نفذ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، أمس الخميس وصباح اليوم الجمعة، غارات جوية عدة على مدينة الفولة في ولاية غرب كردفان، مستخدماً البراميل المتفجرة بصورة عشوائية، مستهدفاً أحياء سكنية ومؤسسات حكومية.
الغارات الجوية أسفرت عن مقتل 15 شخصاً، بينهم ست نساء وثلاثة أطفال، وإصابة 12 آخرين بجروح، معظمهم من كبار السن. وتم نقل المصابين إلى مستشفى مدينة النهود لتلقي العلاج اللازم.
وشهد صباح الخميس سقوط قيادة اللواء 91 مشاة بالفولة، التابعة للفرقة 22 مشاة ببابنوسة، في يد قوات الدعم السريع، بعد انسحاب قوات الكتيبة 462 بقيادة العقيد الهادي دياب باتجاه حاميتى الأضية والنهود.
وقال العمدة الساتر حماد، أحد قيادات الإدارة الأهلية بقوات الدعم السريع، لـ "سودان وور مونيتور" إن "سلاح الطيران التابع للجيش قصف المدينة انتقاماً لسقوطها في يد الدعم السريع، وألقى بالبراميل المتفجرة على خمسة من أحياء المدينة وحامية الجيش ومبنيي أمانة الحكومة والسجل المدني والجوازات، مما أدى لتدميرها جزئياً وإلحاق أضرار جسيمة بها".
وأضاف العمدة أن "قصف الطيران تسبب في وقوع قتلى وجرحى أكثر من الذين فقدتهم المدينة بسبب الاشتباكات بين الدعم السريع وقلة من عساكر الجيش والشرطة حتى سقوط حامية الفولة".
وأوضح أن القتلى البالغ عددهم 15، بينهم عز الدين أبكر محمد، أحد نازحي مدينة بابنوسة، الذي أصيب إصابة بالغة نتيجة لقصف الطيران لمقابر مدينة الفولة. أما الجرحى البالغ عددهم 12، بينهم ناصر عمر بارجغل، فقد تم نقلهم إلى مستشفى النهود لتلقي المزيد من العناية الطبية.
وناشد العمدة الساتر المواطنين بتوخي الحيطة والحذر والابتعاد عن التجمعات حتى لا يكونوا هدفاً للطيران الحربي الذي سيواصل شن غاراته على مدينة الفولة بعد سقوطها في يد الدعم السريع.
وفي سياق متصل، أكد مواطنون من قرية الكلاعيت الواقعة شمال غرب مدينة بابنوسة أن طيران الجيش قصف القرية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونفوق بعض الحيوانات الأليفة. ولم يتمكن "سودان وور مونيتور" من الحصول على تفاصيل دقيقة حول عدد القتلى والجرحى بسبب انقطاع شبكات الاتصالات منذ يوم أمس في أجزاء واسعة من محليات جنوب الولاية.
وعلى صعيد آخر، عادت بعض الأسر صباح اليوم الجمعة إلى منازلها في مدينة الفولة استجابةً للنداء الذي أطلقه العقيد صالح الفوتي، قائد قوات الدعم السريع التي سيطرت على حامية الفولة، حيث طالب المواطنين الذين نزحوا من المدينة بالعودة إلى منازلهم وممارسة حياتهم بصورة اعتيادية، مؤكداً أن قوات الدعم السريع ستقوم بحماية المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم في الفولة تنفيذاً لتوجيهات القيادة العليا لقوات الدعم السريع.
ومن الجدير بالذكر أن قوات الدعم السريع، بعد سيطرتها على مدينة الفولة، عينت العميد الدكتور محمد عوض فضل الله والياً مكلفاً لولاية غرب كردفان. الدكتور محمد عوض فضل الله، خريج الكلية الحربية وعمل ضابطاً في القوات المسلحة حتى رتبة العقيد، وحالياً يحمل درجة الدكتوراه في المحاسبة من جامعة النيلين، وانضم لقوات الدعم السريع قبل ثلاث سنوات. ينحدر من منطقة كيلك بغرب كردفان.