الدعم السريع يدخلُ مدينة الخوى بغرب كردفان وينسحبُ منها
ومقتل وجرح ٩٠ مواطناً واعتقال ٢٠ آخرون جراء الحدث
الدعم السريع يدخلُ مدينة الخوى بغرب كردفان ثم ينسحبُ منها
مقتل وجرح ٩٠ مواطناً واعتقال ٢٠ آخرون
سودان وور مونيتور
دارت معاركٌ عنيفة دارت بين قوات الدعم السريع بقطاع شمال ولاية غرب كردفان بقيادة العقيد أسعد على أحمد قائد القطاع والقوات المشتركة التى تتكون من (الجيش والشرطة الموحدة وجهاز المخابرات العامة وقوات الاحتياطي لعمارة عموم قبائل دار حمر والمُستنفرُون) بقيادة حمد صافى حمد قائد قوات الاحتياطى بمنطقة الدُّودِّية التى تتبعُ لادارية الخُوى وتقع جنوب شرقها على بُعدِ ٢٠ كيلومتراً، استمرت المعارك العنيفة التى أُسْتُخْدِمت فيها شتّى أنواع الأسلحة والمدافع الثقيلة ليومين مُتتالين من الأحد الموافق ٢١ يونيو 2024م وحتى الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤م.
ففى تمام الساعة التاسعة من صبيحة الأحد ٢١ يوليو ٢٠٢٤م شنّ الدعم السريع بقيادة العقيد أسعد على قائد قوات الدعم السريع بمحليات شمال ولاية غرب كردفان هجوماً خاطفاً على قرية الدُّودِّية بعد تلقِيهم لمعلوماتٍ مؤكدة بوجود حمد صافى حمد قائد قوات الاحتياطى وأحد أبرز قادة حزب المؤتمر الوطني المحلول بشمال الولاية ومُكوِّن مايُعرف ب( اتحاد حمر صر) العنصرى والذي تعتبره قوات الدعم السريع بأنه رأس حية أنصار الحزب المحلول والذى تسبّب باتحاده العنصرى فى احداث شروخاتٍ وتصدُّعات اجتماعية كبيرة بين المكونات الاجتماعية بشمال الولاية ، أسفر الهجوم فى وقوع معركةٍ حامية الوطيس استمرّت لمدة ثلاث ساعات انتهت بهزيمة القوات المشتركة وانسحاب حمد صافى وبقية قواته إلى مدينة الخوى ومنها انسحبت إلى قرية الصَّرِيف التى تبعدُ مسافة ١٥ كيلومتراً غربى الخوى.أسفرت معركة الدُّودِّية عن مقتل ١٨ مواطناً من سكان القرية وجرح ٢٥ آخرون تم اسعافهم إلى مستشفى مدينة الخُوى التعليمى.بينما قُتِلَ ١٧ من القوات المشتركة و٥ من قوات الدعم السريع.
وقال المواطن التَّقى منصور من قرية الدُّودِّية ل ( سودان وور مونيتور) أن جُثث القتلى لاتزال ملقيَّةٌ على الأرض تنتظرُ من يقوم بدفنها بعد فرار سكان القرية ونزوحهم إلى الخوى ، وقال بأن عودة بعض شباب القرية إليها ساهم فى مُواراة بعض الجثامين المُتناثرة صبيحة الخميس المُوافق ٢٥ يوليو٢٠٢٤م.
الدعم السريع يدخُل الخُوى ويخرجُ منها
وفى سياقٍ مُتّصِل قال مواطنٌ من مدينة الخوى تحفّظ على ذكر اسمه ل( سودان وور مونيتور ) أن قوات الدعم السريع بشمال الولاية.
وقامت قوات الدعم السريع بتعقُب القوات المشتركة بعد انسحابها من الدُّودِّية وقامت مساء الاثنين الموافق ٢٢ يونيو 2024م بالهجوم على مدينة الخوى على ظهر عربات الدفع الرباعي والمواتر ذات الثلاث أرجل و إطلاق الأعيرة النارية بصورةٍ عشوائية مما أدّى لقتل ١٠ مواطناً تحصّل ( سودان وور مونيتور) على أسماء ثلاث منهم وهُم :
١/ الفاتح على الطاهر.
٢/ هيثم أبو أُم زين.
