حول سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة ٢٢ مشاة / بابنوسة بولاية غرب كردفان
مئاتُ الاسرى والمفقودين ومصيرٌ مجهول لبعض الأسر ووصول قائد اللواء ٨٩ إلى دولة جنوب السودان
حول سيطرة قوات الدعم السريع على الفرقة ٢٢ مشاة / بابنوسة بولاية غرب كردفان
مئاتُ الاسرى والمفقودين ومصيرٌ مجهول لبعض الأسر ووصول قائد اللواء ٨٩ إلى دولة جنوب السودان
تقريرٌ متسلسل من ( ٢ _ ٢)
مرصد حرب السودان : ولاية غرب كردفان
بعد صمودٍ ناهز الثلاث سنوات ، سيطرت قواتُ الدعم السريع بتأريخ الأول من ديسمبر ٢٠٢٥م على الفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة التى ظلّت تتصدّى لهجماتِ قوات الدعم السريع عليها منذ بداية اندلاع المعارك حولها مع جيشها بتأريخ الثالث والعشرين من يناير ٢٠٢٤م وحتى الأول من ديسمبر ٢٠٢٥م ، تصدّت الفرقة لأكثر من ١١٠ هجوماً بريّاً ولأكثر من ٣٠٠ هجوماً بالمدفعية الثقيلة وبالمُسيَّرات الإستراتيجية والإنقضاضية.
تناول الجزء الأول من التقرير، تفاصيلُ المعارك الأخيرة حتى سقوط الفرقة ٢٢ فى يد قوات الدعم السريع، وقتلى طرفى الحرب.
فى هذا الجزء الثانى من التقرير، نُسلِّط الأضواءَ على أسرى ومفقودى الفرقة ٢٢ ومصير الأسر المدنية التى كانت بقشلاق وملاجئ الفرقة ٢٢ عقِبَ سقوطها، بالإضافةِ لمعرفة مصير قائد اللواء ٨٩ مشاة التابع للفرقة ٢٢.
دمارٌ شامل لمبانى الفرقة ٢٢مشاة ببابنوسة بفعل الحرب
أظهرت فيديوهات وصوراً إلتقطتها كاميرات الغرف الإعلامية التابعة لقوات الدعم السريع وأفرادٌ من القوة، مدى الدمار الذى لحقَ بمبانى ومُنشآت الفرقة ٢٢مشاة ببابنوسة بعد السيطرة عليها بتأريخ الإثنين الموافق الأول من ديسمبر ٢٠٢٥م.
وقال عقيدٌ معاشى بالجيش سبقَ وأنْ عمِلَ بالفرقة ٢٢ مشاة لمرصد حرب السودان، أنّ حجم الدمار الذى شاهده للفرقة 22، يُؤكِّدُ بجلاءٍ ضراوة وشراسة المعارك التى دارت بين الجيش والدعم السريع للسيطرةِ عليها، كما يُؤكِّد مدى الاستبسال والدفاع المُستميت لجيشها عنها.
وأضاف العقيدُ المعاشى أنّ الفرقة ٢٢ استحالت إلى أرضٍ جرداء بفعل القصف المدفعى وقصف مُسيّرات الدعم السريع العنيف لها، وختمَ قوله بأنّ أطلال الفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة ستظلُّ شاهدةً لصمودها الأسطورى وبسالة جيشها ، فما من فرقةٍ عسكرية فى السودان حاقَ بها الدمار كما شاهدته عيناى بالفرقة ٢٢ مشاة.
انتقادٌ لبيان الجيش بعد سقوط الفرقة ٢٢ فى يد الدعم السريع
انتقد العقيد معاش التعميم الصحفى للقيادة العامة للقوات المسلحة الذى صدر بإسم الناطق الرسمي بإسمها بتأريخ الثلاثاء الموافق ٢ ديسمبر ٢٠٢٥م أى بعد مُضى يومٍ على سقوط الفرقة ٢٢ فى يد قوات الدعم السريع.
وقال أنّ التعميم تحدّث عن احباط جيش الفرقة ٢٢ لهجوم الدعم السريع عليها يوم الإثنين، وأضاف أنّ التعميم تغاضى عن الإشارة إلى سيطرة قوات الدعم السريع علي الفرقة ٢٢.
وقال أنّ التعميم الصحفى يبدوا وكأنّه موجهاً للمجتمع الدولى وليس لجموع الشعب السودانى ، لأنّه تحدّث عن عدم إلتزام الدعم السريع بهدنته التى أعلنها من طرفه، فى وقتٍ رفض فيه الفريق الأول عبدالفتاح البرهان الهدنة التى دعت لها دول الرباعية وأعلن اصراره على الحرب والحل العسكرى.
مصيرٌ مجهول لبعض الأسر كانوا بقشلاق الفرقة ٢٢
لازال الغموضُ يكتنفُ مصير الأسر من أبناء ضباط وجنود الفرقة ٢٢ مشاة والذين يسكنون بقشلاق الجيش وملاجئ الفرقة ٢٢ لحظة سقوطها فى يد الدعم السريع.
