الدعم السريع يُواصل عملياته العسكرية بولاية شمال كردفان
مقتل وجرح ٢٣ مواطناً فى هجوم الدعم السريع على قرية الدموكية
الدعم السريع يُواصل عملياته العسكرية بولاية شمال كردفان
مرصد حرب السودان : ولاية شمال كردفان
بالرغم من انحسار العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع حول محيط الفرقة الخامسة مُشاة الشهيرة بالهجانة ومقرها مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان طيلة فصل الخريف والذى حدّ من حركة قوات الدعم بسبب وعورة الطرق، خاصةً وأن الدعم السريع يعتمد فى خططه العسكرية على سرعة الاقتحام وبكثافة كبيرة من القوات التى تستغل عربات الدفع الرباعى.
فظلت جبهات القتال حول الفرقة الخامسة هادئة نسبياً مما مكّن الجيش من تعزيز قدراته العسكرية ورفع كفاءة قواته المقاتلة، وتوفير المؤن الغذائية والامداد العسكرى واستقطاب عدد كبير من المستنفرين وتدريبهم على فنون القتال واستخدام مختلف الأسلحة الثقيلة.
وفى تطورٍ لافت للأحداث، شنّت قوات الدعم السريع أواخر شهر سبتمبر ٢٠٢٤م الماضى وبتأريخ ٥ أكتوبر ٢٠٢٤م هجمات عسكرية استهدفت أحياء شمال مدينة الأبيض بهدف الاستيلاء على البوكلن الذى يقوم بتتريس أحياء شمال المدينة بالحواجز والسواتر الترابية فى إطار خطة أمنية أقرتها اللجنة الأمنية لحكومة شمال كردفان لمنع توغل الدعم السريع، حال قيامها بمهاجمة المدينة من تلك الناحية.
وتصّدت قوات الجيش للقوة المهاجمة فى معركةٍ استمرت لنحو ساعتين أدت لدحر القوة المهاجمة، وأسفرت المواجهات بين الطرفين عن قتل ١٢ فرد من أفراد قوات الدعم السريع وجرح ٧ آخرين وتدمير عدد ٢ عربة قتالية للدعم السريع، فيما قُتِلَ ٢ فرد من أفراد الجيش وفرد واحد من المُستنفرِين، بينما قُتِلتْ مواطنة واحدة بعد اصابتها بطلقٍ طائش أثناء تبادُل اطلاق النار بين الطرفين.
وبعد انجلاء المعارك بين الطرفين عاد البوكلن لتتريس جميع أنحاء أحياء مدينة الأبيض بالحواجز والخنادق الترابية.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع للسيطرة على الفرقة الخامسة مشاة الشهيرة بالهجانة فى أبريل ٢٠٢٣م، استطاع جيش الهجانة رِفقة القوات النظامية الأخر من صد عدة هجماتٍ شرسة على محيط الفرقة، فلجأ الدعم السريع الى حِيلة فرض حصارٍ محكم على مدينة الأبيض من اتجاهاتها الأربع، شرقاً من جبل كردفان وغرباً من الوحدة ١٣ او (ما يُعرف بمعسكر ال١٣) وجنوباً من منطقة المثلث وشمالاً بعد مصفاة تكرار البترول.
كما تفرض قوات الدعم السريع حصاراً اقتصادياً محكماً على المدينة من خلال مصادرة ومنع القوافل التجارية والبضائع من دخول المدينة مما تسبب فى ارتفاع أسعار ضروريات الحياة وزيادة معاناة مواطنى المدينة.
شرطة شمال كردفان تقول بضبطها خلية للدعم السريع والأخير ينفى
زعمتْ شرطة ولاية شمال كردفان أنها وبتأريخ الأربعاء ٩ أكتوبر ٢٠٢٤م تمكّنت من ضبط خلية نائمة تابعة للدعم السريع بمنزل شقيقة الرائد عبدالمنعم شيريا باحدى أحياء مدينة الأبيض وبحوزتها عددٌ من الأوراق الثبوتية والجوازات.
وأوضح اللواء شرطة دكتور عبدالله عبدالرحمن مدير شرطة ولاية شمال كردفان ومقرر لجنة أمن الولاية فى تصريحاتٍ صحفية ،أن الأجهزة الأمنية استطاعت ضبط الخلية النائمة وفى عضويتها عدد من الأفراد بحوزتهم أوراق مِلكية لعددٍ من المركبات والمستندات الرسمية والجوازات ومضبوطاتٍ أخرى، وقال أن الشرطة ترصد تحركات الخلايا النائمة للعدو والتى تُحاول التسلل لمدينة الأبيض.
من جهتها فنّدت قوات الدعم السريع على لسان أحد قادة قطاعها بشمال كردفان مزاعم الشرطة وطالبها بالكف عن استهداف المواطنين الأبرياء على أساس قبلى ومناطقى مُحذراً من مغبة وتداعيات ذلك، وقال أن شقيقة الشهيد عبدالمنعم شيريا مواطنة أصيلة بمدينة الأبيض ولاعلاقة لها والشباب الذين تمّ اعتقالهم بالدعم السريع، وطالبهم بإطلاق سراحهم فوراً.
