استمرارُ المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع ببابنوسة بغرب كردفان
أكثر من ٢٠٠ قتيل و ٣٥٠ جريحاً وتدمير أكثر من ٥٠ عربةٍ قتالية ومُسيّراتُ الجيش تقصفُ أعياناً مدنية بمدينتى بابنوسة والمجلد
استمرارُ المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع ببابنوسة بغرب كردفان
أكثر من ٢٠٠ قتيل و ٣٥٠ جريحاً وتدمير أكثر من ٥٠ عربةٍ قتالية ومُسيّراتُ الجيش تقصفُ أعياناً مدنية بمدينتى بابنوسة والمجلد
مرصد حرب السودان : ولاية غرب كردفان
معاركٌ طاحنةٌ ظلّت تشهدُهَا ساحةُ العمليّات العسكرية بين الجيش والدعم السريع للسيطرة على مقر الفرقة ٢٢ مُشاة ببابنوسة بولاية غرب كردفان ، والتى لايزالُ جيشُ الفرقة والبالغ عدده أكثر من ٣٠٠٠ فرداً من ضباطٍ وضباطِ صفٍّ وجنود ومُستنفَرِين، خاضوا خلال الفترة من الإثنين الموافق ١٦ يونيو ٢٠٢٥م وحتى الجمعة الموافق ٢٠ يونيو ٢٠٢٥م مُسنُودِينَ بطيران الجيش والمُسيَّرات الاستراتيجية، أشرسِ وأطحنِ المعارك العسكرية وأشّدُّها ضراوةً منذ اندلاع المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع حول محيط الفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة بتأريخ ٢٣ يناير ٢٠٢٣م.
وأسفرت المعارك عن وقوع عددٍ من القتلى والجرحى وسط الجيش، بينما كانت الخسائر وسط قوات الدعم السريع كبيرةً سواء القتلى و الجرحى أو على مستوى العتاد العسكرى لدرجةٍ دفعت بعض من أبناء المنطقة بقوات الدعم السريع للمطالبة بإعادة غربلةِ قوات الدعم السريع بقطاع ولاية غرب كردفان، سيِّما بعد تباطُؤ القوة المُناط بها الهجوم على الفرقة ٢٢ من الناحية الجنوبية بالتزامن مع هجوم الناحيتين الشرقية والغربية والشمالية على قيادةِ الفرقة ٢٢.
التّسلسُل الزمنى لبداية المعارك العسكرية حتّى تفاقُمِهَا بمعارك الجمعة حاميةِ الوطِيس
يقول أحد مصادر ( مرصد حرب السودان ) العسكرية بولاية غرب كردفان، أنّ بداية المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع حول محيطِ الفرقة ٢٢ مُشاة ، بدأت يوم الآثنين الموافق ١٦ يونيو ٢٠٢٥م عندما قامت قوةٌ من قوات العمل الخاص بالفرقة ٢٢ والتى يقودُها العميد حسن درموت (( وهم قوةٌ صلبة قِوامها أبناء قبيلة المسيرية بالفرقة، يقولون عن أنفسهم كنوعٍ من الجلالةِ العسكرية ( العايز الموت يجئ لعيال درموت) قامت وفى إطار طوافها التمشيطى لأحياء مدينةِ بابنوسة الخالية تماماً من سكانها، بقتل ٤ من أفراد الدعم السريع بحى السكة حديد شمال وأسر طفلٍ صغيرٍ يبلغُ من العمر ١٣ عاماً ينتمى للقائد أحمد خميس الذى لقى مصرعه بتأريخ الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠٢٥م بعد محاولته للهجوم على قيادةِ اللواء ٨٩ التابع للفرقة ٢٢ مشاة لانقاذ الطفل والذى لايزال فى قبضة قوات العمل الخاص، التى بحسب المصدر تُحْسِنُ معاملته باعتباره طفلاً قاصراً مكانه المدرسة وليس ساحاتِ القتال.
