طرفا الصراع الجيش والدعم السريع يستهدفان المواطنين المدنيين علي أساس قبلي ومناطقي بولاية الجزيرة
تهديد التعايش السلمي وزيادة الانقسامات الاجتماعية
طرفا الصراع الجيش والدعم السريع يستهدفان المواطنين المدنيين علي أساس قبلي ومناطقي بولاية الجزيرة
مرصد حرب السودان : ولاية الجزيرة
مقدمة :
إندلعت حرب 15 ابريل بالخرطوم بين قوتين نظاميتين تتبعان للدولة؛ هما الجيش والدعم السريع، ومع مرور الوقت بدأت الحرب تأخذ أبعاد إجتماعية وجهوية، وشكل طرفي النزاع سرديات لقبلنة الصراع، وظهرت خطابات و ممارسات تستهدف الأفراد علي أساس القبيلة والجهة الجغرافية.
الجيش وحلفاءه يستهدفون مجتمعات الكنابي، وبعض الذين ينتمون لغرب السودان بالجزيرة.
قبل دخول الدعم السريع الي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في 18 ديسمبر 2023، قامت قوات العمل الخاص وإستخبارات الجيش، بتصفية اكثر من 132 شخص بمدينة ود مدني علي أساس اثني ومناطقي، ينتمون لبعض القبائل من كردفان ودارفور، وكانوا يعملون بأسواق الخضار وأسواق المواشي، تم القبض عليهم وتصفيتهم بتهمة أنهم خلايا نائمة تابعة للدعم السريع.
في شهر يناير 2024 الطيران العسكري للجيش، يستهدف كمبو الحاج عبدالله ويقتل 5 مواطنين، و يخلف العديد من الجرحي، في شهر مارس وأبريل 2023 وبصورة متكررة استهدف الطيران العسكري كمبو دار السلام بيكة عبر عدد من البراميل، مما أدي إحتراق بعض المنازل بالكمبو ووفاة إمراءة وطفلة، وعدد من الجرحي، وتهجير سكان الكمبو.
في شهر مايو 2024 الطيران الحربي، يقصف كمبو أبكر بالطلحة الزراعية، بمحلية جنوب الجزيرة ويقتل 3 اشخاص وعدد من الجرحي.
بتاريخ 21 يونيو 2024 تم حرق كمبو القرية 32 بمحلية أم القري، بولاية الجزيرة من قبل مستنفرين تابعين للقوات المسلحة، وتم قتل أكثر من 50 شخص، وتهجير ما تبقي من سكان الكمبو، الذي تسكنه مجموعات من البرقو والتاما وأولاد راشد.
فى منتصف شهر سبتمبر 2024، عقب دخول الجيش لمنطقة الشايقاب بمحلية جنوب الجزيرة، وحدة المدينة عرب الإدارية، تم اقتياد أكثر من 30 شخصا من كمبو الشايقاب إلي مدينة المناقل، بزعم أنهم متعاونين مع الدعم السريع، ولايعرف حتى الآن مصيرهم.
بداية شهر أكتوبر 2024 إستهدفت المسيرات التابعة للجيش كمبو الفتح بالمربيعية، وكمبو ريبا بمدينة تنوب، مما أدي لإحتراق مساكن الكمبويين.
وفي منتصف اكتوبر 2024 تم استهداف كمبو الصفا بقرية فطيس بواسطة المدفعية، بحجة أن الكمبو يضم عدد من قوات الدعم السريع نتج عن ذلك وقوع ضحايا لم يتم إحصائهم بعد.
فى شهر أكتوبر 2024 أيضا وقعت عدة حوادث في منطقة ودكري وأمليحة، حيث أسرت قوات الدعم السريع ضابط معاشي في منطقة ودكري، وقامت بقتله مما دفع المستنفرين بالهجوم على الكمبو بالذخيرة وقامت عناصر الدعم السريع من داخل الكمبو بالرد علي الهجوم، وقتل عدد من والمستنفرين ومن ثم وقعت التهمة على سكان الكمبو.
وخلال شهر أكتوبر 2024، تم استهداف كمبو 25 وامليحة الاحامدة بالمسيرات وتم تدمير الكمبو وإحراق مساكنهم بحجة أن سكان الكمبو قاموا بارشاد الدعم السريع نحو مستنفرين القرية.
بتاريخ 2 نوفمبر 2024، تم حرق ثلاثة كنابي بمناطق بمحلية الكاملين بولاية الجزيرة وهي، كمبو 26، وكمبو الرحمة، وكمبو توريس، والتي تقع علي إمتداد ترعة أو قناة ري واحدة، حيث هاجمها ثلاثون مسلح من الجيش والمستنفرين، من أبناء القري ، وتم الأعتداء علي بعض النساء والشباب، وسرقة 120 رأس من الأبقار، و200 رأس من الماعز، وتهديم المباني، واعتقال لبعض أبناء تلك الكنابي، واقتيادهم إلي المناقل.
بتاريخ 5 نوفمبر 2024، حادثة إغتيال العقيد ركن د/عبدالله محمد عبدالله يونس، الذي يتبع للجيش بمنطقة المهندسين، وهو قائد المحور الجنوبي لمنطقة المهندسين، وهذا الضابط هو إبن ولاية الجزيرة، محلية المناقل، كمبو 44 كراكات، حيث ربط بعض الفاعلين من أبناء الكنابي، بأن الحادث مدبر، وتزامن مع أحداث حريق لثلاث كنابي.
