موقف العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع بولاية شمال كردفان
جرحى وقتلى وسط المواطنين ووسط طرفى الحرب
موقف العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع بولاية شمال كردفان
جرحى وقتلى وسط المواطنين ووسط طرفى الحرب
مرصد حرب السودان : ولاية شمال كردفان
منذ وصول متحرك الصّيّاد إلى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان بعد سلسلةٍ من الانتصارات التى حققها على قوات الدعم السريع والتى توّجها باسترداد مدينتى أم روابة والرهد، وفك الحصار الذى فرضته قوات الدعم على مدينة الأبيض لفترةٍ ناهزت العامين وفتح طريق الأبيض/ كوستى التجارى مما ساهم فى تدفُق السلع التجارية وفك الضائقة الاقتصادية والمعيشية على مواطنى المدينة.
تشهد ولاية شمال كردفان عمليات عسكرية مستمرة بين الجيش والدعم السريع على محورى مدينتى الأبيض وبارا، كما يقوم طيران الجيش بتوجيه ضرباتٍ جوية على تجمعات قوات الدعم السريع بتركيزٍ على مناطق جبل كردفان وسودرى، وحمرة الشيخ، وأم كريدم، وبارا.
أولاً .... محور مدينة الأبيض
عاودت قوات الدعم السريع تجديد عمليات قصفها العشوائى لمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان بالمدفعية الثقيلة، مما أدى لوقوع عدداً من القتلى والجرحى فضلاً عن إلحاق أضراراً جسيمة بمبانى مواطنى المدينة ومرافقها الحكومية.
فمنذ يومى الجمعة والسبت الماضيين وحتى صبيحة الأحد الموافق ٩ مارس ٢٠٢٥م، تستمر مدفعية الدعم السريع فى قصف المدينة من كل الاتجاهات باستخدام مدافع الهاون والهاوزر وصواريخ ٤٠ دليل.
حسب المصادر المحلية، قد أودى القصف بحياة أكثر من ١٤ قتيل بينهم ٥ أفراد من أسرة واحدة وهى أسرة خفير مدرسة الشريف عبدالمنعم الإبتدائية بحى الشهداء، وإصابة أكثر من ٣٥ مواطن بجروحٍ متفاوتة تمّ اسعافهم إلى قسم الطوارئ والإصابات بمستشفى مدينة الأبيض.
حيثُ أكدّت الدكتورة إيمان مالك الوزير المكلف لوزارة الصحة والتنمية الإجتماعية بولاية شمال كردفان فى تصريحاتٍ صحفية بعد زيارتها للجرحى والمصابين صبيحة الإثنين ١٠ مارس ٢٠٢٥م، أن المستشفى ظلّ طيلة هذا الأسبوع يستقبل الجرحى والمصابين ويقوم بتقديم الخدمات العلاجية اللازمة لهم.
وقالت أن الدكتور مزمل أحمد الصافى المدير العام لمستشفى الأبيض أكدّ لها أن المستشفى كان على أتم الاستعداد لاستقبال الجرحى والمصابين والتعامل مع كافة الحالات.
وأكدّ لها أن بعض المصابين تماثلوا للشفاء وعادوا إلى منازلهم ، بينما لايزال بعضهم من ذوى الإصابات الخطيرة يتلقى العلاج بالمستشفى.
الدعم السريع يُعيد تموضعه حول مدينة الأبيض
قال مصدرٌ موثوق من استخبارات الجيش ل ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ بأنه و منذ دخول متحرك الصّيّاد إلى مدينة الأبيض بتأريخ الأحد الموافق ٢٣ فبراير ٢٠٢٥م، دبّ الخوف والهلع فى أوساط قوات الدعم السريع.
بينما صدرت التعليمات من القيادة العليا للعقيد محمدين إسماعيل قائد قوات الدعم السريع بقطاع ولاية شمال كردفان لإعادة موضعة قوات الدعم السريع بالولاية، وتضييق الخِناق على مدينة الأبيض ومحاصرة متحرك الصّيّاد حتى لا يُحقِّق أهدافه العسكرية.
