الحرب تدفع مدينة نيالا الى الطاقة الشمسية بعد انقطاع الكهرباء لعام
سوء الأوضاع الأمنية يهدد النشاط التجاري والخدمي بالمدينة
الحرب تدفع مدينة نيالا الى الطاقة الشمسية بعد انقطاع الكهرباء لعام
سوء الأوضاع الأمنية يهدد النشاط التجاري والخدمي بالمدينة
نيالا - دارفور/ سودان وور منتر
تعاني مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي السودان من انقطاع التيار الكهربائي منذ بداية الحرب بين الجيش والدعم السريع في ابريل ٢٠٢٣م، حيث باتت المدينة تعتمد بشكل اساسي علي الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية بعد انقطاع الكهرباء المستمر منذ عام بسبب الحرب.
وقال مواطنون تحدثوا لـ (سودان وور مونيتور) ان اسعار الطاقة الشمسية ارتفعت في الولاية بعد ان اصبح اغلب المدينة تعتمد عليها في المنازل والأسواق. وانتشرت في المدينة محلات شحن الهواتف عبر الطاقة الشمسية وتحولت سوق موقف الجنينة والمواشي إلى ساحة بيع الواح الطاقات الشمسية وذلك بعد يأس كثير من السكان من عودة التيار الكهربائي المنقطع من اغلب مناطق المدينة لاكثر من عام.
كما استعانت منازل عديدة بمدينة نيالا علي الطاقة الشمسية بالكامل حيث ارتفع الطلب علي الواح الطاقة الشمسية بمقدار ٣٠٠ واط الذي يمكنه تشغيل منزل بالكامل ويصل سعره إلى نحو ٧٠٠ الف جنيه مع البطارية أي ما يعادل حوالي (٦٠٠ دولار)، كما تضاعفت اسعار الواح الطاقة الشمسية الاخرى الى الضعف.
ودمرت المواجهات العنيفة بين قوات قوات الجيش والدعم السريع البنية التحتية بالمدينة علي راسها قطاع الكهرباء.
وقال مصدر بإدارة الكهرباء ان كهرباء نيالا باتت تحتاج الي اعادة تأهيل بالكامل مشيرا ان الحرب العنيفة بين الجيش والدعم السريع التي استمرت لشهور دمرت المحطات التحويلية والاعمدة والموصلات كما تم سرقة زيوت المحولات والكوابل واغلب اليات الادارة فضلا عن تشرد موظفي الكهرباء حيث تحولوا الى نازحين ولاجئين، مضيفا ان اصلاح كهرباء المدينة يحتاج الي أموال طائلة كما أن تشغيله يحتاج الي كمية كبيرة من الوقود التي لا تستطيع الولاية توفيره مع غياب جهاز حكومي مسؤل في الوقت الحالي.
و قال المواطن ابراهيم احد سكان مدينة نيالا شمال ل (سودان وور مونتر ) ان الاعتماد على المولدات بات غير مجديا بالمرة بالمدينة نسبة لغلاء اسعار الوقود بسبب الحرب لذلك لجأ الكثيرين الى الطاقة الشمسية.
واشار إلى ان كثير من القرى والمناطق النائية في ولاية جنوب دارفور باتت الان تعتمد علي الطاقة الشمسية بصورة كبيرة.
سوء الأوضاع الأمنية يهدد النشاط التجاري والخدمي بالمدينة
من جهة أخرى، إشتكى عدد من التجار بالأسواق الفرعية لمدينة نيالا من حالة عدم إستتباب الأمن والتي تتجلى في عمليات السرقات وإنتشار حالات النهب المسلح المتكرر للمحال التجارية والخدمية بالمدينة، مما يضاعف معاناة التجار وأصحاب العمل الذين يواجهون تحديات جمة بينها غياب الكهرباء، زيادة دفع الأتاوات وعدم الاستقرار.
وقال عدد من أصحاب المحال التجارية والخدمية لـ (سودان وور مونيتور) إنهم يعانون من حالات التعدي والسرقات المتكررة مما يستدعي نقل بضائعهم صباحا الي الأسواق ومساء الي منازلهم أو استئجار افراد للحراسة مما يزيد من أعباء المدفوعات العالية على التجار.
وذكرت الدكتورة (س) صاحبة مركز صحي بأحدي الأسواق بمدينة نيالا انها تعاني من عملية نقل اغراض المركز الصحي من وإلى المحل بصورة يومية، كما أنها تجد آثار محاولات لسرقة المحل بصورة شبه يومية رغم فراغ المكان من الأدوات والمعدات. بينما ذكرالتاجر (أ) (صاحب زريبة لبيع الفحم والحطب فضل حجب إسمه لدواع أمنية) إنه لا يمكن نقل أغراضه يوميا إلى المنزل لطبيعتها وحجمها لذلك فهو يتعرض للتهديد والسرقة بين هين وآخر من قبل المسلحين دون أي أمل في وقف هذا التهديد أو اللجوء إلى أي جهات أمنية قانونية لتوثيق والحماية.
وكشف بعض التجار والعاملين بالمدينة عن ارتفاع أسعار الإيجارات، كما أن حالة المدفوعات اليومية التي يتم يحصيلها بواسطة منسوبي الدعم السريع تهدد الحركة التجارية بالمدينة، حيث يتم تحصيل الجبايات بصورة غير منتظمة إسبوعيا قد تكون بصورة يومية في بعض الأسواق دونما أي رقيب أو كهات رسمية يمكن اللجوء إليها لمعالجة الازمة، وأشار بعضهم إلى أن المدفوعات ونفقة الإيجارات أصبحت تعجز التجار عن دفع الإيجارات وبعض الالتزامات التي تمكنهم من الاستمرار في الحركة التجارية، وبين بعض التجار أن معوقات الحركة التجارية بالولاية تسببت في ندرة كبيرة لبعض السلع الاستهلاكية.