مقتل قائد كتيبة البرّاء بالخُوى بغرب كردفان والنهود تتأهّبُ لصّد أى هجوم من الدعم السريع
استعراضٌ وحشودٌ ضخمة بمدينة النهود يُقابله رفضٌ لذلك.
تقرير: سودان وور مونيتور
لَقِى قائد كتيبة البراء بن مالك بمحلية الخُوي بولاية غرب كردفان مصرعه يوم الأربعاء الموافق ٧ أغسطس ٢٠٢٤م الماضى على يد قوةٍ من الدعم السريع.
وقال أحد مواطنى مدينة الخوي لـ (سودان وور مونيتور) -تحفّظ على ذكر اسمه لدواعٍ تتعلق بضمان سلامته- أن قوة من قوات الدعم السريع تعقبّت حركة المُقدّم أحمد محمد أبوسيل “الوافر” قائد كتيبة البراء بن مالك بمحلية الخوى الشهير بالوافر عند عودته رفقة عدد من أفراد كتيبة البراء بن مالك من مدينة النهود وهم على متن ثلاث عربات بوكس، ونصبوا لهم كميناً على بُعد عشر كيلومتراتٍ من مدينة الخوى، وقامت قوة الدعم السريع باطلاق النار على عربة المقدم أحمد أبوسيل فأردوه قتيلاً، بينما لاذ بقية أفراد كتيبة البرّاء بالفرار تاركين عربتا البوكس التى كانوا على متنها، حيثُ لم تُقمْ قوة الدعم السريع بمطاردتهم وتعقُبهم لأنها كانت تستهدف المُقدّم “الوافر” قائد الكتيبة فقط.
وأضاف المواطن بأن سبب استهداف قوات الدعم السريع للمقدم “الوافر” يعودُ إلى قيامه بنشر قصيدة حماسية يتنبَّر فيها بشجاعته واستعداده للموت ومواجهة قوات الدعم السريع، قال فيها :
أنا الولدُ النّجيض ** الفوق الرِّجالة مُحرّق
وأنا الشيّال تقيلة ** العلى عليَّا مِحرّق
من دُون الشباب ** مِترِيزن سنين ومُحرّق
وأنا الكان شافنى الدعم ** السريع من بعيد يدّرَّق
***********
قضّاى للغروض** فوق العوج لازِّنى
ومبسُوطين يمين ** أهل الخُوى جت منِّى
وكِتْ ولدتنى أمى ** أنا قبُل ما تعجِّنى
فوق كانون جمُر ** أسبوع طلاق خاتِّنى
وأنا ود سُوس اللِّلكرم ** هى بتندِّى
وأنا ود الغشيمات ** الدِّيمة وافر زِندى
وأنا ود دار حمر ** ياهو الكلام العندى
***********
أحمد محمد أبوسيل ** وهجام ده جدي الرابع
وفي العز ود رجال ** ساكن سماي السابع
نحن أولاد كرام** مافينا زولا تابع
لي درب البخل ** نحن الكرمنا منابع
***********
ونحنا غشميات ** ونحن الله يعلم بينا
ست فرسان ** مافينا واحدا إضينة
نحنا أخوانك يابِنية ** كان بقينا جرينا
لا يدُّوكى فاتحة ** ولا تحِدِّى علينا.
وبتاريخ ( ٢١ و٢٢) من شهر يوليو 2024م الماضي دخلت قوات الدعم السريع بقيادة العقيد أسعد على أحمد قائد قطاع قوات الدعم السريع بمحليات شمال ولاية غرب كردفان محلية الخوى، وقامت بالاشتباك مع القوات المشتركة التى تتكوّن من (الجيش والشرطة الموحدة وجهاز المخابرات العامة وقوات الاحتياطى لعموم قبائل دار حمر والمُستنفرُون) مما ادّى لمقتل وجرح ٩٠ مواطناً واعتقال ٢٠ آخرون.
ولكن قوات الدعم السريع غادرت مدينة الخوى سريعاً ليقوم طيران الجيش بتأريخ مساء الاثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤م بقصفها وإلقاء أربعة براميل متفجرة مُحدثةً أضراراً جسيمة باحدى الكافتيريات التابعة لأحد تجار المدينة.
النهود تتأهب وتستعد لأىِّ هجومٍ قد يشِنّه الدعم السريع عليها
بعددٍ يفوق ١٠,٠٠٠ (عشرة ألف) مُقاتِل على ظهر الخيول والإبل علاوةً على أكثر من ٥٠٠ عربةٍ قتالية قَدِمَتْ من محليات شمال ولاية غرب كردفان الست (النهود وغبيش وودبندة والأضية وأبوزبد والخُوى) وبمشاركة القوات المشتركة (الجيش والشرطة الموحدة وجهاز الأمن والمخابرات العامة وقوات الاحتياطى لعموم قبائل دار حَمر والمُستنفرُون) وجزء من الحركات الموقِّعة على اتفاق سلام جوبا مُمثّلةٌ فى حركة جيش تحرير السودان قطاع منى أركو مناوى وحركة جيش تحرير السودان قيادة مصطفى تمبور والقيادات التنفيذية والشعبية وقيادات الإدارة الأهلية والشباب وأعيان محلية النهود يتقدّمهم الأمين العام لحكومة الولاية الأستاذ صبري يوسف جبارة والأستاذ موسى على ابراهيم المدير التنفيذى لمحلية النهود والعميد ركن المغيرة مبارك علي قائد اللواء ١٨ التابعة للفرقة الخامسة (الهجّانة)، أعلنت محلية النهود تمام جاهزيتها لصدِّ أيّ هجومٍ قد تشِنّه قوات الدعم السريع عليها سيِّما بعد قيام الدعم السريع بتوسعة سلسلة هجماته على محليات شمال ولاية غرب كردفان وسيطرته على العديد من حاميات الفرقة ٢٢ مُشاة ببابنوسة.
