عبدالرحيم دقلو 'قررنا السيطرة على دارفور والفاشر ليست استثناء'
الحركات المسلحة الموقعة وغير الموقعة على سلام جوبا تحتشد في الفاشر
اكد قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو أنهم قرروا السيطرة على كل المواقع العسكرية التابعة للجيش في اقليم دارفور بما في ذلك الفاشر والتي تشهد حشوها كبيرة من طرفي الدعم السريع و الحركات المسلحة بما في ذلك بعض الحركات غير الموقعة على سلام جوبا.
وفي حوار له أجراه الناشط السياسي والاعلامي الموالي للدعم السريع السيد عبدالمنعم الربيع من داخل مقر الفرقة ١٦ مشاة للجيش سابقا بنيالا - المشار إليها بالفرقة الأولى مشاة في منصة الحوار - اعلن دقلو عن خطة اجيزت من قبل قيادة الدعم السريع لكل المواقع العسكرية بدارفور دون استثناء، قبل ان يستدرك بالقول “ميزة الفاشر أنها بها إخوتنا في حركات الكفاح المسلح و هذا ما اخر السيطرة عليها، لأننا اتفقنا مع إخوتنا في الكفاح المسلح بأنه لا يجب ان تكون هناك حرب في الفاشر”
وشن دقلو هجوما لاذعا لرئيس حركة العدل والمساواة السودانية الدكتور جبريل ابراهيم معتبرا اياه احد ازرع النظام السابق، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع كانت من أكبر القوى الداعمة لان يصبح جبريل ابراهيم وزيرا للمالية و ولو مؤقتا رغم اعتراض قوى محلية ودولية على ذلك، لكنه اعتبر ان جبريل ابراهيم مجرد كوز لا يمكن التراجع عن عن توجهه، حيث قال “انا اكثر زول وقفت مع جبريل لكي يصبح وزيرا، لكن جبريل وقف مع الفلول ضدنا، أو كما قال الذين سبقونا معرفة بالكيزان بأن الكوز لا يمكن أن يعدل طريقه، هو وقف ضدنا، والدليل على ذلك أن أحد المقربين قتل في الطائرة التي احترقت في بورتسودان و كانت في طريقها لتقاتلنا”.
تفاوض الحركات المسلحة وانسحاب الجيش
وفيما ذكر دقلو أنه رفض لقاء جبريل ابراهيم قائد حركة العدل والمساواة السودانية في انجمينا في أولى زيارة له منذ اندلاع الحرب في سبتمبر الماضي، إلا أنه بين أنه قد اجتمع مع قيادة الحركات المسلحة في كل من السيد الهادي ادريس رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي والسيد الطاهر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان واتفقا على عدم شن حرب في دارفور، زاعما ان قوات الدعم السريع لا تزال ملتزمة بذلك، و هو أمر ينافي قرار السيطرة على دارفور الذي اعلنه دقلو في مطلع حديثه.
وشنت قوات الدعم السريع بقيادة عبدالرحيم دقلو هجومات واسعة على عدد من مقرات الجيش والاستيلاء عليها بدءا من نيالا وزالنجي والجنينة و نيرتتي والضعين و برام وأم كدادة، وسط انحسابات للجيش في معظم هذه المقرات. وكان اكبر انسحاب للجيش هو انسحاب الجيش من الفرقة ١٥ بالجنينة تزامنا مع انحسابات من مواقع أخرى بغرب دارفور في كل كرينك و صليعة و سربا و التجمع بمنطقة كلبس الحدودية قبل الدخول إلى دولة تشاد المجاورة، حيث بلغت قوات الجيش اللاجئة إلى تشاد حوالي أكثر من ألفين جندي بعتاد حربي وسيارات مسلحة تم تسليمها للقوات التشادية في منطقة كيراي في اقليم وداي المحادد للسودان. فيما تم القبض على عدد من ضباط الفرقة ٢٠ المنسحبين من الضعين بواسطة منسوبي الدعم السريع ورجالات الإدارة الأهلية بمنطقة الرقيبات بشرق دارفور متنكرين بالزي المدني وهم في طريقهم إلى دولة جنوب السودان يوم امس.
