رصدٌ للأوضاع العسكرية والإنسانية بولاية جنوب كردفان
مقتل وإصابة ١٤ جندياً من دولة بنغلاديش ومقتل وإصابة ٢١ مدنياً فى قصفٍ لمدينتى كادقلى والدلنج واستمرار موجاتُ النزوح بالولاية
رصدٌ للأوضاع العسكرية والإنسانية بولاية جنوب كردفان
مقتل وإصابة ١٤ جندياً من دولة بنغلاديش ومقتل وإصابة ٢١ مدنياً فى قصفٍ لمدينتى كادقلى والدلنج واستمرار موجاتُ النزوح بالولاية
مرصد حرب السودان : ولاية جنوب كردفان
تشهدُ ولايةُ جنوب كردفان تصعيداً عسكرياً يتفاقمُ ساعةً فساعة نتيجةً للحصار المُطْبَق الذى تفرضه قوات تحالف تأسيس على مقرّات حاميات الجيش بمدن كادقلى والدلنج وأبوجبيهة، حيثُ تتعرَّض هذه المدن ومناطق أخرى بولاية جنوب كردفان لقصفٍ بالمدفعية الثقيلة والمُسيَّرات الإستراتيجية، وسط ارتفاع عقيرة الأصوات المُنادية بتسليم حاميات الجيش بالولاية لقوات تحالف تأسيس تسليم مِفتاح حقناً لدماء سكان الولاية.
مُسيَّراتٌ مجهولة الهويِّة تقصفْ مقر بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بمدينة كادقلى
تعرّضتْ مدينةُ كادقلى حاضرة ولاية جنوب دارفور يوم السبت الموافق ١٣ ديسمبر ٢٠٢٥م لقصفٍ بمُسيَّراتٍ إستراتيجية أطلقتْ ثلاث صواريخ استهدفت مقر بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام ( يونيسفا ) نتجَ عنها مقتل ٦ جنود من دولة بنغلاديش وإصابة ٨ آخرون بينهم ثلاث جنديات من ذات الدولة بإصاباتٍ بالغة الخطورة.
طرفا الحرب يُحمِّلان بعضهما مسؤولية الهجوم على مقر يونيسفا بكادقلى
حمّلَ الجيشُ فى بيانٍ صادر عن مجلس السيادة يوم السبت قوات الدعم السريع المسؤوليةَ الكاملة عن الهجوم على مقر بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بمدينة كادقلى، واصفاً الهجومَ بالخرقِ الجسيم للحماية المُقرّرة للمنشآت الأممية.
من جانبها ، نفتْ قواتُ الدعم السريع فى بيانٍ لها بتأريخ السبت نفياً قاطعاً تورطها فى الهجوم ، مُعتبرةً الاتهامات محاولةً يائسة من الجيش لتلفيقِ اتهاماتٍ واهية ضدها.
وحدةٌ عسكرية باكستانية تخلى القتلى والجرحى البنغلاديشيين إلى منطقة أبيى
أعلنتْ دولةُ باكستان عبرَ بيانٍ صادر عن وزارةِ خارجيتها الأحد الموافق ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥م ، أنّ وحدةً عسكرية من جيشها مشاركةٌ ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام المؤقتة بمنطقة أبيى ( يونيسفا ) تدخّلتْ بشكلٍ مباشر لإنقاذ ٤١ من عناصر البعثة بينهم جثامين الجنود البنغلاديشيين الستة والجرحى الثمانية وإجلائهم إلى منطقة أبيى منزوعة السلاح بين دولتى شمال وجنوب السودان.
وأكدّتْ وزارةُ الخارجية الباكستانية، أنّ حالةَ أربعةً من الجنود المُصابين حرجةٌ للغاية، كما أوضحت الكوادر الطبية بالبعثة الأممية وهم أطباء ومُسعِفُونَ من دولةِ غانا ، أنّ بقية الإصابات تراوحتْ بين كسورٍ ورضوخٍ وجروحٍ بالغة، وأوضحوا أنّ جميع المُصابون تلقُوا الإسعافات الأولية والرعاية الطبية اللازمة داخل قاعدة الأمم المتحدة وتستمر متابعة حالتهم الصحية بدقةٍ متناهية.
