المجتمع الدولي يطالب باتخاذ إجراءات بشأن الأزمة السودانية المتصاعدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة
ويعاني ما يقرب من 5 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد
المجتمع الدولي يطالب باتخاذ إجراءات بشأن الأزمة السودانية المتصاعدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة
مرصد حرب السودان : متابعات
قال بيان الامم المتحدة الصادر في الخامس والعشرين من سبتمبر 2024، في نيويورك، مع دخول الأزمة الإنسانية الكارثية في السودان شهرها الثامن عشر، دعي الدول الأعضاء إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وزيادة التمويل الإنساني، وإنهاء القتال، مرة واحدة وإلى الأبد.
وقد اشار البيان الي ان الأعمال العدائية المتواصلة في السودان جلبت البؤس لملايين المدنيين، مما أدى إلى أزمة النزوح الأسرع نمواً في العالم.
لقد فر أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم منذ أبريل 2023، نصفهم من الأطفال، بما في ذلك أكثر من مليوني شخص يبحثون عن الأمان في البلدان المجاورة.
بينما يشهد السودان الآن أيضاً أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يواجه أكثر من نصف سكان البلاد، ما يقرب من 26 مليون شخص مستويات عالية من الجوع الحاد.
اكد بيان الامم المتحدة بشأن السودان حدوث مجاعة في معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، مع تعرض العديد من المناطق الأخرى للخطر، ويعاني ما يقرب من 5 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد.
واشار البيان ايضا الي تدمير الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، كما أن الكوليرا والأمراض الأخرى آخذة في الارتفاع، والأطفال خارج المدرسة للسنة الثانية على التوالي.
انتشار العنف القائم علي النوع
و تعد حالة الطوارئ واحدة من أسوأ أزمات الحماية في التاريخ الحديث، مع استمرار المستويات المثيرة للقلق من العنف الجنسي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي في ترويع المدنيين، وخاصة النساء والفتيات.
ومع استمرار الأعمال العدائية، أصبح العمل الإنساني لدعم ملايين الأشخاص في السودان والمنطقة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
داخل السودان، لا يزال نقص التمويل وانعدام الأمن، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية يعيق الجهود المبذولة لتوسيع نطاق جهود الاستجابة.
واضاف استمرت البلدان المجاورة، على الرغم من معاناتها بالفعل مع نقص التمويل المزمن والأعداد الكبيرة من النازحين قبل الصراع في السودان، في الترحيب باللاجئين السودانيين.
هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لمساعدة الحكومات المضيفة على توفير الحماية الأساسية والمساعدة الحيوية المنقذة للحياة للوافدين الجدد.
واشترك في استضافة الاجتماع الوزاري في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى جانب المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي.
وتم تحديد الخسائر البشرية المدمرة إذا فشل المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية لوقف الأزمة الإنسانية، ووقف القتال في السودان.
خطة الاحتياجات الانسانية
وتسعى خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان لعام 2024 إلى الحصول على 2.7 مليار دولار أمريكي لمساعدة 14.7 مليون شخص حتى نهاية هذا العام، وهي تحصل حاليا على أقل من النصف من التمويل، بنسبة 49 في المائة.
تتطلب خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين في السودان هذا العام 1.5 مليار دولار لدعم 3.3 مليون لاجئ وعائد، والمجتمعات المضيفة في سبع دول مجاورة للسودان، وهي حاليا ممولة بنسبة 25 في المائة فقط.
وقالت القائم بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا ’’ لقد عانى الناس في السودان 17 شهراً من الجحيم، والمعاناة مستمرة في التزايد‘‘.
فقد قُتل آلاف المدنيين، وتشردت مجتمعات بأكملها وحُرمت من الغذاء، وتشتتت الأسر، وأصيب الأطفال بالصدمة، واغتصبت النساء وتعرضن للإيذاء.
