أنشطةُ غرف الطوارئ الإنسانية بولاية غرب كردفان
تقديم مساعدات غذائية وطبية وأنشطة دعم نفسى
أنشطةُ غرف الطوارئ الإنسانية بولاية غرب كردفان
تقديم مساعدات غذائية وطبية وأنشطة دعم نفسى
تقريرٌ متسلسل من ( ٢_٢ )
مرصد حرب السودان : ولاية غرب كردفان
غرفُ الطوارئ السودانية هى مبادراتٌ مجتمعية وشبكاتٌ شبابية تطوعية ، انبثقت عن لجان المقاومة السودانية التى قادت حِراك ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٩م.
نشأتْ غرفُ الطوارئ كاستجابة إنسانية لتقديم الدعم الإنسانى للمدنيين المُتضررين من حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م بين الجيش والدعم السريع.
تعمل غرفُ الطوارئ والتى غطِّت جميع أنحاء السودان ، فى مجالات عديدة مثل : الإجلاء وتقديم المساعدات الغذائية والطبية والصحة النفسية والدعم الاجتماعى والإبلاغ عن حالات انتهاكات حقوق الإنسان المصاحبة للحرب والحفاظ على البنية التحتية وإدارة المطابخ المجتمعية، وتوفير المأوى سيِّما لنازحى الحرب والمتضررين من الكوارث الطبيعية الأخرى.
وفى أكتوبر ٢٠٢٤م، أعلن معهد أبحاث السلام فى أوسلو عن ترشيحه لغرف الطوارئ السودانية لنيل جائزة نوبل للسلام ، وجدّد المعهد ترشيحه لها لنيل الجائزة فى العام ٢٠٢٥م .
وقال هنريك أوردال مدير المعهد ( إنّ غرف الطوارئ تُمثِّل دليلاً دامغاً على قوة الصمود المحلى والعمل الجماعى فى مواجهة الحرب الوحشية ، ووصفَ عمل أفرادُها بأنّه يُسلِّطُ الاضواءَ على الجهود المترابطة اللازمة لتعزيز العدالة والسلام فى العالم.
وتقديراً وعِرفاناً بأدوارها، قام الإتحاد الأوروبى ودوله، بمنح غرف الطوارئ السودانية جائزته لحقوق الإنسان للعام ٢٠٢٥م.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنّ غرف الطوارئ أظهرت شجاعةً استثنائية وإلتزاماً راسخاً بتقديم المساعدات أثناء الحرب.
فى هذا الجزء الثانى من التقرير، نُواصل الكشف عن الأنشطة التى تُنفِّذها غرفُ الطوارئ ببعض محليات ولاية غرب كردفان.
غرفةُ الطوارئ والبناء بمحلية الميرم وصيانة المستشفى الريفى
ضمن جهودها المستمرة التى تبذلها لتحسين الخدمات الصحية ودعم المؤسسات الطبية ، قامت غرفة الطوارئ والبناء بمحلية الميرم يوم الإثنين الموافق ١٣ أكتوبر ٢٠٢٥م، بتدشين عنبر جديد بمستشفى الميرم الريفى بعد صيانته بصورةٍ شاملة، شمِلت الصيانة تأهيل العنبر تأهيلاً كاملاً وتحديث التوصيلات الكهربائية وتوفير عدد ١٠ أسرِّة طبية حديثة ومفارش جديدة.
وقال إبراهيم حلبى عضو غرفة الطوارئ والبناء بمحلية الميرم، أنّ تأهيل أحد عنابر مستشفى الميرم الريفى يأتى دعماً للمؤسسات الطبية فى ظل ظروف الحرب الاستثنائية التى تمر بها البلاد وبما يُسهم فى تحسين بيئة العمل وجودة الخدمة المقدمة للمواطنين بالمحلية.
وأضاف حلبى بأنّ التدشين يأتى ضمن سلسلةٍ من المبادرات التى تُنفِّذها الغرفة استجابةً للاحتياجات الإنسانية المتزايدة بالمحلية.
وقال أنّ الغرفة ظلّت تعمل منذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، بين الجيش والدعم السريع على تقديم الدعم والإسناد للمواطنين المتأثرين بالنزاع من خلال توفير خدمات الطوارئ، وإعادة تأهيل المرافق العامة وتنسيق الجهود بين المجتمع المحلى والمنظمات الإنسانية.
وأضاف حلبى بأنّ تأهيل العنبر ماكان ليتِم لولا الدعم السخى من المجلس النرويجى للاجئين الذى قدّم المنحة المالية لتنفيذ مشروع الصيانة والتأهيل وتوفير التجهيزات الطبية الحديثة.
وأكدّ أنّ خدمة المواطن تظل هى الغاية الاولى والأسمى لكل مشاريع الغرفة، وأنّ الغرفة ستُواصل العمل بروح التضامن والمسؤولية من أجل بناء مجتمع مُتماسك يتجاوز آثار الحرب ويستعيد عافيته.
وكشف حلبى، أنّ فعالية تدشين العنبر شملت توزيع حوافز مالية للكوادر الطبية والعاملين بالمستشفى الريفى تقديراً لدورهم الكبير فى تقديم الخدمات العلاجية فى ظل ظروف الحرب والنزوح ، ووفاءً لما يبذلونه من جهدٍ متواصل لخدمة المواطنين رغم شُح الإمكانيات.
