تحليل تهديدات التطرف العنيف في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا
ضعف الدولة المركزية وفشلها في تقديم الخدمات يؤدي الي التطرف العنيف
دكتورة مارثا نجيري الخبيرة في الجماعات الارهابية
تحليل تهديدات التطرف العنيف في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا
ضعف الدولة المركزية وفشلها في تقديم الخدمات يؤدي الي التطرف العنيف
تقرير : مرصد حرب السودان
في الجلسة الأولى الإثنين 10 نوفمبر 2025، من ورشة منع ومكافحة التطرف العنيف التي أقيمت في مدينة هاواسا بإقليم سيداما بجنوب دولة أثيوبيا الفيدرالية، تمت الاشارة الي الاسباب التي تقود الي التطرف العنيف في القارة الافريقية، واشهر الجماعات الإرهابية التي تنشط.
من اشهر الجماعات المتطرفة في القارة الافريقية خاصة في منطقة القرن الافريقي وشرق افريقيا، هي حركة الشباب الصومالية هي تنشط في الصومال وكينيا، بدأت تنفيذ اعمالها الارهابية في 2006، ويقول الخبراء أن أكثر الدول التي تأثرت بها بشكل كبير هي الصومال وكينيا.
أما في غرب القارة الافريقية تشتهر جماعة بوكو حرام النيجيرية التي تكونت في عام 2002، في شمال نيجيريا، وتأثرت بها النيجر والكاميرون وتشاد، وتنظيم داعش في الصحراء الكبري الذي ينشط في منطقة الساحل الأفريقي، وتمتد نشاطاته في مالي والنيجر وبوركينافاسو، وبالإضافة الي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، يقوم باعمال اجرامية في مالي والنيجر وبوركينافاسو، ولها ارتباط وثيق بتنظيم القاعدة، وهذه الجماعة تأسست في عام 2017، حسب الخبراء، دول الساحل الافريقي تأثرت بها.
قوات التحالف الديمقراطي الأوغندية هي جماعة تنشط في المناطق الحدودية الجبلية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا، نشأت هذه القوات عام 1995، وبدأت حربها ضد السلطات في كمبالا وكينشاسا عام 1996، وزاد عنف الجماعة 2013، وتم ادراجها في قائمة جزاءات مجلس الامن التابع للامم المتحدة عام 2014، تحالفت قوات التحالف الديمقراطي مع تنظيم الدولة الاسلامية في وسط أفريقيا 2021.
جانب من حضور ورشة هاواسا عن منع ومكافحة الارهاب العنيف
في السنوات الاخيرة زادت هجمات قوات التحالف الديمقراطي الاوغندية، على المدنيين، ما تسبب في مقتل واصابة المئات من المدنيين الابرياء، نفذت هجمات عنيفة ضد مدنيين وقوات حكومية في المنطقة، مما أدى إلى نزوح الآلاف
وجماعة الثخراوي تشكلت في عام 2014 كجماعة جهادية بزعامة عبد المجيد الصحراوي، وأعلنت ولاءها لداعش في بلاد الشام، تنشط في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، جماعة الاعتصام السودانية هي انشقت عن جماعة الإخوان المسلمين في السودان في عام 1991، وأعلنت تأييدها لداعش في عام 2014.
تسببت هذه الجماعات في العديد من الهجمات الإرهابية والخسائر في الأرواح والممتلكات في المنطقة، وتعتبر تهديدًا كبيرًا للأمن القومي والدولي.
أسباب انتشار التطرف العنيف في افريقيا
تطرقت الورشة الي الأسباب التي تؤدي الي التطرف العنيف في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، من هذه الأسباب،
هناك عدة أسباب تؤدي إلى التطرف العنيف في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، منها، الفقر والبطالة يعتبران من الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة.
وأوضحت الورشة أن الصراعات السياسية والعنف المسلح في المنطقة تساهم في خلق بيئة مواتية للتطرف العنيف، مشيرة الي التأثيرات الخارجية، مثل دعم بعض الدول للجماعات المتطرفة، يمكن أن تساهم في تغذية التطرف العنيف في المنطقة، وبينت أن ضعف الدولة وعدم قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين يمكن أن يؤدي إلى انتشار التطرف العنيف، اضافة لذلك، ان التطرف الديني والفكر المتشدد يمكن أن يؤدي إلى انتشار التطرف العنيف في المنطقة.
غياب العدالة والمساءلة يؤدي الي تجنيد أعضاء جدد
واكد الخبراء ان التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي لفئات معينة من المجتمع يمكن أن يؤدي إلى شعور بالغضب والاستياء، مما يزيد من احتمالية الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وغياب العدالة والمساءلة يمكن أن يؤدي إلى شعور بالظلم والغضب، مما يزيد من احتمالية اللجوء إلى العنف، تأثير الجماعات المتطرفة، مثل الشباب، يمكن أن يؤدي إلى تجنيد أعضاء جدد وتغذية التطرف العنيف في المنطقة، وأوضح الخبراء أن هذه العوامل تتفاعل مع بعضها البعض وتخلق بيئة معقدة تؤدي إلى انتشار التطرف العنيف في المنطقة.
أسباب انتشار الجماعات الإرهابية في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا
يقول الخبراء إن تهديدات التطرف العنيف في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا تشمل، انتشار الجماعات الإرهابية مثل الشباب في الصومال وتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، مما يشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا، في ذات الوقت، تشهد المنطقة هجمات إرهابية متكررة تستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات.
