الدعم السريع يستبيحُ قرية الزَّعفة بغرب كردفان ومقتل صِهر قائد ثانى قوات الدعم السريع فى غارةٍ جوية بمدينة جبرة الشيخ بشمال كردفان
وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة الأبيض واستمرار معاناة النازحين بها
الدعم السريع يستبيحُ قرية الزَّعفة بغرب كردفان ومقتل صِهر قائد ثانى قوات الدعم السريع فى غارةٍ جوية بمدينة جبرة الشيخ بشمال كردفان
وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة الأبيض واستمرار معاناة النازحين بها
مرصد حرب السودان : ولايات كردفان ولايات
تمضى مُجريات العمليات العسكرية بولايتى شمال كردفان وغرب كردفان بوتائر متسارعة ، فبينما تستمر العمليات العسكرية وقصف طيران الجيش بولاية شمال كردفان ، يُعانى النازحون الذين نزحوا من منطقتى كازقيل وعَلّوبة إلى مدينة الأبيض فى سبيل الحصول على المساعدات الإنسانية سيما الإيواء والغذاء رغم الجهود التى تبذلها حكومة الولاية وشركاء العملية الانسانية لمساعدتهم.
أما فى ولاية غرب كردفان فقد شهدت منطقة الزعفة بمحلية الأضية مجزرة بشرية ارتكبتها قوات الدعم السريع أدّت لقتل أكثر من ٧٠ شخصاً واصابة آخرون بإصاباتٍ بالغة الخطورة.
بينما تسبّب قيام قوات الدعم السريع بحرق القرية فى وفاة عدداً من الأشخاص بعضهم توفى بعد فشل اسعافهم إلى أقرب المستشفيات من شدّة الحريق الذى أصاب أجسادهم.
أولاً : ولاية شمال كردفان
وصول تعزيزاتٍ عسكرة إلى مدينة الأبيض
استقبلت قيادة الفرقة الخامسة مُشاة المعروفة بالهجانة أمسية الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠٢٥م تعزيزاتٍ عسكرية من قوات درع السودان بقيادة العقيد يوسف حسب الدائم والتى أرسلها اللواء أبوعاقلة كيكل القائد العام لقوات درع السودان للإنضمام لقوات متحرك الصياد الجوال ومُتحرِّكاتٌ أخرى متمركزة بمدينة الأبيض ومن ثمّ سيتم توزيع هذه المتحركات، بعضها سوف تتجِه لاسترداد المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع بولاية غرب كردفان، بينما ستتجِه غالبية قوات المُتحرِّك لفك حصار مدينة الفاشر.
وقال قائد قوات درع السودان العقيد يوسف حسب الدائم لحظة استقبال القوات مهدداً قوات الدعم السريع بأنهم ( قادمون إليهم من حيثُ لا يعلمون) وأنّ شعارهم فى المعارك التى سيخُوضونها معهم هو ( أكسح وأمسح).
استمرارُ معاناة نازحى الحرب بمدينة الأبيض
لاتزال المعاناة فى الحصول على المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة هى سيِّدة الموقف لنازحى منطقتى كازقيل وعَلّوبة والبالغ عددهم ٧٠٠ أسرة بعدد أفراد ٣٥٠٠ فرد، وهى آخر الأسر التى نزحت إلى مدينة الأبيض بعد قيام الدعم السريع باجتياح المنطقتين عقب خروج مُتحرِّك الصّيّاد منها بعد أن سيطرَ عليها بتأريخ الإثنين ١٤ أبريل ٢٠٢٥م، ضمن قرى أخرى تقع جنوب شرقى مدينة الأبيض.
وفى يوم الخميس الموافق ٢٤ أبريل ٢٠٢٥م، قام دكتور البشير عبدالرحمن مفوض العون الإنساني بولاية شمال كردفان رِفقةَ فريقٍ من الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمنظمات الطوعية المحلية بزيارةٍ لمراكز الإيواء التى تأوى نازحى المنطقتين داخل مدينة الأبيض.
وخاطب دكتور البشير نازحى مراكز الإيواء مؤكداً أن الهدف من زيارتهم تُهدُف للوقوف على احتياجاتهم الطارئة من قِبل جهات الاختصاص من شركاء العمل الإنسانى بالولاية.
