلك، قاطعت القوات المسلحة السودانية قمة إيغاد، متهمة رئيس المجموعة، الرئيس الكيني ويليام روتو، بإقامة علاقات تجارية مع قوات الدعم السريع. إيغاد هو اختصار لعبارة "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية" و هو الاسم الذي يشير إلى كتلة شرق إفريقيا المكونة من ثماني دول والتي تأسست عام 1986.
منبر جدة: استضافت وزارتا خارجية المملكة العربية السعودية و الولايات المتحدة محادثات في جدة/المملكة العربية السعودية في مايو ويونيو 2023 سعياً للتوسط في إنهاء القتال. وأدى ذلك إلى سلسلة من اتفاقيات وقف إطلاق النار قصيرة الأمد، والتي تم انتهاك معظمها - في بعض الأحيان. و استمرت المحادثات والاتصالات غير الرسمية بين الأطراف و الوسطاء منذ ذلك الحين، لكن دون إحراز أي تقدم ملموس.
قمة القاهرة: اجتماع لزعماء المنطقة يعقد في يوليو، و يستضيفه عبد الفتاح السيسي. وكان هذا التجمع هو الأكثر تأييدًا للقوات المسلحة السودانية من بين جميع المبادرات الدولية الأخيرة، مما يعكس العلاقات الوثيقة بين الجيشين المصري والسوداني. و على الرغم من أن مصر لم تعلن صراحة عن دعمها العسكري للقوات المسلحة السودانية، إلا أنها أرسلت سفينة إمداد بحرية مساعدة واحدة على الأقل إلى بورتسودان، و قدمت المساعدة الفنية للقوات الجوية السودانية، وفقًا لبعض التقارير الإعلامية. لكن الدعم المصري يتعثر بسبب أزمة العملة و المشكلات المالية في مصر. بالإضافة إلى استضافة هذه القمة، قام السيسي بمد السجاد الأحمر للبرهان خلال زيارة في أغسطس، أكد خلالها دعمه القوي لأمن السودان و استقراره و سلامة أراضيه فيما سلط الضوء على العلاقات "الأبدية" بين البلدين.
بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (UNITAMS): بعثة سياسية خاصة أنشأتها الأمم المتحدة عام 2020 تزامناً مع انسحاب بعثة حفظ السلام في دارفور منذ فترة طويلة و المعروفة باسم UNAMID. وكان تفويض البعثة هو المساعدة في التحول السياسي نحو الدور المدني و تقديم الدعم لعمليات السلام. يرأس البعثة فولكر بيرث، الذي أعلنت وزارة الخارجية أنه شخص غير مرغوب فيه في يونيو/حزيران.
الجماعات المناهضة للحرب
قوى الحرية والتغيير
تحالف سياسي تشكل خلال الثورة السودانية، و تفاوض على اتفاق انتقالي مع المجلس العسكري الانتقالي في يوليو 2019 لإعادة السودان إلى الحكم الديمقراطي. اختارت قوى الحرية و التغيير خمسة أعضاء مدنيين للعمل في مجلس السيادة الانتقالي الذي تم إنشاؤه بالاشتراك مع الجيش، حتى إقالتهم بعد الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021.
رفضت قوى الحرية والتغيير هذا الانقلاب وانتقدت كلا الجانبين في الحرب الأهلية الحالية. المكونات الرئيسية للائتلاف هي تجمع المهنيين السودانيين، قوى الإجماع الوطني، التجمع الوحدوي، حزب الأمة. بينما يرأس الائتلاف خالد عمر يوسف، وزير شؤون مجلس الوزراء الأسبق.
لجان المقاومة – تم تشكيلها كخلايا قيادية للمتظاهرين خلال “الثورة المجيدة” 2018-2019، و تعارض هذه اللجان بشكل عام الحرب، على الرغم من أن الكثيرين يشيرون إلى قوات الدعم السريع على أنها "ميليشيا متمردة" انحاز البعض علنًا إلى القوات المسلحة السودانية. مع ذلك، استهدفت كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع القادة و المتطوعين العاملين مع لجان المقاومة، و قامت بضربهم واعتقالهم، و استخدام الصراع كذريعة لتصفية حسابات سياسية.
و من الناحية السياسية، فإن العديد من قادة لجان المقاومة يساريون و علمانيون في التوجه، لكن اللجان لا تمثل حزبًا واحدًا أو فكرة واحدة، بل مجموعة فرعية متنوعة من المجتمع السوداني المعارض للاستبداد و العسكر و الفساد. لم تكتف لجان المقاومة بقيادة الثورة ضد البشير في عام 2019 فحسب، بل قادت الاحتجاجات في جميع أنحاء السودان من أكتوبر 2021 حتى أوائل عام 2023 بعد الانقلاب الذي أطاح بحكومة عبد الله حمدوك المدنية.