وكانت مصادرُ مرصد حرب السودان قد قالت بوجود حوالى ٤٠ أسرة من أبناء ضباط وجنود الفرقة ٢٢ بالإضافة إلى حوالى ٣٠ أسرة معظمهم من حى السلام المتاخم للفرقة من ناحيتها الجنوبية الغربية، وهؤلاء اضطروا للجوء إلى الفرقة مع بداية اندلاع المعارك.
ورغم قيام قوات الدعم السريع بنشر عددٍ من الفيديوهات والصور لبعض الأسر وهم بحالةٍ جيدة، إلّا أنّ مصيرهم جميعاً لايزال مجهولاً وسط تواتر أنباء بإرسال بعضهم إلى مدينة المجلد والإبقاء على بعضهم بمدينة بابنوسة.
أسرى ضباط وجنود الفرقة ٢٢ لدى قوات الدعم السريع
بعد اضطرار قيادة الفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة للاستسلام أمام سيل الهجوم المُكثّف لقوات الدعم السريع على دفاعاتِ وخنادق ومبانى الفرقة ٢٢ بقصفِ المدافع الثقيلة والمُسيّرات مصحوبٌ ذلك بهجومٍ برّىٍّ واسع من كافةِ اتجاهات الفرقة الأربع، استجابت قيادةُ الدعم السريع لنداء الإدارة الأهلية الموالية للدعم السريع ، وقامت بإيقاف قصف المدافع والمُسيّرات.
ويقول أحد قادة الدعم السريع بقطاع غرب كردفان لمرصد حرب السودان، أنّ قيادة سيطرة الفرقة ٢٢ وعندما تيّقنت من سقوطها لا محالة ولتقليل حجم الخسائر وسط جيش الفرقة ، طالبت من قادة الإدارة الأهلية المُوالين للجيش والذين كانوا بالفرقة منذ اندلاع المعارك حولها بين الجيش والدعم السريع بتأريخ ٢٣ يناير ٢٠٢٤م، طالبتهم بالتواصل مع رُصفائهم من الإدارة الأهلية المُوالية للدعم السريع لإيقاف القتال وأنّهم سوف ينسحبون من الفرقة، واستجابت قيادة الدعم السريع لذلك.
ويقول العقيد معاشى لمرصد حرب السودان، أنّ انسحاب الجيش من الفرقة ٢٢ كان اضطرارياً وتمّ اتخاذه بعد تيقُّن القيادة التام بسقوطها ، ودلّل لذلك بالانسحاب غير المُنظم لضباط وجنود الفرقة مما تسبّب فى وقوعهم فى الأسر لدى أفراد الدعم السريع بالإضافةِ إلى فُقدان الاتصال بعددٍ كبير منهم حتى الآن.
أسرى تمّ إطلاق سراحهم بعد دفعِ فديات وآخرون لا يزالون قيد الأسر
كشفتْ مصادرُ مرصد حرب السودان ، أنّ عدد أسرى ضباط وجنود الفرقة ٢٢ مشاة يُقدّر عددهم بحوالى ٨٠٠ أسير وحوالى ٣٠٠ مفقود، تمّ إطلاق سراح بعضهم بعد قيام ذويهم بدفع مبالغ مالية ( فدية ) وهنالك آخرون ينتظرون قيام ذويهم بدفع مبالغ مالية يُطالب بها مَن قاموا بأسرهم لإطلاق سراحهم. وتتراوحُ مبالغ الفدية مابين ( ٣ مليار إلى ٦ مليار جنيه سودانى).
وأكدّتْ مصادر موثوقة، أنّ بعض أفراد الدعم السريع قاموا بإجلاء بعض جرحى الجيش إلى مستشفى مدينة المجلد لتلقى العلاج، كما قام بعضهم بإطلاقِ سراح بعض الأسرى دون مُقابل ، حيثُ لعبتْ العلاقات الإجتماعيةُ ووشائجُ الدم دوراً كبيراً فى ذلك.
وحُصلَ مرصد حرب السودان على أسماء بعض الأسرى والمفقودين من ضباط وجنود الفرقة ٢٢ والذين تمّ تجميعهم ببعض المواقع داخل مدينة بابنوسة وبعض المدن و القرى المجاورة للمدينة وهم :-
١/ العقيد / أحمد حامد النور : قائد منطقة نيم العسكرية سابقاً.
٢/ المقدم / حماد حامد حماد : تمّ أسره بواسطة أفراد من قوات الدعم السريع وكان ابنه الأشوس / الصديق حماد حامد من ضمن القوة التى أسرته.
