الدعم السريع يُسيطر على مواقع جديدة بغرب كردفان
مقتل ١٣ مواطناً بقرية دفيس و٤ من أفراد الدعم السريع
الدعم السريع يُسيطر على مواقع جديدة بغرب كردفان
مرصد حرب السودان : غرب كردفان
واصلت قوات الدعم السريع بقطاع محليات شمال ولاية غرب كردفان سلسلة هجماتها على القرى الآمنة ببعض محليات شمال الولاية الخالية من أىِّ وجود للحاميات العسكرية للجيش أو مظاهر للقوات النظامية الأخرى، حيثُ قامت يوم الخميس الماضى الموافق ١٩ أكتوبر ٢٠٢٤م بالهجوم على سوق قرية أم دِفيس التابعة لمحلية أبوزبد والواقعة شمال مدينة أبوزبد بقيادة ( صِليب الديك).
وقامت القوات بإطلاق النار بصورةٍ عشوائية على جمهرةِ السوق مما أدى لمقتل ١٣ مواطناً، ٩ منهم من قرية أم دفيس، و٢ من قرية الرقيبة المجاورة لقرية أم دفيس و٢ من قرية أبوقلب، وقامت القوة المُهاجمة بنهب المحلات التجارية والوقود بالسوق.
وتحصّل ( مرصد حرب السودان) على أسماء ٥ من قتلى قرية أم دفيس وهم :
١/ موسى حمد.
٢/ أحمد لازم.
٣/ محمد الهادى.
٤/ أحمد سلام الشهير ب( حمادة).
٥/ حامد محمد شرف الدين الشهير ب( كرنقو).
وذكر مواطنٌ يُدعى أحمد العالم من قرية أبوقلب ل ’’ مرصد حرب السودان‘‘ أن فزعاً من أهالى قرية دفيس هبّوا لنجدة أهلهم بعد سماعهم أصوات الأعيرة النارية المنطلقة من فوهات بنادق أسلحة قوات الدعم السريع المُهاجمة، والتى كانت تتسلح بالدوشكات المربوطة على سيارات دفعهم الرباعية والتى بلغ عددها نحو ٨ سيارة بالإضافة إلى سلاح الجيم٣.
صورة لقائد قوات الدعم السريع
وقال احمد أن الفزع استطاع اجبار بقية القوة المهاجمة على مغادرة السوق بعد أن قتلت ٤ أفراداً منهم، وأضاف العالم أن الفزع الأهلى أقام ارتكازات داخل السوق وحول القرية، وذلك للتصدى لقوات الدعم السريع حال أقدمت على إعادة الهجوم مجدداً على القرية.
وعلى صعيدٍ آخر حذّر شيخ قرية أبوقلب فى حديثه لسكان قريته قوات الدعم السريع من مَغبّة مهاجمة القرى الآمنة والتى يعيشُ سكانها فى سلامٍ، ولا علاقة لهم بالحرب الدائرة ولا يدعمون أحد طرفيها.
وقال موجهاً حديثه لقادة قوات الدعم السريع أنّ مواطنى القرى التى تمّت مُهاجمتها مزارعون ومن صِغار التجار الذين لايعرفون غير السِّلم ومشهودٌ لهم بالكرم والشهامة) واستدرك قائلاً ’’ أنّ سكان القرية قادرون على الدفاع عن قراهم وممتلكاتهم إذا استدعى الأمر لذلك‘‘.
الدعم السريع يُسيطر على ادارية فوجا بمحلية النهود
وفى سياق متصلٍ لهجماتها المستمرة على القرى المستقرة، تمكنت قوات الدعم السريع بقيادة اللواء حامد عبدالغنى قائد قوات الدعم السريع بقطاع محليات شمال ولاية غرب كردفان يوم الثلاثاء الماضى الموافق ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤م من دخول إدارية فوجا التى تُعدُّ واحدةً من أكبر إداريات محلية النهود، وذلك دون مقاومةٍ او مواجهةٍ عسكرية لجهة خُلو الإدارية من أية مظاهر عسكرية حيثُ لا تُوجد بها حامية عسكرية للجيش او نشاط للمستنفرين أو قوات الاحتياطى لعموم قبائل دار حمر.
وقال الأستاذ مُصلح حامد أحد نُشطاء المجتمع المدنى بمحلية أبوزبد ل ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ أن دوافع قوات الدعم السريع من دخول إدارية فوجا ذات أبعادٍ سياسية واقتصادية لأن الإدارية تحتضن أكبر مناجم الذهب بولاية غرب كردفان، فضلاً عن كونها تُعتبر من أكبر مناطق الإنتاج الزراعي للمحاصيل النقدية والبستانية، علاوةً على غنيِّها بثروتها الحيوانية الضخمة.
وأضاف مُصلح أن إدارية فوجا تتمتّع بموقعٍ استراتيجى يربطها مع ولايات دارفور من الناحية الغربية وديار الكبابيش من الناحية الشمالية، وإدارية عيال بخيت التابعة لمحلية الخوى من الناحية الشرقية.
وقال أن السيطرة على إدارية فوجا تُمكِّن قوات الدعم السريع من السيطرة على الطريق الذى يربطُ مناطق دار حَمر بحمرة الشيخ، وحتى منطقة المثلث قُرب مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان.