وقال أن تقديم الاحتياجات الإنسانية الطارئة للنازحين هو الشّغل الشاغل لحكومة الولاية والتى لن تستطيع لوحدها تغطية احتياجات النازحين الذين يتضاعف عددهم كل يوم بجميع مدن الولاية سيِّما حاضرتها مدينة الأبيض، وأثنى المفوض على الجهود والمساعدات الجليلة التى قدمتها غُرف الطوارئ ومبادرات أحياء مدينة الأبيض وديوان الزكاة رغم عدم كفايتها.
أما الأستاذ جعفر سعيد بشارة مدير منظمة رعاية الطفولة ( اليونسيف)، فقد تحدّث بمراكز الإيواء أثناء الزيارة نيابةً عن الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمنظمات الطوعية.
وقال أن زيارتهم لمراكز إيواء نازحى منطقتى كازقيل وعلوبة تأتى للوقوف على المشاكل التى تُواجِه النازحين ميدانياً.
وأضاف بأن الهدف يثمتّل أيضاً فى إجراء مسحٍ عاجل لتحديد الاحتياجات المّلِّحة والطارئة من أجل التّدخُّل السريع.وقال بأنهم فى منظمة رعاية الطفولة سيقُومون بتوفير المياه الصالحة للشرب بالإضافة إلى عمل العيادات الجوّالة وتوفير عدد مُقدَّر من المأوى.
أما بقية الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمنظمات الطوعية المحلية فأكدّت بأنها وعقِبَ انتهاء مسح تحديد الاحتياجات ، ستعمل على الاستجابة بأسرع مايكون للاحتياجات التى يحدِّدها المسح الميدانى وفقاً للمجالات التى تعمل بها كل وكالة ومنظمة.
وتأتى معاناة النازحين بمدينة الأبيض و فى عموم السودان فى وقتٍ حذّر فيه برنامج الغذاء العالمى الWFP عبر منسقته للطوارئ سامانشا تشاتارج يوم الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠٢٥م، فى حديثها للصحفيين بمدينة بورتسودان عبر تقنية الفيديو كونفريس Video confress.
حذّر البرنامج من وجود نقصٍ حادٍّ فى التمويل قد يُؤثِّر فى مُقبل الأيام على قدرة البرنامج على تقديم الدعم لِمن يُواجهون نقصاً حادّاً فى الغذاء.
وقالت أنّ نقص التمويل يبلغ ٦٩٨ مليون دولار من جملة ٨٠٠ مليون دولار طلبها البرنامج من الجهات الدولية المانحة لتقديم المساعدات الغذائية لنحو ٧ مليون شخص فى السودان معظمهم من نازحى الحرب الدائرة فى السودان بين الجيش والدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، وذلك فى الفترة من مايو ٢٠٢٥م حتى سبتمبر ٢٠٢٥م، وهى الفترة التى تُصادف فصل الخريف وهو بمثابة موسم الجوع فى السودان.
طيران الجيش يقصف مدينتى بارا، وجبرة الشيخ ومقتل صهر قائد ثانى قوات الدعم السريع
شنّ طيرانُ الجيش يوم الإثنين الموافق ٢١ أبريل ٢٠٢٥م عُدّة غاراتٍ جوية على مدينة بارا بولاية شمال كردفان التى سيطرت عليها قوات الدعم السريع منذ شهر يوليو ٢٠٢٣م، واستهدفت الغارات الجوية مبنى إدارة التأمين الصحى وحى الوادى الواقع فى قلب المدينة مما أدّى لاحداث دمار لبعض منازل مواطنى المدينة دون وقوع خسائر بشرية وسطهم، وتقتصِر عمليات الجيش العسكرية بمدينة بارا على شن الغارات الجوية بدلاً عن العمليات العسكرية بالمُشاة، وذلك منذ قيام قوات الدعم السريع بصدِّ الهجوم الذى شنّه مٌتحرِّك الصياد على المدينة مطلع أبريل الجارى ٢٠٢٥م.