٣/ شيخ الجيلى. واصابة ٥ آخرين بجروحٍ متفاوتة تم اسعافهم الى مستشفى الخُوى التعليمى لتلقى العلاج اللازم. وقال المواطن أن مُناصري قوات الدعم السريع من الشفشافة واللصوص قاموا بنهب وقود الجازولين والبنزين من سوق مدينة الخُوى كما قاموا بنهب وسلب أكثر من ٣٠ عربة أتوس من المواطنين و٥ عربة بوكس تتبع لتجار المدينة.وأضاف المواطن بأن قوات الدعم السريع قامت باعتقال ٢٠ مواطناً بالاشتباه فى تعاونهم مع القوات المشتركة تحصَّل ( سودان وور مونيتور ) على أسماء ثلاث منهم وهم :
١/ الأستاذ على عطا المنان مُعلِّم الأجيال وشيخ قرية الدُّودِّية وإمام وخطيب مسجدها وقاضى محكمتها الإدارية بعد نزوحه إلى الخُوى.
٢/ التاجر الهادى مهيدى أحد أكبر تجار قرية الدُّودِّية والذى يعتمد عليه سكان القرية فى الجرُورة والاستدانة.
٣/ المواطن عزمى شرف الدين عبدالله.
وقال المواطن أن قوات الدعم السريع قامت بإطلاق سراحهم صبيحة الخميس الموافق ٢٥ يوليو٢٠٢٤م بعد أن أوسعوهم ضرباً مُبْرحاً وتعنيفاً.
الدعم السريع يُغادر المدينة والطيران يقصف احدى الكافتريات
وأكدَّت مصادر أخرى وثيقة من داخل مدينة الخوى أن قوات الدعم السريع غادرت مدينة الخوى فى تمام الساعة السادسة مساء الاثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤م عقِبَ قيامها بالبحث عن حمد صافى حمد قائد قوات الاحتياطى الذى احتمى بقرية أم جكَّو شرقى مدينة الخُوى. وكشفت المصادر أن طيران الجيش قام بشنِّ غارةٍ جوية أمسية الإثنين وقام بإلقاء أربعة براميل متفجرة على كافتيريا مدينة الخُوى والتى دخلتها قوات الدعم السريع ثُمَّ غادرتها على جناح السرعة، وأسفر القصف عن إلحاق أضرار جسيمة بالكافتيريا التى تدمّرت بصورةٍ شبه كُليَّة ، ولم يؤدى قصف الطيران لوقوع أيَّة أضرارٍ فى الأنفس أو تسجيلٍ لحالات وفيات وسط المواطنين. وأكدَّ المواطن بأن الأستاذ سليمان محمد سليمان المدير التنفيذى لمحلية الخُوى وعد بتعويض صاحب الكافتيريا بعد وقوفه على الأضرار الجسيمة التى ألحقها بها طيرانُ الجيش.
الأمانةُ العامة لحكومة ولاية غرب كردفان تستنكر الهجوم على الخُوى
في بيانٍ للرأى العام صادرٍ عنها بتأريخ الثلاثاء الموافق ٢٣ يوليو ٢٠٢٤م ( عثُرَ سودان وور مونيتور على نسخةٍ منه) استنكرت الأمانة العامة لحكومة ولاية غرب كردفان من مقر إقامتها الجديد بمدينة النهود والتى انتقلت إليها لتُصْبِحَ عاصمةً مؤقتة للولاية فى أعقاب استيلاء الدعم السريع على الفولة حاضرة الولاية بتأريخ الخميس ٢٠ يونيو ٢٠٢٤ الماضى، ماوصفتُه بالاعتداء الغاشم من قِبل الدعم السريع على مدينة الخُوى وقرية الدُّودِّية ،وقالت أنّ قوات الدعم السريع استغلَّت عودة قوات الاحتياطى إلى مقرِّها وارتكازاتها خارج المدينة وقامت بالتسلُّل خِلسةً إلى سوق المدينة ومارست فيه أبشع أنواع التخريب المُمنهج والنهب والسلب لممتلكات المواطنين وبضائع التجار بما فيها المواد الغذائية كما قامت بتدمير بعض البِنيات التحتية .وقال بيان الأمانة العامة للحكومة أن المليشيا ظلّت تستهدف المواطن الأعزل فى معيشته وأمنه واستقراره مما يُؤكِّد فُقْدانِها للبوصلة فى كلِّ الأشياء. وقالت بأنها تُحمِّل مليشيا الدعم السريع مسئولية الأرواح التى قتلتها والمُصابين من الجرحى الذين تسبّبت فى جرحهم واصابتهم، كما حمّلتها مسئولية ممتلكات المواطنين التى قامت بسلبها ونهبها.وقالت أن نهب المواد الغذائية يُؤكِّد أن المليشيا أصبحت تبحث عن قوتٍ يسِدُّ رمقُها ولذلك أصبحت هائمةً فى الطُّرقات تعتاشُ على ممتلكات المواطنين.