٣/ المساعد / بدرالدين السنوسى جراد : تمّ أسره رفقة خمسة من أفراد الجيش ، وقام قائد المجموعة التى أسرتهم ببثِّ مقطع فيديو ذكروا فيه أسماءهم ، ووجّهوا مناشدة لزملائهم بالفرقة للاستسلام وانتقدوا تقصير قيادة الجيش العليا فى نجدةِ الفرقة ٢٢.
٤/ المساعد طبى / جودة آدم حامد.
٥/ مساعد طبى / محى الدين يوسف عيسى.
٦/ تقنى مختبرات / محمد المصطفى الطيب.
٧/ إبراهيم أحمد أحمدية.
٨/ أمجد محمد على أحمد.
٩/ عزيز معتز آدم يحى.
١٠/ السيد البارودى.
١١/ حسين بشرى ( النيس ).
١٢/ محمد موسى إدريس وابنه مبارك محمد موسى إدريس.
١٣/ حسن على يوسف.
١٤/ أحمد أبكر محمد ودالفكى.
١٥/ آدم على محمد أحمد وشقيقه عمر على محمد أحمد.
١٦/ مروان معتصم عبدالله وشقيقه مهتدى معتصم عبدالله.
١٧/ سمير على أبكر.
١٨/ إبراهيم أبشر.
١٩/ سلمان أبوهدايا كرشوم.
٢٠/ الإعلامى أبورتاج.
كما تحصّل مرصد حرب السودان على أسماء بعض المفقودين وهم :
١/ آدم موشى.
٢/ إسماعيل عبدالله.
٣/ خالد آدم عبدالله.
٤/ ياسين يوسف عيسى.
٥/ الطاهر.
٦/ حسن على يوسف.
٧/ عبدالمولى محمد إبراهيم : إمام مسجد الفرقة ٢٢.
٨/ طارق الوسيلة.
عدم إلتزام بعض أفراد الدعم بتوجيهات قيادتهم فيما يلى ملف الأسرى
منذ سيطرتها على الفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة فى الأول من ديسمبر ٢٠٢٥م ، أصدرت القيادة العسكرية لقوات الدعم السريع توجيهات وتعليماتٍ صارمة لأفرادها بحسن معاملة الأسرى من ضباط و جنود الفرقة ٢٢، وطالبت قادة المجموعات بتجميع كل الأسرى بمدينة بابنوسة ومن ثمّ ترحيلهم إلى مدينة الفولة للمُثُولِ أمام الأستاذ يوسف عوض الله عليان رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان وذلك لاستكتابهم تعهداتٍ وأداء قسم عدم مُعاداة قوات الدعم السريع ، وبعد ذلك يتم ترحيلهم إلى ذويهم بواسطة بعثة الصليب الدولى وجمعية الهلال الأحمر السودانى.
وقال عددٌ من ذوى الأسرى لمرصد حرب السودان، أنّهم دفعوا مبالغ مالية طائلة نظير إطلاق أبنائهم وأشقائهم وأقاربهم وقعوا فى الأسر بعد سقوط الفرقة ٢٢ فى يد الدعم السريع.
وقالوا أنّهم دفعوا تلك المبالغ عبر حساباتٍ بنكية ، وقالوا أنّ المتصلين يرفضون تحديد أماكن ومواقع الأسر ، ووصفوا هؤلاء بأنّهم مُجرّد شفشافة ولصوص.
وصول قائد اللواء ٨٩ مشاة إلى دولة جنوب السودان
كشفَ مصدرٌ موثوق لمرصد حرب السودان عن وصول العميد ركن حسن درموت قائد اللواء ٨٩ مشاة التابع للفرقة ٢٢ مشاة ببابنوسة إلى مدينة أويل حاضرة ولاية شمال بحر الغزال بدولة جنوب السودان.
وقال المصدر، أنّ أحد قادة الإدارة الأهلية يُدعى العمدة حامد الكِليس قام بإخراج العميد ركن حسن درموت رفقةَ ١٨ من جنود الفرقة قبل سقوطها التام بساعاتٍ ، واللجوء بهم إلى منطقةِ مجوك ومنها إلى مدينة أويل بدولة جنوب السودان.
استمرار عملية نظافة مدينة بابنوسة من مُخلفات الحرب
بعثتْ قيادة قوات الدعم السريع بأتيامٍ هندسية إلى مدينة بابنوسة وذلك لنظافتها من مخلفات الحرب من أجسام متفجرة كالألغام والمفخخات وغيرها.
وقال الأستاذ سليمان عمر بلل المدير التنفيذى لمحلية بابنوسة فى تعميمٍ صحفى عاجل بتأريخ الثلاثاء الموافق ٩ ديسمبر ٢٠٢٥م، أنّ التيم الهندسى يُواصل أعمال إزالة الألغام فى جميع الأحياء السكنية والمؤسسات الخدمية بالمدينة . وبعد اكتمال المهمة فإنّ إدارته ستعلنُ رسمياً عن موعد عودة المواطنين إلى منازلهم بأمان.
