ذكر محلل صحفي بمحلية المناقل" فضل حجب هويته" أن هذا الصراع يتم تغذيته عبر دوائرمنظمة تستثمر في خطاب الكراهية بين سكان المناطق الريفية في مناطق المناقل و جنوب الجزيرة المتاخمة لمناطق الصراع بين مكونات السكان المحليين وسكان الكنابي.
واضاف الصحفي، يتم إستغلال حالة بقاء الكثير من سكان الكنابي، وعدم ميلوهم للنزوح، لإرتباط نشاطهم بالزراعة، ولوضعهم الطبقي كعمال فقراء ومحدودي الدخل، و لأنهم غير مرحب بهم، و لايجدون امتدادت اجتماعية تقدم لهم العون في حالة إختاروا النزوح، كما أنهم ليست لهم فئة كبيرة من المغتربين في المهاجر، لتساهم معهم في تخفيف أعباء المعيشة.
اشار الي ان كل تلك العوامل تجعلهم يفضلون البقاء، وتحمل الانتهاكات من طرفي النزاع، وذكر الأمين العام لمؤتمر الكنابي في فيديو أن هنالك جهات منظمة تناصر الجيش، تستهدف انسان الكنابي منذ بداية الحرب في 15 ابريل 2023 في الخرطوم، حيث ذكر أن هنالك ناشطين داعمين للجيش، امثال عبدالرحمن عمسيب، يفبركون بيانات كاذبة بإسم مؤتمر الكنابي، يقولون بأنه إنضم للدعم السريع، وهي أخبار كاذبة ومضللة.
وقال أنهم واقفون علي الحياد في هذه الحرب، ان مؤتمر الكنابي الذي تأسس في العام 2013 هو أحد الأجسام المطلبية التي تنادي بحقوق المواطنة المتساوية، وأيضا هنالك مبادرة العمال الزراعيون للحقوق والتنمية التي تأسست في العام 2016، وتحالف تنمية القري والكنابي الذي تأسس في العام 2020.
قوات الدعم السريع إستهدفت شرق الجزيرة علي أساس مناطقي واثني
بتاريخ 20 اكتوبر 2024 إنشق أبوعاقلة كيكل قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، وإنضم إلي قوات الجيش المتواجدة في البطانة بولاية القضارف.
وعلي إثر ذلك الحدث وتداعياته؛ إستهدفت قوات الدعم السريع محليتي أم القري وشرق الجزيرة علي أساس مناطقي وأثني، باعتبار ان قائدهم المنشق ينتمي الي مجتمعات ومناطق شرق الجزيرة.
وقامت قوات الدعم السريع، وعلي ضوء ذلك نزح أكثر من 150 ألف مواطن من شرق الجزيرة الي ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل، وأيضا قامت قوات الدعم السريع بنهب الممتلكات، وقتل المواطنين علي أساس الانتماء الجغرافي والأثني، وكانت حزء من إنتهاكات الدعم السريع لشهر أكتوبر 2024 التالي:-
24 اكتوبر قتل منها (11) مواطن وقرية تيراب وقرية الصقيعة، وفي قرية العزيبة قتل (14) مواطن، وشرد بقية أهل القرية، وتمت مهاجمة قري السعدوناب والشرفة التي قتل فيها (5) مواطنين وقرية مكنون التي قتل منها (11) مواطن. كما هاجمت قوات الدعم السريع مدينة الهلالية وتعرضت المدينة لعمليات نهب وسرقة للمتلكات.
وواصلت قوات الدعم السريع مهاجمة مناطق قرى مصنع سكر الجنيد، وتمت مهاجمة قري ديم الياس والبويضاء و الهجيليج، وكذلك تمت مهاجمة قرى شرق رفاعة أم عكش، ود الأمين، ود ساقرته، الفولة، قرية أبوجلفة، قرية الحدبة عبدالقيوم، قرية الحدبة مصطفى.
بتاريخ 25 أكتوبر قتل (9) من الواطنين بقرية أزرق.
بتاريخ 26 اكتوبر إرتكب مجزرة بشرية مروعة بقرية السريحة التي تقرب قرية أزرق، قتل فيها الدعم السريع أكثر من ( 124) مواطن بتاريخ 26 أكتوبر، ويوجد عدد كبير من الجرحين وتم تنزيح أهل القرية وتشريدهم.
هذه نماذج فقط لإستهداف قوات الدعم السريع لمناطق ومجتمعات شرق الجزيرة، بدعاوي أنهم أهل لقائدهم ابوعاقلة كيكل الذي إنشق من الدعم السريع، وتحالف الآن مع الجيش مستعيدا تشكيله العسكري السابق الذي يسمي " قوات درع البطانة" التي هي جزء من قوات درع السودان التي تأسست في العام 2022 بإشراف من الاستخبارات العسكرية للجيش.
في الختام :
ان إستهداف طرفي الصراع للمجتمعات والمواطنين علي أساس جهوي مناطقي وقبلي، له عواقب وخيمة تهدد واقع التساكن والتعايش، وهو مؤشر لإزدياد الانقسامات الاجتماعية وتعريض حياة الآلاف لخطر الإستهداف والقتل الجماعي.