أعلنت الحشود مساندتها ووقوفها خلف القوات المسلحة، حيثُ طافتْ جُموعهم جميع شوارع المدينة الداخلية وهم يُردِّدون الهتافات المؤيِّدة للجيش واستعدادهم للدفاع عن الأرض والعِرض وشرف بنات الدار.
وقد خاطب الحشود الاستاذ آدم يوسف رئيس المقاومة الشعبية بمحليات القطاع الشمالى لولاية غرب كردفان مؤكداً للسيد أمين حكومة الولاية عن جاهزية أهل الدار (شيوخاً وشباباً ونساءً) للدفاع عن الدار والنفس والأموال والأعراض. فيما أكدّ حمد صافى حمد أمير المُستنفرِين وقائد قوات الاحتياطى لعموم قبائل دار حَمر جاهزية واستعداد قواته وكل القوات لتأمين مدينة النهود وقال أن النهود ستظل بخير وآمنة ومستقرة وأضاف بأنهم كأهل للدار سوف لن يبادروا بالتّعدِّى على أحد، ولكن من يعتدى عليهم سيجدهم جاهزين للموت زُرافاتٍ ووحِدانا من أجل الوطن والعِرض.
وفى شهر أبريل ٢٠٢٤م الماضى أطلق الأمير عبدالقادر منعم منصور أمير أمارة عُموم قبائل دار حمر نداءً لأبناء القبيلة بقوات الدعم السريع للانسلاخ عنها والأوبة إلى حُضن الوطن والدار، وقد استجاب لذلك النداء عدداً من أبناء الدار أبرزهم العقيد محمد عجب سالم “ أبوستة” الذي انسلخ عن الدعم السريع وانضم للجيش بقيادة اللواء ١٨ بالنهود التابع للفرقة الخامسة مُشاة “الهجّانة” أواخر شهر يوليو ٢٠٢٤م الماضى بقوةٍ قِوامُها ٣١١ فرد و١١ مركبة قتالية مزوّدةٌ بالأسلحة القتالية الثقيلة والخفيفة.
نُشطاء مدنيُّون وقيادات أهلية ترفضُ محاولة الزّج بدار حَمر فى أُتون الحرب
فى مُقابل التحشيد للحرب فى مدينة النهود تحت رعاية أمير أمارة عموم قبائل دار حمر، برزت تيّاراتٌ أخرى مُناوئة لخط الأمير عبدالقادر منعم منصور أمير أمارة عموم قبائل دار حمر والذى يَرونهُ بأنه يُنفِّذ مُخططات حزب المؤتمر الوطنى المحلول واستخبارات الجيش.
ويقول الناشطُ المدنى التَّقى صالح لـ (سودان وور مونيتور) أن الأمير عبدالقادر منعم منصور ضعيفُ الشخصية ولذلك وجد حزب المؤتمر الوطني المحلول ضالته فيه، وحذّر الأمير والقوة المشتركة من مغبّة جر شباب الدار للدخول فى حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ودعا القوات المشتركة بمكوناتها العسكرية المختلفة والحركات المسلحة للقيام بواجبها فى الدفاع عن المدنيين بدلاً من الاعتماد على المدنيين للدفاع عنهم. وقال التّقى (لا تُوجد جيوش فى العالم تتخلى عن واجباتها وتتركه للمدنيين) وطالب الاستخبارات العسكرية بأن ترعوِى من تجربة تكوين المليشيات بصورة عشوائية حتى لا ينقلبُ السِّحرُ على السّاحر كما هو ماثلٌ الآن.
وعلى الصعيد نفسه، استقبلت القياداتُ الأهلية المُكوِّنة لإدارة دار حَمر وهو جسمٌ مناوئٌ وموازٍ للأمارة يوم السبت الموافق ١٠ أغسطس ٢٠٢٤م قائدا الدعم السريع بقطاع محليات شمال ولاية غرب كردفان (فائز حامد و أحمد النور). وقال أحدى مُتحدِّثى القيادات الأهلية بأنهم فى دار حَمر لا يُفرِّقون بين عربى أو أعجمى ولا بين أحمر وأسود، مؤكدِّاً رفضهم مُخطّط حزب المؤتمر الوطني المحلول وسعيه الدّؤوب لزرع الفتن بين القبائل، مُعلناً تجديد قيادات إدارة دار حمر بيْعتهم للقائد محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع وأنهم فى الدار يُناصِرون الدعم السريع ويقفون معه قلباً وقالباً. مُؤكِّداً بأنهم دُعاة سلام.
أما القائد فائز حامد أحد قادة الدعم السريع بقطاع محليات شمال الولاية فقال أن الاستخبارات العسكرية تعمل على إستزراع الفتن بين القبائل وأنّهم يقُومون بنهب الناس والتفريق بينهم على أساس العِرق والقبيلة، وقال بأنّهم فى الدعم السريع ينبِذُون الجهوية والقبلية والعنصرية والطائفية.