وقال أن قوات الدعم السريع تتموضع وترتكز على طول امتداد خور السكيران الذى يمتد من غرب حلة أسد، وقرية أم رب، حتى قرى ودّونا، والشقلة، وأم دريسة، وتِندار وهى قري تقع على الجزء الشمالى الشرقى لمدينة أبوحراز، وقال أن مؤخرة هذه القوى ترتكز فى قريتى مجيقة، وبليط، والجناين غرب أبوحراز.
أما القوات المتمركزة فى حلة أسد فقال المصدر أن هذه القوات تتخذ من أشجار التبلدى، والهشاب المنتشرة فى الحلة مِنصات لإطلاق قذائف الهاون، والهاوزر وصواريخ ال٤٠ دليل لقصف مدينة الأبيض.
وأضاف بأن هنالك قوات أخرى للدعم السريع تتمركز فى منطقة الورشال وتقوم باعتراض سير العربات التجارية التى تتحرك عبر طريق ( الرهد -الأبيض).
وأكدّ المصدر بأن متحرك الصّيّاد الذى سُمِّى على الشهيد رقيب أول محمد عبدالله بدوى الصّيَّاد الذى استشهد بالقيادة العامة للقوات المسلحة فى اليوم الأول لاندلاع الحرب بتأريخ ١٥ أبريل ٢٠٢٣م وهو من أبناء منطقة السميح بولاية شمال كردفان.
قال بأنه قادرٌ على هزيمة قوات الدعم السريع ودحرها من ولايتى شمال وغرب كردفان، ومن ثمّ التوجه لتحرير ولايات دارفور الأربعة وفك الحصار الذى تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
وفى سياقٍ متصل قال أحد قادة الدعم السريع مُشترطاً عدم الإشارة لاسمه ل ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ أن قوات الدعم السريع وبعد التعزيزات العسكرية التى وصلت إليها من دارفور، وانضمام القوات المنسحبة من ولاية الخرطوم.
أصبحت جاهزة لتجديد حصار مدينة الأبيض وفرملة متحرك الصّيّاد من التّوغُل نحو مدينة بارا، والدبيبات، وأبوزبد، والفولة ، وقال بلغةٍ واثقة أن مقبرة هذا المتحرك ستكون كردفان، وأن دارفور ستكون صعبة المنال لهذا المتحرك.
أهمية مدينة الأبيض الاستراتيجية والعسكرية
يشتدُّ أُوار الصراع بين الجيش والدعم السريع للسيطرة على مدينة الأبيض مقر قيادة الفرقة الخامسة مشاة الشهيرة بالهجانة وذلك للموقع الاستراتيجى والعسكرى المتميِّز للمدينة والتى تُعتبر عظمِ ظهر السودان، فهى ترتبط بمعظم بقاع السودان بشبكة طرقٍ برية وخطوط ملاحة جوية ، ومن أهم هذه الطرق :-
طريق الصادرات( الأبيض_بارا_ أم درمان).
طريق ( الأبيض _ أم روابة _ كوستى _ الخرطوم).
طريق ( الأبيض _ النهود _ الفاشر )
فضلاً عن وجود مطار الأبيض الجوى الذى يُمثِّل أهمية كبرى من الناحيتين العسكرية والمدنية كونه الأقرب لولايات دارفور الكبرى.
كما تتمتّع مدينة الأبيض بثقلٍ اقتصادى، حيثُ يُوجَد بها واحدة من أكبر بُورصات المحاصيل الزراعية كالسمسم، والدخن، والكركدى، وحب البطيخ، والفول السودانى، فضلاً عن أنها تُمثِّل أكبر سوق للصمغ العربى بالسودان بالإضافة إلى كونها احدى أسواق الثروة الحيوانية.
قوات الدعم السريع تحتجز شاحنات تجارية ومقتل وجرح ١٧ شخصاً كانوا على متنها
قامت قوات الدعم السريع المنتشرة على طولِ طريق ( الأبيض _ النهود) مساء يوم الأحد ٩ مارس ٢٠٢٥م باحتجاز عدد ٣١ شاحنة تجارية قادمة من مدينة النهود بغرب كردفان فى طريقها إلى مدينة الأبيض.
