استخدام العنف الجنسي ضد النساء والفتيات كاداة للحرب في السودان
غارة جوية للجيش السوداني في مدينة الحصاحيصا تودي بحياة العشرات
استخدام العنف الجنسي ضد النساء والفتيات كاداة للحرب في السودان
مرصد حرب السودان : متابعات
قتل شخص واحد على الأقل وأصيب العشرات في منطقة الحلفايا بمدينة الخرطوم بحري، الأحد 6 اكتوبر 2024، إثر قصف مدفعي متبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
بينما استهدف الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة صبيحة الاثنين 7 أكتوبر 2024، عبر غارة جوية عشوائية محلية الحصاحيصا في ولاية الجزيرة، مما أدى إلى تجاوز الحصيلة الأولية (100 شخص) ما بين قتيل وجريح، من بينهم نساء وأطفال.
تتواصل مجازر القصف الجوي من قبل القوات المسلحة، التي شملت ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وغرب وشمال دارفور وشمال كردفان، مما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين.
قال بيان محامو الطوارئ إن المجازر التي يرتكبها الطيران الحربي تُعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان، إن إصرار القادة المسؤولين عن هذه الجرائم يُعد فضيحة للمجتمعين الدولي والإقليمي، حيث تُظهر عدم اكتراث القوات المسلحة بحماية المدنيين العزل، تزداد معاناة السكان نتيجة استمرار هذه الهجمات، مما يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي.
ادان بيان محامو الطوارئ بشدة استمرار القصف الجوي العشوائي واستهداف المدنيين، مؤكدا على مخالفة ذلك لمبادئ التمييز والتناسب المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية أرواح المدنيين، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في حماية حقوق الإنسان، وضمان محاسبة المتورطين في هذه الجرائم.
استخدام العنف الجنساني
في تقرير المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام صدر في الثلاثين من سبتمبر 2024، بعنوان ( الدعارة القسرية : آثار حرب السودان علي النساء والفتيات،
أشار تقرير المركز إلى أنه تم استخدام العنف الجنسي والجنساني ضد النساء والفتيات كأداة للحرب، سواء من خلال الانتهاكات المتعلقة بالنوع الاجتماعي، أو الإهمال، أو الاستغلال السياسي، ولسوء الحظ، تم تجاهل المرأة في جهود صنع السلام في السودان على الرغم من أنها كانت المجموعة الأكثر تضررا.
وقد أدى غياب السياسات العدلية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية إلى تعريض النساء والفتيات لهذه الانتهاكات، كما أن القوانين التقييدية والقمعية مثل قانون النظام العام تزيد من إحباط حقوق المرأة في السودان.
بينما سلطت ثورة ديسمبر 2018 الضوء على الدور المهم للمرأة حيث شكلت 60% من المتظاهرين، ومع ذلك، خلال السودان الحالي، اتُهمت الأطراف المتحاربة بارتكاب العديد من الانتهاكات ضد النساء والفتيات.
يوثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام في هذا التقرير تجارة الدعارة القسرية في مدينة نيالا بجنوب دارفور كدراسة حالة لما يجري في السودان، ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على الوضع وتقديم معلومات حول الممارسة المتنامية كأحد آثار حرب السودان على النساء والفتيات.
الاختفاء القسري
تطرق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام أيضا إلى حماية الأشخاص من الاختفاء القسري، وبالتركيز علي الأزمة الحالية في السودان، أصبح الاختفاء القسري، وهو جريمة ضد الكرامة الإنسانية وانتهاك خطير لحقوق الإنسان، مصدر قلق ملح في السودان وسط الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وأدت هذه الأزمة، التي اندلعت في أبريل 2023، إلى العديد من حالات الاختفاء القسري المبلغ عنها، مما سلط الضوء على الحاجة الملحة للتدخل الدولي والالتزام بالاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.
يجسد الوضع في السودان، كيف أن حالات الاختفاء القسري تحرم الأفراد من الحماية المقررة لهم قانونًا، وتتسبب في ألم شديد للضحايا وأسرهم.