كما شجب البيان واستنكر عملية اختطاف المواطنين واحتجازهم فى إشارةٍ واضحة إلى عمليات الاعتقال التى نفذّتها قوات الدعم السريع عقِبَ دخولها مدينة الخُوى. وقال بيانُ الأمانة العامة أن اختطاف المواطنون تُعتبر جريمةٌ كُبرى يُعاقب عليها القانون الدولى والعُرف الأهلى لعُموم قبائل الولاية لأنهم مواطنين ومدنيين عُزَّل لا يحملُون سلاحاً ولا عصِيَّاً.
المجلس الأعلى لشؤون دار حمر يُحمِّل الجيش وأمارة دار حَمر المسئولية
في سياقٍ آخر ،أصدر المجلس الأعلى لشؤون دار حمر ( وهو تنظيمٌ مدنى مُناوئٌ لتوجهات أمارة عموم قبائل دار حَمر المُساند للجيش و يتخذُّ موقف الحَياد حِيال الحرب الدائرة) بيانٌ بتأريخ الإثنين الموافق ٢٢ يوليو ٢٠٢٤م حَمَّل فيه الجيش المُتواجد بمدينة النهود مسئوولية الدِّماء التى سالت بمدينة الخُوى وقرية الدُّودِّية وذلك لتقاعُسِه عن القيام بمسئولياته الأساسية والدفع بمواطنينَ لا خبرة لهم بالعمل العسكري إلى مواجهاتٍ غير متكافئةٍ ، وتساءل المجلس فى بيانه حول هدف مجئ الجيش إلى مدينة النهود ( هل هو لحماية المواطنين أم للاحتماء بهم)؟.
وفى ذات السِّياق حَمَّل البيان أمارة عموم قبائل دار حَمر وعلى رأسها الأمير عبد القادر منعم منصور مسئولية كافة الأحداث التى وقعت بمدينة الخُوى وقرية الدُّودِّية بسبب سُكوته وسماحه لأنصار النظام البائد المتغطية بثوب الأمارة لتعبئة واستنفار المواطنين الأبرياء بشعاراتٍ كاذبة والزَّج بهم فى حربٍ لا ناقةَ لهم فيها ولا جمل وأنّ هدفهم الرئسى من وراء ذلك هو حماية أنفسهم ومصالحهم التى يتهدّدها الغُول ،كما أنهم لا يستطيعون العيشَ فى سلامٍ لأن السلام يكشفُ حقيقتهم للناس لذلك يعملون على صناعة الحروب والخراب ثُمّ دغْدَغة مشاعر البسطاء فى سوقِ الهياج العاطفى بشعاراتٍ يَخْفُون ورائها أهدافهم الاجرامية.
وناشد البيان مواطنى دار حَمر بكلِّ فئاتهم للانتباه لمُخططات هؤلاء المجرمين وعدم الانسياق وراء شعاراتهم التى يُروِّجُون لها.وطالب البيان كل مَن لديه قناعة بحرب الكرامة المزعومة بأن يذهب إلى معسكرات الجيش وألّا يتحرّك لقتالٍ إلّا وقوات الجيش أمامه لأنها حربه ولذلك فإن لم يتحرّك الجيش فليس هنالك ما يُجْبِر المواطن على القتال نيابةً عنه.
تجْدُرُ الإشارةَ إلى أن الدعم السريع وسَّع من نطاق سيطرته على الحاميات العسكرية التابعة للفرقة٢٢ مُشاة ببابنوسة بغرب كردفان والتى لاتزالُ صامدةً حتى الآن بعد مُضٍى زُهاء الست أشهُرٍ ونَيْف بفضل دفاع عساكرها المُسْتَمِيتِ عنها.