الدعمُ السريع يقصِفُ الفرقة ٢٢ بالمُسيّرات يومى السبت والأحد
قام طيرانُ الجيش العسكرى بتأريخ الثلاثاء الموافق ١٧ يونيو ٢٠٢٥م بشنِّ غارّاتٍ جوية استهدف بها المواقع المحيطة لمبنى أمانة حكومةِ الولائية الكائن بحى الدرجة وسط مدينة الفولة ، كما استهدف الطيران المُسيّر سجنِ مدينة الفولة وقسم شرطة حماية الطفل ، ورغم عدم وقوع أيةَ خسائر بشرية أو مادية إلا أنّ القصف تسبّب فى استزراع الهلع والخوف وسط سكان مدينة الفولة والنازحين الذين تحتضنهم المدينة والتى سيطرت عليها قوات الدعم السريع بتأريخ ٢٠ يونيو ٢٠٢٤م.
وقال مصدرٌ عسكرى بقوات الدعم السريع بقطاع ولاية غرب كردفان ل ( مرصد حرب السودان) أنّ مُسيّرات الجيش قامت بقصفِ مدينة الفولة كنوعٍ من ردِّ الفعل الانتقامى بعد قيام قوات الدعم السريع بقصف قيادة الفرقة ٢٢ مُشاة يومى السبت والأحد الموافِقينَ ( ١٤ يونيو و١٥ يونيو ٢٠٢٥م ) توالياً.
معاركُ الجمعةِ الطاحنة وأكثر من ٢٠٠ قتيلٍ و ٣٥٠ جريحٍ وتدمير ٥٠ عربةٍ قتالية
بتأريخ صبيحةِ الجمعة الموافق ٢٠ يونيو ٢٠٢٥م وفى تمامِ الساعة السادسة صباحاً قامت قوات الدعم السريع مسنودةً بتعزيزاتٍ عسكريةٍ ضخمة وصلت من مدن المجلد والفولة وبعضِ قرى محليات جنوب الولاية فضلاً عن تعزيزاتٍ ضخمةٍ انضمت لقوات العقيد صالح الفوتى قائد عمليات محور بابنوسة من مدينتى الضعين وعديلة، قامت بشنِّ هجومٍ اعتبره الخبراء العسكريون بأنه الأشرس والأعنفِ من نوعه منذ اندلاع المعارك بين الطرفين للسبطرةِ على الفرقة ٢٢ مُشاة بتأريخ الثالث والعشرين من يناير ٢٠٢٤م.
ويقول أحد قادة الدعم السريع قَدِمَ من مدينةِ الضعين بولاية شرقِ دارفور لإسنادِ قطاع غرب كردفان مُفضِّلاً عدم ذكرِ إسمه ل ( مرصد حرب السودان) أننا رسمنا خطّةً عسكرية هدفُها إسقاط الفرقة ٢٢ بضربةٍ واحدةٍ وتكونُ القاضية هذه المرة ، وكانت خطتنا قائمة على الهجوم على قيادةِ الفرقة من كافةِ المحاور والاتجاهات الأربعة ، فقامت قوات التّدخل السريع المعرفون ب ( أم باغة) بتنفيذ ماعليهم بالهجوم من الناحيةِ الشرقية.
كما قامت القوات الأخرى بتنفيذ هجومها من الناحيتين الشمالية والغربية ، وقال أنّ القوةَ المُناط بها تنفيذِ الهجوم من الناحيةِ الجنوبية تباطأتْ فى تنفيذ هجومها بالتزامن مع بقية المحاور الثلاث الأخرى وهو أمرٌ ظلّ يتكرّر باستمرار مِمّا يستدعى التحقيق العسكرى العاجل مع قائد هذه القوة.