كما يُمكِّن الدعم السريع من التحكُّم فى الطريق الدائري ( الخُوى _ عيال بخيت _ فوجا ) مما يعنى عملياً السيطرة على طريق ( النهود _ المزروب _ الدبة) وبالتالى السيطرة على أهم الطرق التجارية بغرب البلاد، سيما وأن هذا الطريق يُعتبر احدى الطرق البرية التى اقترحتها حكومة السودان للمجتمع الدولى، والمنظمات الدولية لنقل المساعدات الإنسانية، والاغاثاث لنازحى الحرب والمجتمعات المستضيفة لهم بولاية غرب كردفان.
وذكر مُصلح أن سيطرة الدعم السريع على إدارية فوجا يعنى إيقاف جميع صادرات المنطقة إلى بورتسودان ومنها إلى جمهورية مصر العربية.
من جهةٍ أخرى قال احد أعضاء لجان المقاومة حبّذ عدم ذكر اسمه ل ’’ مرصد حرب السودان‘‘ أن أعداداً من شباب وسكان إدارية فوجا، وأرمل والهَور أعلنوا انضمامهم لصفوف الدعم السريع استنكاراً، وكردّ فعلٍ لعدم قيام قوات الجيش بحامية النهود العسكرية مقر اللواء ١٨ التابع للفرقة الخامسة مشاة الشهيرة بالهجانة بالأبيض وقوات الاحتياطى بالدفاع عنهم.
واستنكر عضو لجان المقاومة هذا المسلك والتوجه، وقال أن انضمام شباب ومواطنى القرية للدعم السريع سيأتى بالوَبال على المنطقة والقرى التى حولها ، وأن المنطقة ستكون هدفاً لطيران الجيش العسكرى.
وقال عضو لجان المقاومة أن إدارية فوجا ظلت معزولةً عن محلية النهود وعن عموم ولاية غرب كردفان منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع فى البلاد، ولم تحظى بأى دعم مالى او عينى من حكومة الولاية، وتأريخياً كان نصيبها التهميش، ولعلّ الأخير يُبرِّر الانضمام الكبير لشباب وسكان المنطقة لصفوف الدعم السريع.
مُتحرِّك جديد للدعم السريع من المجلد إلى مناطق العمليات بالجزيرة
استجابةً للنداء الذى أطلقه الفريق محمد حمدان دقلوا مؤخراً والذى أعلن فيها إيقاف التفاوض مع الجيش، وإعادة وفده المفاوض وإطلاق العمل بالخطة (ب) مطالباً جنود الدعم السريع بالتبليغ فوراً إلى الوحدات والمعسكرات التابعة لقوات الدعم السريع، سيّرت مدينة المجلد الحاضرة المعتمدة لدى قوات الدعم السريع بغرب كردفان يوم الأربعاء الموافق ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤م مُتحرِّكٌ عسكرى قِوامه أكثر من مليون فرد بقيادة العقيد هاشم ديدان جابر أُطْلِقَ عليه متحرك ( تلبية نداء القائد).
وأظهر فيديو نشرته قوات الدعم السريع للمُتحرك فى ذات يوم تحركه من مدينة المجلد أنه متحرك ضخم ، وتبدوا ضخامته من خلال عدد أفراد الدعم السريع على متن عربات الدفارات الكبيرة وعربات الدفع الرباعى الصغيرة ،كما أظهر الفيديو طبيعة وتضاريس الأرض، والتى تُوضِّح حركتها فى ظل وعورة الطرق بعامل فصل الخريف وأن القوة تسلِك طريق ( المجلد _ منيقو _ الفولة) والذى يمر بمناطق سيطرة الدعم السريع بالمحليات الجنوبية لولاية غرب كردفان مما يوفر خط السير الآمن للمتحرك حتى تخوم الدبيبات بمحلية القوز بولاية جنوب كردفان.
وأظهر الفيديو أفراد الدعم السريع وهم يُردِّدون اسم كيكل كثيراً وبعضهم يقول يا ( كيكل أرجى الراجيك، وأبوعاقلة كيكل هو أحد قادة الدعم السريع بولاية الجزيرة بوسط السودان، انضم لقوات الدعم السريع فى أغسطس ٢٠٢٣م وقاد قوات الدعم السريع للسيطرة على ولاية الجزيرة فى ديسمبر ٢٠٢٣م.
وهو قائد قوات درع السودان التى تكونت مطلع العام ٢٠٢٢م بمناطق شرق ولاية الجزيرة و يُقدّر عدد أفرادها بنحو ٣٧ ألف مُقاتل.
ويستهدف متحرك ( تلبية القائد) كيلك بسبب إعلان انسلاخه من قوات الدعم السريع وانضمامه للجيش بتأريخ ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤م مما عدّه الدعم السريع خيانةً عظمى له.
إنّ سيطرة قوات الدعم السريع على الطرق التجارية بغرب كردفان يأتى فى سياق تنفيذ القرارات التى اتخذتها سلطات الدعم السريع بإقليم دارفور مؤخراً فى الثامن من أكتوبر ٢٠٢٤م والتى قضت بعدم السماح بعبور السلع والمعادن والماشية إلى مناطق سيطرة الجيش لذلك عمدت قوات الدعم السريع بقطاع غرب كردفان على السيطرة على الطرق التجارية بالولاية.
وربما تشهد الأيام القادمة مع نهاية فصل الخريف المزيد من النشاط العسكرى للدعم السريع للسيطرة على الطرق والمعابر التجارية الأخرى بالولاية الغنية بمواردها الاقتصادية المتنوعة.