وجدّد حلبى دعوة الغرفة للمنظمات الوطنية والدولية لمضاعفة جهودها الإنسانية فى دعم المدنيين المتأثرين بالحرب والمساهمة فى تأهيل المرافق الصحية والخدمة التى تُشكِّل خط الدفاع الاول فى مواجهة الأزمات الإنسانية والصحية المتفاقمة.
غرفة الطوارئ والبناء بمحلية المجلد تُنفِّذ عدداً من الأنشطة
فى خِضم جهودها الإنسانية المستمرة لدعم الأسر النازحة داخل محلية المجلد، قامت غرفة الطوارئ والبناء بمحلية المجلد بتأريخ الأربعاء الموافق ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥م بتوزيع سِلال غذائية استهدفت عدد ٢١٦ أسرة بمراكز إيواء النازحين داخل مدينة المجلد.
وقال حماد خاطر عضو غرفة الطوارئ والبناء بمحلية المجلد لمرصد حرب السودان، أنّ مشروع توزيع السلال الغذائية يأتى استجابةً للأوضاع الإنسانية الحرِجة التى يعيشها النازحون جرّاء الحرب.
وقال أنّ محلية المجلد تستضيف النازحين فى عدد ٣٦ مركز إيواء، يأوِى مئات الاسر التى تُعانى من نقصٍ حاد فى الغذاء والدواء والمأوى.
وأضاف خاطر بأنّ المشروع قام بتوزيع سلال غذائية لعدد ٢٠٠ أسرة من الاسر الأكثر هشاشةً من المجتمع المُستضيف.
وقال أنّ الغرفة قامت نهاية سبتمبر ٢٠٢٥م، الماضى بتوزيع عدد ٢٠٠ سلة غذائية استهدفت الأسر النازحة خارج مراكز الإيواء والذين ينتشرون داخل الأحياء السكنية ويُقيمون مع أهلهم وأقاربهم بمدينة المجلد.
وقال حماد أنّ مشروع السلال الغذائية يأتى بدعمٍ كريم من المجلس النرويجى للاجئين.
وكشفَ حماد عن أنّ غرفة الطوارئ والبناء بمحلية المجلد وفى إطار احتفالاتها باليوم العالمى للمعلم الذى صادفَ يوم الأحد الموافق ٥ أكتوبر ٢٠٢٥م الماضى ، قامت بتوزيع عدد ٦٠ سلة غذائية استهدفت عدد ٦٠ معلماً ومعلمة بمختلف المراحل التعليمية بالمحلية.
وقال أنّ ذلك جاء إيماناً من الغرفة بدور المعلم، وأنّ المعلم ليس ناقلاً للعلم فقط ، بل صانعٌ للإنسان ويزرع القيمَ قبل الدروس ويُشكِّل الوعى قبل تنمية العقول.
وفى سياقِ أنشطة غرفة الطوارئ والبناء بمحلية المجلد، أضاف حماد بأنّ الغرفة احتفلت يوم السبت الموافق ١٨ أكتوبر ٢٠٢٥م وبقاعة مركز شباب مدينة المجلد وبالتنسيق مع فرقة الشمس المشرقة، احتفلت باليوم العالمى للتوعية بسرطان الثدى ، وقال أنّ الاحتفال احتوى على محاضراتٍ قصيرة ومفيدة ، تناولت، تشريح الثدى و الفرق بين الورم الحميد والورم الخبيث و أسباب الإصابة بسرطان الثدي، والفحوصات لسرطان الثدي ومراحل تطور المرض والكشف الذاتى وكيفية الوقاية من المرض.
غرفة الطوارئ والبناء بمحلية الأضية تُناشد لحل مشكلة الدواء بالمحلية.
شكتْ غرفة الطوارئ والبناء بمحلية الأضية من إنعدام الدواء لبعض الأمراض بجميع صيدليات المحلية ، وقالت أنّ أدوية مرض الملاريا تجاوزت فاتورتها مبلغ ال٣٢ ألف جنيه سودانى.
وقالت سلمى مكين عضو الغرفة لمرصد حرب السودان بأنّ المحلية تعيشُ فى أزمةٍ طبية وصحية حقيقية نتيجة لعدم توفر الدواء بمستشفى المدينة وبعض الصيدليات.
وقالت برغم توفر الدواء لمرض الملاريا باحدى صيدليات المدينة الخاصة ، إلاّ أنّ سعره غالٍ وليس فى متناول معظم مواطنى المدينة.
وناشدت سلمى بإسم غرفة الطوارئ والبناء بمحلية الأضية رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان والمنظمات الدولية والمحلية للتدخل وتوفير الدواء لإنقاذ مواطنى المحلية من الموت بمرض الملاريا وبعض الأمراض المزمنة الأخرى.
نخلصُ من سلسلتى التقرير ، أنّ غرف الطوارئ والبناء بمحليات ( بابنوسة ولقاوة وغبيش والميرم والمجلد والأضية ) تبذِلُ جهوداً مضنية لتقديم العون لنازحى الحرب والمجتمعات المستضيفة لهم، إلاّ أنّ ضعف وتوقُف التمويل أحياناً يظل من التحديات الكبرى التى تحُول دون استمرارية الخدمات التى تقدمها للمستفيدين.
ولذلك نُناشد الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمنظمات وجميع الجهات المانحة بالاستجابة لنداءاتها المستمرة وتوفير الدعم المادى والعينى لها حتى تُواصل رحلة الصمود فى مساعدة نازحى الحرب والفئات الهشة من المجتمعات المُستضيفة.