يقول الخبراء في ورشة هاواسا لهذا، تستغل الجماعات الإرهابية الفقر والبطالة والتهميش السياسي لاستقطاب الشباب وتجنيدهم، أن التهديدات العابرة للحدود، تشكل الجماعات الإرهابية تهديدًا عابرًا للحدود، مما يتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا لمواجهتها، و التأثير على الاستقرار السياسي، يؤدي التطرف العنيف إلى زعزعة الاستقرار السياسي في المنطقة، مما يؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكدوا أن الآثار الإنسانية تؤدي الهجمات الإرهابية إلى نزوح المدنيين وتدمير البنية التحتية، مما يزيد من معاناة السكان المحليين، مع انتشار التحديات الأمنية التي تشكل الجماعات الإرهابية تحديًا أمنيًا كبيرًا للجيوش والشرطة المحلية، مما يتطلب تعزيز القدرات الأمنية والاستخباراتية.
و أوضحوا أن التأثير علي الاقتصاد يؤدي التطرف العنيف إلى تدهور الاقتصاد المحلي والإقليمي، مما يؤثر على فرص التنمية والاستثمار، لمواجهة هذه التهديدات، طالب الخبراء الدول في المنطقة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتحسين القدرات الأمنية والاستخباراتية، ومعالجة الأسباب الجذرية للتطرف العنيف، مثل الفقر والبطالة والتهميش السياسي.
سرديات مواجهة التطرف العنيف في افريقيا
يجب تبني سرديات بديلة مضادة للتطرف العنيف في القارة الأفريقية، يجب أن تشمل، سردية الحقوق والواجبات التي تعزز قيم الحقوق والواجبات والمواطنة، وتشجيع الأفراد على المشاركة في الحياة العامة، سردية التسامح والتعايش التي تعزز قيم التسامح والتعايش بين مختلف الفئات الاجتماعية والدينية، سردية العدالة الاجتماعية التي تعزز العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ومعالجة الفقر والبطالة والتهميش.
ويجب تبني سردية الهوية الوطنية التي تعزز الهوية الوطنية والانتماء للوطن، وتشجيع الأفراد على العمل من أجل مصلحة المجتمع، سردية التعليم والتنوير التي تعزز التعليم والتنوير، وتشجيع الأفراد على التفكير النقدي والمنطقي، سردية الحوار والتواصل، تعزيز الحوار والتواصل بين مختلف الفئات الاجتماعية، وتشجيع الأفراد على الاستماع والتفاهم، وسردية المشاركة المجتمعية التي تعزز المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي، وتشجيع الأفراد على المساهمة في بناء المجتمع.
في ذات الوقت، يقول الخبراء أن هذه السرديات البديلة والمضادة للتطرف العنيف يمكن أن تساعد في، تحدي الأفكار المتطرفة، وتشجع تعزز قيم التسامح والتعايش، مساعدة بناء المجتمعات السلمية والمستقرة، وتعزيز العلاقات بين مختلف الفئات الاجتماعية، وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء الي الوطن، وتشجيع الأفراد على العمل من أجل مصلحة المجتمع، ومن خلال تعزيز هذه السرديات البديلة والمضادة للتطرف العنيف، يمكن العمل على بناء مجتمعات أكثر أمانًا واستقرارًا.
استخدام الاتصالات الاستراتيجية بشكل فعال لمكافحة التطرف العنيف
تحليل وفهم الخطاب المتطرف
وأوضح الخبراء أن الفهم حول استخدام الاتصالات الاستراتيجية بشكل فعال لمكافحة التطرف العنيف من خلال السرديات البديلة والمضادة يتطلب، فهم الخطاب المتطرف وتحليل مضامينه وأهدافه، و تطوير سرديات بديلة ومضادة للتطرف العنيف، تعزز قيم التسامح والتعايش والمواطنة، استهداف الجماهير التي قد تكون عرضة للتأثير المتطرف، وتقديم رسائل بديلة ومقنعة.
يناشد الخبراء باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال لنشر السرديات البديلة والمضادة، التواصل مع الشباب وتقديم رسائل بديلة ومقنعة تعزز قيم التسامح والتعايش، التعاون مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والإعلام لتعزيز السرديات البديلة والمضادة، تقييم فعالية الاتصالات الاستراتيجية وتعديلها وفقًا للاحتياجات والنتائج.
أهمية الاتصالات الاستراتيجية
يمكن أن تساعد الاتصالات الاستراتيجية في تحدي الأفكار المتطرفة وتعزيز قيم التسامح والتعايش، و بناء المجتمعات السلمية والمستقرة، وتعزيز العلاقات بين مختلف الفئات الاجتماعية، وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء للوطن، وتشجيع الأفراد على العمل من أجل مصلحة المجتمع.
ضرورة توثيق روايات الجماعات المتطرفة
روايات الجماعات المتطرفة التي يجب توثيقها تشمل روايات تأسيس الجماعات المتطرفة، مثل روايات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وتنظيم القاعدة، وتوثيق روايات الفكر المتطرف التي تروج لها الجماعات المتطرفة، مثل روايات التكفير والجهاد.
توثيق روايات التجنيد التي تستخدمها الجماعات المتطرفة لجذب الأعضاء الجدد، توثيق روايات التبرير التي تستخدمها الجماعات المتطرفة لتبرير أفعالها العنيفة، توثيق روايات النصر والهزيمة التي تروج لها الجماعات المتطرفة، مثل روايات الانتصارات العسكرية والهزائم.
يوضح الخبراء أن توثيق هذه الروايات يمكن أن يساعد في، فهم الفكر المتطرف والجماعات التي تروج له، مكافحة التطرف العنيف من خلال فهم أسبابه وآلياته.
وتطوير استراتيجيات مضادة للجماعات المتطرفة، مثل استراتيجيات التوعية والتواصل، حماية المجتمعات من التطرف العنيف وتعزيز السلم والاستقرار، من المهم أن يتم توثيق هذه الروايات بطرق موضوعية ومحايدة، وأن يتم تحليلها في سياقها الاجتماعي والسياسي.