وتشير التقارير الواردة من منظمات حقوق الإنسان إلى تورط القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مثل هذه الأعمال، مما يشكل انتهاكًا للحقوق الأساسية.
ولاية الجزيرة
قال مصدر من مدينة الحصاحيصا ل’’ مرصد حرب السودان ‘‘ ان طيران الجيش السوداني استهدف موقع في حي فور الاثنين 7 أكتوبر 2024، أدى ذلك الى وفاة وجرح العشرات من من أبناء المنطقة، وأحدثت الغارة اضرارا بالغة ببعض المنازل.
من جهتها قالت لجان مقاومة مدني بولاية الجزيرة إنَّ قوات الدعم السريع شنت حملة اعتقالات واسعة على مواطنيين من فئة كبار السن بحي الدباغة، والمطار وأحياء أخرى، بالمدينة، وتقتادهم إلى أماكن مجهولة وتنهال عليهم بالضرب المبرح.
وقالت لجان المقاومة أن أحد المعتقلين تم إخلاء سبيله وعاد إلى داره، بينما البقية ما زالوا مفقودين، واعتبرت أن هذه الاعتقالات مواصلة لانتهاكات قوات الدعم السريع لإنسان ولاية الجزيرة، حسب ما جاء في موقع راديو دبنقا.
في ذات السياق، أكدت منصة نداء الوسط بولاية الجزيرة استمرار قوات الدعم السريع في استهداف المواطنين الابرياء، قال بيان ان مجموعة من قواتها اغتالت يوم الاثنين 1 أكتوبر 2024، مساعد. معاش / عبد السلام الله جابو، في قرية فارس ود الحداد التي تقع جنوب ولاية الجزيرة.
بينما قامت قوات الدعم السريع باغتيال العميد معاش (النعيم النور الأمين) في قرية "مزيقيلا" الجمعة 27 سبتمبر 2024، وسبقه أيضاً الأستاذ المحامي (حسب الرسول حسن) في منطقة "الباقير الوراني" ريفي الكاملين ، وجميعهم من المعاشيين كبار السن.
قال البيان ان قوات الدعم السريع ما تزال تبحث عن انتصارات وهمية بارتكاب الجرائم والانتهاكات في حق المواطنين الضعفاء، ظنا أنها ستتمكن من إخضاعهم، واحتلال مناطقهم، وقمعهم لتقبل وجودها علي أراضيهم.
العاصمة المثلثة
بينما قتل شخص واحد على الأقل وأصيب العشرات في منطقة الحلفايا بمدينة الخرطوم بحري، الأحد 6 اكتوبر 2024، إثر قصف مدفعي متبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
اكد موقع سودان تريبيون ان استمرار الاشتباكات والقصف العشوائي بين قوات الدعم السريع والجيش في مربع 7 مطري الحلفايا على شارع الإنقاذ تسبب في مقتل أحد المواطنين وأوقع عشرات الجرحى، وكشف عن اعتقال الدعم السريع لستة شباب من المنطقة واقتيادهم إلى جهة غير معلومة، بعد تسلل عناصرها إلى داخل مربعات 7 و8.
أعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن وفاة وإصابة (10) مدنيًا مساء الجمعة 4 اكتوبر 2024، بينما أدان محامو الطوارئ الاعتداءات المتواصلة من قبل قوات الدعم السريع على المدنيين في جزيرة توتي و تجويعهم، ما أدى لوفاة عدد 35 شخصًا داعيين المجتمع الإقليمي والدولي لإدانة هذه الانتهاكات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، دكتور محمد إبراهيم عبدالرحمن إنَّ الوفيات (3) حالات من بينهم طفلتين بحي العمدة و(7) إصابات يتلقون العلاج حاليًا بمستشفى النو إثر قصف قوات الدعم السريع للأحياء السكنية بالثورات، وأمبدة، وأم درمان القديمة ولم يتسنى للوزارة حصر الحالات التي لم تصل للمستشفيات.