التفاف مواطنى الأبيض حول الجيش
استنكاراً لسلوكيات بعض افراد الدعم السريع سيما المنحدرين من قبيلة الحوازمة الناقمة على مقتل ابنها عبدالمنعم توتو الشهير بشيريا فى الثامن من مايو ٢٠٢٤م الماضى والتى تُحرِّكها عصبية الثأر وتقوم بمهاجمة المدينة فى عمليات عسكرية انتحارية وقصف المدينة بصورة عشوائية أدى لأكثر من مرة لوقوع ضحايا وسط المدنيين فضلاً عن حالة الحصار الاقتصادى الى تعيشها مدينة الأبيض منذ مطلع العام ٢٠٢٤م .
لهذا السبب انتظم عددٌ كبير من مواطنى مدينة الأبيض فى صفوف المقاومة الشعبية ولجان الإسناد للجيش مما دفعت الأستاذ عبدالخالق عبداللطيف والى ولاية شمال كردفان لاستصدار قرار أواخر شهر سبتمبر ٢٠٢٤م الماضى بتعيين رؤساء لجان الاستنفار والمقاومة الشعبية لمحليات ( شيكان وأم روابة والرهد أبودكنة وغرب بارا) على النحو التالى:
_اللواء ركن معاش / دكتور عامر محمد الحسن رئيساً للجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بمحلية شيكان.
_ اللواء ركن معاش / الهادئ عبدالله النور رئيساً للجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بمحلية أم روابة.
_ اللواء ركن معاش/ عبدالمحسن حسين عيسى رئيساً للجنة الاستنفار والمقاومة بمحلية الرهد أبودكنة.
_ عميد شرطة معاش/ محمد بشير مضوى رئيساً للجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بمحلية غرب بارا.
وأوضح ناشطٌ مدنى من مدينة الأبيض تحفّظ على ذكر اسمه ل ’’ مرصد حرب السودان ‘‘ أن تعيين رؤساء لجان الاستنفار والمقاومة الشعبية بمحليات الولاية جاءت استجابةً للتدافع العفوى من قطاعٍ عريض من مواطنى الولاية الذين اكتووا بجحيم الهجمات المستمرة من قوات الدعم السريع الذين ينتوون السيطرة على مدينة الأبيض واجبار المواطنين على هجرها وتشريدهم ثم نهبها وسلبها.
الدعم السريع يُهاجم قرية الدموكية بمنطقة خورطقت
بتأريخ الثلاثاء الماضى الموافق ٨ أكتوبر ٢٠٢٤م ، هاجمت قوات الدعم السريع بقطاع شمال كردفان قرية الدموكية بمنطقة خورطقت الواقعة على بُعد ٣٠ كيلومتراً شرقى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان وأطلقت النار على مواطنى القرية المجردين من السلاح مما أدى لقتل ٢٠ مواطناً وجرح عدد ٣ آخرين تم نقلهم إلى مستشفى مدينة الأبيض لتلقى العلاج.
وتحصّل ( مرصد حرب السودان ) أسماء القتلى العشرين وهم :
١/ عبدالرحيم الضى سليمان، ويبلغ من العمر ٧٨ عاماً.
٢/سعيد حسن محمد.ويبلغ من العمر ٧٢ عاماً.
٣/ أحمد الضى اسماعيل ويبلغ من العمر ٦٠ عاماً.
٤/ على حسن حسب الله .ويبلغ من العمر ٦٠ عاماً.
٥/ آدم على بريمة.ويبلغ من العمر ٤٧ عاماً.
٦/ طارق عبدالله الرضى.ويبلغ من العمر ٤٢ عاماً.
٧/ أحمد عمرين. ويبلغ من العمر ٣٢ عاماً.
٨/ محمد موسى محمد. ويبلغ من العمر ٣١ عاماً.
٩/ عبدالعال ماكن . ويبلغ من العمر ٢٩ عاماً.
١٠/ ابراهيم فضل. ويبلغ من العمر ٣٠ عاماً.
١١/ بهج الدين الضى . ويبلغ من العمر ٢٤ عاماً.
١٢/ حسين إبراهيم حسين. ويبلغ من العمر ٢٢ عاماً.
١٣/ محمد ماكن .ويبلغ من العمر ١٨ عاماً.
١٤/ السمانى سليمان.ويبلغ من العمر ١٧ عاماً.
١٥/ الزبير أحمد مهدى. ويبلغ من العمر ٣٥ عاماً.
١٦/ محمد أبوالقاسم محمد. ويبلغ من العمر ١٩ عاماً.
١٧/ أبوبكر ضوينا.ويبلغ من العمر ٢٤ عاماً.
١٨/ عبدالعظيم نسيب على إسماعيل. ويبلغ من العمر ٣٥ عاماً.
١٩/ بخيت حميد آدم أبكر.ويبلغ من العمر ١٧ عاماً.
٢٠/ عبدالرازق على .ويبلغ من العمر ٢٠ عاماً.
وكشف مواطنون من القرية ل ’’ مرصد حرب السودان‘‘ أن دوافع الدعم السريع من الهجوم على القرية وارتكاب المجزرة البشعة هو افراغ القرية من سكانها بهدف سلبها ونهبها واتخاذها ارتكازاً لمهاجمة الأبيض، بيدَ أنهم أكدوا أن مواطنى القرية مُصممون على البقاء فى قريتهم مهد آبائهم وأجدادهم وسيدافعون عن بقائهم حتى الرمق الأخير، مؤكدين أن مواطنى القرية لاعلاقة لهم بطرفى الحرب وأن القرية تخلو من المظاهر العسكرية وليس بها حامية عسكرية تتبع للجيش.