احتشاد الحركات المسلحة بالفاشر
و في سياق ذي صلة، احتشدت الحركات المسلحة بدارفور في مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور وعاصمة الاقليم، وذلك بعد انباء متكررة عن هجوم محتمل لقوات السريع على المدينة، حيث ضم الحشد قوات حركة تحرير السودان بقياة عبدالواحد النور و مجموعة عبدالله بندة غير الموقعتين على سلام جوبا، اضافة الى حركات سلام جوبا بقيادة مني مناوي رئيس حركة تحرير السودان وجبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية بجانب قوات حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي و قوات تجمع قوى تحرير السودان.
وفيما أعلن كل من السيد مني اركو مناوي والدكتور جبريل ابراهيم و السيد عبدالله يحيى نائب رئيس تجمع قوى تحرير السودان انحيازهم للقوات المسلحة السودانية وإنهاء حالة الحياد التي اتخذتها الحركات المسلحة منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي، اكد كل من الهادي ادريس يحيى و الطاهر حجر بالتزام الحياد دون دعم اي من طرفي الحرب في كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الأمر الذي يشير إلى تباين الرؤى داخل حركات سلام جوبا وانشقاق محتمل داخل تجمع قوى تحرير السودان بين الرئيس ونائبه.
ظهور مجموعات غير موقعة على سلام جوبا بالفاشر
وبظهور السيد يوسف محمد يوسف كرجكولا رئيس هيئة أركان حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد النور - الثالث من شمال الصورة - في الفاشر ضمن الحشود الحالية، يتضح أن هناك تحالفات جديدة تتشكل على أرض الواقع رغم إعلان حركة عبدالواحد التزامها الحياد وعدم دعمها لأي من طرفي الحرب.
وفيما أكدت مصادر مقربة من حركة عبدالواحد النور ل “سودان ورر مونيتور” ان رئيس الحركة قد التقى بالجنرال عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية بالعاصمة الكينية مؤخرا، إلا أن مصادر ميدانية أكدت على أن قوات الدعم السريع و قوات جيش تحرير السودان لعبدالواحد النور يتحركان بسلام تام في منطقة نيرتتي التي انسحبت منها القوات المسلحة السودانية (اللواء ٨٦)، مباشرة عقب سقوط حامية زالنجي بيد الدعم السريع.
وفيما حذر مراقبون من أن انتقال الحرب إلى الفاشر قد يحول حرب السودان الحالية إلى حرب اثنية شاملة لما لتاريخ قوات الدعم السريع المؤسسة على انقاض قوات حرس الحدود التي لعبت دورا محوريا في صد حركات الكفاح المسلح وحرق القرى وتشريد الملايين من مواطني دارفور، فإن ظهور عبدالله بندة المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في الفاشر هو الآخر يدلل على أن الحركات المسلحة والمجموعات المنشقة عنها في اوقات سابقة بدأت تعيد تنظيم نفسها بعيدا عن اختلافاتها السابقة رغم ما بها أحداث دموية وخصوصا بين الجنرال عبدالله بندة وقيادة حركة العدل والمساواة من جهة، و مجموعة الصادق الفكة المنشقة عن حركة عبدالواحد مع كرجكولا وآخرين في وقت سابق، اضافة الى المنشقين من الحركتين الرئيسيتن السابقين الذين يمثلون قيادة الجيش السوداني بالفرقة الخامسة مشاة بالفاشر في كل من الجنرال بخيت دبجو ومنتصر قائد ثاني الفرقة، الأمر الذي يرجح تحول مجرى الحرب في السودان حال اندلاعها بالفاشر بالهجوم عليها من قوات الدعم السريع أو ربما بتحرك قوات الحركات المسلحة التي أعلنت انحيازها للجيش حال تحركت للهجوم على قوات الدعم السريع خارج المدينة.