قال البيان إن التحرك الدولي الحاسم أمر ملح، ’’ نحن بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاج إليها، من خلال جميع الطرق الضرورية، وزيادة التمويل للاستجابة، والتزامات صارمة بحماية المدنيين، والأهم من ذلك كله، خطوات حقيقية وشاملة لإنهاء هذه الحرب المدمرة ‘‘.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي ’’ لقد أدت هذه الحرب الوحشية إلى نزوح ملايين الأشخاص، وأجبرتهم على ترك منازلهم، ومدارسهم ووظائفهم بحثاً عن الأمان ‘‘.
وتستضيف البلدان المجاورة للسودان بسخاء عدداً متزايداً من اللاجئين، ولكنها لا تستطيع تحمل هذه المسؤولية بمفردها، و يحتاج الناس الآن إلى المساعدات الإنسانية، والدعم لإعادة بناء حياتهم، هناك حاجة ملحة لجهود سلام هادفة حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم في نهاية المطاف، واستقرار المنطقة برمتها على المحك.
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ’’ إن المملكة العربية السعودية لم تدخر جهداً في دعم الشعب السوداني منذ بداية الأزمة، ويشمل ذلك مساهمتنا في إنشاء مركز إنساني لبرنامج الغذاء العالمي في جدة، يكون بمثابة مركز لتخزين، وإرسال المساعدات إلى السودان والدول المجاورة المتضررة من الأزمة‘‘.
اضاف بن فرحان من المهم للغاية استعادة العمليات الإنسانية، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة، وضمان سلامة الممرات الإنسانية لتوصيل المساعدات الأساسية.
الحكومة المصرية ملتوزمة بانهاء الصراع في السودان
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ’’ إن الحكومة المصرية ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان، وضمان المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، و العمل الجماعي للحفاظ على سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه أمر لا بد منه‘‘.
في ذات السياق، قالت السفيرة والممثل الدائم للولايات المتحدة الأمريكية، السيدة ليندا توماس جرينفيلد ’’ لقد خلقت الحرب في السودان أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض، وبينما يجتمع القادة في نيويورك، فإن البلاد على وشك المجاعة لأجيال عديدة‘‘.
لقد عملت الولايات المتحدة بلا كلل مع الشركاء للتفاوض بشأن وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة عبر خطوط الصراع والحدود، والتوسط لإنهاء العنف، ويجب على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده لوقف دوامة الموت والدمار هذه، والشعب السوداني لا يستحق أقل من ذلك.
قالت مفوض الاتحاد الأفريقي للصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية، السفيرة سيسوما ميناتا ساماتي ’’ التزم الاتحاد الأفريقي بمبلغ 11 مليون دولار أمريكي في عام 2024، بما في ذلك 7 ملايين دولار من صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي، لدعم السلام والاستقرار في أفريقيا‘‘.
اضافت سيسوما، سيساعد هذا التمويل الجهود الإنسانية للسودان وجيرانه الذين يستضيفون اللاجئين، ويدعم عملية السلام في السودان، مؤكدة ادانة الاتحاد الأفريقي الصراع المستمر في السودان، ويحث على اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الأرواح والبنية التحتية.
الوضع في السودان كارثة انسانية
بينما قال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز لينارسيتش ’’ لا يمكن الآن وصف الوضع في السودان إلا بأنه كارثة إنسانية على أعلى مستوى، وترتكب جميع الأطراف فظائع، كما أكدت مؤخراً بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة‘‘.
مضيفا ان الحرب، التي أصبحت الآن في أوجها، في العام الثاني، دفعت أجزاء من شمال دارفور إلى ظروف المجاعة، مع توقع تدهور الوضع، إن الفظائع والمجاعة هي نتائج الصراع.
وكرر يانيز دعوته لجميع أطراف الصراع لاستكشاف جميع السبل الممكنة لحله، وفي الوقت نفسه احترام القانون الإنساني الدولي للمساعدة في معالجة تداعيات الحرب، وطلب من هيئة ميزانية الاتحاد الأوروبي الموافقة على تمويل إنساني إضافي للسودان والدول المجاورة له.