صورة لرئيس الاتحاد الافريقي محمود علي يوسف
إداناتٌ إقليمية ودولية واسعة لاستهداف مقر البعثة الأممية بمدينة كادقلى
أبدتْ جهاتٌ إقليمية ودولية عن إدانتها بأشدّ العبارات للهجوم الذى تعرّضت له بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بمدينة كادقلى يوم السبت الموافق ١٣ ديسمبر ٢٠٢٥م.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونى غوتيريش أدانَ عبر بيانٍ صادرٍ له بتأريخ مساء السبت الهجمات المُروِّعة بالمُسيَّرات الإستراتيجية التى استهدفت مقر بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بمدينة كادقلى، وتقدّم بخالصِ التعازى لحكومة دولة بنغلاديش وعائلاتُ الضحايا، مُتمنياً عاجل الشفاء للجرحى.
ووصفَ غوتيريش الهجمات بأنها ترقى إلى جرائم الحرب بموجبِ القانون الدولى، مُذكِّراً طرفى الحرب بالتزاماتهم بحماية موظفى الأمم المتحدة والمدنيين. وقال أنّ استهداف قوات حفظُ السلام غيرَ مُبرَّرٌ ولابد من محاسبة المسؤولين عنه.
وجدّد الأمينُ العام للأمم المتحدة دعوته لطرفى الحرب إلى الإتفاق الفورى على وقفٍ دائم لإطلاق النار وعمليةٌ سياسية شاملة وجامعة.
أما الجيشُ البنغلاديشى فقد اتّهمَ فى بيانٍ له السبت مَن وصفهم بالجماعات المسلحة الانفصالية، بالمسؤوليةِ عن الهجوم.
وقال أنّ تضحيات ضحايا قوات حفظ السلام ، ستبقى رمزية مُشرقة ومُضيئة لإلتزام دولة بنغلاديش باحلال السلام العالمى.
واستمراراً لحملات الإدانات، أدانتْ مفوضيةُ الاتحاد الإفريقى على لسانِ رئيسها الجيبوتى محمود على يوسف فى بيانٍ له الأحد الموافق ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥م، الهجمات التى تمّ شنّها يوم السبت على القوات الأممية بمدينة كادقلى، ووصفها بالعمل الشنيع الذى يُشكِّلْ انتهاكاً جسيماً للقانون الإنسانى الدولى وهجوماً على الجهود المبذولة لتعزيزِ السلام والاستقرار فى السودان.
وطالبَ رئيسُ المفوضية بتحديدِ المسؤولينَ عن الهجمات على وجهِ السرعة ومُساءلتهم.
أما المملكةُ العربية السعودية، فأدانت من جانبها عبر بيانٍ لوزارة خارجيتها الهجوم ، وطالبت بالوقف الفورى للحرب والحفاظ على وحدةِ السودان وحماية المدنيين. مُؤكِّدةً استنكارها التام للهجوم على مقر بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بمدينة كادقلى، كما شدّدت على ضرورةِ حماية المدنيين وتنفيذ ما تمّ التوقيعُ عليه فى إعلانِ جدة بتأريخ ١١ مايو ٢٠٢٣م والذى نصّ على ضرورة الإلتزام بحماية المدنيين فى السودان.
أما الاتحاد الأوروبى ، فأدان الهجوم على مقر البعثةُ الأممية لحفظ السلام بمدينة كادقلى، ووصفه بالانتهاك الصارخ والواضح للقانون الدولى ومحاولةٌ لإغراق المنطقة بأسرها فى مزيدٍ من عدم الإستقرار.