ويقول مصدرٌ عسكرى آخر من الجيش ل ( مرصد حرب السودان ) أنّ قوات الفرقة ٢٢ مُشاة كانت على أُهبةِ الاستعداد للتصدِّى للهجوم الانتحارى للدعم السريع بُناءً على معلوماتِنا الاستخبارية، ولذلك ركزنا على الناحية الشمالية والتى بدأت قوات الدعم السريع الزحف منها ، وعندما بدأوا بالهجوم وإطلاق نيرانِ مدفعيتهم الكثيفة ومسيّراتهم، لم نقمْ بالرّدِّ عليهم والتزمنا خنادقنا حتى اقتربوا من طرمبةِ قادرة للوقود ومن ثمَّ ثوغلوا داخل شوارع حى البوستة المتاخم للفرقة من ناحيتها الشرقية والتى نشرنا فيه عدداً من قوات العمل الخاص، وعندما وصلوا على بعدِ أمتارٍ من خنادقِ اللواء ٨٩ مشاة بقيادة العميد حسن درموت، هجمَ عليهم أفراد الجيش من كلِّ الاتجاهات وهم يُردِّدون ( حسبنا الله ونعم الوكيل).
وقال المصدر العسكرى، بعد معركةٍ حامية الوطيس استمرت لأربع ساعاتٍ من الاشتباك المستمر، استطعنا دحر القوة المُهاجمة وإجبارها على التراجعِ من كافةِ المحاور ، وقال أنّ الجيش احتسب عدد ٦ قتيلٍ بينهم ضابطٌ وإثنين من ضباطِ الصف و عدد ثلاثة جنود وهم :-
١/ خميس مطر يحى.
٢/ مدثر عبدالله يونس ، الشهير ب ( شبالالا).
٣/ إسماعيل محمد بلال ( سبقَ وأنْ قُتِلَ شقيقه فى احدى المعارك فى اللواء ٨٩ التابع للفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة) ، بينما تعرّض عدد ١٠ من جنود الفرقة لإصاباتٍ متفاوتة أُسْعِفُوا على إثرها لمستشفى السلاح الطبى لتلقى العلاج اللازم.
أما قوات الدعم السريع ووفقاً لاحصائياتٍ لم يتدقّق ( مرصد حرب السودان ) من دقتها وصحتها ، فقد احتسبتْ عدد ١٩٤ قتيلاً من ضمنهم إثنين من القادة وهم ( ودملاح والمهندس محمد النضيف) وإصابة ٣٤٠ بجروحٍ مُتباينة تمّ إجلائهم إلى مشافى مدن ( المجلد والتبون والضعين وغبيش) لتلقى العناية الطبية اللازمة.
وكشفت مصادر ( مرصد حرب السودان ) الميدانية ، أنّ مدفعية الدعم السريع دمّرت عدد ١٠ عربةِ دفعٍ رباعية تابعة لجيش الفرقة ٢٢ ، بينما دمّرت مُسيّرات الجيش عدد ٤٠ عربةِ دفعٍ رباعية تابعة لقوات الدعم السريع.
بينما كشفتْ مصادر عسكرية عن تعرُّض الأستاذ الفاتح القرشى الناطق الرسمى بإسم قوات الدعم السريع لإصابةٍ طفيفة تمّ إسعافه إلى مستشفى مدينةِ الضعين بولاية شرق دارفور وتلقى العلاج اللازم وتماثلَ للشفاء.
مُسيّراتُ الجيش تقصفُ أعياناً مدنية بمدينتى المجلد و بابنوسة
قامت مُسيّرات الجيش مساء السبت الموافق ٢١ يونيو ٢٠٢٥م بقصف مستشفى مدينة المجلد المرجعى والذى كان يتماثلُ فيه عدداً من جرحى قوات الدعم السريع الذين أُصِيْبُوا فى معارك الجمعة بالفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة ، وأدّى القصف لمقتل ٤١ مدنياً بينهم إثنين من الكوادر الطبية العاملة بالمستشفى وهم :-
١/ الطبيبة / مودة رحمة الله النور.
٢/ حمدى إبراهيم أبكر وإبنه.