أما فى مدينة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان، فقد أكدّت مصادر موثوقة بالمدينة ل ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ مقتل العقيد تاج الدين أبورقيبة مسؤول الطائرات المُسيّرة وأنظمة التشويش بقوات الدعم السريع وصِهر عبدالرحيم دقلو قائد ثانى قوات الدعم السريع إثر غارةٍ جوية نفذّها سلاح طيران الجيش على مدينة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان يوم السبت الموافق ٢٦ أبريل ٢٠٢٥م.
ويُعتبر العقيد أبورقيبة أحد القادة القلائل الذين ابتعثهم الدعم السريع إلى عدة دولٍ أوروبية للتدريب والتأهيل على رأسها روسيا التى تلقّى فيها دوراتٌ تدريبية متقدمة فى مجال إطلاق الطائرات المُسيّرة وكيفية استخدام تقنيات التّشويش الإلكترونى لابطال مفعُول مُسيّرات العدو.
ثانياً : ولاية غرب كردفان
الدعم السريع يرتكب مجزرةً بشرية بقرية الزّعفة ويحرق منازلها القشية
قامت قوات الدعم السريع بقطاع محليات شمال ولاية غرب كردفان بقيادة اللواء حامد عبدالغنى قائد القطاع صبيحة يوم الإثنين الموافق ٢١ أبريل ٢٠٢٥م، بالهجوم على قرية الزّعفة بمحلية الأضية بولاية غرب كردفان، وقامت باطلاق النار بالمدافع الثقيلة على مواطنى القرية بتُهمة أنّ الجيش قام بتسليحهم للتّصدِّى لأىِّ هجومٍ يستهدف مدينة النهود.
وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من ٧٠ شخصاً توفى بعضهم تحت أنقاض حريق المنازل القشية نتيجة لقيام قوات الدعم السريع بحرق القرية معظمهم من الأطفال والنساء وكِبار السِّن، وتحصّل موقع ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ على أسماء ثلاثة عشر قتيلاً ، قُتِل منهم فى الحال ١١ شخصاً نتيجة لإطلاق النار واثنين لم يتم التّعرف على هويتهم نتيجة لتفحُّم جثثهم تحت أنقاض نيران الحريق وهم :-
١/ محمد النور حريكة.
٢/ يوسف الحاج حريكة ( أخ شقيق للأول).
٣/ حامد الطاهر.
٤/ ياسين أبوبكر.
٥/ رزق على.
٦/ حامد موسى.
٧/ أحمد عبدالله التوم.
٨/ شخصٌ يُدعى الإطيرش ( من حلة عيال سالم ، لم يتم التَّعرُّف على اسمه بالكامل).
٩/ شخصٌ مجهول الهوية تعذّر التّعرُّف على هويته لتفحُّم جثته بسبب الحريق).
١٠/ عبدالرؤوف السيد عجّاك.
١١/ حواء السيد عجّاك ( شقيقة عبدالرؤوف).
١٣/ شخصٌ يُدعى شبلى ، لم يتم التعرُّف على هويته بالكامل والتى استحالت الى رُفات بسبب شدة الحريق.
ووصف أحد أعضاء غرف الطوارئ بمدينة الأضية تحدّث ل ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ ومفضلاً حجب اسمه مخافة استهدافه فى شخصه، وصف ماحدث بقرية الزّعفة بأنها مجزرة بشرية ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق مواطنين عُزّل يعيشون فى قريةٍ آمنة لا تُوجد بها حامية عسكرية للجيش أو أية مظهر من مظاهر التّسلُح أو نوايا للعمل العسكري.
وقال الناشط أن قتلى الهجوم على القرية بلغ ٧٠ قتيلاً، توفى منهم لاحقاً عدد ٥٧ شخصاً متأثرين بجراحهم نتيجة لغياب العناية الطبية اللازمة وعدم اجلائهم إلى المستشفيات القريبة نتيجة لعدم توفُّر وسائل الحركة السريعة بالقرية.
وقال عضو غرفة الطوارئ أن قوات الدعم السريع وبعد ارتكاباها لمجزرة القرية توّجهّت إلى منطقة جبل الكِرَم غربى مدينة النهود وعلى بُعد نحو ربعِ ساعةٍ منها.