وقال أحد الصحفيين بمدينة الأبيض أن قوات الدعم السريع قامت باعتراض سير الشاحنات المُحمّلة بالمحصولات النقدية على طريق البابلاين شمالى غرب مدينة الأبيض وأطلقت النار عليها مما أدى لقتل ٧ أشخاص وإصابة ١٠ آخرون كانوا على متنها.
وقال الصحفى أن المصابين تم اسعافهم إلى مستشفى الضمان الاجتماعى والمستشفى البريطانى بمدينة الأبيض، وأكدّ أن قوات الدعم السريع قامت باقتياد الشاحنات التجارية والتوجه بها إلى منطقة أم عردة الواقعة جنوبى مدينة الأبيض.
ثانياً محور مدينة بارا :-
طيران الجيش يقصفُ المدينة ويدمر منشآت ومقتل ٤ من قادة الدعم السريع
قام طيران الجيش العسكرى بتأريخ الثلاثاء ٤ مارس ٢٠٢٥م، بشن غاراتٍ جوية على مدينة بارا التى تُسيطر عليها قوات الدعم السريع استهدفت منشآت، و أهدافاً عسكرية محددة، حيث تم تدمير منزل معتمد محلية بارا واستراحة وزارة التخطيط العمرانى.
بالإضافة إلى بعض الأهداف العسكرية وأماكن تمركزات الدعم السريع، وأدى القصف إلى تدمير عدداً من عربات الدفع الرباعى القتالية.
كما أدى القصف الجوى الذى نفذه طيران الجيش ليلة الجمعة الموافق ٧ مارس ٢٠٢٥م، إلى مقتل ٤ من قادة الدعم السريع وهم ( أبومطارق وفاروق وحسن رابح ومكين).
الدعم السريع يعتقل ٧ من مواطنى المدينة
قال الناشط المدنى حامد معلّا الذى غادر مدينة بارا بسبب التدهور الأمنى والاستدعاء المستمر له من قِبل قوات الدعم السريع ل ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ أن قوات الدعم السريع قامت يوم السبت الماضى الموافق ٨ مارس ٢٠٢٥م، باعتقال ٧ من مواطنى المدينة بدعَاوَى التعاون مع الجيش وهم :-
١/ الشيخ الصادق جعفر ( إمام مسجد الركابية).
٢/ على رستم.
٣/ محمد توم.
٤/ الأستاذ / قيس على.
٥/ عبدالرحمن المقص.
٦/ الطيب بركية.
٧/ بشير الدُّقُل.
وقال حامد أن قوات الدعم السريع تمنع مواطنى المدينة من مغادرتها، مؤكداً أن مواطنى المدينة باتوا لا يرغبون فى البقاءِ فيها خوفاً من قصف الطيران.
الدعم السريع يصُد هجوماً لمتحرك الصّيّاد على مدينة بارا
نشرت المنصات الإعلامية لقوات الدعم السريع فيديوهات أكدّت عبرها بأنها استطاعت بتأريخ الإثنين الموافق ٣ مارس ٢٠٢٥م، من صدِّ هجومٍ لمتحرك الصّيّاد على مدينة بارا وكبّدته خسائر فادحة فى الأرواح وأنها غَنَمتْ عدداً من العتاد والآليات العسكرية تشمل عدد ١٢ عربة قتالية وكمياتٍ كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وقالت بأنها أجبرت القوة المهاجمة على التقهقُر وأنها قامت بمطاردتها حتى مشارفِ مدينة الأبيض.
هكذا تعود المواجهات العسكرية بين الجيش والدعم السريع إلى مسارح العمليات بولاية شمال كردفان، وكل المؤشرات تُشير إلى أن الولاية سوف تشهد خلال الأيام القادمة المزيد من المواجهات والعمليات العسكرية الضارية فى ظل اصرار متحرك الصّيّاد على إلحاق الهزيمة بقوات الدعم السريع بعموم ولايات غرب السودان يُقابله اصرارٌ من قوات الدعم السريع على المحافظة على سيطرتها على ولايات الغرب وفرملة المتحرك من تحقيق أهدافه العسكرية، بل والاصرار على استعادة مدن الرهد وأم روابة واحكام الحصار مُجدداً على مدينة الأبيض.