ادعي ناشطون سودانيون وشهود عيان أن قوات من الجيش السوداني وكتائب البراء قامت بتصفية ما يقارب 120 مدنيًا من سكان منطقة الحلفايا، بعد السيطرة عليها من قبل القوات المسلحة السودانية، جرى إعدامهم بالرصاص بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع، التي كانت تسيطر على المنطقة.
قالت قوات الدعم السريع في بيان الإثنين 30 سبتمبر 2024، إن “كتائب الحركة الإسلامية ارتكبت مجزرة بشعة بتصفية أكثر من 70 شاباً من المتطوعين في خدمات “التكايا” والمطابخ الجماعية في ضاحية الحلفايا بالخرطوم بحري”.
في ذات السياق، نفى متحدث باسم الجيش السوداني، الأربعاء 2 أكتوبر 2024، ارتكاب عناصر تابعة له تصفيات جسدية طالت عشرات الناشطين في العمل الطوعي بالخرطوم بحري، بزعم تعاونهم مع قوات الدعم السريع.
وتداولت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تصفية كتائب تتبع للجيش السوداني لعدد من المدنيين في الخرطوم بحري، بعد اتهامهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبدالله، ل ’’ سودان تربيون ‘‘ ما يتداول بشأن تورط الجيش في تصفية متطوعين بالعمل الإنساني بمنطقة بحري مجرد أكاذيب وتلفيقات درجت قوات الدعم السريع وأعوانهم من السياسيين على ترويجها‘‘.
إقليم دارفور
قتل 8 أشخاص وجرح 4 نتيجة قصف قوات الدعم السريع الاحد 6 اكتوبر 2024، اجزاء واسعة من معسكر ابو شوك بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، قائمة اسماء الجرحى:
1- سمية أحمد 30 سنة بلك 28 مربع 7
2- عبدالعزيز محمد إبراهيم 13 سنة بلك 26 مربع 5
3- علي آدم حران 45 سنة بلك 19 مربع 1
4 - عدنان علي آدم 12 سنة بلك 19 مربع 1
5- محمد علي عبدالله 67سنة بلك 25
6- آدم عبد المولى 70سنة بلك 12 مربع2
7- صدام إدريس دفع الله 24سنة بلك 4 مربع 6
8- عبدالعزيز أمير ابراهيم بلك 26 مربع 8
العمر 13 سنة
اسماء الجرحى :
1 - حسن ادم عبدالله 35سنة بلك 28 مربع 7
2- أسماء عبدالله علي 30 سنة بلك 28 مربع 7
3- سكرة يونس أحمد 42 سنة بلك 19 مربع 7
4- عائشة بابكر أحمد 54سنة بلك 25
نفذت قوات الدعم السريع، الأحد 6 أكتوبر 2024، سلسلة اعتقالات طالت العشرات بمدينة كتم ومخيم كساب للنازحين بولاية شمال دارفور، كما قيدت حركة النازحين، ومنعتهم من مغادرة المعسكر، وحظرت استخدام أجهزة الإنترنت الفضائي ’’ ستارلينك‘‘.
وتأتي انتهاكات الدعم السريع تجاه المدنيين بمحلية كتم شمال غرب الفاشر، في أعقاب مواجهات عسكرية عنيفة بين القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة الحليفة للجيش السوداني والدعم السريع في مناطق “بئر مزة، بريدك” وبلدات اخرى متاخمة لكتم.
بينما قُتلت امرأة وأصيب مواطن آخر، الأثنين 30 سبتمبر 2024، إثر غارة جوية جديدة لسلاح الطيران السوداني على مدينة كتم 136 كم غربي الفاشر عاصمة شمال دارفور، وقال شهود عيان إن سلاح الطيران نفذ غارات جوية علي مدينة كتم استهدفت السوق وحي بكمبوت بنحو 8 صواريخ، مما تسبب في مقتل امرأة وإصابة أحد أصحاب المطاعم بالسوق.