مجتمع أبيى يُسلِّم قائد البعثة الأممية مذكرة شجب واستنكار
خرج مواطنوا منطقة الداير شمال أبيي اليوم الإثنين الموافق ١٥ ديسمبر ٢٠٢٥م فى مسِيرةٍ احتجاجية، وقاموا بتسليم قائد القوات الأممية لحفظ السلام مُذكرةُ شجبٍ واستنكار لقصف مقر البعثة الأممية بمدينة كادقلى بالمُسيَّرات الإستراتيجية، وأشاروا بأصابعِ الاتهام لمجموعة الإخوان المسلمين بالجيش ، مُشيرِينَ لسوابقهم فى استهداف قادةُ الإدارة الأهلية بالمُسيَّرات فى ولايات دارفور وكردفان، واستهداف القوافلُ الإنسانية والأسواقُ الآمنة.
تحالف تأسيس يُوالى قصفْ مدينتى كادقلى و الدلنج بالمدفعية الثقيلة والمُسيّرات
شنّتْ قواتُ تحالف تأسيس المكوَّنة من الحركة الشعبية شمال جناح القائد الحلو وقواتُ الدعم السريع الأحد الموافق ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥م، غاراتٍ جوية بالمُسيَّرات الإستراتيجية والمدفعية الثقيلة على مدينتى كادقلى والدلنج.
وقالت مصادرُ مرصد حرب السودان بولاية جنوب كردفان، أنّ قصفَ مدينة كادقلى استهدفَ مستشفى السلاح الطبى بالفرقة ١٤ مُشاة وأعيانَ سكنية شرقى المدينة، وقالوا أنّ القصف أحدث أضراراً بمبانى المستشفى ومنازل المواطنين ، ولم تُسجَّل حالاتُ قتلى أو إصابات وسط المدنيين.
أما فى مدينة الدلنج ، فأكدّتْ المصادرُ أنّ القصفَ استهدف مستشفى السلاح الطبى التابع للواء ٥٦ مشاة بمدينة الدلنج والتابع للفرقة ١٤ مشاة بكادقلى.
وأضافوا بأنّ القصفَ أدّى لوفاة ٩ مدنياً وإصابة ١٢ آخرين بينهم كوادر طبية عاملة بالمستشفى ومُرافقِين للمرضى بالمستشفى، كما تسبّب القصفُ فى إلحاق دمارٍ بمنازل المواطنين.
الدعم السريع يدفعُ بتعزيزاتٍ عسكرية وحركةُ نزوحٍ واسعةٌ بولايةِ جنوب كردفان
دفعتْ قواتُ الدعم السريع بتعزيزاتٍ عسكرية ضخمة نحو جبهاتُ القتال بمحور عمليات ولايتى جنوب وشمال كردفان.
وقالت مصادرُ مرصد حرب السودان بولاية غرب كردفان أنّ قوات ضخمة تابعة للدعم السريع بينها مُرتزقة جنوبيين وصلوا إلى مناطق سيطرة الدعم السريع بمدن ( أبوزبد والدبيبات).
وقالوا أنّ القوات مُزوَّدةٌ بأحدث أنواع الأسلحة سيِّما منظومات التشويش الجوِّى والمُسيَّرات الإستراتيجية.
وقالت المصادر أنّ هذه القوات تمّ الدفعُ بها لاسناد ودعم قوات الحركة الشعبية شمال جناح القائد الحلو ولتشديدِ الخناق على مدينة الدلنج والفرقة العاشرة مُشاة بمدينة أبوجبيهة بالجبال الشرقية.
وفى سياقٍ آخر، أكدّتْ المنظمة الدولية للهجرة احدى وكالات الأمم المتحدة عبر مصفوفتها لتتبُّعِ حركة النزوح، نزوح وفرار ١٦٣٠ مدنياً من ولاية جنوب كردفان ، منهم ٢٦٥ مدنياً من مدينة كادقلى حاضرةُ الولاية و ٤٥٥ مدنياً من مدينة الدلنج و ٨٢٥ مدنياً من مدينة قدير و ٨٥ مدنياً من منطقة الكويك.
