اللجنة الأمنية بكادوقلي توقف الإغاثة وتهدد المسئولين الإنسانيين
والإستخبارات العسكرية تعد قوائم للمنتفعين وتتورط في تسرب الإغاثة إلى السوق
اللجنة الأمنية بكادوقلي بقيادة والي جنوب كردفان و مفوضية العون الإنساني توقف الإغاثة الأممية وتهدد المسئولين الإنسانيين المحليين بالطرد من الولاية والإعتقال في حال لم توزع الإغاثة لمنسوبي الجيش والمستنفرين
والإستخبارات العسكرية تعد قوائم للمنتفعين وتتورط في تسرب الإغاثة إلى السوق ضبط منها حوال ٢٠٠ جوال دقيق زنة ٥٠ كجم
سودان وور مونيتور
أوقفت اللجنة الأمنية ومفوضية العون الإنساني بمدينة كادوقلي حاضرة جنوب كردفان عملية توزيع الإغاثة كما هددت بإبعاد منظمة شباب بلا حدود التي تتولى عملية توزيع المعونات الإنسانية وذلك بعد إكتمال نقلها من جنوب السودان عبر مطار كادوقلي، حيث ظلت عدد من وكالات الغوث الدولية على رأسها برنامج الأغذية العالمي في نقل الإغاثة منذ نهاية أكتوبر الماضي إلى مناطق سيطرة الجيش بكادوقلي ومنطقة كاودا التي تسيطر عليها الحركة الشعبية شمال بقيادة الجنرال عبدالعزيز آدم الحلو.
وأفادت مصادرمطلعة لـ (سودان وور مونيتور) أن الإستخبارات العسكرية بكادوقلي كانت قد أعدت قوائم للمستهدفين وحاولت فرضها على منظمة شباب بلا حدود التي تتولى عملية توزيع الإغاثة، فيما رفضت المنظمة المعنية قوائم الاستخبارات لجهة أن القوائم التي قدمها قائد استخبارات الفرقة (١٤) بكادوقلي العقيد موسى تتضمن فقط منسوبي الجيش والمستنفرين ومجموعات المقاومة الشعبية والدفاع الشعبي وغيرهم من الجهات الأمنية ذات الصلة، كما إعتمدت سجلاتها التي أعدتها عبر عمليات مسح ميداني لتحديد المحتاجين في وقت سابق، الامر الذي ترفضه الجهات الأمنية و مفوضية العون الإنساني بالولاية.
وذكرت مصادر محلية من كادوقلي إن السلطات الحكومية قد قامت بإخلاء النازحين من المدارس الثانوية خلال أيام الخميس والجمعة والسبت من الأسبوع المنصرم، حيث يبلغ عدد النازحين بتلك المدارس حوالي ٣٤٧ أسرة والذين تم حصرهم من قبل لجان طوارئ مدينة كادوقلي في كل من مدرسة كادوقلي الثانوية بنات ومدرسة الزيتون ومدرسة القصر الثانوية بنين، حيث تم إخلاءهم بالقوة وهم يتواجدون الآن بالعراء، مع منع تقديم أي مساعدات لهم من غرف الطوارئ.
وفي الأثناء تم وقف المساعدات الإنسانية التي تم إيصالها إلى كادوقلي خلال الأسابيع الماضية من قبل وكالات الأمم المتحدة وتتولى منظمة شباب بلا حدود المحلية عملية توزيعها على المحتاجين وفق تقديرات المنظمة ولجان الطوارئ بالمدينة. حيث تشترط الحكومة المحلية توزيع المساعدات للنازحين بإخراجهم من المدارس وتجميعهم في حي كلبا بموقع الهجرة الدولية دون توفير أدنى مقومات للإيواء بتلك المنطقة. وفي الأثناء تم إخطار النازحين المتواجدين بالمدارس الابتدائية بإخلاء كل المدارس أو إخراجهم بالقوة هذا الأسبوع كما حدث في إخلاء المدارس الثانوية من قبل السلطات الأمنية والإدارة التنفيذية لمحلية كادوقلي.
وحسب مصادر سودان وور مونيتور، فإن اللجنة الأمنية بقيادة والي جنوب كردفان السيد إبراهيم عبدالكريم وقائد إستخبارات الفرقة (١٤) العقيد موسى وممثل جهاز المخابرات العامة وكذلك مفوض العون الإنساني السيد عبدالله عبدالقادر أبوكندي والناطق الرسمي باسم الحكومة السيد فاطمة قمر وأبوالبشر عبدالقادر قائد المستنفرين و القيادي المعروف بالمؤتمر الوطني القيادي السابق بالدفاع السيد الهادي أندو قد إعترضوا عملية توزيع الإغاثة، كما تحفظت الإستخبارات العسكرية على السيد مصطفى سعيد مدير منظمة شباب بلا حدود وطالبتهم بمغادرة الولاية فورا، وتهديد أعضاء آخرين بالمنظمة بالإعتقال حال الفراغ من عمليات توزيع الإغاثة اذا ما أصروا على موقفهم الرافض لقوائم المستفيدين التي أعدتها المخابرات العسكرية، فيما ظلت اللجنة الأمنية ومفوضية العون الإنساني تعمل على عزل منظمة شباب بلا حدود من حضور الاجتماعات الخاصة بتوزيع الإغاثة طوال الفترة الماضية.
وقد أفادت تقارير سابقة أن الإستخبارات العسكرية بكادوقلي قد تورطت في تسريب كميات كبيرة من الإغاثة في سوق المدينة تم التأكد على ٢٠٠ جوال دقيق منها زنة ٥٠كجم، فيما حاولت جهات إعلامية موالية للجيش الترويج على أن الكميات المسربة من الإغاثة تم تسريبها من مخازن تديرها منظمة شباب بلا حدود، الأمر الذي تنفيه المنظمة لجهة أن المخابرات العسكرية هي التي تتولى حراسة مخازن الإغاثة بالمدينة وبالتالي هي المسؤولة عن أي حماية وحفظ مستودعات الإغاثة ومحتوياتها وكل ما يحدث لها.