٣/ بشرى كبّارى : مسؤول الدائرة الطبية بقوات الدعم السريع بقطاع غرب كردفان.
٤/ مقداد آدم عبدالباقى المنصورى.
٥/ الحاجة / خديجة بريمة : وتعمل بائعةً للشاى أمام مبانى المستشفى المرجعى بمدينة المجلد.
بالإضافة إلى ٢١ شهيداً من المدنيين ينتمون لعائلةٍ واحدة ، بعضهم كان يتلقى العلاج بالمستشفى وبعضهم مُمَارِضينَ للمرضى ، والشهداء المدنيين الذين ينتمون لعائلةٍ واحدة هم :
١/ نور حسبو محمد ونسى.
٢/ عبدالرحمن حسبو محمد ونسى.
٣/ الحبيب حسوبة ونسى.
٤/ حسيب حسوبة ونسى.
٥/ سليمان محمد ونسى.
٦/ آدم محمد ونسى.
٧/ محمد آدم ونسى.
٨/ محمود ونسى.
٩/ الصادق ونسى.
١٠/ حمدان إبراهيم.
١١/ الحبيب سومى الفضل.
١٢/ جمعة بشارة.
١٣/ حسب الله آدم الفضل.
١٤/ موسى آدم الفضل.
١٥/ آدم سعيد.
١٦/ نفيسة آدم الفضل.
١٧/ عوضية الحبيب.
١٨/ حسوبة موسى الجاك.
١٩/ فاطمة آدم الفضل.
٢٠/ نعيم صافى.
٢١/ بخيتة الحبيب سومى.
وفى بياناتٍ صادرة لهم اليوم الأحد الموافق ٢٢ يونيو ٢٠٢٥م ، أدانت كلٌّ من غرف الطوارئ والبناء و تجمع القوى المدنية ( قِمم)) بولاية غرب كردفان، الجريمةُ البشعة التى ارتكبها طيرانُ الجيش المُسيَّر بقصفه للمستشفى المرجعى واعتبراه جريمةً حربٍ مكتملةُ الأركان وهو خرقٌ صريحٌ للقانون الدولى الإنسانى الذى يُحرِّمُ استهداف الأعيان المدنية وعلى رأسها المستشفيات والمراكز الصحية عامةً. وطالبتا الأمم المتحدة ومنظمات الحقوقية بالتّحرك العاجل لإدانةِ هذه الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة وتوفير الحماية للمدنيين والبِنيات التحتية بولاية غرب كردفان.
وفى سِياقٍ مُتصلٍ ، قام طيرانُ الجيش صبيحة اليوم الأحد الموافق ٢٢ يونيو ٢٠٢٥م بقصفِ مبانى كليتى الاقتصاد وتنمية المجتمع والعلوم الإدارية الكائنتين بمدينةِ بابنوسة بمُسيِّرتين انتحاريتين استهدفت تجمعاتاً لقوات الدعم السريع كانت مرتكزة داخل الكليتين ، ولم يتمكّن ( مرصد حرب السودان ) من معرفة الخسائر البشرية وسط قوات الدعم السريع، إلا أنّ صوراً تمً نشرُها على مِنصّاتٍ إعلامية بمواقع التواصل الاجتماعى ، أظهرت حجماً لدمارٍ كبيرٍ لحقَ بمبانى كلية الاقتصاد وتنمية المجتمع.
أخيراً : تُؤكِّد الأخبارُ المُتواتِرة من غرب كردفان ، أنّ قوات الدعم السريع مُصمِمةٌ على مُعاودةِ الهجوم مرّةً أخرى على قيادة الفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة ، يُقابِله اصرارٌ وعزيمة من جنودِ الفرقة للدفاع عنها حتى الموت ولسانُ حالِ كلِّ واحدٍ منهم يقول ( صُرّتِى مدفونةٌ فى بابنوسة ، فمنْ هو صالح الفُوتى).