وقالت المنظمةُ أنّ النازحين نزحوا إلى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان وولايتى النيل الأبيض والخرطوم.
وقال أحد مصادر مرصد حرب السودان، أنّ المواطنينَ اضطروا للنزوح من مدينة كادقلى المُحاصرة من قِبل قوات تحالف تأسيس بعد الإرتفاع غير المسبوق لأسعارِ ضروريات الحياة بعد توقُف تدفُق السلع الغذائية إلى المدينة نتيجةً لسيطرةِ قوات تحالف تأسيس على الطرقِ الرئيسية المُؤديةُ إلى المدينة، أهمها طريقُ سوقِ النعام المُحادِد لدولةِ جنوب السودان، بالإضافةِ للطرقِ التى تربطُ المدينة بولاية شمال كردفان وشرق السودان.
قلق من تكرار فظائع الفاشر
أعرب مستر فولكر تورك المفوض السامى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، عن قلقه من تكرار الفظائع التى أُرْتُكِبتْ بمدينة الفاشر فى كردفان . وقال فى مؤتمرٍ صحفى يوم الأربعاء الموافق العاشر من ديسمبر ٢٠٢٥م تزامُناً مع ذكرى الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان، أنّ المواجهات تتصاعدُ فى السودان ولا يُتوقعُ نجاةَ أىِّ مدنى من هذا العنف الفظيع.
الإداراتُ الأهلية تُلوِّح بتسليم مدينتى كادقلى والدلنج للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال
عقدت الإداراتُ الأهلية بإقليم جنوب كردفان / جبالُ النوبة صبيحة اليوم الإثنين الموافق ١٥ ديسمبر ٢٠٢٥م اجتماعاً طارئاً مع قيادات الفرقة ١٤ مشاة بكادقلى وحامية الدلنج مقر اللواء ٥٦، وسلّمتهم مُذكرّةً شديدةُ اللهجة مُوجّهة لرئيس المجلس الانتقالى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان مع امهاله مدة خمس أيام للردِّ على المُذكِّرة.
وقال أحدُ المكُوك لمرصد حرب السودان ، أنّ أبرز ماورد فيها (( إذا كان الجيشُ غير قادرٍ على حماية مدينتى كادقلى والدلنج، فاليسمح للقوات بتسليم المدن ( تسليم مفتاح ) للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قيادة القائد الحلو )) لأنّ الوضع الأمنى بهذه المدن بلغَ مرحلةٍ حرجة غير مسبوقة.
وفى ذاتِ السِّياق، دعى مجلسُ عمومِ النوبة فى بيانٍ صدرَ بتأريخ الأحد الموافق ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥م عن العمدة الشريف حسين كافى، الأمينُ العام للمجلس، دعى مواطنى النوبة كباراً وصغاراً ، نساءً وأطفالاً، إلى مغادرةِ مناطق التوتر والنزاع المسلح والتّوجه إلى المناطقِ الأكثر أماناً، بما فى ذلك المناطق الواقعةُ خارج نطاق العمليات العسكرية ومنها مناطقُ الحركة الشعبية لتحريرِ السودان / شمال.
وحذّرَ المجلسُ من مخاطرِ استخدام وجود المدنيين داخل المدن لأغراضٍ عسكرية.
وأكدّ المجلسُ أنّ أيةَ انتهاكاتٍ تطالُ السكان أو إستغلالٍ لمُعاناتهم لأغراضٍ سياسية أو إعلامية، تقعُ مسؤوليتها القانونية والأخلاقية على القوات المسلحة وفقاً للقانون الدولى الإنسانى وقواعد حماية المدنيين.
وأكدّ المجلسُ أنّ النوبة لن يكونوا وقوداً للحرب ولا أدواتٍ فى صراعٍ عسكرى أو سياسى، وأنّ حقهم فى الحياةَ والأمان فوقَ كلِّ الإعتبارات.














