النساء في سياقات الحرب أرواح تزهق ومصير مجهول
صعوبة الحصول على الخدمات الصحية وعدم توفر وسائل الحركة
النساء في سياقات الحرب أرواح تزهق ومصير مجهول
مرصد حرب السودان : ولاية شمال دارفور
سيدة محمد هرديمي معلمة بالمرحلة الثانوثة ضاقت به الحال منذ اندلاع الحرب اجبرتها الحرب على النزوج من منزلها بحي المعهد ب بالفاشر، واتخذت من مركز ايواء مدرسة الجنوبية بنات بالفاشر مقرا لاقامتها وهي ام لطفلين واحدهما من ذوات الاعاقة في ظروف بالغة التعقييد.
الا ان تحول الصراع واذادياد وتيرة الحرب اجبرتها للنزوح للمرة الثانية لتحل بها الترحال بمخيم زمزم للنازحين بمركز السلام 43 للايواء لمدة ثلاثة اشهر لتواجه مجدد مصيرا مجهولا عقب التدوين المدفعي الكثيف نحو المخيم من قبل قوات الدعم السريع، بعد ان فقدت جميع ما يعيلها على لقمة العيش، وفي يدها طفلتها المعاقة، بيد ان الاستسلام لمواجهة خطر الموت كان مصيرا امامهم.
وتضيف هرديمي في وصفها للظروف البيئية التى يعيشونها في مركز السلام 43 لايواء بفقدانهم لابسط المقومات والحماية والمبيت تحت الاشجار الصغيرة في ظل حلول فصل الشتاء القارض يفترشون الارض، ويلتحفون السماء بعد ان فقدو جميع ممتلكاتهم.
وتروي المعلمة عن صعوبة حصولهم على الخدمات الصحية في معاناة اخرى لتضاف لعدم توفر وسائل الحركة، ولبعد المراكز لتلقي الخدمات الصحية، مما اقعد عدد من كبار السن، ذوات الامراض المزمنة، وجعلهم في حيرة من امرهم بسبب انقطاع الادوية، وارتفاع تكاليف العلاج في تلك المراكز.
قصة دموع وحيرة .. ارواح تزهق ومصير مجهول
تروي الاستاذة سيدة قصتها، وهي تزرف الدموع، وفي حيرة من امرها بعد ان قضت اكثر 15 عاما في التدريس، من حياة مستقرة الي مصير مجهول من نزوح متكرر داخل المدينة.
لم تكن محاربة في معركة، وليس لها اي انتماء، وإنما كانت ضحية مثل آلاف النساء اللاتي يدفعن ثمنا باهظا في حرب ليس لهن فيها ناقة ولا جمل، تتنوع قصص الضحايا الأبرياء، خصوصا النساء والأطفال، ويجمعهم ثمن واحد يدفعونه، أرواح تزهق وأطراف تبتر ومصير مجهول.
تصارع النساء على البقاء في السياقات التي تشهد نزاعات مسلحة، في خضم بيئة تتسم غالبا بالعنف وتهميش دور المرأة، بل قد يصل الأمر إلى حد استخدام المرأة أداة حرب حينما تتعرض للعنف الجسدي.
المرأة تتحمل اوزار الحرب
ان معاناة النساء بسبب الحرب لم تكن وليدة العقود الماضية، وإنما بدأت منذ آلاف السنين، لذلك، غالبا ما تتحمل المرأة أوزار الحروب، والنزاعات المسلحة فيتقلص بذلك دورها الاجتماعي، وتتضاءل خياراتها وفرصها كلما طال أمد النزاع.
حيث أصبحت النساء هدفًا مباشرًا للانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها أطراف النزاع. هذه الانتهاكات لا تقتصر على الأذى الجسدي، بل تشمل العنف الجنسي، الاستغلال، والتشريد القسري، مما يضاعف من معاناتهن في ظل غياب الحماية الأساسية والخدمات الضرورية.
فكان لابد من قيام غرفة طوارئ الأمل النسوية - بمحلية كرنوي بولاية شمال دارفور في اغسطس الماضي، لتبرز الدور القيادي للمرأة في مواجهة الأزمات الإنسانية.
التركيز علي احتياجات النساء في كرنوي
من خلال تركيزها على احتياجات النساء النازحات واللاجئات في محلية كرنوي، تقدم الغرفة نموذجًا عمليًا للتضامن المجتمعي والاستجابة الطارئة لاحتياجات الفئات الأكثر تضررًا.
مع تدفق الأعداد الكبيرة من النساء النازحات إلى المنطقة، تتضاعف المسؤولية لتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، المأوى، الرعاية الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي.
ان تأسيس هذا الجسم يعكس إيمانًا عميقًا بقدرة النساء على تحقيق التغيير الإيجابي، ليس فقط لتخفيف معاناة المتضررات، بل أيضًا لتمكينهن، وضمان حقوقهن في العيش بكرامة رغم الظروف القاسية.
فقد يكون هذه الخطوات تؤسس لبيئة عمل شفافة وتعاونية تُعزز الثقة بين والمجتمع المستفيد.سيكون له أثر كبير في تحسين حياة النساء النازحات والمتضررات، وسيُساهم في بناء نموذج يُحتذى به في التعامل مع الأزمات.
ويذكر ان محلية كرنوي استقلبت اكبر قدر من النازحات بسبب تحول الصراع واحتدام المعارك بالمناطق الشمالية الغربية بالولاية وخاصة الفارين من معارك دونكي بعاشيم، وام بعر وغيرها من المحليات الغربية.