حسب ما نشره موقع دارفور 24، اكد بأن الغارة تسببت في تدمير عددًا من المنازل، وسيطرت قوات الدعم السريع على كتم، بعد خوضها معارك ضارية أجبرت الجيش على الانسحاب منها، وذلك في يونيو 2023.
قتل 5 أشخاص بينهم 3 أطفال من اسرة واحدة، وأصيب 6 آخرين إثر غارة جوية لطيران الجيش السوداني على قرية “كداريك” بوحدة تابت الإدارية 45 كم جنوب الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وقال آدم إبراهيم، مواطن من قرية “كداريك” لـ ’’ دارفور24 ‘‘ ، إن سلاح الطيران استهدف محيط منطقة كولقي بعدد من القذائف قبل أن يقصف قرية كداريك بالتزامن مع هروب عدد من المسلحين على ظهور المواتر في الطريق بين دامرة قلاب و منطقة تابت، مما تسبب الغارة في مقتل ٥ أشخاص بينهم 3 أطفال من أسرة واحدة.
وأضاف أن القرية تعرضت لغارة جوية نهار الجمعة الماضي 27 سبتمبر 2024، مشيرًا إلى أن وقوعها في الطريق بين دامرة قلاب وسوق تابت جعلها عرضة للاستهداف الجوي.
ولاية البحر الأحمر
قالت اللجنة القانونية وحقوق الإنسان في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” أن السلطات في بورتسودان قامت باعتقال المحامي منتصر عبد الله، الذي يُمثل هيئة الدفاع عن قيادات “تقدم”، حيث احتجزته الأجهزة الأمنية .
وأفادت اللجنة القانونية لـ “تقدم” في بيان لها بأن منتصر قد تم توقيفه في 7 سبتمبر 2024، بعد تقدمه بطلب قانوني للاطلاع على يومية التحقيق في البلاغ رقم 1613/2024 الموجه ضد الدكتور عبد الله حمدوك، وعدد من القادة السياسيين والناشطين.وأشارت اللجنة إلى أن هذا التوقيف يأتي في إطار انتهاك صارخ لحقوق المحامين.
وذكرت اللجنة في البيان أن اعتقال الأستاذ منتصر عبد الله يمثل خرقاً واضحاً لحق الدفاع المضمون في القوانين الوطنية والمواثيق الدولية، كما أنه يتعارض مع المادة 48 من قانون المحاماة التي تفرض إبلاغ النقابة المختصة قبل اتخاذ أي إجراءات بحق المحامين.
شمال كردفان
لقي 20 شخصًا مصرعهم وأصيب اخرون بجروح متفاوتة إثر هجوم شنته قوات الدعم السريع، الثلاثاء 8 أكتوبر 2024، على قرية الدموكية الواقعة شرق منطقة خور طقت بمحلية شيكان، ريف مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان.
وأكد شاهد عيان من قرية الدموكية، أن قوات الدعم السريع هاجمت القرية مساء الاثنين 7 اكتوبر 2024، باستخدام 30 دراجة نارية، وأسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 22 آخرين، بينهم كبار السن وأطفال، تم نقلهم إلى مستشفى الأبيض لتلقي العلاج.
وجاء في بيان أصدره محامو الطوارئ السبت 5 أكتوبر 2024، أن “أكثر من 30 شخصًا على الأقل قُتلوا وأُصيب ما يزيد عن 100 آخرين في قصف جوي لطيران الجيش استهدف منطقة حمرة الشيخ وأبو زعيمة بولاية شمال كردفان”.
وقال البيان أن المقاتلات الحربية أسقطت نحو 6 براميل متفجرة استهدفت الأحياء السكنية وسوق حمرة الشيخ الرئيسي، مما أدى إلى وفاة عدد كبير من المدنيين ونفوق كميات من الماشية.
وأضاف البيان، وفقًا لإفادات مصادر محلية، أنه لا توجد أي تمركزات لقوات الدعم السريع أو أي مظاهر عسكرية في البلدة.